بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الاربعين النووية للحافظ النووي رحمه الله. وعن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين - 00:00:00

وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبغى لدينه وعرضه ومن وقع في وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه. الاوان لكل ملك حمى الا وان حمى الله محارمه. الا - 00:00:20

وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم. وهذا الحديث عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما هو وابوه صحابيان ابوه بشير ابن عمر الانصاري ان رسول الله - 00:00:40

اي صلى الله عليه وسلم قال ان الحلال بين وان الحرام بين. الحلال بين فيما نص الله على انه حلال بما نص الله في القرآن على انه حلال مثل قوله احلت لكم بهيمة الانعام - 00:01:00

احلت لكم بهيمة الانعام. الله نص على على حل بهيمة الانعام وهي الابل والبقر والغنم وما تولد منها. ومثل قوله تعالى واحل الله البيع. البيع حلال ما لم يشتمل على غرر او على غش او خداع فهو حلال وهو من اطيب المكاسب. هذا - 00:01:20

معنى الحلال بين ما نص الله على انه حلال. فهذا يؤخذ لا يتحرج الانسان منه. وان الحرام بين وهو ما نص الله على تحريمه مثل حرمت عليكم الميتة حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما - 00:01:50

الا لغير الله به الى اخر الاية. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. والله حرم وقتل الانفس المعصومة بغير حق ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا قال لا تقربوه - 00:02:10

يعني اتركوه واتركوا الوسائل التي تقرب اليه. واحل الله البيع وحرم الربا. الربا نص الله على على تحريمه. فما نص الله على انه حلال يؤخذ وما نص الله على انه حرام يترك - 00:02:30

ليس هناك مجال للتردد الا من في قلبه وهناك امور مشتبهات امور مشتبهات من الحلال والحرام لا يدرى هل هي من الحلال؟ او من الحرام؟ لانها تنازع فيها ادلة. ادلة تدل على - 00:02:50

انها حلال وادلة تدل على انها حرام. وهذا مما اختلف فيه العلماء. هذا هو موضع الخلاف بين العلماء. بعضهم افتى بجوازه وبعضهم افتى بتحريمه نظرا لان كل واحد يعتمد على دليل فهذا مشتبه - 00:03:10

ما يدرى هل هو من الحلال او من الحرام؟ هذا يترك من باب الاحتياط. يترك من باب الاحتياط والتورع حتى يتبين امره فان تبين انه حرام يترك نهائيا وان تبين انه حلال اخذ اما ما لم يتبين وهو مشتبه - 00:03:30

ان الورع والاحتياط ترك هذا الشيء. قال لا يعلمهن كثير من الناس. لانك ترى الناس جهال ما يعرفون طريق الاستدلال والترجيح ونوع الادلة ونوع الاستدلال لا كثير من الناس دل على ان القليل من الناس يعلمها وهم الراسخون في العلم. يعلمون هذه المشتبهات هل هي من الحلال - 00:03:50

او من الحرام بما اتاهم الله من العلم والفهم ومعرفة قواعد الاستدلال والترجيح فمن تبين له انها حلال اخذها ومن تبين له انها حرام تركها. ومن اشتبه عليه الامر فانه يتوقف. هذا هو الموقف من المشتبهات - 00:04:20

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات اتقاها يعني جعل بينه وبينها وقاية. وهي الترك اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. نزه دينه من ان يتناول الحرام ونزه عرظه ايظا من ان الناس يتكلمون فيه. ويقولون فلان متساهل. فمن ترك الشبهات حصل على هاتين - 00:04:40

من ترك المشتبهات حصل على هاتين المزيتين. براءة الدين يعني طهارة ونزاهة الدين وطهارة العرض وهاتان مزيتان عظيمتان الانسان ما يستعجل في الامور لا يستعجل في الامور حتى يتبين له - 00:05:10

امرها واذا رأى الناس يختلفون فيها يتوقف هو اذا رأى هذا يفتي بانه حلال وهذا يفتي بانها حرام يبتعد عنها. لان الخلاف فيها دليل على انها مشتبهة. ومن وقع في الشبهات وقع - 00:05:30

الحرام اذا تساهلت اذا تساهلت في الشبهات واخذتها وقلت ما دام فيها خلاف هي ما ما فيها هذه يجرك الى ان تقع في الحرام. اذا تساهلت في المشتبهات تساهلت في الحرام الصريح. فهذا ظرر الاخذ بالشبهات - 00:05:50

انه يجر الى الحرام. وهذا خطر عظيم. فاذا تساهل الانسان في ما اختلف فيه فانه يتجرأ على ما اجمع على تحريمه. وايضا لم يستبرئ لدينه ولا لعرضه افات بعض الناس يقول ما دام انه فيه خلاف انا ما علي ان اخذت بما علي اقول لا انت عليك - 00:06:10

حري ان ان تتجرأ على الحرام ولا تستغني لدينك ولا لعرضك. والخلاف لا يبرر لك لا يبرر لك في هذا الشيء. انت لو تمر على طريق لو تمر على طريق ما تدري هل هو سليم - 00:06:40

بخالي من قطاع الطرق ومن السباع ومن ما تدري فانك تتجنبه تتجنب هذا الطريق فكيف بامر الدين ما تتجنب هذه المشتبهات فهذا فيه اثبات الورع والاحتياط ان الانسان ان يأخذ بالورع ويأخذ بالاحتياط لان ذلك اسلم له. وابعد له عن الاثم. ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:00

ام لذلك مثلا للذي يقع في الشبهات انه يقع في الحرام. ضرب مثلا محسوسا كالراعي الغنم يرعى حول الحمى. الحمى في اللغة الممنوعة الشيء الممنوع يسمى حمى. وكان من عادة العرب - 00:07:30

