دروس ومقدمات في الأهواء والافتراق والبدع - الشيخ د ناصر العقل

6 دروس ومقدمات في الأهواء والافتراق ( أقوال ومواقف السلف من الأهواء والفرق ) الشيخ د ناصر العقل

ناصر العقل

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد لا نزال في اه الموقف من الاهواء مرة في الدرس الماضي تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الافتراق والاهواء. والان اعرض جملة من مواقف السلف واقوالهم - 00:00:00ضَ

في الاهواء والفرق. اقوال السلف في الاهواء والفرق كثيرة لا تكاد تحصى. لكن اختار منها نماذج ليتبين مدى السلف وقوتهم وصبرهم ومصابرتهم ومجالدتهم لاهل الاهواء. وتحذير الامة والقيام بالنصح الذي اوجبه الله - 00:00:20ضَ

هو على اهل العلم. فكما حذر الله تعالى في كتابه عن الاهواء والافتراق واخبر بوقوعه في الامة كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم كما مر. وقد حمل الصحابة والتابعون وسلف هذه الامة هذه الامانة حذروا من البدع والاهواء كل التحذير واخبروا وانذروا بوقوعها. ولم - 00:00:40ضَ

ما وقعت عملوا على صدها والتصدي لها والنصح للامة. وعلى تحذيرها من ذلك واعمالهم في ذلك واقوالهم كثيرة مستورة. مستفيضة ولا يزال اهل السنة وائمة الدين وائمة الاسلام على هدي السلف الصالح في ذلك. يحذرون ويحذرون من البدع واهلها ومن الاهواء واهلها - 00:01:00ضَ

من ذلك قول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اياكم واصحاب الرأي فان اصحاب الرأي اعداء السنن ثم ذكر علة من علل اهل الاهواء وسمة من سماتهم ومنهجا من مناهجهم. فقال اعيتهم الاحاديث ان يحفظوها - 00:01:20ضَ

فقالوا بالرأي فضلوا واضلوا. ذكر ان ضعف فقه في العلم الشرعي وضعف فقه في الدين. وحينما اعيتهم النصوص عجزوا عن ادراكها والفقه فيها ضلوا واضلوا. يعني قالوا برأيهم فضلوا واضلوا. ثم قال اي عمر بن الخطاب سيأتي قوم يجادلونكم بشبهات - 00:01:38ضَ

قرآن فخذوهم بالسنن فان اصحاب السنن اعلم بكتاب الله وجاء في وصية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة ستكون امور مشتبهات. يعني اه ما يحدث من اهل الفرق من التلبيس على الناس. في امور مشتبهة. لانهم يستندون على نصوص - 00:01:58ضَ

باستدلال الناقض على اقوالهم بنصوص استدلال ناقص. فيأتون احاديث الوعيد ويتركون احاديث الوعد. كالخوارج او يأتون باحاديث الوعد ويتركون احاديث الوعيد كالمرجية. او يأتون بالاحاديث التي تفهم معنى غير المراد ويتركون - 00:02:21ضَ

حديث النصوص التي تفسرها الى اخره وقال فعليكم بالتؤدة فان الرجل يكون تابعا في الخير خير من ان يكون رأسا في الضلالة. بمعنى ان الانسان اذا سمع شبهة او سمع مقالة او اشتبه في الامر في نفسه فعليه ان يتأنى فلا يستعجل. ولا يشيع هذا الامر - 00:02:41ضَ

فانه ربما اذا اشاعه وتعمق فيه واهتم فيه قبل ان يتأنى ربما ينقدح في قلبه الباطن من حيث لا يشعر. اذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول فعليكم بالتؤدة فان الرجل يكون تابعا في الخير خيرا من ان يكون رأسا في الضلالة. ثم قال - 00:03:04ضَ

انكم اصبحتم على الفطرة وانكم ستحدثون او ستحدثون ويحدث لكم. يعني ستحدثون اشياء ويحدث لكم فاذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدي الاول. بمعنى ان الانسان اشتبهت عليه الامور فليأخذ بالقياس بالقياس على السنة بمعنى انه يرجع الى المقياس الاساسي مو بالقياس قصدي الرأي. انما يأخذ بالمقياس الاساسي وهو الشرع وهو الهدي الذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:24ضَ

