Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب فضل الجوع وخشونة العيش - 00:00:00ضَ
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لقد رأيت سبعين من اصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء اما ازار واما كساء قد ربطوا في اعناقهم منها ما يبلغ نصف الساقين - 00:00:22ضَ
منها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية ان تراع عورته. رواه البخاري. وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من ادمن حشوه ليف. رواه البخاري - 00:00:35ضَ
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاء رجل من الانصار فسلم عليه ثم ادبر الانصاري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا اخ الانصار كيف اخي سعد بن عبادة؟ فقال صالح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعوده منكم - 00:00:50ضَ
فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص نمشي في تلك السباخ حتى جئناه. فاستأخر قومه من حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الذين معه. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه - 00:01:10ضَ
قال لقد رأيت سبعين من اهل الصفة والصفة مكان في مؤخر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم سقفه من جليد النخل كان ينزل فيه الفقراء ومن لا مأوى له من المهاجرين وغيرهم - 00:01:30ضَ
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهدهم ولم تكن الصفة لاناس معينين. بل ينزل فيها من ينزل ثم يرتحل قال قد رأيت سبعين من اهل الصفة ما لهم رداء والرداء هو الثوب الذي يستر اعلى البدن - 00:01:48ضَ
ما لهم الا ازار او كساء. يعني لحاف وكان هذا اللحاف قد يكون طويلا وقد يكون قصيرا. ولهذا قال منهم من يبلغ الى نصف ساقيه لقصره. ومنهم من يبلغ الى كعبيه - 00:02:05ضَ
بطوله وكانوا يربطونه في اعناقهم خشية ان تبدو عورتهم. فهذا يدل على بيان ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من قلة ذات اليد ومن حتى ان احدهم لا يجد ما يستر اعلى بدنه. لزهدهم في الدنيا وبعدهم عنها - 00:02:20ضَ
اما الحديث الثاني حديث عائشة رضي الله عنها في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وانه كان من ادم من ليف يعني من جلد وحشوه ليف يعني محشو من داخله بالليف - 00:02:40ضَ
ملي في النخل وهذا يدل على اعراض الرسول عليه الصلاة والسلام وزهده عن الدنيا. وتواضعه حتى ان فراشه عليه الصلاة والسلام كان من يعني من الجلد المدبوب وكان محشوا من ليف النخل - 00:02:54ضَ
اما الحديث الثالث فهو في قصة الرجل من الانصار الذي اتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع اصحابه فسلم فلما ولى سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن سعد ابن عبادة وهو سيد الخزرج فاخبره انه مريض - 00:03:11ضَ
فعاده النبي صلى الله عليه وسلم وكان معه اصحابه. ما عليهم خفاف ولا نعال يعني انهم كانوا يمشون قفاة رضي الله عنهم فاتوا الى سعد ابن عبادة فتأخر قومه وافسحوا للنبي صلى الله عليه - 00:03:31ضَ
وسلم فعاده الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الحديث يدل على فوائد منها اولا مشروعية السلام للداخل والاتي الى القوم. لان هذا الرجل لما اتى الى النبي النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه سلم رضي الله عنه - 00:03:49ضَ
وفيه ايضا دليل على تعاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه. وتفقدهم لهم لانه سأل عن سعد ابن ابن عبادة رضي الله عنه وفيه ايضا بيان ما كان عليه الصحابة من شظف العيش وقلة ذات اليد لانهم خرجوا الى سعد ابن عبادة - 00:04:08ضَ
يمشون حفاة ليس عليهم نعال ولا خفاف ولا شيء وفيه ايضا مشروعية اكرام الضيف لان اصحاب سعد بن عبادة رضي الله عنه لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه افسحوا له - 00:04:30ضَ
ومن فوائده ايضا مشروعية عيادة المريض وان عيادة المريض من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وعيادة المريض فرض كفاية اذا قام بها من يكفي سقط الاثم عن الباقين. ولهذا جعلها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:49ضَ
من حقوق المسلم على اخيه المسلم. فقال حق المسلم على المسلم ست. وذكر منها واذا مرض فعد وينبغي لعائد المريض ان ان يتأدب باداب منها اولا ان ينوي بعيادته امتثال امر - 00:05:10ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم والتأسي والاقتداء به ثانيا ان ينوي بعيادته الاحسان الى اخيه المريض لان عيادة المريض فيها احسان الى هذا المريض لانها تدخل الانس والسرور عليه ثالثا ان يسأل عن حاله وعن اعماله - 00:05:30ضَ
فيسأل عن حاله من الناحية الصحية ويسأل عن اعماله اي ولا سيما اذا كان العائد طالب علم فيسأله عن طهارته وصل وعبادته لان من المرضى من يكون عنده جهل فيتيمم مع قدرته على الماء. ويجمع بين الصلاتين مع تمكنه من فعل كل صلاة في وقتها. وبعضهم ايضا - 00:05:52ضَ
ممن له عذر قد يجمع ويقصر وهو في البلد. ويظن ان القصر ملازم للجمع. وهذا خطأ لان سبب السفر. فاذا كان هذا المريض موجودا في بلده فلا يحل له ان يقصر الصلاة. بل يجب عليه ان يصليها تامة - 00:06:18ضَ
ولكنه الجمع اذا كان عليه مشقة في ان يصلي كل صلاة في وقتها. لان الجمع شرع في رفع الحرج والمشقة. ولهذا في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما. ان النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المدينة بين الظهر - 00:06:38ضَ
والعصر والمغرب والعشاء. قيل لابن عباس ماذا اراد؟ قال اراد الا يحرج امته. فهذا يدل على انه متى كان في ترك الجمع حرج ومشقة فانه يشرع للانسان ان يجمع ومن اداب عيادة المريض - 00:06:59ضَ
ان يوجهه الى ما ينفعه في دينه ودنياه. وان يستغل اوقاته في التقرب الى الله عز وجل وعبادته ومن اداب عيادة المريض الا يطيل المقام والمكث عنده. الا ان يؤثر ذلك. يعني اذا كان يرغب في ان - 00:07:19ضَ
تطيل الجلوس عنده فاطل الجلوس. واما اذا رأيت منه عدم الرغبة فلا تطل الجلوس ولا تتحددوا العيادة بوقت معين ولا في زمن معين هذا يختلف باختلاف الاحوال. فقد يكون المريض قريبا كالوالد والوالدة والابن ونحوهم. فتعوده في كل يوم - 00:07:41ضَ
وقد يكون دون ذلك فتعوده يوما بعد يوم. واما القول بان العيادة تكون غبا يعني يوما بعد يوم فهذا لا دليل عليه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل العيادة تختلف من شخص الى اخر - 00:08:06ضَ
ومن اداب عيادة المريض ان يدعو العائد للمريض. ففي الصحيحين من حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اشف سعدا ثلاثا - 00:08:26ضَ
وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا عاد مريضا قال لا بأس طهور ان شاء الله فينبغي العائد ان يدعو للمريض وينبغي له ايضا ان يفتح له باب الامل وان ينفس له وان يخبره - 00:08:43ضَ
ان ان هذا المرض وهذا الداء الذي اصاب ان الله عز وجل سوف يرفعه فما انزل الله تعالى داء الا ما انزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:09:05ضَ