Transcription
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون. ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين - 00:00:00ضَ
ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين جعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله - 00:00:20ضَ
وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد في قول الله عز وجل واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطورى خذوا ما اتيناكم بقوة هذه الاية وما بعدها يستفاد من الفوائد - 00:00:38ضَ
اولا تذكير الله عز وجل في بني اسرائيل بما اخذ عليهم من الميثاق ورفع الطول فوقهم تخويفا لهم لان الحكمة من ذلك هو التخويف والانذار ومنها ايضا بيان شدة عتو - 00:00:55ضَ
بني اسرائيل حيث انهم لم يؤمنوا الا حين رفع الله تعالى فوقهم الطور كانه ظله فايمانهم حينئذ يشبه ايمان المكره لانهم اكرهوا على الايمان لولا هذه الاية التي قدرها الله تعالى عليهم - 00:01:21ضَ
وفيه ايضا دليل بيان عظم قوة الله تعالى وكمال قدرته سبحانه وتعالى حيث رفع هذا الطور وهو الجبل العظيم فوقهم كأنه ظلة ومنها ايضا ان الحكمة من اخذ الميثاق على بني اسرائيل - 00:01:50ضَ
وامرهم بان يأخذوا بما في التوراة ان الغاية من ذلك والحكمة هي تحقيق التقوى في قوله لعلكم فاتقون ومنها ايضا بيان شدة عتو بني اسرائيل وانهم تولوا بعد ذلك وذلك لعدم استقرار الايمان في قلوبهم - 00:02:17ضَ
لانه كما تقدم ايمانهم اشبه بايمان المكره تأمنوا حين شاهدوا هذه الايات خوفا منها ولما ازالة رجعوا ونكسوا على اعقابهم ومنها ايضا بيان فضل الله تعالى ومنته ورحمته على بني اسرائيل - 00:02:52ضَ
بما اتاهم من الايات البينات وبما حصل منه سبحانه وتعالى من العفو والتوبة بقوله فالاولى فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ومنها ايضا اثبات بفضل الله تعالى ورحمته - 00:03:16ضَ
وان التوفيق بيده سبحانه وتعالى في قوله فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ومن ايضا فوائدها توبيخ الله تعالى لبني اسرائيل وتحذيرهم من الاعتداء والمخالفة والعصيان بقوله ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت - 00:03:42ضَ
فكنا وقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ومنها ايضا ان السعيد من وعظ في غيره في قوله ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فذكرهم الله عز وجل لغيرهم وما حصل لهم لعلهم يتعظون ويرجعون - 00:04:14ضَ
ومنها ايضا تحايل اليهود على محارم الله تعالى وذلك ان الله تعالى حرم عليهم الصيد يوم السبت ووضعوا شباكهم يوم الجمعة واخذوها يوم الاحد وهذا من التحايل على محارم الله تعالى - 00:04:41ضَ
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحل محارم الله بادنى حيل ومنها ايضا بيان عظم الحيل وشدتها وسوء عاقبتها لان الله عز وجل عاقبهم بان مسخهم - 00:05:09ضَ
قردة وذلك لانهم جمعوا بين الخداع وفعل المحرم وذلك لان الذي يرتكب الحيلة قد ارتكب مفسدتين المفسدة الاولى مفسدة الخداع ومن يخادع يخادع رب العالمين سبحانه وتعالى ولهذا قال ايوب السختياني رحمه الله - 00:05:41ضَ
في اكلة الربا قال يخادعون الله كما يخادعون الصبيان لو اتوا الامر على وجهه لكان اهون الذي مثلا يقول خذ مئة واعطني مئة وعشرين هذا اهون من الذي يتحايل تحايا الجمع بين - 00:06:13ضَ
الخداع وبين فعل محرم المفسدة الثانية مفسدة المحرم لان الحيلة الحيلة او الحيل لا تقلب المحرمات الى محللات لا تقلب المحرمات الى محللات اذا الحيل مفسدته عظيمة وعاقبتها وخيمة لان اولا لان فيها خداعا - 00:06:35ضَ
لله عز وجل وثانيا انها وثانيا مفسدة المحرم ومنها ايضا ان الحيل لا تجعلوا من الحرام حلالا الله عز وجل قال ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فكونوا قردة خاسئين - 00:07:06ضَ
فعاقبهم على حيلتهم ولم ولم يتجاوز عنهم في ذلك نظرا الى صورة المسألة لان سورة سورة والواقعة انها ليست حيلة لكنهم فعلوها حيلة ولهذا نعرف الحيلة بانها التوصل الى اسقاط واجب - 00:07:28ضَ