وعليه السلف الامة. فعليه بالهدي الاول يعني من سبقوا. وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اياكم وما يحدث الناس من البدع فان حين لا يذهب من القول بمرة فان الدين لا يذهب من القلوب بمرة. ولكن الشيطان يحدث له بدعا حتى يخرج الايمان من - 00:03:52ضَ

قلبه ويوشك ان يدع الناس ما الزمهم الله تعالى من فرضه في الصلاة والصيام والحلال والحرام ويتكلمون في ربهم عز وجل وهذا ما وقع فعلا. نجد ان اهل الاهواء هم اقل الناس بالفقه اهتماما بالفقه في الدين. كتبهم كلها محشوة بالخوض في ايات الله - 00:04:12ضَ

باسمائه وصفاته. لكن حينما يعرجون على الفقه نجدهم اما انهم لا يفقهون او لا يتكلمون في الفقه الا قليلا. ثم يوشك ان يدع الناس ما الله تعالى من فرضه في الصلاة والصيام والحلال والحرام ويتكلمون في ربهم عز وجل فمن ادرك ذلك الزمان فليهرب. طبعا فسر معنى الهروب - 00:04:32ضَ

قيل يا ابا عبد الرحمن الى اين؟ قال لا الى اين؟ او لا الى قال الى لا اين؟ بمعنى لا الى المكان يخرج انما يرب بقلبه ودينه لا يجالس احدا من اهل البدع. اذا يهرب عن البدعة ومواطنها. وقال ايضا ابن مسعود رضي الله عنه - 00:04:52ضَ

اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. بمعنى ان الله كفاكم امر الدين. فلا داعي للكلام باكثر مما ورد في الكتاب والسنة. وكل بدعة ضلالة وعن سعيد بن المسيب قال اذا تكلم الناس في ربهم وفي الملائكة ظهر لهم الشيطان فقدمهم الى عبادة الاوثان - 00:05:14ضَ

وسبحان الله ما افقه هذا الامام نجد ان اول من قاطع في الشرك في الامة من اول اول من وقع في العبادات والشركيات هم اهل الاهواء تتجارت بهم الاهواء حتى وصلوا الى الشرك - 00:05:35ضَ

فلذلك نجد غلاة المتصوفة وغلاة الفلاسفة وغلاة القبورية نجدهم في العقائد جهمية ومعتزلة ورافضة ونحو ذلك. بل اول من نشر الشركيات هم اصحاب البدع المغلظة كالروافض طبعا هذا لم يحدث في عهد سعيد ابن المسيب لكنه ادرك بثاقب فقهه ان البدع تتجارى بالناس كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعبدون غيره - 00:05:50ضَ

الله حتى يشركوا وعنه ابي مسعود رضي الله عنه قال كيف انتم اذا لبستكم فتنة يربو فيها الكبير اذا ترك منها شيء قيل ترى تركت السنة. قيل متى ذاك يا ابا عبد الله؟ او يا ابا عبد الرحمن؟ قال ذاك اذا ذهب علماؤكم وكثرت جهالكم - 00:06:18ضَ

وكثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم والتمست الدنيا بعمل الاخرة. وتفقه لغير الدين فكأنه سبحان الله ادرك ما عليه الناس بعده قال اذا ذهب علماؤكم بمعنى اه ذهب اهل العلم الكبار الذين يقتدى بهم ولا يعني ذهابهم بالكلية - 00:06:38ضَ

وكثر كثرت جهالكم وكثرت قراؤكم استدراكا لانه لا يعني بذلك الجهل عدم القراءة. انما عدم الفقه في الدين وكثرة سورة قراؤكم وقلت فقهاؤكم. كحال المسلمين في عصرنا هذا. والتمست الدنيا بعمل الاخرة وتفقه الى غير دين. وقال عمر بن عبدالعزيز - 00:07:03ضَ

