قصص الأنبياء - الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
(55) عيسى عليه السلام (10)لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم |الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
Transcription
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد ايها المستمعون الكرام ذكرت في ختام الحلقة السابقة ان الله تبارك وتعالى حكم بكفر من ادعى ان المسيح ابن الله او انه الله او ان الله ثالث ثلاثة - 00:00:00ضَ
وسقت صريح القرآن الكريم في ذلك وقد بين الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم مشهدا من مشاهد الحق يسأل فيه عيسى ابن مريم للتنديد بمن عبده وامه مع الله عز وجل - 00:00:20ضَ
حيث يقول يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لا علم لنا انك انت علام الغيوب. ثم يقول تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله - 00:00:36ضَ
قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته. تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به - 00:00:52ضَ
ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم. وانت على كل شيء شهيد. ان تعذبهم فانهم عبادك. وان تغفر لهم فان - 00:01:10ضَ
انك انت العزيز الحكيم وليس في قوله تعالى هنا وان تغفر له وليس في قوله تعالى هنا. وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. ما يفهم ان من مات على الشرك قد يغفر له - 00:01:24ضَ
ليس في قوله تعالى هنا وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. ما يفهم ان من مات على الشرك قد يغفر له. لان الكلام منصب على جملة من جاء عيسى عليه السلام. وفيهم من امن به على انه عبد الله ورسوله. ومنهم من كفر به في حياته بينهم. ومنهم من كفر به بعد رفعه - 00:01:40ضَ
اذ زعم انه اله او ابن اله والمقصود من السياق يفيد ان عيسى عليه السلام ما قال لهم الا ما امره الله عز وجل به ان اعبدوا الله وحده لا شريك له. وانه يشهد لمن اجابه مدة حياته بينهم. ويشهد على من عصاه مدة حياته كذلك - 00:02:03ضَ
فلما رفعه الله اليه ارتفع علمه عن احوالهم. وكان الله وحده هو الرقيب عليهم. لا يعلم عيسى من امرهم شيئا سواء في ذلك من اتبعه على الهدى او ضل عن سواء السبيل - 00:02:22ضَ
فمرد الجميع الى الله يعذب من يشاء من العصاة عدلا فمرد الجميع الى الله يعذب من يشاء من العصاة عدلا ويثيب ويغفر لمن يشاء فضلا. لان الجميع عباده وهو العزيز الحكيم - 00:02:36ضَ
وقد روى مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في ابراهيم رب انهن - 00:02:53ضَ
كثيرا من الناس فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم. وقال عيسى عليه السلام ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. فرفع يديه وقال اللهم امتي - 00:03:05ضَ
امتي وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب الى محمد وربك اعلم فسله ما يبكيك فاتاه جبريل الصلاة والسلام فسأله فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو اعلم فقال الله يا جبريل فقال الله يا - 00:03:22ضَ
اذهب الى محمد فقل انا سنرضيك في امتك ولا نسوءك ولا شك انه بقي ولا شك انه بقي الى زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يعرف من النصارى ان عيسى - 00:03:42ضَ
الله ورسوله بسبب امتداد دعوة اريوس ومن تبعه ومن تبعه ولذلك لما قرأ جعفر بن ابي طالب على النجاشي ملك الحبشة بعض سورة مريم مما اشتمل على قصة ولادة مسيحي وكلامه في المهد بانه عبدالله اتاه الكتاب وجعله نبيا بكى النجاشي حتى اخضرت لحيته. وصرح بان - 00:03:58ضَ
ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم صرح بان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم في توحيد الله يخرج هو والذي جاء به عيسى من مشكاة واحدة - 00:04:23ضَ
وقد قال ابن اسحاق. فقد قال ابن اسحاق في السيرة النبوية. حدثني محمد بن مسلم الزهري حدثني محمد بن مسلم الزهري عن ابي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن ام سلمة بنت ابي امية ابن - 00:04:36ضَ
المغيرة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لما نزلنا ارض الحبشة جاورنا بها خير جار. النجاشي امنا على ديننا وعبدنا الله تعالى لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه - 00:04:54ضَ
فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا بينهم ان يبعثوا الى النجاشي فينا رجلين منهم جلدين وان يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطعم من متاع مكة وكان من اعجب ما يأتيه منها الاذن - 00:05:11ضَ