او فعلي محرم بفعل ظاهره الاباحة. هذا تعريف الحيلة الحيلة هي التوصل الى اسقاط واجب او فعلي محرم بفعل ظاهره الاباحة مثلا انسان في نهار رمضان اراد ان يفطر تحايل وسافر مسافة قصر لاجل ان يأكل ثم رجع - 00:07:55ضَ
يقول هذا السفر سفر محرم لانه قصد به التحيل على الفطر قهوة محرم كذلك ايضا هذا هذا اسقاط واجب او فعل محرم كالحيل بالنسبة للربا كمسألة العينة وغيرها كما تقدم - 00:08:26ضَ
ومن فوائد هذه الاية الكريمة ايضا ان الجزاء من جنس العمل وذلك لان هؤلاء اليهود ارتكبوا المحرم وصوروه بصورة الحلال عاقبهم الله عز وجل مسخهم قردة وهذه القردة تشبه الادمي - 00:08:54ضَ
صورة ولكنها ليست ادمية ويستفاد ايضا من الايات الكريمة تمام قدرة الله تبارك وتعالى وانه اذا اراد شيئا قال له كن فيكون في قوله فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين الله سبحانه وتعالى - 00:09:20ضَ
اذا اراد شيئا فانه يقع ويحصل في قوله انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون ومنها ايضا اثبات القول لله عز وجل بقوله فقلنا لهم وهو قول او كلام بحرف وصوت - 00:09:46ضَ
ومنها ايضا بيان حقارة القردة وانها من اخس الحيوانات لقوله قردة ايش خاسئين وفيه ايضا العظة والعبرة فيما حصل من العقوبة على هؤلاء وان من صنع صنيعهم وفعل فعلهم فانه يخشى ان يعاقب - 00:10:11ضَ
بعقوبتهم لقوله فجعلناها نكالا لما بينها وما خلفها وموعظة للمتقين ومنها ايضا ان العقوبات والتعزيرات والحدود الشرعية نكال وزجر للفاعل ولغير الفاعل الحدود الشرعية بل العقوبات الشرعية التي شرعها الله عز وجل - 00:10:50ضَ
شرعها الله سبحانه وتعالى لتكون عقوبة للفاعل وردعا وردعا لغيره فيرتجع بنفسه ويرتدع غيره لان غيره اذا رأى العقوبة على من فعل هذا المحرم او ما يجيب الحد فانه يرتدع وينزجر - 00:11:27ضَ
ومنها ايضا عن ما عاقب الله تعالى به بني اسرائيل وعبرة لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد بقوله وموعظة للمتقين والقرآن كله مواعظ ولهذا قال الله تعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم - 00:11:54ضَ
وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ومنها ايضا فضيلة التقوى وان اهل التقوى هم الذين يتعظون ويعتبرون وينتفعون بالمواضع بالمواعظ ولهذا خصهم الله عز وجل في قوله وموعظة لمن - 00:12:28ضَ
للمتقين وذلك لان المتقي المتقي هو الذي يتعظ ويعتبر وينتفع بالمواعظ والزواجر لما في قلبه من الايمان ومن فوائد هذه الاية الكريمة ايضا ان العبر والعظات والايات منها منها ما هو شرعي - 00:12:58ضَ
ومنها ما هو كوني فايات الله عز وجل وعظاته نوعان النوع الاول ايات وعظات شرعية كالقرآن الكريم والثاني ايات وعظات كونية وهي ما يقدره الله عز وجل اما عقوبة واما تذكيرا - 00:13:26ضَ
او غير ذلك مما تقتضيه حكمته فمسقي الذين اعتدوا في السبت قردة وكالطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وغير ذلك من العقوبات اذا العبر والعظات والايات من الله عز وجل نوعان النوع الاول - 00:13:57ضَ
عبر وعظات وايات شرعية واعظمها القرآن اعظمها القرآن كما في الاية المتقدمة يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء والقرآن العظيم هو اعظم اية اعظم اية اوتيها الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:14:24ضَ
امام نبي الا وقد اتاه الله تعالى من الايات ما على مثله ما على مثله يؤمن البشر وقد اتى الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ايات عظيمة اعظمها هذا القرآن - 00:14:46ضَ
ولهذا قال الله عز وجل اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم مع انه اتاه ايات اخر لكن يقول اولم يكفهم اليس هذا كافيا انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم. فالقرآن هو اعظم اية - 00:15:08ضَ
لانه كلام الله عز وجل الذي هو اشرف كلام واشرف ذكر ولما اشتمل عليه من المواعظ والعلوم التحذير والتذكير والتحذير فكل خير فهو موجود في هذا القرآن فما يأمر به فهو خير - 00:15:31ضَ
