Transcription
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
في باب فضل الزهد في الدنيا. وعن ابي ذر رضي الله عنه قال كنت امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة بالمدينة استقبلنا احد فقال يا ابا ذر - 00:00:18ضَ
فقلت لبيك يا رسول الله قال ما يسرني ان عندي مثل احد هذا ذهبا تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار الا شيء ارصده لدين الا ان اقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا. عن يمينه وعن شماله ومن خلفه. ثم سار فقال - 00:00:31ضَ
الاكثرين هم الاقلون يوم القيامة. الا من قال هكذا وهكذا وهكذا. عن يمينه وعن شماله ومن خلفه. وقليل ما هم ثم قال مكانك لا تبرح حتى اتيك ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى فسمعت صوتا قد ارتفع فتخوفت ان يكون احد عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاردت ان - 00:00:51ضَ
فذكرت قوله لا تبرأ حتى اتيه. فلم ابرح حتى اتاني فقلت لقد سمعت صوتا تخوفت منه. فذكرت له فقال وهل سمعته قلت نعم. قال ذاك جبريل اتاني فقال من مات من امتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة - 00:01:14ضَ
قلت وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق. متفق عليه. وهذا لفظ البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم. هذا الحديث حديث ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن انه كان يمشي ليلا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة - 00:01:31ضَ
في حرة والحرة هي الارض التي تعلوها حجارة سوداء فاستقبلوا احدا وهو الجبل المعروف فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يسرني ان لي مثل احد ذهبا ما يسرني يعني ما احب ان يكون لي مثل احد ذهبا تمضي علي ثلاث وعندي منه دينار - 00:01:47ضَ
الا ما ارصده لدين. يعني احفظه وابقيه لقضاء دين الا ما انفقته على عباد الله هكذا وهكذا وهكذا ثم قال يا ابا ذر فقلت لبيك وسعديك. لبيك اي اجابة لك بعد اجابة؟ واسعادا لك بعد اسعاد - 00:02:11ضَ
فقال عليه الصلاة والسلام ان المكثرين هم الاقلون يوم القيامة ان المكثرين اي ان الاكثرين مالا في الدنيا هم الاقلون ثوابا يوم القيامة وذلك لسببين. السبب الاول ان المال لا يحصل في يد الانسان الا بعد حرص وشدة - 00:02:30ضَ
والغالب انه يكون جماعا مناعا. لان المال محبوب للنفوس فيقل انفاقه في سبيل الله والسبب الثاني ان الغالب على اهل الاموال الترف والتنعم بالدنيا وهذا قد يشغله عن طاعة الله عز وجل - 00:02:54ضَ
ويصده عن ذكر الله وعن الصلاة وقال الا من قال هكذا وهكذا وقليل ما هم. يعني قليل الذي ينفق اموالهم في سبيل الله. وهذا من توفيق الله. لان المال محبوب للنفوس - 00:03:14ضَ
فيصعب عليهم ان ينفقوه في سبيل الله. الا من قوي ايمانه وغلب نفسه ثم قال يا ابا ذر لا تبرح مكانك علاء تتحرك عن مكانك بل ابقى في مكانك فذهب عليه الصلاة والسلام ليلا حتى توارى يعني - 00:03:31ضَ
في سواد الليل فسمع ابو ذر رضي الله عنه صوتا فخشي على النبي صلى الله عليه وسلم بان المدينة كان فيها منافقون كثر فخشخ يعني يكون احد منهم قد اعتدى على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:49ضَ
فلما جاء الرسول عليه الصلاة والسلام اخبره ابو ذر بما سمع من صوت قال او سمعت ذلك؟ قال نعم. قال ذاك جبريل اتاني. فقال من مات من امتي لا يشرك بي شيئا دخل الجنة. قلت وان زنا وان سرق. قال وان زنا وان سرق - 00:04:06ضَ
ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها بيان زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا. وانه لم يكن جماعا من للمال بل انه عليه الصلاة والسلام يبقى طاويا اياما بل انه عليه الصلاة والسلام ينفق ويبذل - 00:04:27ضَ
الا يخشى الفقر ومنها ايضا فضيلة الصدقة والنفقة في سبيل الله عز وجل. وان الانسان اذا استكثر منها فانه يستكثر ثوابا عند الله واجرا وفيه ايضا دليل على شدة امتثال الصحابة لامر الرسول عليه الصلاة والسلام لان ابا ذر رضي الله عنه لما سمع - 00:04:47ضَ
لكن تذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تبرح مكانك وفيه ايضا دليل على ان النفوس مجبولة على حب المال. والامساك به وعدم انفاقه في سبيل الله الا من وفقه الله تعالى وذلك بسبب قوة ايمانه ورجاء ما عند الله تعالى من الثواب والاجر - 00:05:10ضَ
ومنها ايضا فضيلة التوحيد. وانه سبب من اسباب دخول الجنة ومن فوائده ايضا ان اهل الكبائر لا يخلدون في النار. بل الكبائر من المعاصي فهي تحت مشيئة الله عز وجل وارادته - 00:05:38ضَ
ومذهب اهل السنة والجماعة في اهل الكبائر انهم تحت مشيئة الله تعالى وارادته ان شاء غفر لهم وان شاء عذبهم بقدر ذنوبهم ثم يكون مآلهم الى الجنة. ولهذا قال السفاريني رحمه الله ومن يمت ولم يتب - 00:05:59ضَ
من الخطأ فامره مفوض لذي العطاء. فان يشأ يعفو وان شاء انتقم وان يشاء يعطي ويجزي النعم. فاهل الكبائر لا يخلدون في النار بل يعذبون بقدر ذنوبهم ان لم يعفوا الله تعالى عنهم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى - 00:06:19ضَ
وصلى الله على نبينا محمد - 00:06:39ضَ