رياض الصالحين للنووي

57 - باب القناعة والعفاف ..- رياض الصالحين- فضيلة الشيخ أ د سامي الصقير- 3 - 22 رجب 1443هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ

في باب القناعة والعفاف وقال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى في - 00:00:20ضَ

في باب سياق الايات في باب القناعة والعفاف وقال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين - 00:00:32ضَ

قوله عز وجل وما خلقت الجن والانس ما خلقت اي ما اوجدت الجن والانس هم ذرية ادم عليه الصلاة والسلام والجن ذرية ابليس وقد خلق الله عز وجل الجن من نار. وخلق الانس من طين. كما قال الله تعالى ولقد خلقنا الانسان من - 00:00:49ضَ

سلالة من طين. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين وقال عز وجل والجان خلقناه من قبل ومن نار السموم الا ليعبدون. هذا بيان العلة والحكمة من خلق الخلق. وان الله عز وجل خلقهم لعبادته - 00:01:16ضَ

وهذه العلة علة شرعية. وليست علة قدرية كونية. لانها لو كانت علة قدرية كونية لا لزم من ذلك ان جميع الخلق من الانس والجن لزم منه ان يعبد الله عز وجل ولكنها علة شرعية قد تتخلى - 00:01:36ضَ

ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. اي ان الله عز وجل لم يخلق الخلق لاجل ان يرزقوه ولاجل ان يطعموا بل هو سبحانه وتعالى يطعم ولا يطعم - 00:01:56ضَ

كما قال الله عز وجل قل افغير الله اتخذ وليا؟ فاطر السماوات والارض وهو يطعم ولا يطعم فهو سبحانه وتعالى غني عن خلقه بل جميع الخلق فقراء اليه. كما قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد. ما - 00:02:12ضَ

منهم من رزق اي من عطاء ولا اريد ان يطعمون. فبين سبحانه وتعالى ان الغاية من خلق الخلق هي عبادتهم وتوحيده لم يخلقهم سبحانه وتعالى ليتكثر بهم من قلة ولا ليتعزز بهم من ذلة ولا ليستغني بهم - 00:02:34ضَ

من فقر بل خلقهم لهذا الامر العظيم. وهذا الخطب الجسيم وبين لهم الصراط المستقيم. فمن اتبع الله عز وجل فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عنه فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى - 00:02:54ضَ

وقوله الا ليعبدون العبادة تطلق على معنيين. المعنى الاول التعبد الذي هو فعل العابد ومعناها التذلل لله عز وجل حبا وتعظيما فبالحب يكون الطلب وبالتعظيم يكون الهرب. اي ان الانسان لمحبته لله يطيع اوامره ويقبل عليه - 00:03:14ضَ

وبالتعظيم اي لتعظيمه لله ولخوفه من عقابه يرتدع عن المخالفة والمحبة والتعظيم هما ركن العبادة. فلا يمكن للعبادة ان تتم الا بهذين الامرين المحبة والتعظيم ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في النونية وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان. وعليه - 00:03:41ضَ

ما فلقوا العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان. ومداره بالامر امر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان فقيام دين الله بالاخلاص والاحسان انه ما له اصلان والمعنى الثاني من معاني العبادة المتعبد به - 00:04:11ضَ

وقد فسرها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بانها اسم جامع لكل ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة كالصلاة والصيام والطهارة والحج وغيرها. فالصلاة عبادة - 00:04:32ضَ

اي انه متعبد لله تعالى بها وفعل الانسان لهذه العبادة من قيام وقعود وركوع وسجود هذا هو التعبد. ثم قال عز وجل ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. ان الله هو الرزاق. الرزاق صيغة مبالغة. تدل على كثرة رزقه - 00:04:51ضَ

وعطائه وعلى كثرة من يرزقهم سبحانه وتعالى. فلكثرة رزقه وسعة عطاءه. ولكثرة من يرزقهم يعطيهم جاء هذا الاسم وهو الرزاق. ذو القوة اي شديد القوة سبحانه وتعالى. فهو قوي في قوته. فهو شديد في عقابه. وشديد حيث تقتضي الحكمة ان يكون شديدا. ففي هاتين الايتين - 00:05:14ضَ

دليل على مسائل او فوائد منها بيان الحكمة من خلق الله عز وجل الخلق وانه خلقهم لعبادته بتوحيده وهذا يدلنا على عظم شأن التوحيد وامر التوحيد وان الانسان يجب عليه ان يعتني بجانب العقيدة - 00:05:44ضَ

التوحيد لانه الاصل الذي خلق الله عز وجل الخلق من اجله. وارسل الرسل من اجله رسلا مبشرين ومنذرين. لان لا للناس على الله حجة بعد الرسل. وقال عز وجل ولقد بعثنا في كل امة رسولا. ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال - 00:06:06ضَ

قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وفيه ايضا دليل على غنى الله عز وجل عن خلقه وان جميع الخلق مفتقرون اليه سبحانه وتعالى - 00:06:26ضَ

وفيها ايضا اثبات الارادة لله عز وجل في قولهما اريد وارادة الله عز وجل نوعان ارادة بمعنى المشيئة والمحبة وتكون فيما يحبه الله ولا يلزم منها وقوع المراد والثاني ارادة كونية يلزم منها وقوع المراد وقد تكون فيما يحبه الله وفيما لا يحبه. وفي هاتين الايتين ايضا - 00:06:42ضَ

اسم الرزاق لله عز وجل في قوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:11ضَ