تفسير سورة البقرة

58- تفسير سورة البقرة - فضيلة الشيخ أ د سامي بن محمد الصقير- 19 جمادى الآخرة 1444 هـ

سامي بن محمد الصقير

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون - 00:00:01ضَ

واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم قالوا اتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم. افلا تعقلون اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون. ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وان - 00:00:18ضَ

الا يظنون فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين - 00:00:48ضَ

واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد يقول الله تعالى افتطمعون ان يؤمنوا لكم هذه الايات ذكرها الله عز وجل بعد بيان قسوة قلوب اليهود - 00:01:10ضَ

واهل الكتاب وانها كالحجارة او اشد قسوة ثم لما بين قسوة قلوبهم ذكر في هذه الايات او قطع في هذه الايات طمع المؤمنين في ايمانهم لان المؤمنين كانوا يرجون ايمانهم - 00:01:34ضَ

فقطع الله تعالى رجاءهم في قوله افتطمعون ان يؤمن لكم والهمزة هنا افتطمعون؟ الهمزة للاستفهام وهذا الاستفهام للاستبعاد والتيئيس والانكار والتعجب والخطاب في قوله افتطمعون للمؤمنين والطمع هو الرجاء مع الرغبة الشديدة - 00:01:58ضَ

في حصول الشيء ومعنى قوله افتطمعون ان يؤمنوا لكم يعني اترجون ايها المؤمنون ان يؤمن اليهود لكم ويقر ويصدق وينقاد لكم بالطاعة وقد حصل من ابائهم ما حصل انهم شاهدوا ايات الله عز وجل - 00:02:32ضَ

العظيمة ثم قست قلوبهم من بعد ذلك ولهذا قال وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه. وقد كان الواو هنا للحال ايها الحال انه قد كان وقد للتحقيق - 00:02:57ضَ

وقوله وقد كان فريق منهم اي طائفة منهم يسمعون كلام الله ان يسمعون كلام الله الذي انزله على موسى عليه الصلاة والسلام وهو التوراة وكلام وكلامه الذي اسمعهم لما كلم الله تعالى موسى عليه الصلاة والسلام حين اختار سبعين رجلا لميقات الله عز وجل - 00:03:19ضَ

وكذلك ايضا كلامه في القرآن وهم يسمعون كلام الله فيما سبق وفيما وفي السابق واللاحق ثم يعني بعد سماعهم يحرفونه يعني كيف ترجون من هؤلاء ان يؤمنوا وقد سمعوا ما سمعوا من ايات الله - 00:03:48ضَ

ومن كلام الله ومع ذلك لم يحصل منه ايمان بل حصل منهم التحريف قال ثم يحرفونه والتحريف مصدر حرف الشيء اذا مال به عن جادته وطريقه والمعنى ثم يحرفونه اي ثم يحرفون كلام الله - 00:04:11ضَ

اي يتأولونه على غير وجهه بحيث انهم يبدلون المعنى ويغيرون ويميلون به عن وجهه ومعناه كما قال الله تبارك وتعالى عنهم من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه وقال عز وجل - 00:04:35ضَ

ومن الذين هادوا سماعون للكذب اكالون للسحت ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم اخرين لم يأتوكم لم لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه. يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروه - 00:05:00ضَ

وقوله ثم يحذفونه من بعد ما عقلوه ما هنا مصدرية اي من بعد عقلهم ووعيهم وفهمهم له وهم يعلمون ايها الحال انهم يعلمون انهم يحرفون كلام الله هم قد حرفوا - 00:05:21ضَ

كلام الله عز وجل على علم وبصيرة وارتكبوا اولا المخالفة بالتحريف وثانيا المخالفة على بصيرة حيث انهم حرفوا كلام الله تبارك وتعالى بعد فهمه وعقله ثم قال عز وجل واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا - 00:05:43ضَ

يعني اذا لقي هؤلاء اليهود وقابلوا الذين امنوا والمراد الذين امنوا بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به قالوا امنا قالوا اي بالسنتهم السنتهم مقرة وقلوبهم منكرة - 00:06:13ضَ

وهم يقولون امنا اي دخلنا في الايمان ونحن مثلكم في الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا ولا ريب ان هذا من النفاق لانهم اظهروا الايمان وابطنوا ما يسرونه في قلوبهم من الكفر - 00:06:37ضَ

