قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء

56 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|الإيمان باليوم الآخر|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء

صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ

ان حفظه الله الدرس السادس والخمسون. بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. كتب على نفسه الرحمة لا يجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه والصلاة والسلام على نبينا محمد - 00:00:20ضَ

واله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين وبعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتحدث اليكم امتدادا لحديثنا السابق في مواضيع العقيدة الاسلامية ونخص في هذه الحلقة وما بعدها ان شاء الله تحدث عن الايمان باليوم الاخر - 00:00:37ضَ

لان الايمان به احد اركان الايمان كما يدل على ذلك القرآن في كثير من الايات حيث يذكر الايمان به تارة مع الايمان بالاركان الستة التي هي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر - 00:01:00ضَ

وتارة يذكر الايمان به مع الايمان بالله. كما قال تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر - 00:01:20ضَ

قد سمى الله هذا اليوم بعدة اسماء تنويها بشأنه وتنبيها للعباد ليخافوا منه فسماه اليوم الاخر لانه بعد الدنيا وليس بعده يوم غيره وسماه يوم القيامة لقيام الناس فيه لربهم - 00:01:39ضَ

وسماه الواقعة والحاقة والقارعة والراجفة والصاخة والعازفة والفزع الاكبر ويوم الحساب ويوم الدين والوعد الحق وكلها اسماء تدل على عظم شأنه وشدة هوله وما يلقاه الناس فيه من الشدائد والاهوال - 00:01:56ضَ

فهو يوم تشخص فيه الابصار وتطير القلوب عن اماكنها حتى تبلغ الحناجر ويفر فيه المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغيه يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم - 00:02:17ضَ

يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته واخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الارض جميعا ثم ينجيه والايمان بهذا اليوم يحمل الانسان على العمل والاستعداد له كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا - 00:02:42ضَ

وقال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون وقال تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا. انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا - 00:03:07ضَ

انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا. فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا كما ان الايمان بهذا اليوم يحمل على الثبات عند لقاء الاعداء والصبر على الشدائد كما قال تعالى في قصة طالوت وجنوده - 00:03:36ضَ

حينما لقوا عدوهم الذي يفوقهم في الكثرة بعدما جاوزوا نهر الامتحان ولم ينجوا منهم الا اهل الايمان فلما جاوزه هو والذين امنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده - 00:03:57ضَ

قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين كما ان عدم الايمان بهذا اليوم يحمل الانسان على الكفر والمعاصي وعلى الظلم والعدوان والبغي والفساد. قال تعالى - 00:04:13ضَ

ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها. والذين هم عن اياتنا غافلون اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون قال تعالى ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب - 00:04:35ضَ

قال تعالى انهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا باياتنا كذابا قال تعالى ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين قد امر الله باتقاء ذلك اليوم - 00:04:55ضَ

بالاستعداد له بالاعمال الصالحة التي تنجي من اهواله قال تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون - 00:05:14ضَ

واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شياء ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور والايمان باليوم الاخر متفق عليه بين المسلمين واليهود والنصارى - 00:05:36ضَ

وانما انكره المشركون والدهريون والملاحدة الذين قالوا ان هي الا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين وما نحن بمنشرين. فاذا كنا عظاما ذلك رجع بعيد. هل ندلكم على رجل ينبئكم اذا مزقتم كل ممزق - 00:05:56ضَ

انكم لفي خلق جديد افترى على الله كذبا ام به جنة غير ذلك من مقالاتهم الضالة قد اخبر سبحانه ان جميع الرسل انذرت اممها باليوم الاخر كما قال تعالى عن الكفار اذا دخلوا النار كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير - 00:06:15ضَ

قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير فاخبر سبحانه ان الرسل انذرتهم وانهم كذبوا بالرسالة قال تعالى وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكوا - 00:06:39ضَ

رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على كافرين وقال تعالى يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي - 00:07:05ضَ

وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى شهدنا على انفسنا فاخبر عن جميع الجن والانس ان الرسل بلغتهم رسالة الله وهي اياته وانذرتهم اليوم الاخر ولم يكن لهؤلاء المنكرين للبعث حجة الا الا استبعاد اعادة الاجساد بعد فنائها وتفتتها ومصيرها - 00:07:23ضَ

ومصير عظامها رميما ورفاتا قاسوا قدرة الخالق التي لا يعجزها شيء على قدرتهم المحدودة فرد الله عليهم واحتج عليهم بامور يشاهدونها تدل على البعث والنشور الامر الاول ابتداء خلقهم وايجادهم من العدم. فالذي قدر على خلقهم اول مرة وعلى ايجادهم من العدم قادر - 00:07:49ضَ

على اعادتهم من باب اولى. كما في قوله تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم قال تعالى يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فان خلقناكم من تراب. الايات - 00:08:16ضَ

قال تعالى وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم الامر الثاني احياء الارض بالنبات بعد موتها - 00:08:39ضَ

وهو شيء يشاهدونه قال تعالى وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته. حتى اذا اقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد من ميت فانزلنا به الماء فاخرجنا به من كل الثمرات - 00:08:56ضَ

كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون وقال تعالى وترى الارض خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت ان الذي احياها لمحيي الموتى انه على كل شيء قدير الامر الثالث خلق السماوات والارض وذلك اعظم من خلق الناس - 00:09:11ضَ

فالذي قدر على خلق الشيء العظيم قادر على خلق ما هو دونه من باب اولى قال تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس وقال تعالى او لم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض قادر على ان يخلق مثلهم - 00:09:32ضَ

قال تعالى اوليس الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيي الموتى بلى انه على كل شيء قدير الامر الرابع تنزيه نفسه عن العبث فانه لو لم يكن هناك بعث ولا حساب - 00:09:50ضَ

ولا مجازاة على الاعمال لكان خلق الناس عبثا. قال تعالى فحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق تتأبى حكمته ان يخلق الناس عبثا. ويأبى عدله ان يترك المحسن بلا ثواب. والمسيء بلا عقاب. والله - 00:10:08ضَ

والى الحلقة القادمة باذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:31ضَ