السنة انما سنها من علم ما جاء في خلافها من الزلل ولهم يعني اهل السنة الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. ولهم كانوا على المنازعة والجدل اقدر منكم. لكنهم لم - 00:07:23ضَ

ينازع ولم يجادلوا لانهم عرفوا ان الجدال حرام. وان المنازعة في الدين تؤدي الى الشبهات وتؤدي الى الضلال. وقال رجل لابن عباس ان الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم. فقال ابن عباس ان الله لم يجعل في هذه الاهواء شيئا من الخير. انما سمي هواء - 00:07:39ضَ

قل لانه يهوي بصاحبه الى النار. وعن حذيفة ابن اليمان انه اخذ حجرين. تأملوا المثل انه اخذ حجرين فوظع احدهما على الاخر ثم قال لاصحابه هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور - 00:07:59ضَ

طبعا الحجران اذا وضعنا احدهما على الاخر لا يكاد يرى النور الا مع ثقوب صغيرة في اه ثقوب الحجرين قالوا يا ابا عبد الله ما نرى بينهما من النور الا قليلا. قال والذي نفسي بيده لتطهرن البدع حتى لا يرى من - 00:08:16ضَ

حق الا قدر ما ترون بين هذين الحجرين من النور. والله لتفشون البدع حتى اذا ترك منها شيء. قيل تركت السنة وهذا هو واقع المسلمين الان ودخل ابن مسعود على حذيفة قال اعهد الي. قال له الم يأتك اليقين؟ قال بلى وعزة ربي. قال فاعلم ان الضلالة حق الضلالة - 00:08:34ضَ

ان تعرف ما كنت تنكر وان تنكر ما كنت تعرف واياك والتلون فان دين الله واحد الانسان ما يضطرب يوما سني ويوما كذا ويوما كذا. ويوما مع الجماعة الفلانية ويوم مع الطائفة الفلانية فلا يدري الى اين يذهب. فهذا لا - 00:08:56ضَ

ان يستقر الا اذا اقتدى باهل الحق واقتدى بالسنة وتمسك بها وباهلها. وقال ابو العالية وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه اصحابه واياكم وهذه الاهواء التي تلقي بين الناس العداوة - 00:09:15ضَ

ايها البغضاء وقال شريح القاضي ان السنة قد سبقت قياسكم فاتبعوا ولا تبتدعوا فانكم لم تضلوا ما اخذتم بالاثر. وعن ابن باسم ايضا قال من اقر باسم من هذه الاسماء المحدثة فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه. طبعا ابن عباس - 00:09:32ضَ

اه ظهرت في وقته اسماء وشعارات. الشيعة الخوارج القدرية المرجئة فلما ظهرت هذه الاسماء قال ابن عباس مقولته من اقر باسم من هذه الاسماء المحدثة فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه - 00:09:52ضَ

وقال الشعبي انما الرأي بمنزلة الميتة اذا احتجت اليها اكلتها يعني الرأي في الدين فان الدين مبناه على الوحي والرأي انما مجاله الاجتهاديات وامور الحياة الدنيا. وجاء رجل الى ما لك فسأل عن مسألة فقال له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:09ضَ

اي مالك قال للرجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا فقال الرجل ارأيت؟ قال مالك؟ فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم هم عذاب نبي - 00:10:29ضَ

اه وقال سفيان الثوري البدعة احب الى ابليس من المعصية لان المعصية يغتاب منها والبدعة لا يغتاب منها. وقال البغوي في شرح السنة واتفق علماء السلف من اهل السنة على النهي عن الجدال والخصومات في الصفات. وعلى الزجر عن الخوض في علم الكلام وتعلمه. وسأل رجل عمر بن عبدالعزيز عن شيء - 00:10:41ضَ

من الاهواء فقال الزم دين الصبي في الكتاب والاعرابي والها عن ما سوى ذلك تأملوا فقهه في هذه العمارة سأل رجل عمر ابن عبد العزيز عن شيء من الاهواء فقال الزم دين الصبي في الكتاب - 00:11:01ضَ