ولهذا قال واذا خلا بعضهم الى بعض اذا خلا اي انفرد بعضهم ببعض وكانوا في خلوة من الناس ولم يكن عندهم احد سواهم قالوا فيما بينهم اتحدثونهم فيما فتح الله عليكم - 00:06:56ضَ

اتحدثونهم؟ الهمزة هنا؟ للاستفهام والاستفهام هنا يراد به الانكار والتوبيخ والتعجب والضمير في قوله اتحدثونهم يعود على المؤمنين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اي كيف تحدثون هؤلاء المؤمنين بما فتح الله عليكم اي لا تحدثوهم - 00:07:16ضَ

وقول بما فتح الله عليكم يعني بالذي فتح عليكم بما في كتابكم وهو التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم مما يدل على صحة رسالته اي انكم اذا اجتمعتم بهم - 00:07:44ضَ

فلا تخبروهم ان في التوراة ما يدل على ايش على صدق رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ليحاجوكم به اي لتكون او ليكون اخباركم لهم حجة عليكم ليكون اخباركم لهم حجة عليكم. ولهذا قال ليحاجوكم به عند ربكم - 00:08:03ضَ

واللام هنا في قوله ليحاجوكم اللام لام العاقبة اي لتكون العاقبة والنهاية انهم يخاصمونكم ويحاجوكم انهم يخاصمونكم ويحاججوكم بما حدثتموهم مما في التوراة وحينئذ فيكون لهم يقول لهم حجة عليكم - 00:08:26ضَ

افلا تعقلون الهمزة هنا ايضا للاستفهام ومعناه التوبيخ. يعني اليس لكم عقول تعرفون بها ما يحصل بحديثكم اياهم اما في التوراة ثم قال عز وجل افلا تعقلون اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون - 00:08:55ضَ

الاستفهام هنا او لا يعلمون للانكار والتقريع والتوبيخ لهؤلاء اليهود يعني ان الله عز وجل وبقهم وقرعهم وانكر عليهم بتحريفهم كلام الله تعالى اولا ولكتمانهم ما عندهم من الشهادة بصدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:09:22ضَ

لانه في اول الايات قال افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يعرفونه الذي حصل منهم اولا التحريف تحديث كلام تحريف كلام الله عز وجل - 00:09:48ضَ

ثانيا مما حصل منهم الجحد والانكار فيما جاءت به التوراة من اه صدق رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا قال اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ما هنا في الموضعين - 00:10:03ضَ

مصدرية او موصولة والتقدير اولا يعلمون ان الله يعلم سرهم وعلانيتهم هذا اذا قلنا مصدرية واذا قلنا انها اسم موصول يكون التقدير اولا يعلمون ان الله يعلم الذي يسرونه والذي - 00:10:25ضَ

يعلنون ولعنا معنى الاية ان الله تعالى يعلم ما يخفي هؤلاء اليهود في انفسهم وما يكتمونه بينهم مما جاء في كتابهم من الشهادة بصدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:46ضَ

وانما فعلوا ذلك لان لا يكون ذلك حجة عليهم ثم قال عز وجل نعم لان لا يكون ذلك حجة عليهم وقوله او لا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون - 00:11:06ضَ

فهو سبحانه وتعالى عالم في سرائرهم وخفاياهم ومن باب اولى ان يعلم بعنانيتهم ولهذا قال الله تبارك وتعالى وان ربك ليعلم ما تكن صدورهم ها وما يعلنون وقال عز وجل ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء - 00:11:25ضَ

ثم قال عز وجل ومنهم امي ذون اميون لا يعلمون الكتاب الا امانيا وان هم الا يظنون منهم من هنا للتبعيض يعني من اهل الكتاب اي من بعضهم وفريق منهم وطائفة منهم اميون اميون - 00:11:49ضَ

جمع امي والام هو الذي لا يقرأ ولا يكتب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم انا امة امية لا نقرأ ولا نكتب وقال عز وجل في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم الذين يتبعون الرسول النبي الامي - 00:12:13ضَ

وقال تعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم وسمي من لا يقرأ ولا يكتب سمي اميا اما نسبة الى امه اي الحالة التي فارق عليها امه حين خرج من بطنها - 00:12:37ضَ

الانسان حينما يخرج من بطن امه يقول جاهلا لا يقرأ ولا يكتب كما قال تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا او نسبة الى الامة وهي عامة الناس - 00:13:00ضَ

وهو مرادف العامي. والعامي هو الجاهل والام له معنيان معنى عام ومعنى خاص تأمل معنى العام للام فهو الذي لا يقرأ ولا يكتب كما تقدم واما المعنى الخاص فهو عند الفقهاء رحمهم الله - 00:13:21ضَ

