رياض الصالحين للنووي

56 - باب ‌فضل ‌الجوع وخشونة العيش والاقتصار عَلَى القليل من المأكول والمشروب 14- 15رجب 1443هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديهم لمشايخه ولجميع المسلمين امين الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى - 00:00:00ضَ

رياض الصالحين في باب فضل الجوع وخشونة العيش عن فضيلة بن عبيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم - 00:00:18ضَ

اصحاب الصفة حتى تقول الاعراب هؤلاء مجانين. فاذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف اليهم فقال لو تعلمون ما لكم عند الله لاحببتم ان تزدادوا فاقة وحاجة. رواه الترمذي وقال حديث صحيح - 00:00:32ضَ

وعن ابي كريمة المقدام رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملأ ادمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن ادم اكلات يقمن صلبه. فان كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسيه. رواه الترمذي وقال حديث حسن - 00:00:48ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن فضالة ابن عبيد رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى يعني حال صلاته بالناس يخر اقوام من قامتهم في الصلاة من الخصاصة من اهل الصفة - 00:01:08ضَ

اي انهم يسقطون مغشيا عليهم من شدة ما بهم من الجوع والفاقة. وهم من اهل الصفة والصفة في مؤخر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل فيه الفقراء ومن يرد الى المدينة من المهاجرين ومن غيرهم ممن لا مأوى له - 00:01:26ضَ

فكانوا هؤلاء يخرون مغشيا عليهم من شدة ما بهم من الجوع. حتى يمر بهم الاعراب او يقول الاعراب هؤلاء مجانين. لجهلهم بحالهم وسبب سقوطهم ظنا منهم ان سقوطهم باختيار منهم. ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا فرغ من صلاته - 00:01:48ضَ

يأتي اليهم يصبرهم ويقول لو تعلمون ما لكم عند الله اي ما اعد لكم من الثواب والاجر عنده يوم القيامة لا احببتم ان تزداد فقرا وحاجة هذا الحديث يدل على مسائل منها اولا بيان ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من الفاقة وشرف العيش وقلة - 00:02:13ضَ

اليد ومنها ايضا بيان ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من الصبر والتحمل وعدم الشكوى. فمع ما اصابهم من الجوع والفاقة ومع ذلك لم يشكو الى احد ولم يسألوا احدا تعففا منهم رضي الله عنهم. وفيه ايضا دليل - 00:02:38ضَ

على عناية النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه وتفقده لاحوالهم وتأنيسه وتصبيره لهم وفيه ايضا من الفوائد ان سقوط الانسان في الصلاة بغير اختياره لا يبطل صلاته. فلو ان شخصا قام يصلي - 00:03:00ضَ

وسقط مغشيا عليه او حصل دوران في رأسه ثم سقط فانه يتم صلاته ما دام ان وضوءه لم اما اذا كان نزوله الى الارض باختيار منه فان صلاته تبطل بذلك. لانه ترك جزءا من القيام. وبناء على - 00:03:20ضَ

هذا فما يفعله بعض الناس من كونه اذا قام يصلي وسقط منه مفتاح او سقط منه منديل تجد انه ينزل ويأخذ هذا المفتاح او يأخذ هذا المنديل هذا مبطل لصلاته. فاذا كان قد تعمد ذلك وكان عالما عامدا - 00:03:45ضَ

فان صلاته تبطل. لانه ترك جزءا من القيام. والقيام ركن من اركان الصلاة اما الحديث الثاني حديث المقدام ابن معد كذب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطن - 00:04:05ضَ

ومعنى الحديث ان ابن ادم يملأ الاوعية فيملأ هذا الاناء شرابا ليشربه الناس. ويملأ هذا الاناء طعاما ليأكله الناس شر هذه الاوعية التي يملؤها هو بطنه. لان ملء البطن له مفاسد - 00:04:24ضَ

شرعية ومفاسد طبية كما سيأتي. ثم قال عليه الصلاة والسلام بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبا. اي فيه لقيمات جمع لقمة يقمن صلبه. فان كان لابد يعني لا بد ان يكثر من الطعام وان يشبع. فثلث - 00:04:44ضَ

لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه هذا الحديث فيه فوائد منها ان النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء بطب القلوب جاء بطب الابدان وما يقوله عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بطب الابدان فانما يقوله عن وحي فهو امر قطعي وليس كما يقوله الاطباء - 00:05:04ضَ

بانما يخبر به الاطباء وما يصفه الاطباء قد يكون صوابا وقد يكون خطأ. ومنها ايضا الحث على التقلل من الطعام وعدم الاكثار منه. لان الاكثار من الطعام له مفاسد شرعية ومفاسد - 00:05:30ضَ

اما المفاسد الشرعية فلان اذا اكثر من الطعام وشبع فان هذا الشبع يكون سببا بكسله وتثاقله للعبادات. فتثقل عليه العبادات. ولهذا قال بعض السلف لا تأكلوا كثيرا اشربوا كثيرا فتناموا كثيرا فتخسروا كثيرا - 00:05:50ضَ

واما المفسدة الطبية فلان اذا ملأ معدته من الطعام ثم جاءت الوجبة الثانية. ومعدته لا تزال مملوءة من الطعام. فان المعدة حينئذ تنشغل واللاحق وهذا ارهاق لها واتعاب لها. فعلى الانسان ان يحرص على التأسي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:15ضَ

وان يقتدي به في ذلك وان يمتثل امره. في قوله ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. ثم اذا حصل او جوع فانه يأكل. اما ان يتخم نفسه فهذا فيه اضرار. ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تحرم - 00:06:42ضَ

التخمة ومعنى التخمة ان يأكل حتى يشبع فلا يستطيع القيام من كثرة ما في بطنه من الطعام. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:02ضَ