الصبي الصغير على الفطرة يعرف اصول الدين اجمالا ولا يعرف هذه الفلسفة التي يتفلسف بها المتفلسفون. والاعرابي كذلك الاعرابي الغافل الذي يعرف ربه اعبده على الفطرة ولا يعث ما تتشدق به المتشدقون وتكلم به المتكلمون - 00:11:18ضَ

فيعني بذلك دين الفطرة والتسليم بالنصوص من غير جدال وتكلف فان الصبيان والاعراب لا يجادلون ولا يتكلفون في الجدال. طبعا ليس المقصود بهم آآ الاعراب الجفات. المقصود به الاعرابي الذي آآ سلم - 00:11:38ضَ

مما خاض به غيره. وقال ايضا من جعل دينه غرضا للخصومات اكثر التنقل. هذا كلام عمر ابن عبد العزيز وهذا صحيح. بل هو واضح من خلال واقع اهل الهواء قديما وحديثا. فاهل الاهواء من سماتهم ومن علاماتهم ان الواحد منهم يتنقل من رأي الى رأي. لا يستقر راي يكاد يستقر على رأي - 00:11:52ضَ

يوم رأيه في الامر الفلاني كذا واليوم الاخر تجده بدل وغير. واحيانا قد يكفر برأي ثم يقول به فيما بعد بل لا يوك يكاد احد من رؤوس البدع الكبار الا ويكون وقع فيما كفر به غيره - 00:12:14ضَ

في حالة او حالتين او اكثر وقال الزهري من من الله من الله الرسالة وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ وعلينا التسليم اي التسليم بما جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:12:33ضَ

وقال مالك ابن انس اياكم والبدع قيل يا ابا عبدالله ما البدع قال اهل البدع الذين يتكلمون في اسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم باحسان. وهذه والله قاعدة عظيمة من قواعد الدين - 00:12:45ضَ

هذه قاعدة اهل البدع الذين يتكلمون في اسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته. ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة تابعون لهم باحسان وقال مالك لو كان الكلام علما يقصد الكلام - 00:13:07ضَ

الذي تكلم به اهل الاهواء في امور الدين بغير علم. قال مالك لو كان الكلام علما لتكلم فيه الصحابة والتابعون كما تكلموا في الاحكام والشرائع. لكنه باطل يدل دلوا على باطل فهو جهل مبني على جهل. ظلمات بعضها فوق بعض - 00:13:24ضَ

وسئل سفيان الثوري عن الكلام فقال دع الباطل اين انت من الحق لما سئل عن حكم الكلام قال دع الباطل اين انت عن الحق؟ اتبع السنة ودع البدعة وقال وجدت الامر الاتباع وقيل وقال عليكم - 00:13:43ضَ

بما عليه الجمالون يعني دهماء الناس الغافلون عن تشقيق الكلام وعن الجدل. عليكم بما عليه الجمالون والنساء في البيوت والصبيان في الكتاب من الاقرار والعمل بتسليم مطلق تسليم الفطرة. وقال الربيع عن الشافعي ان يلقى الله لان يلقى الله العبد - 00:13:57ضَ

بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من ان يلقاه بشيء من الاهواء وقال يونس ابن عبد الاعلى عن الشافعي لان يبتلى المرء بما نهى الله عنه خلا الشرك بالله خير له من ان يبتليه الله بالكلام. وقال ابو ثور عن الشافعي ما ارتدى احد بالكلام - 00:14:20ضَ

فافلح. قال ابن عبدالبر ونهى السلف رحمهم الله عن الجدال في الله جل ثناؤه في صفاته واسمائه. واما الفقه فاجمعوا على الجدال فيه والتناظر واما الفقه فاجمل اجمعوا على الجدال فيه والتناظر. لانه علم يحتاج فيه الى رد الفروع على الاصول للحاجة الى ذلك. وليس الاعتقادات - 00:14:36ضَ

فليس الاعتقاد الاعتقادات كذلك لان الله عز وجل لا يوصف عند الجماعة اهل السنة الا بما وصف به نفسه. او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم او اجمعت الامة عليه وليس كمثله شيء فيدرك بقياس او بانعام نظر وقد نهينا عن التفكر في الله وامرنا بالتفكر في خلقه الدال عليه. وللكلام الذي في ذلك - 00:14:56ضَ

