Transcription
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادعو لنا ربك يخرج لنا مما لا تنبت الارض من بقلها وفومها وعدسها وبصلها. قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير - 00:00:00ضَ
اهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم. وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله. ذلك لانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله - 00:00:20ضَ
وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد قال الله عز وجل واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد هذا ايضا من ما من الله تعالى به على بني اسرائيل - 00:00:44ضَ
من النعم ومع ذلك لم يقابلوا هذه النعم بشكرها. بل بنكرانها وكفرها يقول الله عز وجل واذ قلتم يا موسى اي اذكروا حين قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد - 00:01:01ضَ
اي لن نطيق ولن نستطيع ان نحبس انفسنا على طعام واحد والمقصود بهذا الطعام ما تقدم مما من الله تعالى به عليهم من المن والسلوى وهما الذ واطيب انواع الطعام - 00:01:22ضَ
وقوله لن نصبر على طعام واحد انما قالوا واحد لانه يتكرر كل يوم وهذا من كفران نعمة الله عز وجل مع فبدلا من ان يشكروا ان يشكروا الله تعالى على ما من به عليهم - 00:01:45ضَ
من انزال هذا الطعام الذي هو من افضل الاطعمة ومن اطيب الاطعمة تضجروا وملوا وقالوا على وجه الاحتقار والازدراء لن نصبر على طعام واحد ولا ريب ان هذا من كفر النعمة - 00:02:07ضَ
وقد قال الله تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد قالوا فادعوا لنا ربك يخرج لنا ان يخرجنا اطعمة اخرى غير هذا الطعام الذي هو المن والسلوى. وتأمل قوله او وتأمل قوله فادع لنا ربك - 00:02:25ضَ
جاءوا بصيغة الامر لموسى دلالة على ما في قلوبهم من الكبر والتعاظم والاستكبار فلم يقولوا مثلا فادعوا لنا ربنا بل قالوا فادعوا لنا ها ربك كان من الادب ان يقول فادعوا لنا ربنا او ادعوا الله لنا - 00:02:53ضَ
وما اشبه ذلك ولكنهم قالوا فادعوا لنا ربك فنسبوا رؤى الربوبية الى موسى عليه الصلاة والسلام وكأن الله عز وجل ليس برب لهم وهذا من سوء ادبهم وجفائهم وكأنهم يسخرون من موسى ومن ربه - 00:03:21ضَ
كما في قولهم ايضا كما قال الله تعالى عنهم انهم قالوا فاذهب انت وربك فقاتلا. انا ها هنا قاعدون وفي سورة المائدة لما قالوا هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء ولم يقولوا هل يستطيع ربنا - 00:03:39ضَ
قال فادعوا لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الارض مما من هنا للتبعيض وما اسم موصول اي من بعظ الذي تنبته الارظ من بقلها وقسائها وفومها وعدسها وبصرها كم هذي - 00:04:01ضَ
خمسة انواع من بقلها من بيانية وقالوا من بقلها البقل هو النبات الذي لا ساق له النبات الذي لا ساق له الكراث والبقدونس ونحوها وقثائها القفة هو صغار البطيخ وفومها الفوم هو الثوم - 00:04:23ضَ
المعروف يقال ثوم وفوم بالثاء والفاء وقيل ان الفوم هو الحنطة ولكن المشهور هو الاول وعدسها وبصلها والعدس والبصل معروفان وهي من الاطعمة المعروفة في مصر لما قالوا ذلك قال لهم موسى عليه الصلاة والسلام - 00:04:53ضَ
قال اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير اتستبدلون الهمزة هنا للاستفهام الذي يراد به الانكار والتوبيخ والتقريع والتعجب ايضا اي ان موسى عليه الصلاة والسلام قال لهم منكرا وموبخا ومتعجبا من سؤالهم - 00:05:17ضَ
اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو الخير والاستبدال هو جعل الشيء مكان الشيء او اخذ شيء وجعل شيء مكانه والمعنى اتختارون الذي هو اقل قيمة واوظع قدرا على ما هو خير - 00:05:43ضَ
قال بالذي هو خير اي بالذي هو خير مما ذكرتم من هذه الامور الخمسة المنه والسلوى هو خير منها. من حيث الطعم واللذة والمنفعة والفائدة ولكن هذا فجمعوا بين كفر نعمة الله عز وجل. وما من به عليهم من افضل الاطعمة. وبين سؤالهم الذي هو ادنى بالذي هو خير - 00:06:08ضَ
وهذا مما يدل على جهلهم وسفاهتهم ودنو هممهم ايضا ولهذا قال الشاعر يقضى على المرء في ايام محنته حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن. وقد قال الله تعالى فمن زين له سوء عمله - 00:06:40ضَ
فرآه حسنا قال اهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم الامر هنا للاباحة اهبطوا مصرا وقول مصرا اي انزلوا اي مصر من الامصار. اي بلد من البلدان وليس المراد مصر البلد المعروف - 00:07:05ضَ
بدليل انه صرف وقل مصرا ومصر البلد المعروف ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة فهمتم كما قال الله عز وجل واوحينا الى موسى واخيه ان تبوأ لقومكما بمصر ها بيوتا ولم يقل بمصر بيوتا - 00:07:29ضَ
اذا اهبطوا مصرا المراد به هنا مصرا يعني اي بلد من البلدان وقال بعض العلماء ان مراد مصر هنا البلد المعروف ولكن الاول اصح فان لكم ما سألتم الفاء في قوله فان لكم الفاء للتعقيب - 00:07:53ضَ
وقوله لكم ما سألتم ما اسم موصول اي الذي سألتم يعني فان لكم الذي سألتموه من هذه الاطعمة لانها موجودة في كل مصر وهذا السؤال اعني سؤالهم هذه الاطعمة هو من باب الاشر - 00:08:17ضَ
والبطر ولهذا لم يجابوا على سؤالهم قال الله عز وجل وضربت عليهم الذلة والمسكنة اي ضرب الله تعالى عليهم الذلة والمسكنة معاقبة لهم ومجازاة لهم على استكبارهم فكانت الذلة والمهانة - 00:08:39ضَ
والصغار ملازمة لهم قدرا وشرعا قدرا وشرعا ونزعت من قلوبهم العزة والرفعة والمكانة ولهذا كانوا لا يواجهون عدوا بسبب ذلهم ومهانتهم. قال الله تعالى عنهم ضربت عليهم الذلة اينما ثقل - 00:09:07ضَ
الا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة وقال تعالى ايضا في سورة الحشر لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر بأسهم بينهم شديد. تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى - 00:09:31ضَ
قال وضربت عليهم الذلة والمسكنة بس كذا معطوف على قوله الذلة الذلة اي وضربت عليهم المسكنة كما في سورة ال عمران وضربت عليهم المسكنة والمسكنة هي الفقر والفقر الذي ضرب عليهم نوعان - 00:09:58ضَ
فقر القلوب وهو الاعظم وفقر اليد ولهذا صار الشح والبخل والحرص والطمع سجية لهم وطبيعة لهم ولو كانوا اكثر الناس اموالا والواقع شاهد بذلك وباء بغضب من الله. باء اي رجعوا - 00:10:20ضَ
وانصرفوا بغضب من الله الباء هنا للمصاحبة اي رباء يعني رجعوا مصاحبين غضب الله عز وجل ومستحقين له ومستوجبين له كما قال الله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك؟ مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة - 00:10:50ضَ
والخنازير واعبد الطاغوت اذا الباء في قوله وباء بغضب من الله. الباء هنا للمصاحبة والغضب من الله عز وجل يستوجب نقمته وعقوبته وكل من غضب الله عز وجل عليه انتقم منه - 00:11:17ضَ
كما قال الله تعالى فلما اسفونا اي اغضبونا انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله. ذلك الاشارة هنا الى اقرب مذكور وهو قوله ضربت عليهم الذلة والمسكنة - 00:11:38ضَ