وما ينهى عنه فهو وكل ما تحتاجه الامة كل ما تحتاجه الامة في دينها وفي دنياها موجود في القرآن العظيم اما نصا واما اشارة وتنبيها وايماء ولهذا قال الله تعالى ونزلنا عليك القرآن تبيانا لكل شيء - 00:16:00ضَ
فكل ما تحتاج اليه الامة من من الاحكام العقدية والاحكام العملية فانه موجود في كتاب الله عز وجل حتى ما يحصل من النوازل ولهذا قال الامام الشافعي رحمه الله في كتابه الام - 00:16:24ضَ
فليست تنزل باحد من المسلمين نازلة الا وفي كتاب الله تعالى الدليل على سبيل الهدى اليها وذلك ان الاحكام الشرعية في القرآن العظيم موجودة اما اشارة اما نصا بان ينص عليها - 00:16:45ضَ
واما اشارة وتنبيها ولكن الناس يتفاوتون في افهامهم فقد تحصل نازلة فتجد ان هذا العالم من العلماء يراجع كلام الله تعالى ويتدبر فيجد الحكم لهذه النازلة يجد الحكم لهذه النازلة - 00:17:08ضَ
ومنهم من يتدبر ولا يجد والناس يتفاوتون في علومهم وفي افهامهم وفي اذهانهم فنسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته نعم ايه نعم ايه - 00:17:34ضَ
وليس حتى القردة التي نسخوا لم تتناسب هلا اخوي هلا اخوي القرد الموجودة الان ليست هي القردة التي مسخت بعضهم يظن ان ان القردة هي تناس لبني اسرائيل. لا القردة التي اليهود الذين مسخوا قردة انقرضوا وانتهوا - 00:18:03ضَ
وهذه القردة متناسلة باعتبار اصلها يعني باعتبار خلقها خلقها الله وتناسلت فيما بينها. واما من مسخ فلم يتناسب القردة وهو معروف ان القرد يعني من اخس الحيوانات لا لا ما - 00:18:25ضَ
القردة التي القردة والخنازير يعني من مسخ قردة وخنازير انقرضوا في زمنهم القردة الموجودة الان هي خلق من خلق الله والخنازير الموجودة من خلق الله وليست هي الامم التي مسخت وانها تناسلت - 00:18:58ضَ
بل هؤلاء بل بل اولئك انقرضوا في زمنهم غلط خطأ لا ما حرم الظب اكل اكل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأكل وقال انه ليس بارض قومي فاجدوني اعافر - 00:19:17ضَ
وكونه يقرهم على اكله على اباحته اولا الاصل في الاشياء الاباحة هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا وثانيا انه اكل بين يدي الرسول عليه الصلاة والسلام ولم ينكر على من اكل لكنه تركه - 00:19:53ضَ
الترك هذا جبلي وطبيعي لانه نفسه وتعاف وليس وليس تركه تعبدا حتى نقول يسن ترك اكل الضب او لا يسن ترك آآ لا يسن اكل الضب لأ هذا امر جبلي وطبيعي وافعال الرسول عليه الصلاة والسلام - 00:20:07ضَ
تختلف ما فعله جبلة بمقتضى الجبل او مقتضى الطبيعة هذا لا حكم له يعني مثلا يلبس الثياب يأكل يشرب ما نقول يسن ان تلبس الثياب يسن ان تأكل يسن ان تشرب. يقول هذا الاكل والشرب واللباس والنوم - 00:20:25ضَ
هذه ليس لها حكم بذاتها لانها بمقتضى الطبيعة والجبلة. كل انسان لابد يأكل لابد يشرب لابد يلبس لابد ينام لو لم يفعل لهلك لكن هذه الاشياء يعني ما فعله جبلة وطبيعة - 00:20:43ضَ
وعادة لا حكم لها في ذاتها. لكن قد يكون فيها صفة مطلوبة الاكل جبلة وطبيعة والنوم جبلة وطبيعة لكن الاكل فيه صفة مطلوبة وهي ان تأكل باليمين ان تأكل مما يليك - 00:20:59ضَ
ان تسمي ان تحمد النوم جبلة وطبيعة كل البشر ينامون بكل المخلوقات تنام لكن فيه فيه صفة وهي ان تأتي بالاذكار ان تنام على شقك الايمن وهكذا فما فعله على سبيل الجبلة والطبيعة لا حكم له في في ذاته لانه بمقتضى الجبلة والطبيعة - 00:21:15ضَ
كل كل يأكل ويشرب المسلم والكافر والبر والفاجر لكن قد يكون فيما فعله جبلة وطبيعة قد يكون فيه صفة مطلوبة. فاذا فعلت هذه الصفة المطلوبة تؤجر يعني في ناس الان ما لا يأكلون مثلا لحم البقر - 00:21:37ضَ
ما يأكل الارنب كانه هر نقول حرام فالناس النفوس تختلف ما اشتهيت كله وما لم تشتهي فلا تأكل ولكن لا تحرموا على غيرك لا لا مو بصحيح ثابت انه اكل بين يديه فقال انه ليس بارض قومي فاجدوه اعافوه - 00:22:03ضَ
بعضهم هؤلاء موسيقوا قردة ومنهم من طوائف اخرى موسيقوا قردة وخنازير - 00:22:38ضَ