فالامي هو الذي لا يحسن الفاتحة او يلحن فيها لحنا يحيل المعنى هذي لامي حتى لو كان معه شهادة بروفيسور ولكنه لا يحسن الفاتحة فعند الفقهاء يعتبر امية قال ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب. لا يعلمون اي لا يعرفون الكتاب - 00:13:46ضَ

ولا يفقهون ولا يدرون ما ما فيه وقوله لا يعلمون الكتاب هل هنا للعهد والمراد به التوراة والكتاب بمعنى المكتوب لان لان التوراة مكتوبة في الواح كتبها الله عز وجل بيده - 00:14:11ضَ

كما قال تعالى وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء لا يعلمون الكتاب الا امانيا اي الا علم اماني والاماني جمع امنية وهي الامنية التلاوة والقراءة - 00:14:40ضَ

الاماني الاماني جمع امنية وهي القراءة والكتابة. التلاوة والقراءة ومنه قول الله تبارك وتعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيتي والمعنى معنى الاية ان من اهل الكتاب اميون - 00:15:04ضَ

لا يعلمون التوراة الا قراءة فقط وهم يقرأونها دون فهم وفقه ومعرفة بمعناها فهم في الواقع بحكم من لا يقرأ ولا يكتب الذي يقرأ الكتاب مجرد قراءة ولا يعرف ما يتضمنه من المعنى فهو فهو كالام - 00:15:30ضَ

وحكمه حكم العوام ولهذا يسمى قارئا قال ابن مسعود رضي الله عنه كيف بكم بكم يعني معشر امة محمد صلى الله عليه وسلم كيف بكم اذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم - 00:15:56ضَ

كيف بكم اذا كثر قراؤكم يعني الذي يقرأون القرآن ويتقنونه ولكنهم لا يفقهون معنى. هؤلاء قراء وان سموا شيوخا فهذه التسمية تسمية اصطلاحية او تسمية لا تصح اذا لا يعلمون الكتاب الا اماني يعني الا قراءة وان هم الا يظنون - 00:16:16ضَ

يعني ما هم الا يظنون انهم يعلمون. وهم في واقع الامر لا يعلمون شيئا ولا يفقهون شيئا. ولهذا قال وان هم الا يظنون وان هنا نافية بمعنى ما من هنا نافية بمعنى ما - 00:16:42ضَ

والا اداة حصر اي ما هم الا يظنون وذلك لعدم فهمهم للمعنى فليس عندهم سوى الظن والوهم والشك بغير علم فهم يتخرصون ويقولون بلا علم كما قال الله تبارك وتعالى ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا - 00:17:02ضَ

والقول بالظن والحكم بالظن امر محرم ولهذا قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم والظن والاعتقاد الخاطئ الذي لم يبنى على قرائن ودلائل - 00:17:31ضَ

هذا هو الظن الظن هو الاعتقاد الخاطئ والظن ليس مذموما كله ولهذا قال الله تعالى ان بعض الظن اثم. يعني وبعضه ليس باثم الظن الذي يكون مبنيا على القرائن والدلائل بحيث تدل القرين عليه هذا هذا لا ليس مذموم - 00:17:53ضَ

ولا بأس به وسيأتي ان شاء الله تعالى ان ان مثل هذا الظن ان مثل هذا الظن جائز. واعني بذلك الذي احتفت به القرائن والدلائل على صدقه. نعم. الله اعلم - 00:18:19ضَ

نقف على ان وان هم الا يظنون. نعم كما جاء به الحديث والاية الكريمة وكتبنا لهم والاصل في كل فعل اضيف انه يكون متصفا به اذ ينزل ربنا من ربنا وكتبنا هو الذي كتب - 00:18:39ضَ

وكتبنا يعني امر ان يكتب ما عنا هذا النص قد جاء به الحديث ان الله عز وجل كتب التوراة بيده قاعدة ان كل فعل اضيف الى ذات الاصل ان هذا الفعل قائم بها - 00:19:12ضَ

كل فعل يضيف الى ذات فمثلا جاء ربك منين جاء؟ الله عز وجل ينزل ربنا والله عز وجل فهمتم ولا يعول لا يؤول ويقال امره او كذا الا بدليل الى ذات - 00:19:35ضَ

تشمل كل شيء فالاصل انه قائم بهذه الذات انه قائم بهذه الذات - 00:19:59ضَ