انهم يحمون المراعي اذا اخصب موظع من الارض فان رئيس القبيلة او القبيلة يحمي هذا المرعى فلا يقربه احد. ليختص به هو. وليكون لمواشيه هذا من عادة العرب لو جاء واحد بغنمه ورعى عند هالحمى هذا لم يملك الغنم ربما تند منها واحدة او - 00:07:50

واكثر فتقع في الحمى فيتعرض لعقوبة صاحب الحمى. الحزم من يبعد يبعد عن الحمى روح بغنمه بعيدة عن الحل. هذا مثال محسوس. فالانسان لا يملك نفسه كما ان الراعي لا يملك - 00:08:20

الغنم ويمنعها من الانفلات والوقوع في الحمى لانه قريب منه. فهذا مثال واضح ومثال من الانسان يتجنب الشبهات لان لا يقع في الحرام. الاسلام ابطل الحمى. لا يجوز للانسان انه - 00:08:40

يمنع شيء مما انبت الله في الارض قوله صلى الله عليه وسلم الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار والكلى هو العشر. فلا يجوز لاحد ان ان يمنع الناس من الرعي في مكان من الموات. اما في - 00:09:00

بملكه اذا نبت العشب في ملكه فهذا محل خلاف. لكن اذا لبث العشب في الموات الذي لا يملكه احد الناس شورى كافي لا جيت ترعى ولا جا غيرك يرعى ما تمنع احد. شركاء الا اذا رأى ولي امر المسلمين ان يحمي شيئا - 00:09:20

جواب الصدقة دواب بيت المال الخيل الخيل بيت المال او الابل فهذا يجوز لانه لمصلحة عموما هو بيختص به هو. انما هو لدواب بيت المال المصلحة العامة. وقد حمى النبي صلى الله - 00:09:40

عليه وسلم لابل الصدقة وحمى عمر حمى الخلفاء ما هو بلهم هم خاصة وانما لدواب بيت المال لان مصلحتها لجميع المسلمين. ولهذا قال لا حمى الا لله ولرسوله. هذا هو الحمى - 00:10:00

كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان ان يرتع فيه. يوشك يعني يقرب. يقرب ان لان يوشك من افعال الشروع يوشك يعني يقرب ان يرتع او يقع فيه. لانه لا يملك الغنم - 00:10:20

كلها يمنعها من الانفلات واذا غفل اذا غفل فان الغنم اه تركض الى الى العشب فيقع تحت الطائلة الاحتياط ان يبعد عن هذا المكان. ثم انه صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث - 00:10:40

بين بين السبب في الورع والسبب في التساهل. السبب اللي يجعل الانسان متورعا متجنبا للشبهات والسبب الذي يجعل الانسان متساهلا لا يتورع عن الشبهات بالتالي قد لا يتورع عن الحرام سبب هو القلب. السبب هو القلب. فاذا كان في القلب صلاح فان - 00:11:00

انه يتورع عن الشبهات. واذا كان القلب ليس فيه صلاح فانه لا يبالي بالشبهة ثم لا يبالي بالحرام فيما بعد. فالمدار على القلب ما هو القلب؟ القلب هو المضغة يعني قطعة - 00:11:30

اللحم التي التي في الصدر التي جعل الله فيها ان الانسان يميز بين الضار والنافع وبين الطيب والخبيث. هذا القلب يميز. انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. فاذا عمي القلب وقع الانسان في الشرك والكفر والمفاسد - 00:11:50

واذا كان القلب فيه بصيرة فانه يتجنب هذه الاشياء. اما دار على القلب الا وان في الجسد مضغة يعني قطعة لحم صغيرة الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد. صلحت بخوف الله وخشية الله. وتقوى الله - 00:12:20

عز وجل ومحبة الله واذا فسدت فلم تخش الله ولم تخف من الله ولم تحب الله فانه يفسد الجسد لان القلب ملك هو ملك الجسد. فاذا صلح الملك صلحت الرعية. واذا فسد الملك فسدت - 00:12:40

الرعية والقلب هو ملك الاعضاء. فعلى المسلم ان يسأل الله صلاح قلبه. لانه اذا صلح قلبه صلحت اموره كلها واذا فسد قلبه فسدت اموره كلها. ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يكثر من ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك - 00:13:00

يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك. فتقول له عائشة رضي الله عنها في ذلك فيقول يا عائشة وما يؤمنني وقلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن. اذا اراد ان يقلب قلب عبد قلبه - 00:13:20

بيد الله عز وجل فعلى الانسان ان يسأل الله ان يهدي قلبه وعليه ايضا ان يتجنب ما يفسد القلب لان القلب يفسد بالشبهات ويفسد بالمعاصي. ويفسد باكل الحرام. فالمعاصي بجميع انواعها تفسد - 00:13:40

القلوب النظر الى الحرام استماع الحرام كل هذا يفسد القلب كل هذا يفسد القلب فاذا نظر الانسان الى الحرام فسد قلبه. اذا اذا سمع الى الغنى الاغاني والمزامير لكنه فسد قلبه. اذا وقع في المعاصي فسد قلبه. اذا اكل الحرام فسد قلبه - 00:14:00

انسان يعمل الاسباب التي تصلح القلب. الاسباب اما الصلاح فهو بيد الله لكن ان تعمل الاسباب التي بها يصلح قلبك الاوان بالجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله. لان - 00:14:30

جسد تابع للقلب والقلب هو ملك الاعضاء هذا ونسأل الله عز وجل ان يهدي قلوبنا وقلوبكم امين وجميع مسلمين لما فيه الخير والصلاح والاستقامة صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:14:50