تفسير سورة البقرة

56- تفسير سورة البقرة - فضيلة الشيخ أ د سامي بن محمد الصقير- 12 جمادى الآخرة 1444 هـ

سامي بن محمد الصقير

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة. قالوا اتتخذنا هزوا؟ قال اعوذ بالله ان اكون من الجاه مين؟ قالوا ادعو لنا ربك يبين لنا ما هي؟ قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا - 00:00:00ضَ

ما تؤمرون قال ادعوا لنا ربك يبين لنا ما لونها. قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قال ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقرة شابه علينا وانا ان شاء الله لمهتدون - 00:00:23ضَ

قال انه يقول انها بقرة لا دلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون. طيب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله - 00:00:44ضَ

وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد تقدم الكلام على اول هذه الايات وتوقف من الكلام على قول الله عز وجل قال انه يقول انها بقرة تثير الارض ولا تسقي الحرث - 00:01:03ضَ

قال انه يقول اي قال موسى عليه الصلاة والسلام مجيبا لهم انه يقول اي ان ربي يقول انها بقرة لا دلول تثير الارض ولا تسقي الحرث لا دلول اي لا هي مذللة بالعمل - 00:01:21ضَ

تثير الارض تحرثها وتقلبها ولا تسقي الحرف اي وليست هي ممن يسقي الزرع والحرث والمعنى انها ليست مذللة بالعمل باثارة الارض بحرفها ولا باستخراج الماء والسقي مسلمة لا شية فيها - 00:01:42ضَ

مسلمة اي انها صحيحة سالمة من النقص والعيوب لا شية فيها اي ليس فيها لون يخالف لونها فهي صفراء خالصة الصفرة لا يخالط لونها لون اخر من سواد او بياض او غيرها - 00:02:08ضَ

وفي هذا تجديد وتضييق منهم على انفسهم من وجوه اربعة الوجه الاول الا تكون مذللة باثارة الارض وحرثها والثاني الا تكون مذللة في السقي واستخراج الماء والثالث ان تكون صحيحة لا نقص فيها ولا عيب - 00:02:33ضَ

والرابع ان تكون صفراء خالصة لا يخالطها لون اخر ولما شددوا على انفسهم شدد الله تعالى عليهم لما قال له موسى عليه الصلاة والسلام ذلك؟ قالوا له قالوا الان جئت بالحق - 00:03:01ضَ

يعني بعد هذا التعنت والتشدد على انفسهم وبعد ان شدد الله عز وجل عليهم قالوا الان جئت بالحق الان اسم زمان يشار به الى الوقت الحاضر اي هذا الوقت وهذه الساعة - 00:03:21ضَ

جئت بالحق. يعني اتيت بالقول الحق والحق والقول نعم والحق هو الشيء الثابت وفي قوله عز وجل قالوا الان جئت بالحق مفهوم كلامهم انك قبل ذلك لم تأتي بالحق بل اتيت بالباطل - 00:03:40ضَ

ويدل عليه قولهم في اول الايات لما قال لهم موسى عليه الصلاة والسلام ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة. قالوا اتتخذنا وقيل ان معنى قولهم الان جئت بالحق اي الان بينت البيان التام - 00:04:05ضَ

امر البقرة وفي اوصافها عرفناها وهذا من جهلهم قال الله عز وجل فذبحوها وما كادوا يفعلون ذبحوها اي ذبحوا هذه البقرة بعد ان تمكنوا من العثور على اوصافها السابقة بعد جهد - 00:04:28ضَ

ومشقة وما كادوا يفعلون الواو هنا للحال يعني والحال انهم ما كادوا يفعلون يعني ما قاربوا ان يفعلوا بسبب ماذا؟ بسبب شدتهم وتعنتهم وعنادهم وتشديدهم على انفسهم بالسؤال. ولهذا قال - 00:04:51ضَ

ذبحوها وما كادوا يفعلون يعني وما قاربوا ان يفعلوا وعلى هذا فيكون معنى قوله وما كادوا يفعلون اي ما قاربوا اي يفعلوا لشدة تعنتهم وعنادهم لكنهم في نهاية الامر ذبحوها - 00:05:15ضَ

ثم قال عز وجل واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون ذكر الله عز وجل في هذه الاية وما بعدها يعني في الايتين ذكر السبب في امرهم بذبح البقرة - 00:05:35ضَ

وقال عز وجل واذ قتلتم نفسا اي واذكروا حين قتلتم نفسا تدارأتم فيها اي تدافعتم واختلفتم كل طائفة وكل قبيلة تتهم الاخرى القي التهمة عليها وتبرئ نفسها من ذلك وحصل بينهم - 00:05:55ضَ

قتال وفتنة دعته الى موسى عليه الصلاة والسلام وقال لهم ان الله يأمركم ان ان تذبحوا بقرة يقول الله عز وجل واذ قتلتم نفسا فادارعتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون - 00:06:22ضَ

والله مخرج ما كنتم تكتمون اي مظهر سبحانه وتعالى للناس ما كنتم تضمرونه وتخفونه في انفسكم من معرفة القاتل وهذه الجملة يراد بها التقريع والتوبيخ لهم ثم قال عز وجل فقل نضربوه ببعضها - 00:06:40ضَ