موضع غير هذا والدين كما يقول ابن عبد البر والدين قد وصل العذراء في خدرها والحمدلله يعني ليس لاحد عذرا ولا حج وعن إبراهيم النخاعي قال كانوا يكرهون التلون في الدين. يعني الإنسان يوم له رأي في كذا خاصة في اصول الدين. اما في مسألة الأحكام والاجتهادات فالامر سهل. لكن في - 00:15:18ضَ

الدين والقضايا العقيدة فلا ينبغي للانسان يوم له رأي ويوم له رأي اخر ويوم مع فلان ويوم ضد فلان فان التلون انما يؤدي الى الفتنة في الدين. وعن ابراهيم النخعي قال اه بل عن العوام بن حوشب قال اياكم والخصومات في الدين فانها تحبط الاعمال. وعن الفضيل ابن عياض قال ادركت خيار الناس - 00:15:40ضَ

كلهم اصحاب سنة او ادركت خيار الناس كلهم اصحاب سنة. وينهون عن اصحاب البدع. وقال الفضيل كذلك لا تجازوا اهل تجالسوا اهل الخصومات فانهم يخوضون في ايات الله وعن عبدالرحمن بن عمرو الاوزاعي ان عمر بن عبدالعزيز قال اذا رأيت قوما يتناجون يتناجون في دينهم دون العامة - 00:16:00ضَ

فاعلم انهم على تأسيس اذا رأيت قوما يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم انهم على تأسيس ضلالة وهذه قاعدة شرعية هذه قاعدة شرعية. فالتناجي في الدين لا يجوز. والتهامس في الغالب انه يورث الفتن - 00:16:25ضَ

نجد مثلا الفتنة على عثمان رضي الله عنه بدأت همسا. ثم خرجت مما خرجت اليه بدعة قدرية بدأت همسا. ثم خرجت حتى قالت بها المعتزلة علنا. بدأت بدأت المرجئة بدأت همسا. ثم تهامس اصحاب - 00:16:42ضَ

وفيما بينهم حتى ظهروها وصار الارجاء اصلا من اصول كثير من اصحاب المذاهب والفرق الى يومنا هذا. وكان الانكار تعتيم اسماء الله وصفاته بدأ همسا ثم اعلنه اصحابه حتى صار مذهبا بلي به المسلمون الى ان كان يوما من الايام يمتحن فيه المسلمين - 00:16:58ضَ

يمتحن فيه المسلمون امتحانا عظيما حتى الزموا ان يقولوا بالكفر. كما حصل في عهد المأمون وهكذا. فاكثر البدع تبدأ همسا ثم تنتهي بفتنة. فلذلك لا ينبغي في امر من امور الاسلام العظيمة او شأن من شؤون الدعوة الكبرى. ان يكون بها امس - 00:17:22ضَ

فان هذا يؤدي في الغالب الى غرس الغل في القلوب ويؤدي الى غرس الفتن والاهواء وتعصب اصحاب التهامس على انفسهم من دون الناس شعورهم بان لهم فضل بذلك على الناس. ومن هنا يؤدي الى الفتنة من حيث لا يشعرون. واكثر الذين بدأتهم البدع بدأت بهم البدع همسا كانوا - 00:17:41ضَ

قل امرهم على السنة ثم بالتهامس وبالسرية في امور لا يجوز السرية فيها وصلوا الى ما وصلوا اليه. وعن خالد بن سعيد قال دخل ومسعود على حذيفة فقال اعهد علي اعهد الي. قال او لم يأتك اليقين؟ قال بلى فان قال فان الضلالة حق الضلالة ان تعرف - 00:18:06ضَ

ما كنت تنكر واياك والتلون في دين الله فان دين الله واحد وقال الاوزاعي بلغني ان الله اذا اراد بقوم شرا الزمهم الجدل ومنعهم العمل وقال ابن الحنفية لا تنقضي الدنيا حتى تكون خصوماتهم في ربهم - 00:18:28ضَ

