قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء
58 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|الإيمان بما يكون يوم القيامة|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ
ان حفظه الله الدرس الثامن والخمسون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه الصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد - 00:00:20ضَ
يواصل الحديث عن وجوب الايمان باليوم الاخر وما يكون فيه قال الامام السفاريني رحمه الله واعلم ان ليوم الوقوف اهوالا عظيمة وشدائد جسيمة تذيب الاكباد وتذهل المراضع وتشيب الاولاد وهو حق ثابت - 00:00:43ضَ
ورد به الكتاب والسنة وانعقد عليه الاجماع وهو يوم القيامة قد اختلف في تسمية ذلك اليوم بيوم القيامة قيل لكون الناس يقومون من قبورهم قال تعالى يوم يخرجون من الاجداث سراعا - 00:01:07ضَ
وقيل لوجود امور المحشر والوقوف ونحوهما فيه وقيل لقيام الناس لرب العالمين كما روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يقوم الناس احدهم في رشحه الى نصف اذنيه - 00:01:27ضَ
الى ان قال وروى الامام احمد وابو يعيى وابو يعلى وابن حبان في صحيحه عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال - 00:01:51ضَ
في يوم كان مقداره خمسين الف سنة فقيل ما اطول هذا اليوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده انه ليخفف على المؤمن حتى يكون عليه اخف من صلاة مكتوبة - 00:02:06ضَ
وقيل انما سمي يوم القيامة لقيام الملائكة والروح فيه صفا قال تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا الى ان قال واخرج الشيخان عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. يعرق الناس يوم القيامة - 00:02:25ضَ
حتى يذهب عرقهم في الارض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ اذانهم وفي بعض الفاظ الصحيح سبعين عاما واخرج مسلم عن المقداد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:02:50ضَ
اذا كان يوم القيامة ادنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل او ميلين قال فتسهرهم الشمس فيكونون في العرق كقدر اعمالهم منهم من يأخذه الى عقبيه ومنهم من يأخذه الى حقويه - 00:03:11ضَ
ومنهم من يلجمه الجاما وهذا الوقوف للحساب كما قال تعالى فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون والحساب تعريف تعريف الله سبحانه الخلائق مقادير الجزاء على اعمالهم تذكيره اياهم بما قد نسوه - 00:03:30ضَ
قال تعالى يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه قال تعالى قالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا - 00:03:54ضَ
وقال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ومن الحساب اجراء القصاص بين العباد فيقتص للمظلوم من الظالم كما في صحيح مسلم وسنن الترمذي من حديث ابي هريرة - 00:04:16ضَ
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق الى اهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء والحساب متفاوت فمنه الحساب العسير ومنه الحساب اليسير قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله - 00:04:37ضَ
يحاسب الله تعالى الخلق ويخلو بعبده المؤمن ويقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته. فانهم لا حسنات لهم ولكن تعد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها انتهى - 00:05:00ضَ
واول ما يحاسب عنه العبد صلاته واول ما يقضى بين الناس في الدماء كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه وابو داوود والحاكم وصححه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:05:27ضَ
انه قال اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة يقول الله تعالى لملائكته انظروا لصلاة عبدي اتمها ام نقصها فان كانت تامة كتبت له تامة وان كان نقص منها شيئا - 00:05:45ضَ
قال الله تعالى انظروا هل لعبدي من تطوع فان كان له تطوع قال اتموا لعبدي فريظته من تطوعه ثم تؤخذ الاعمال على ذلك واخرج النسائي عن ابن مسعود رضي الله عنه - 00:06:03ضَ
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اول ما يحاسب عليه العبد صلاته واول ما يقضى بين الناس في الدماء ومما يكون في هذا اليوم اعطاء العباد صحائف اعمالهم - 00:06:20ضَ
وهي الكتب التي كتبتها الملائكة واحصوا فيها ما فعله كل انسان في الحياة الدنيا من الاعمال القولية والفعلية قال تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا - 00:06:38ضَ
اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا قال العلماء طائره عمله ومنهم من يعطى كتابه بيمينه ومنهم من يعطى كتابه بشماله قال تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابية - 00:06:58ضَ
الى قوله تعالى كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية واما من اوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم اوت كتابيه الى قوله تعالى خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه - 00:07:21ضَ
قال السفارين والحاصل ان نشر الصحف واخذها باليمين والشمال ما يجب الايمان به وعقد القلب عليه بانه حق لثبوته بالكتاب والسنة والاجماع انتهى ومما يكون في هذا اليوم وزن الاعمال - 00:07:39ضَ
قال تعالى والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا باياتنا يظلمون وقال تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا - 00:08:00ضَ
وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين الاعمال توزن بميزان حقيقي له لسان وكفتان قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الميزان هو ما يوزن به الاعمال وهو غير العدل - 00:08:23ضَ
كما دل على ذلك الكتاب والسنة مثل قوله تعالى فمن ثقلت موازينه وقوله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ثم ساق بعض الاحاديث التي فيها وزن الاعمال ثم قال وهذا وامثاله مما يبين ان الاعمال توزن بموازين - 00:08:44ضَ
يبين بها رجحان الحسنات على السيئات وبالعكس فهو مما به يتبين العدل والمقصود بالوزن هو العدل كموازين الدنيا واما كيفية تلك الموازين فهو بمنزلة كيفية سائر ما اخبرنا به ما اخبرنا به من الغيب انتهى. ومما يكون يوم القيامة - 00:09:06ضَ
الصراط وهو جسر ممدود على متن جهنم يرده الاولون والاخرون يمر الناس عليه على قدر اعمالهم وهو ادق من الشعر واحد من السيف واشد حرارة من الجمر عليه كلاليب تخطف تخطف من امرت بخطفه - 00:09:31ضَ
يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد. ومنهم من يمر هرولة ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم - 00:09:54ضَ
قال السفاريني اتفقت الكلمة على اثبات الصراط في الجملة لكن اهل الحق يثبتونه على ظاهره من كونه جسرا ممدودا على متن جهنم احد من السيف وادق من الشعر وانكر هذا الظاهر - 00:10:15ضَ
وانكر هذا الظاهر القاضي عبد الجبار المعتزلي وكثير من اتباعه زعما منهم انه لا يمكن عبوره وان امكن ففيه تعذيب ولا عذاب على المؤمنين والصلحاء وانما المراد طريق الجنة المشار اليه بقوله سيهديهم ويصلح بالهم وطريق النار المشار اليه بقوله فاهدوهم الى صراط - 00:10:33ضَ
ومنهم من ومنهم من حمل الادلة الواضحة على تأويلات فارغة وكل هذا باطل لا دليل عليه لوجوب رد النصوص الى حقائقها وليس العبور على الصراط باعجب من المشي على الماء - 00:10:59ضَ
او الطيران في الهواء او الوقوف فيه وقد اجاب صلى الله عليه وسلم عن سؤال حشر الكافر على وجهه بان الذي امشاه في الدنيا على قدميه طالح قادر على ان يمشيه يوم القيامة على وجهه - 00:11:25ضَ
انتهى كلامه بمعناه والى الحلقة القادمة باذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:11:43ضَ