Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه لجميع المسلمين امين الشيخ لحاف النووي رحمه الله تعالى - 00:00:00ضَ
رياض الصالحين في باب فضل الجوع وخشونة العيش رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. قال عمران فما ادري قال النبي صلى الله عليه وسلم مرتين او ثلاثة - 00:00:20ضَ
ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينظرون وينظرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. وقال رحمه الله تعالى وعن عمران بن حصين - 00:00:38ضَ
رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم قرني وفي لفظ خير الناس قرني واذا كان خير الناس هم قرن النبي صلى الله عليه وسلم فهذه الامة هي خير الامم. واكرمها على الله عز وجل - 00:00:54ضَ
كما قال تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس وقوله خيركم قرني القرن قيل مئة عام وقيل ان القرن معتبر بمعظم الناس فاذا كان معظم من يكون في هذا القرن من الصحابة فان القرن قرنهم كما قال ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه - 00:01:12ضَ
الله. قال ثم الذين يلونهم وهم التابعون ثم الذين يلونهم وهم تابعوا التابعون قال عمران فلا ادري اذكر بعد قرنه قرنين او ثلاثة والمحفوظ انه ذكر قرنين قرن التابعين وقرنتان - 00:01:36ضَ
تابعي التابعين قال ثم ياتي قوم يعني بعد هذه القرون المفضلة ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون والشهادة هي اخبار الانسان بما علمه بلفظ اشهد ونحو ذلك فهؤلاء يشهدون ولا يستشهدون اي لا يطلب منهم الشهادة. اما لفسقهم واما لتسرعهم في الشهادة - 00:01:54ضَ
وعدم توثقهم مما يشهدون به قال ويخونون ولا يؤتمنون. الخيانة هي الغدر في موضع الائتمان وهي صفة ذم مطلقا. فهؤلاء يخونون ولا يؤتمنون. اي ما جعلوا امناء عليه والامانة كل ما اؤتمن الانسان عليه من مال او عين او عرض او قول او غير ذلك. فيخونون - 00:02:21ضَ
تؤمنوا عليه فاذا امنهم الانسان على قول افشوه او على مال خانوا فيه وسرقوه او على عرض انتهكوه وما اشبه ذلك. قال وينظرون ولا يوفون. والنذر هو الزام مكلف مختار نفسه لله تعالى - 00:02:50ضَ
كل قول يدل عليه. وان شئت فقل ان يلزم الانسان نفسه بما لا يجب عليه باصل الشرع. ولا يوفون اي انهم ينظرون نذرا ولا يؤدون ما وجب عليهم بالنذر. قال ويظهر فيهم السمن والسمن هو كثرة - 00:03:10ضَ
واللحم وانما يظهر فيهم مسلما لتنعمهم بالدنيا وانصرافهم لمتعها وزخارفها عم خلقوا لاجله من الدار الاخرة والمراد بقوله ويظهر فيه مسلما ليس ذما للسمن وانما المراد بذلك انهماؤهم في الدنيا واما السمن - 00:03:30ضَ
يظهر في الانسان بغير اختيار منه فانه لا يلام عليه لان هذا بغير اختياره ففي هذا الحديث دليل على مسائل منها اولا ظهور اية من ايات الرسول صلى الله عليه وسلم. لانه اخبر بامر وقع كما اخبر - 00:03:54ضَ
وفيه ايضا دليل على فضيلة هذه القرون الثلاثة. وهي قرن الصحابة والتابعون وتابعوهم والمراد بمن سوى الصحابة المراد بذلك الافضلية في الجملة لا في كل فرض. فقد يكون من تابع التابعين - 00:04:13ضَ
من هو افضل من التابعين؟ واما الصحابة فالفظيلة هنا لكل فرد منهم لانهم اكمل الناس ايمانا واعمقهم علما واقلهم تكلفا. اختارهم الله تعالى بصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فصحبوه - 00:04:31ضَ
زروه ودافعوا عنه ونشروا علمه في اقطار المعمورة. وفيه ايضا من هذا الحديث دليل على ذم التسرع الشهادة لقوله ويشهدون ولا يستشهدون ولا يرد على هذا حديث زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا اخبركم بخير - 00:04:51ضَ
الشهداء قالوا من يا رسول الله؟ قال الذي يأتي بالشهادة قبل ان يسألها. فلا تنافي بين الحديثين. لان مراد بالذم في حديث عمران ان يتسرع الانسان في الشهادة من غير تثبت بل عن كذب. ولهذا جاء في - 00:05:16ضَ
بعض الروايات انه يفشوا فيهم الكذب فيشهدون ولا يستشهدون. ووجه اخر ان يقال ان حديث زيد ابن وهو قوله الذي يأتي بالشهادة قبل ان يسألها هذا محمول على ما اذا كان المشهود له لا يعلم - 00:05:36ضَ
بهذه الشهادة بمعنى ان يكون الانسان عنده شهادة لشخص وهذا المشهود لا يعلم بهذه الشهادة ولولا شهادته الحق فحينئذ فانه يحمد على هذه الشهادة بل تكون شهادته واجبة ومتعينة لانه لولاها - 00:05:56ضَ
لضاع الحق. وفيه ايضا دليل على ذم الخيانة. وانها صفة ذم مطلقا. وان الواجب على الانسان ان يكون امينا فيما يؤتمن عليه من الاقوال والاعمال والاموال والاعراض. وفيه ايضا دليل على وجوب الوفاء - 00:06:16ضَ
النذر ولكن النذر الذي يجب ان يوفى به هو نذر الطاعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله طه فليطعه. فاذا نذر طاعة من الطاعات كما لو قال لله علي نذر ان اصلي كذا وكذا او ان اصوم - 00:06:36ضَ
شهرا او ان اعتمر او ان احج او ان اتصدق فانه يجب عليه ان يفي بهذا النذر ونذر الطاعة على اقسام ثلاثة. القسم الاول ان يكون نذره في مقابل نعمة استجلبها - 00:06:56ضَ
او نقمة استدفعها كما لو قال ان شفى الله مريضي او رد مالي الغائب فلله علي نذر ان بعيرا او شاة او ان اصوم او ان اتصدق ونحو ذلك والقسم الثاني - 00:07:14ضَ
ان ينظر طاعة لا تجب عليه باصل الشرع كالاعتكاف. فان الاعتكاف لا يجب باصل الشرع وانما يجب بالنذر فلو قال مثلا لله علي نذر ان اعتكف في هذا المسجد اسبوعا او يوما او ثلاثة ايام فيجب عليه - 00:07:32ضَ
ان يفي بهذا النذر والقسم الثالث ان ينذر طاعة ابتداء. بان يقول من غير سبب لله علي نذر ان اصلي. ان اصوم ان اتصدق فيجب عليه ان يفي بهذا النذر لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:52ضَ
من نذر ان يطيع الله فليطعه. ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه ومن فوائده ايضا ذم الانهماك والتمتع الدنيا وزخارفها ولذاتها بحيث ان انها تصرفه عن الاخرة. فلا يكون له هم الا التنعم والتلذذ بالمآكل والمشارق. ولهذا قال ويظهر فيهم - 00:08:11ضَ
السمن لانهماكهم في الدنيا وسعيهم في تحصيلها ونسيانهم ما خلقوا لاجله وهو عبادة الله تعالى وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:37ضَ