فجعلوا له ادما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا الا اهدوا له هدية. ثم بعثوا بذلك عبدالله بن ابي ربيعة وعمرو بن العاص وامروهما بامرهم. وامروهما بامرهم. وقالوا لهما ادفعا الى كل بطريق - 00:05:25ضَ
قبل ان تكلم النجاشي فيهم ثم قدما الى النجاشي هداياه ثم سلاه ان يسلمهم اليكما قبل ان يكلمهم. قالت فخرج حتى قدم على النجاشي نحن عنده بخير دار عند خير جار. فلم يبق من بطارقته بطريق الا دفعها. الا دفع اليه هديته. قبل ان يكلم النبي - 00:05:46ضَ
النجاشي وقال لكل بطريق منهم لكل بطريق منهم انه قد ضوى الى بلد الملك منا غلمان سفهاء دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا انتم. وقد بعثنا الى الملك فيهم اشراف قومهم ليردوا - 00:06:10ضَ
اليهم ليردهم اليهم فاذا كلمنا الملك فيهم فاشيروا عليه بان يسلمهم الينا ولا يكلمهم فان قومهم اعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم فقالوا لهما نعم ثم انهما قدما هداياهما الى النجاشي. فقبلها منهما ثم كلماه فقال له ايها الملك - 00:06:29ضَ
انه قد ضوى الى بلدك منا غلمان سفى فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاؤوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا انت. وقد بعثنا اليك فيهم اشراف قومهم من ابائهم واعمامهم وعشائرهم لتردهم اليهم فهم اعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم وعاتبوا - 00:06:52ضَ
فيه قالت ولم يكن شيء ولم يكن شيء ابغض الى عبدالله بن ابي ربيعة وعمرو بن العاص من ان يسمع كلامهم النجاح لا شيء. قالت فقالت بطارقته حوله صدق ايها الملك - 00:07:12ضَ
قومهم اعلى اعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم. فاسلمهم اليهما فليرداهم الى بلادهم وقومهم. قالت فغضب النجاشي ثم قال لا هالله لا الله اذا لا لا اسلمهم اليهما. ولا يكاد قوم جاوروني ونزلوا بلادي. واختاروني على من سواي. حتى - 00:07:27ضَ
ادعوهم فاسألهم عما يقول هذان فيه. عما يقول هذان فيه في امرهم. فان كانوا كما يقولان اسلمتهما اليهما. ورددتهم الى قومهم وان كانوا على غير ذلك منعتهم منهما واحسنت جوارهم ما جاوروني. قالت ثم ارسل الى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم. فلما جاءهم رسوله اجتمعوا - 00:07:50ضَ
ثم قال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل اذا جئتموه قالوا نقول والله ما علمنا وامرنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كائنا في ذلك ما هو كائن فلما جاءوا وقد دعا النجاشي اساقفته. فلما جاءوا وقد دعا النجاشي اساقفته. فنشروا مصاحفهم حوله. سألهم فقال - 00:08:15ضَ
قال لهم ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم؟ ولم تدخلوا في دين ولا في دين احد من هذه الملل قالت فكان الذي كلمه جعفر بن ابي طالب فقال له ايها الملك - 00:08:37ضَ
كنا قوما اهل جاهلية نعبد الاصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الارحام ونسيئ الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى الله الينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وامانته وعفافه فدعانا الى الله لنوحده ونعبده - 00:08:50ضَ
اخلع ما كنا نعبد نحن واباؤنا من الحجارة والاوثان. وامرنا بصدق الحديث واداء الامانة وصلة الرحم وحسن جوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش. وقول الزور واكل مال اليتيم وقذف المحصنات. وامرنا - 00:09:14ضَ
ان نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا. وامرنا بالصلاة والزكاة والصيام. قالت فعدد عليه امور الاسلام. فصدق وامنا به واتبعناه على ما جاء به من الله. فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم - 00:09:34ضَ
واحللنا ما احل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا الى عبادة الاوثان من عبادة الله تعالى وان وان نستحل من الخبائث. فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا. خرجنا - 00:09:54ضَ
الى بلادك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا الا نظلم عندك ايها الملك قالت فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ فقال له جعفر نعم. فقال له النجاشي فاقرأه علي. قال له النجاشي - 00:10:14ضَ
فاقرأه علي فقرأ عليه صدرا من كاف من كاف ها يا عين صاد. قالت فبكى والله النجاشي فبكى والله النجاشي حتى اخضرت لحيته. وبكت اساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم. حين سمعوا ما تلا - 00:10:32ضَ
عليهم ثم قال النجاشي ان هذا قال النجاشي ان هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلق انطلق فلا والله لا اسلمهم اليكما ولا يكادون الى اخر الحديث والى حلقة قادمة ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله - 00:10:52ضَ
وبركاته - 00:11:12ضَ