اي هذا الجزاء الذي جازيناهم من ضرب الذلة والمسكنة عليهم ورجوعهم بغضب الله ذلك بانهم الباء هنا للسببية اي بسبب انهم كانوا يكفرون بايات الله ان يجحدون ايات الله عز وجل - 00:11:59ضَ
الكونية والشرعية ويكذبون بها ويقتلون النبيين هنا عاطفة يعني الجملة معطوفة على ما قبلها. ويقتلون النبيين والنبيون جمع نبي والنبي اشتقاقه اما من النبأ وهو الخبر الهام لانه موحى اليه من الله عز وجل - 00:12:21ضَ
في الخبر الهام وهو الوحي واما من النبوة النبوة وهي المكان المرتفع اذا النبي النبي فيها قراءتان وفيها لغتان نبي بالتسهيل من النبوة وهي المكان المرتفع ونبيء من النبأ وهو الخبر الهام - 00:12:53ضَ
والنبي هو الذي اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه واما الرسول فهو الذي اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه هذا هو المشهور عند اكثر العلماء وجميع الانبياء الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن - 00:13:21ضَ
جميعهم رسل جميع الانبياء الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن كلهم رسل والانبياء الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن عددهم كم خمسة وعشرون نبيا على خلاف في بعضهم ذكر الله عز وجل منهم - 00:13:44ضَ
ثمانية عشر في سورة الانعام في قول الله عز وجل وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل. ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون - 00:14:10ضَ
وكذلك نجزي المحسنين. وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين. واسماعيل وليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين هؤلاء ثمانية عشر بقي من بقي من الخمسة وعشرين كم؟ سبعة. وهم ادريس خود شعيب صالح - 00:14:33ضَ
وآآ النبي عليه الصلاة والسلام وادم ودو الكفل هؤلاء خمسة وعشرون على خلاف في ذي الكفل هل هو نبي او انه رجل صالح وقد جمعت او وقد جمع الانبياء الذين ذكرهم الله عز وجل في القرآن - 00:14:54ضَ
في قول الناظم حتم على كل ذي التكليف معرفة بانبياء على التفصيل قد ذكروا في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقى سبعة وهم ادريس هود شعيب صالح وكذا - 00:15:17ضَ
ادم بالمختار قد ختموا فهمتم يقول حتم على كل ذي التكليف معرفة بانبياء على التفصيل قد ذكروا في تلك حجتنا يعني في اية في تلك حجتنا في سورة الانعام ذكر ثمانية عشر في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر - 00:15:36ضَ
ويبقى سبعة وهموم من؟ ادريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل ادم بالمختار قد ختموا يقول الله عز وجل ويقتلون النبيين بغير الحق اي قتلا بغير سبب يوجبه وقوله بغير الحق هذه صفة كاشفة لا مفهوم لها - 00:16:01ضَ
لانه لا يمكن ان يكون قتل النبيين في حق فهمتم فهي صفة كاشفة ليس لها مفهوم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. ذلك المشار اليه ما عوقبوا به من جعل الذلة - 00:16:27ضَ
الصغار والهوان والفقر عليهم وباءوا بغضب من الله. ذلك بما عصوا اي بسبب عصيانهم بترك ما اوجب الله وفعل ما حرم الله بما عصوا وكانوا يعتدون اي وبما كانوا يعتدون - 00:16:48ضَ
والاعتداء هو تجاوز الحد وعدوانهم هنا نوعان عدوان يتعلق بحق الله عز وجل حيث تجاوزوا الحد في فيما يتعلق بحق الله وكفروا ولم يؤمنوا وعدوان فيما يتعلق بالمخلوقين واعظم عدوان قاموا به بالنسبة للمخلوقين - 00:17:12ضَ
قتلهم لمن للانبياء - 00:17:37ضَ