قلنا الضمير يعود على الله عز وجل ايقولنا لهم عن طريق يعني بما اوحيناه الى موسى عليه الصلاة والسلام اضربوه ببعضها الضمير في قوله اضربوه يعود على القتيل المذكور في قوله واذ قتلتم نفسا - 00:07:06ضَ

والضمير في بعضها يعود على البقرة المشار اليه في قوله فذبحوها اي اظربوا هذا القتيل ببعظ البقرة يضرب هذا القتيل ببعض البقرة اي بجزء من اجزائها او بعضو من اعضائها - 00:07:30ضَ

فضربوه اي ضربوا هذا القتيل بجزء من البقرة فاحياه الله عز وجل ونطق باسم قاتله ولهذا قال الله عز وجل كذلك يحيي الله الموتى اذا امرهم الله عز وجل ان يضربوا هذا القتيل - 00:07:51ضَ

في جزء او بعضو من البقرة التي امروا بذبحها ولهذا قال فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى اي مثل احياء هذا القتيل الذي كان ميتا يحيي الله عز وجل الموتى - 00:08:10ضَ

كذلك يحيي الله الموتى ويريكم اياته يعني يظهر لكم اياته سبحانه وتعالى وايات الله تعالى نوعان ايات كونية وهي مخلوقاته وايات شرعية وهي ما جاءت به الرسل ويريكم اياته لعلكم تعقلون - 00:08:30ضَ

يعني لاجل ان تعقلوا ايات الله وتفهموها وتتأملوا فيها وتتدبروها وتنتفعوا بها ثم قال عز وجل ثم قست قلوبكم من بعد ذلك ثم قست هذه الاية ايضا فيها تقريع وتوبيخ لبني اسرائيل - 00:08:59ضَ

في قسوة قلوبهم بعدما من الله عز وجل عليهم بنا النعم قال ثم قست قلوبكم هاي صالوبات واشتدت تنتفع فلا تقبل الحق فلا تقبل الحق ومن المعلوم انها اذا لم تقبل الحق لم تنتفع به. قال ثم قست قلوبكم من بعد ذلك يعني من بعد ما من الله تعالى به عليكم من - 00:09:26ضَ

النعم ومنها معرفة القتيل ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة يعني فهي في قسوتها كالحجارة او اشد قسوة وقوله من بعد ذلك يعني من بعد مشاهدة - 00:09:56ضَ

الايات الكونية والشرعية قست قلوبكم فهي كالحجارة او اشد قسوة. او هنا في قوله او اشد قسوة يحتمل ان تكون لتحقيق ما سبق اي انها كالحجارة القسوة ان لم تكن اشد من الحجارة - 00:10:18ضَ

هذا المعنى الاول فهي كالحجارة او اشد قسوة اي هي في قسوتها كالحجارة ان لم تكن اشد قسوة من الحجارة يعني ان لم تكون اشد لم تنقص وقيل ان او هنا بمعنى او - 00:10:40ضَ

وقيل ان او هنا بمعنى بل عن نهر الاضراب ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة بل اشد قسوة يعني من حجارة وهذا المعنى اعني ان تكون او هنا بمعنى بل - 00:11:00ضَ

ابلغ في اظهار قسوة قلوبهم اذا في قوله عز وجل كالحجارة او اشد قسوة او هنا يحتمل ان تكون عودة تحقيق اي قلوبكم كالحجارة ها ان لم تكن اشد والمعنى الثاني ان تكون او بمعنى بل يعني انها للاظراب - 00:11:19ضَ

اي قلوبكم كالحجارة بل هي اشد قسوة من الحجارة وهذا ابلغ في وصف قلوبهم ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار - 00:11:50ضَ

وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله. وما الله بغافل عما تعملون. يعني بين الله عز وجل ان ان من الحجارة ان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار - 00:12:11ضَ

يعني تخرج منه الانهار وان منها لما يتشقق فيخرج منهما. اذا من الحجارة الذي يتفجر منه الانهار يعني تتفتح وتخرج منه الانهار تخرج الانهار الجارية ثانيا وان منها لما يتشقق فيخرج منه الماء - 00:12:29ضَ

يتشقق هذا الحجارة فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله يضل اي يذل ويخضع لخشية الله ويؤيد هذا يعني ويدل عليه ايضا قول الله عز وجل لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته ها خاشعا متصدعا من خشية الله - 00:12:53ضَ

اذا نعم ويؤيده ايضا قول الله عز وجل وان من شيء هم. الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم وان منها لما يهبط من خشية الله. وما الله بغافل عما تعملون - 00:13:24ضَ

الغفلة هي السهو والاعراض يعني ان الله عز وجل مطلع على اعمالكم ليس بغافل عن اعمالكم دقيقها وجليلها سبحانه وتعالى ليس بغافل عما تعملون وهذا دليل على عموم او بل دليل على كمال علمه. واحاطته سبحانه وتعالى بجميع المخلوقات - 00:13:42ضَ

ويأتي ذكر الفوائد ان شاء الله في الدرس القادم ان شاء الله - 00:14:13ضَ