Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
في باب القناعة والعفاف عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس متفق عليه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - 00:00:19ضَ
قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال - 00:00:35ضَ
ليس الغنى عن كثرة العرض ليس الغنى اي الغنى المحمود الذي يكون سببا لمرضاة الله عز وجل عن كثرة العرض يعني عن كثرة المال ولكن الغنى غنى النفس. اي ان الغنى الحقيقي هو غنى النفس - 00:00:49ضَ
في ان يكون الانسان قانعا بما قسم الله عز وجل له راضيا بما اتاه الله تعالى وذلك ان من الناس من يؤتيه الله عز وجل مالا ولكنه لا ينتفع بهذا المال لا في حاله ولا في - 00:01:08ضَ
في مآله فلا ينتفع به في دنياه بان ينفقه على نفسه وعلى اهله واولاده. بل تجد انه يقتر على نفسه واولاده ولا ينتفع به في مآله فلا ينفقه في مرظاة الله من الزكوات من اداء الزكاة والصدقات - 00:01:27ضَ
وبذليل المعروف وانما شغل دنياه في جمع هذا المال وفي جمع حطم الدنيا ولم ينتفع به حالا ولا مئالا ولهذا قال المتنبي ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقر - 00:01:47ضَ
فالانسان لا يضيع اوقاته في هذه الدنيا التي خلق التي خلقه الله عز وجل فيها لطاعته وعباده لا يضيع اوقاته في جمع حطام الدنيا ثم لا ينتفع بذلك وهذا ثم قال عليه الصلاة والسلام ولكن الغنى غنى النفس. فالنفس اذا استغنت بما اتاها الله تعالى بان - 00:02:10ضَ
كان قلب الانسان متعلقا بالله تبارك وتعالى متوكلا عليه واثقا برزقه وعطائه فان الله عز وجل يرزقه القناعة ويبارك له في القليل من المال. فلهذا الحديث دليل على الحث على القناعة - 00:02:36ضَ
وان يكون الانسان قانعا وراضيا بما اتاه الله عز وجل من الرزق. والا يضيع اوقات عمره سبها في جمع مال لا ينتفع به في الدنيا ولا ينفعه عند الله تعالى - 00:02:58ضَ
وفيه ايضا دليل على الحرص على صلاح القلب وان الانسان يجب عليه ان يعتني بصلاح قلبه. لان القلب اذا صلح صلح بقية الجسد. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب - 00:03:15ضَ
وان من اعظم ما يكون سببا في صلاح القلب. الاقبال على كتاب الله تعالى. تلاوة وتدبرا وعملا ومن ذلك ايضا اعني من اسباب صلاح القلب حضور مجالس العلم وحلق العلم واصبر نفسك مع - 00:03:40ضَ
الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. ومن اسباب صلاح القلب واستقامته ان يحرص الانسان على قيام الليل ولا سيما في اخر الليل وقت السحر. فان قيام الليل من اعظم اسباب صلاح القلب ودينه ورقته - 00:04:00ضَ
واستقامته على امر الله تعالى. ومن اسباب صلاح القلب اللجوء الى الله تعالى بالدعاء. ولهذا كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ومن اسباب صلاح - 00:04:22ضَ
القلب ايضا مجالسة اهل الخير والصلاح. الذين يعظونه اذا غفل ويذكرونه اذا نسي يعلمونه اذا جهل فان المرء على دين خليله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله - 00:04:42ضَ
فلينظر احدكم من يخالل فالواجب على المرء ان يحرص على صلاح قلبه واستقامته بما ذكر وما لم يذكر من غير ذلك. ومن هذا ايضا الاقبال على الاعمال الصالحة وكثرة الاعمال الصالحة لانها سبب لصلاح القلب واستقامته. ولهذا - 00:05:02ضَ
قال بعضهم دواء قلبك خمس عند قسوته. فاحرص عليها تفز بالخير والظفر خلاء بطن وقرآن تدبره كذا تضرع باك ساعة السحر. كذا قيامك جنح الليل اوسطه وان تجالس اهل الخير والخبر - 00:05:25ضَ
اما الحديث الثاني حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قد افلح من اسلم قد افلح الفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب. من اسلم اي استسلم لله عز وجل - 00:05:45ضَ
ظاهرا وباطنا اتاه الله وقنعه الله عز وجل بما رزقه. يعني اتاه الله عز وجل كفافا وقنعه بما رزقه. والكثير هو ان يكون العطاء والرزق بقدر حاجة الانسان من غير زيادة ولا نقصان. لان - 00:06:05ضَ
المال والرزق اذا زاد فربما كان سببا لانحراف الانسان وظلاله. لانه قد يستعمل هذا المال فيما لا يرضي الله وقد لا يؤدي حق هذا المال مما اوجبه الله تعالى من الزكاة والصدقات والنفقات. واذا قل المال بان - 00:06:28ضَ
لم يكن عنده من المال ما لا ما يكفيه فانه في هذه الحال يضطر الى سؤال الناس واذلال نفسه بالسؤال. فاذا اتاه الله عز وجل كفافا وقنعه بهذا الكفاف بان رظي بما قسمه الله عز وجل له فانه يكون فالحا - 00:06:48ضَ
اي حائزا على المطلوب ناجيا من المرهوب. فنسأل الله عز وجل ان يقنعنا واياكم بما رزقنا. وان يكفينا بحلال عن حرامه وان يغنينا بفضله عمن سواه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:08ضَ