بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني
5- شرح بلوغ المرام (كتاب الجنايات)- فضيلة الشيخ أد سامي بن محمد الصقير- 21 جمادى الآخرة 1445هـ
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه - 00:00:00ضَ
في كتاب الجنايات عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء متفق عليه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل عبده قتلناه ومن جدع عبده جدعناه - 00:00:18ضَ
رواه الخمسة. رواه الخمسة وحسنه الترمذي. وهو من رواية الحسن البصري عن عن سمرة وقد اختلف في سماعه منه وفي رواية لابي داوود والنسائي ومن خص عبده خصيناه وصححه وصحح الحاكم هذه الزيادة - 00:00:40ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد تقدم الكلام على حديث ابن مسعود وعائشة رضي الله عنهما - 00:00:57ضَ
وبينا ما فيهما من الفوائد والاحكام واظن توقف بنا الكلام على بيان شروط القصاص وشروط استيفاء القصاص. كذا؟ نعم نعم ايضا من من فوائد هذا الحديث تتمة يستفاد منه ان من ارتد - 00:01:14ضَ
عن دين الاسلام فقتله مباح في قوله التارك لدينه ومنها ايضا بيان عقوبة المحارب وهي القتل والصلب والنفي من الارظ هذه ثلاث عقوبات ذكرت في هذا الحديث وهناك عقوبة رابعة - 00:01:39ضَ
ذكرت في الايات الكريمة وهي قوله او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف وعلى هذا فتكون تكون عقوبة المحارب اربعة عقوبات وهذه العقوبات الاربع قيل انها على سبيل التخيير وان الامام - 00:02:08ضَ
مخير في ذلك حسب المصلحة فيوقع على المحاربين منا فيوقع على المحاربين من العقوبات ما يراه زاجرا ورادعا قالوا لان او في الاية الكريمة التخيير فهي كقوله عز وجل ففدية من صيام او صدقة او نسك - 00:02:34ضَ
ولان الحدود شرعت لتقويم الناس الحدود شرعت لتقويم الناس واذا امكن التقويم بما هو اقل فانه يجب الاقتصار عليه وهذا القول مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن جماعة من التابعين وهو مذهب الامام مالك رحمه الله - 00:03:06ضَ
والقول الثاني ان عقوبة المحاربين فكونوا على حسب جرمهم وان لكل رتبة من الحرابة درجة من العقوبة كالتالي فمن قتل منهم واخذ المال قتل وصلب لانه ارتكب جريمتين ومن قتل ولم يأخذ المال - 00:03:35ضَ
قتل ولم يسلب ثالثا من اخذ المال ولم يقتل يده ورجله من خلاف وحسمت الرابع من اخاف السبيل فقط نفي من الارض وعلى هذا فتتنزل كل عقوبة على جرم وذنب - 00:04:09ضَ
كل مرتبة من الحرابة لها درجة من العقوبة وهذا القول مروي ايضا عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو مذهب اكثر العلماء ومنهم الائمة الثلاثة وسيأتي الكلام ان شاء الله تعالى على هذه المسألة - 00:04:41ضَ
في قتال اهل البغيج. ستبين مفصلة ان شاء الله ثم قال المؤلف رحمه الله وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء - 00:05:03ضَ
قوله اول مبتدأ خبره قول الدماء وقول اول ما يقضى القضاء بمعنى الحكم والفصم وقول يوم القيامة هو يوم الجزاء والحساب وسمي يوم القيامة في امور ثلاثة اولا ان الناس يقومون من قبورهم - 00:05:23ضَ
يوم يقوم الناس لرب العالمين وثانيا انه يقام فيه العدل لقول الله عز وجل ونضع الموازين القسط ليوم القيامة وثالثا انه يقوم فيه الاشهاد في قول الله عز وجل ويوم يقوم الاشهاد - 00:05:51ضَ
ويستفاد من هذا الحديث فوائد منها اولا بيان عظم شأن الدماء وان شأنها عظيم وخطير ووجه ذلك ان البداءة تكون بالاهم فالاهم وقول اول ما يقضى يدل على اهميتها ومنها - 00:06:20ضَ
ان القضاء والحكم بين الناس يوم القيامة يكون في الدماء وفي غير الدماء يكون في الدماء وغيرها في قوله اول وهذا يدل على ان هناك اولا واخرا ومنها ايضا التحذير - 00:06:46ضَ
من حقوق العباد وان الانسان سوف يحاسب عليها يوم القيامة في قوله اول ما يقضى بين الناس ومن فوائده اثبات الجزاء والحساب يوم القيامة وان الانسان سوف يحاسب ويجازى والحساب - 00:07:08ضَ
في اللغة بمعنى العدد واما شرعا الحساب هو اطلاع الله تعالى عباده على اعمالهم وتقريرهم عليها اطلاع الله عز وجل عباده على اعمالهم وتقريرهم عليها والحساب ثابت بالكتاب والسنة واجماع الامة - 00:07:36ضَ
قال الله عز وجل ان الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم وقال عز وجل واما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وثبت في الحديث من حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته اللهم حاسبني حسابا يسيرا - 00:08:06ضَ