وقال ابن عباس قال لا تنقضي الدنيا حتى تكون خصوماتهم في ربهم. وقال ابن عباس لا يزال امر هذه الامة مقاربا حتى يتكلموا في الولدان والقدر اه وكان مالك ابن انس يقول الكلام في الدين اكرهه ولم يزل اهل بلدنا يكرهون وينهون عنه نحو الكلام في رأي جهم والقدر - 00:18:48ضَ

كل ما اشبه ذلك ولا احب الكلام الا فيما تحته عمل. فاما الكلام في دين الله وفي الله عز وجل السكوت احب الي لاني رأيت اهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين الا فيما تحته عمل - 00:19:12ضَ

اه قال ابو عمر يعني ابن عبد البر وقد بين مالك رحمه الله ان الكلام فيما تحته عمل هو المباح عنده وعند اهل بلده. يعني العلماء منهم رضي الله عنهم واخبر ان الكلام في الدين - 00:19:27ضَ

نحو القول في صفات الله واسمائه وظرب مثلا فقال نحو قول الجهم والقدر آآ نعم نحو قول جهل والقول بالقدر والذي قاله مالك رحمه الله عليه جماعة الفقهاء والعلماء قديما وحديثا هذا كلام ابن عبد البر من اهل الحديث والفتوى - 00:19:42ضَ

وانما خالف ذلك اهل البدع والمعتزلة وسائر الفرق. واما الجماعة هذا كلام ابن عبدالبر. واما الجماعة فعل ما قال مالك رحمه الله الا ان يضطر احد الى الكلام فلا يسعه السكوت اذا طمع برد الباطل. وبصرف صاحبه عن مذهبه او خشي - 00:20:03ضَ

ضلالة عامة او نحو هذا وهذه قاعدة عظيمة فافهمها واعمل بها رعاك الله. قال ابن عيينة سمعت من جابر الجعفي جابر الجعفي رافضي متكلم يقول سمعت من جابر الجعفي كلاما خشيت ان يقع علي وعليه البيت. يعني من هوله وشدته وشناعته. وقال يونس ابن عبد ابن عبد - 00:20:23ضَ

انا سمعت الشافعي يوم ناظره حفص الفرد حفص الفرد من الجهمية المعتزلة. قال لي يعني الشافعي يا ابا موسى لان يلقى الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من ان يلقاه بشيء من الكلام. لقد سمعت من حفص كلاما لا اقدر ان احكيه. هذا الكلام - 00:20:48ضَ

الشافعي وقال احمد ابن حنبل رحمه الله انه لا يفلح صاحب الكلام ابدا ولا تكاد ترى احد نظر في الكلام الا وفي قلبه دغل وهذا صحيح في الاستقراء حتى الائمة الكبار الذين الذين كانوا على علم الكلام ثم تابوا - 00:21:08ضَ

لم تسلم يعني مقالاتهم واراءهم من التأثر بعلم الكلام. بقي الدغل فيهم وان صلحوا واستقاموا. وقال ما رأيت ان جاء من هو اجدل منه يعني الذي يجادل بالكلام. ارأيت ان جاء ما هو اجدل منه ايدع دينه كل يوم لدين جديد - 00:21:30ضَ

اذا فينبغي للمسلم الا يعرض طينه دينه للمراء والجدل والنقاش قال ابن عبد البر اجمع اهل الفقه والاثار في جميع الامصار ان اهل الكلام اهل بدع وزيغ لا يعدون عند جميع المسلمين في جميع الامصار في طبقات - 00:21:51ضَ

العلماء وانما العلماء اهل الاثر والتفقه فيه. ويتفاضلون فيه بالاتقان والميز والفهم. وذكر اي ابن عبد البر عن محمد بن اسحاق عن اه ابن اسحاق ابن احمد ابن ابن خويزة منداد المصري المالكي قال في كتاب الايجارات في كتاب في الخلاف. قال ما لك لا تجوز الايجارات - 00:22:08ضَ

