كتاب التوحيد - الشرح الثاني - الشيخ سعد بن شايم الحضيري
5 - كتاب التوحيد - باب الخوف من الشرك - الشيخ سعد بن شايم الحضيري
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد درسنا هذه الليلة في كتاب التوحيد في الباب الرابع وهو باب الخوف من الشرك - 00:00:22ضَ
هذا الباب اورده المصنف بعدما ذكر تحقيق التوحيد ذكر قبله ذكر قبله فضل التوحيد وباب التوحيد الى اخره الحق ذلك بباب للتخويف من الشرك لان الشرك اعظم الذنوب واقبح القبائح - 00:00:41ضَ
وهو لا يغفر الشرك الاكبر لا يغفر الا بالتوبة منه اردفها ابواب التوحيد فظائله تحقيقه بهذا لبيان ما يضاد التوحيد وهو الشرك قال رحمه الله باب الخوف من الشرك وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - 00:01:09ضَ
ذكر رحمه الله في هذا الباب انه ينبغي للمؤمن ان يخاف من ان يخاف من الشرك بعدما يحقق التوحيد لان الانسان لا يأمن على نفسه والشرك انواع كثيرة الاكبر منه اربعة انواع - 00:01:40ضَ
والاصغر ايضا انواع ويدخل فيه اه صور كثيرة قد تخفى على الانسان كما بين النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي وفي رواية الشرك الاصغر كما سيأتي - 00:02:00ضَ
وقد بين العلماء ان الشرك ينقسم الى آآ قسمين يشيركم ظاهر وشرك خفي والشرك الظاهر قد يكون منه اكبر وقد يكون منه اصغر وكذلك الشرك الخفي منه ما يكون اكبر ومنه ما يكون اصغر - 00:02:23ضَ
وان كان الاكثر ان الخفي يكون في الاصغر والشرك الاكبر اما ان يكون شركا في في صرف العبادة لغير الله او شركا بما يسمى شرك الدعوة وهو دعاء غير الله. دعاء غير الله - 00:02:43ضَ
وكذلك شرك النية والارادة والقصد من يريد غير الله في عبادته وكذلك الاصغر يكون في يكون في الرياء يسير الرياء ويكون في الاسباب ويكون في الالفاظ كالحلف بغير الله. والاسباب - 00:03:00ضَ
كذلك اتخاذ اسباب آآ سببا لا لم لم يشرعه الله لا شرعا ولا او لم يأذن به الله لا شرعا ولا حسا المهم قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به - 00:03:22ضَ
يخبر عز وجل ان الله لا يغفر الشرك. لان كلمة ان يشرك به اصلها يعني او هي المصدرية ويشرك الفعل هذا اول المصدرية وما دخلت عليه تؤول بمصدر يصير المعنى ان الله لا يغفر شركا بي فيكون نكرة في سياق النفي - 00:03:43ضَ
لان الله نفى ذلك يفيد العموم والمراد به من مات على ذلك قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اي ما دون الشرك من الذنوب يغفره الله عز وجل لمن يشاء من عباده - 00:04:08ضَ
هو تحت المشيئة وهذه الاية لمن مات مصرا على الذنوب او على الشرك حيث مات ولم يتب فان الله لا يغفر الشرك وبقية الذنوب تحت مشيئته عز وجل يغفر لمن يشاء - 00:04:24ضَ
لكن اذا تاب العبد فان الله يتوب عليه. اذا تاب فان الله يتوب عليه ان الله وعد ذلك واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا تبين عز وجل انه يغفر لعباده - 00:04:47ضَ
وقال قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. هذه في التائبين الله وعد انه يغفر لمن تاب لكن الاية التي معنا ان الله لا يغفر ان يشرك به هذه في - 00:05:03ضَ
من مات على الشرك او على الذنوب ثم قال رحمه الله وقال الخليل عليه السلام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام هذا حكاه الله عن ابراهيم عليه السلام انه دعا ربه لما رأى كثرة من ضل بسبب الاصنام والاغترار بها دعا. قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ربي انهن اظلن كثيرا من الناس - 00:05:21ضَ
اه لما رأى ان كثيرا من الناس ضل بذلك سأل الله ان اه يجنبه الشرك وعبادة الاصنام ان يجنبه الشرك وعبادة الاصنام دعا لنفسه ولاولاده وقد استجاب الله آآ ذلك - 00:05:49ضَ
لقد جعله امام الحنفاء استجاب في ابنائه فكانوا انبياء كانوا انبياء اه ذل ذلك على انه انه حتى الانبياء يخافون من الشرك حتى الانبياء يخافون من الشرك لان الله توعد ذلك. قال عز وجل - 00:06:09ضَ
ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين هذا ما اوحاه الله الى الانبياء فدل على خطر ذلك. وقال ابراهيم التيمي احد التابعين ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم - 00:06:31ضَ