فلما انصرف عليه الصلاة والسلام من صلاته قالت يا نبي الله وما الحساب اليسير؟ قال ان ينظر الله في كتابه فيتجاوز عنه وقد اجمع المسلمون على ثبوت الحساب اجماعا قطعيا - 00:08:38ضَ
وصفة الحساب اما بالنسبة للمؤمن فان الله تعالى يخلو بعبده المؤمن ويقرره بذنوبه ويقال له فعلت كذا في يوم كذا حتى اذا رأى انه قد هلك قال الله عز وجل - 00:09:01ضَ
قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم فيعطى كتابا حسناته هذا بالنسبة للمؤمن واما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين - 00:09:23ضَ
والحساب يوم القيامة عام لجميع الناس من المكلفين وغيرهم كما يدل عليه حديث الاقتصاص الشاة الجلحاء من الشاة القرناء هذا يدل على على ان حساب للعموم ويستثنى من ذلك من استثناهم النبي صلى الله عليه وسلم - 00:09:51ضَ
وهم سبعون الفا من هذه الامة منهم عكاشة بن محصن رضي الله عنه ممن يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وقد روى الامام احمد رحمه الله من حديث ثوبان رضي الله عنه ان مع كل واحد سبعين الفا - 00:10:20ضَ
ان هؤلاء السبعون مع كل واحد سبعين الفا وهذا الحديث حسنه صححه الحافظ كثير رحمه الله في تفسيره عند قول الله عز وجل كنتم خير امة اخرجت للناس واول من يحاسب من الامم - 00:10:46ضَ
اول من يحاسب من الامم هذه الامة لقول النبي صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة المقضي بينهم بين الخلائق المقضي بينهم قبل الخلائق وجاء في حديث اخر انه صلى الله عليه وسلم قال نحن اخر الامم واول من يحاسب - 00:11:11ضَ
وهذا صريح في ان هذه الامة هي اول الامم محاسبة واول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله عز وجل هو الصلاة ومن حقوق العباد الدماء وبهذا يحصل الجمع بين الاحاديث - 00:11:38ضَ
بل قد ورد في حديث واحد في رواية للنسائي اول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء واول ما يحاسب عليه الانسان الصلاة والجمع بينهما انه لا منافاة وعنا - 00:12:04ضَ
الحقوق نوعان حقوق لله وحقوق للعباد فاما حقوق الله عز وجل فاول ما يحاسب عليه هو الصلاة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة - 00:12:22ضَ
فان صلحت صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله واما بالنسبة بحقوق العباد اما بالنسبة لحقوق العباد فاول ما يحاسب عليه هو ما يتعلق بالدماء اذا نقول لا منافاة بينما ورد في الاحاديث - 00:12:41ضَ
ان اول ما يحاسب عليه الصلاة وبينما ورد ان اول ما يحاسب عليه هو الدماء فلا منافاة بينهما لان الجمع ممكن فيقال في الجمع اما بالنسبة لحقوق الله فاول ما يحاسب عليه هو - 00:13:09ضَ
الصلاة واما بالنسبة لحقوق العباد فاول ما يحاسب عليه الدماء وهذا يدلنا على عظم شأن الصلاة وان الصلاة اذا اصلحها الانسان اصلح سائر عمله واذا افسدها افسد سائر عمله والانسان ما دام - 00:13:27ضَ
محافظا على صلاته فيرجى له الخير من الله عز وجل والتوفيق والهداية واما اذا اهملها وفرط فيها فهو على خطر عظيم اذا الصلاة من اهم الامور التي يجب على المرء ان يعتني بها - 00:13:53ضَ
لانها هي اخدوا اركان الاسلام بعد الشهادتين اركان الاسلام بعد الشهادتين ولهذا جاء من الوعيد والعقوبة على تركها ما لم يرد في ذنب ما لم يرد في غيرها من اركان الاسلام - 00:14:19ضَ
قال الله عز وجل فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا وهذا دليل على ان اضاعة الصلاة سبب للهلاك. فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا - 00:14:40ضَ
الا من تاب وامن وعمل صالحا فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا والاحاديث في ذلك كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى المؤمن ان يحرص على الصلاة وان يأمر بها نفسه واهله. وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها - 00:15:05ضَ
فيأمر اهله ويصطبر ولم يقل واصبر بل قال واصطبر لان هناك لانه قد يكون هناك معاناة ومشقة في امرهم زجرهم عن تركها فيحتسب الاجر عند الله عز وجل في ذلك - 00:15:30ضَ
والله اعلم الا احتمال. يا ولي العمرين يعني وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. اصطبر على امرهم واصطبر على الصلاة لم يقل واصبر بل قال واصطبر لان زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى - 00:15:49ضَ
- 00:16:19ضَ