هذا رواه بن جرير وابن ابي حاتم في تفسيرهما يقول ابراهيم التيمي استنباطا من هذه الاية يقول من يأمن البلاء بعد ابراهيم عليه السلام لان ابو الانبياء وسيد الحنفاء آآ - 00:06:52ضَ
الذي زكاه الله واثنى عليه يخاف من الشرك دل على ان العبد يخاف من الشرك ولذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم اخوف ما اخاف عليكم الشرك الخفي قالوا يا رسول الله ما تأمرنا؟ قال قولوا اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم - 00:07:07ضَ
قال الشيخ وفي الحديث اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فسئل عنه فقال الرياء هذا الحديث رواه الامام احمد من حديث محمود بن لبيد وهو صحابي من صغار الصحابة انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر - 00:07:28ضَ
قالوا يا رسول الله وما الشرك الاصغر؟ قال الرياء ثم فسره قال يقول الله يوم القيامة اذا جزى الناس باعمالهم اذهبوا الى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟ - 00:07:48ضَ
فاذا كان الشرك الاصغر هكذا خاف منه الصحابة وخوف النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه منه مع كمال ايمانهم واسلامهم فكيف غيرهم فكيف بالشرك الاكبر الذي هو اخطر فلذلك العبد يتعوذ بالله من الشرك كله صغيره وكبيره - 00:08:05ضَ
قال وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار رواه البخاري النت النظير والشبيه ومن يكون منادا لاخر يعني نظيرا له - 00:08:35ضَ
يقول من مات وهو يدعو لله ندا ان يدعو يعبد او يسأل لان الدعاء يطلق باللغة العرب وفي لغة الكتاب والسنة يطلق على دعاء المسألة وعلى دعاء العبادة دعاء المسألة هو ان يسأل يقول يا ربي اغفر لي يا رب كذا هذا دعاء مسألة - 00:08:54ضَ
دعاء العبادة ان يتعبد لله. ان يتعبد لله بالعبادات فهذا يسمى دعاء. يسمى دعاء يعني العبادة نفسها تسمى دعاء قال ابن القيم رحمه الله الند الشبيه يقال فلان ند فلان - 00:09:15ضَ
وهو نديده اي شبيهه ومثل هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة هنا قال من لقي الله من مات وهو يدعو من دون الله يدعو لله ندا دخل النار - 00:09:35ضَ
في رواية اخرى ومن مات وهو لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة قال القرطبي رحمه الله في شرحه مسلم ايمن لم يتخذ مع الله شريكا في الالهية ولا في الخلق ولا في العبادة - 00:09:53ضَ
ومن المعلوم ان الشرع المجمع عليه عند اهل السنة ان من مات على ذلك فلابد له من دخول الجنة وان جرت عليه قبل ذلك انواع من العذاب والمحنة يعني لو كان عنده تقصير - 00:10:12ضَ
قال ومن مات على الشرك لا يدخل الجنة ولا يناله من الله رحمة ويخلد في النار ابد الاباد من غير انقطاع عذاب ولا تصرم اماد الشاهد الخطر الشرك وان الانسان لا يتساهل به اذا قيل لك ان هذا شرك - 00:10:29ضَ
اجتنبه واعلم ان الامر خطير لا تتساهل بي ليس كغيري من الذنوب. نعم جميع الذنوب اذا قيل لك انه ذنب ومعصية تجتنبه. يجب عليك المبادرة لاجتناب لكن الذنوب ما دون الشرك - 00:10:51ضَ
سبيلها سبيل العفو ان شاء الله او سبيلا يحاسب الانسان عليها ثم يخرج او سبيل ان توزن مع الحسنات يعني توزن بالميزان تعمل المقاصة لكن الشرك لا يبطل الاعمال لان الله يقول وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء ما منثورا - 00:11:05ضَ
اذهب المهم قال المصنف رحمه الله قال ولمسلم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة. ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار - 00:11:27ضَ
هذا حديث جابر بمثل الحديث الاول الذي فيه ان من مات على الشرك دخل النار هذا يفسر معنى قول من لقي او يشرك به شيئا دخل النار يفسر معنى معنى الاية - 00:11:43ضَ
وهي ان الله لا يغفر ان يشرك به وانها من مات على ذلك مات على ذلك بهذا الحديث او هذه الاحاديث وهذا الباب مجموعة الادلة على ان من آآ مات على الشرك - 00:11:57ضَ
دخل النار وان الشرك خطر عظيم يحبط الاعمال ويفسدها ويبعد من الله ويوجب الخلود في النار الواجب على على العباد ان يتوبوا الى الله من الشرك صغيره وكبيره كثيره وقليله نسأل الله ان يعيذنا والمسلمين من ذلك وان يحقق لنا التوحيد - 00:12:15ضَ
وان يلزمنا السنة وان يهدينا ويصلح احوالنا واحوال المسلمين وان يصلح عامتنا ويوفقهم لكل خير والله اعلم صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:33ضَ