في شيء من كتب الاهواء والبدع والتنجيم. وذكر كتبا ثم قال وكتب اهل الاهواء والبدع عند اصحابنا هي كتب اهل الكلام من المعتزلة وغيرهم وتفسخ الاجارة في ذلك. قال وكذلك كتب القضاء بالنجوم وعزائم الجن وما اشبه ذلك. وقال في كتاب الشهادات في تأويل قول مالك لا تجوز شهادة - 00:22:30ضَ

اهل البدع واهل الاهواء قال اهل الاهواء عند مالك وسائر اصحابنا هم اهل الكلام. فكل متكلم فهو من اهل الاهواء. ومن اهل البدع اشعريا كان او غير اشعري. ولا تقبل الا شهادة في الاسلام ابدا. ويهجر ويؤدب على بدعته فان تمادى عليها الستيب. قال ابو عمر ليس في الاعتقاد كله - 00:22:50ضَ

من صفات الله واسمائه الا ما جاء منصوصا في كتاب الله او صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. او اجمعت عليه الامة وما جاء من اخبار الاحاد في ذلك كله - 00:23:10ضَ

نحوه يسلم له ولا ينظر فيه. يعني لا ينظر فيه نظر تثبت ما دام ثبت ولو باحد. وعن سعيد ابن جبير قال ما الم يعرفوا البدريون فليس من الدين. وقال ابن عبدالبر في نصوص القدر والصفات رواها السلف وسكتوا عنها وهم اعمق الناس فهما. وهم اعمق الناس علما - 00:23:20ضَ

واوسعهم فهما واقلهم تكلفا. ولم يكن سكوتهم عن علم. فمن لم يسعهما وسعهم فقد خاب وخسر. وقال كان الحسن في مجلس فذكر اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال انهم كانوا ابر هذه الامة قلوبا - 00:23:40ضَ

واعمقها علما واقلها تكلفا قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم فتشبهوا باخلاقهم وطرائقهم فان انهم ورب الكعبة على الهدى المستقيم. وقال ابن مسعود من كان منكم متأسيا فليتأسى باصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فانهم كانوا ابر - 00:24:00ضَ

هذه الامة قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا. واقومها هديا واحسنها حالا قولا وفعلا اختارهم الله لصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم واقام واقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في اثارهم فانهم كانوا على الهدى - 00:24:23ضَ

وبالجملة فان السلف رحمهم الله ما تساهلوا في امر البدع. بل اخذوا في ردها وفي حماية الامة منها ومن غوائلها بكل وسيلة. بالكلمة وبالكتابة وبالمناظرة وبالرد وبالتعنيف وبالهجر. وبالقوة احيانا - 00:24:43ضَ

فكانوا اذا تمادى صاحب الهوى وصاحب البدعة في بدعته حكموا بقتله ذرا لشره. فقد قتل غيلان الدمشقي بفتوى العلماء. ثم قتل فبعده الجعد بن درهم بمكة والعلماء وقتل المغيرة بن سعيد بفتوى العلماء وقتل بيان ابن سمعان بفتوى العلماء وقتل جماعة من الزنادقة - 00:25:04ضَ

قادة وجماعات بفتوى العلماء. وما ذلك الا حماية للامة. لله ان لا يظن ان ما تمادي الفرق ووقوعها في الامة انما جاء عن تساهل او غفلة من العلماء لا والله لم يكن ذلك. بل قاموا بواجبهم ونصحوا للامة. وحذروا وقاوموا هؤلاء باشخاصهم وبكل وسيلة - 00:25:24ضَ

حتى بالقوة. لكن امر الله نافذ وقدره لابد منه. فقدر الله وحكم وكان من سنن الله الثابتة انه لابد ان يحدث الافتراق والذين قاوموا الافتراق اجرهم على الله وهم مأجورون. وحفظ الله بهم الدين. فالدين لم يتضرر بل بقي صافيا نقيا. وطائفة من الامة لا تزال بحمد - 00:25:44ضَ

على الحق ظاهرة الى لم تقوم الساعة. اما كثرة الاهواء فليست بدليل على ان اهلها على حق. انما هي ابتلاء من الله والله سبحانه وتعالى قدر على عباده ذلك. ثم ان كثرة الاهواء يجب ان لا تؤدي بالناس او بالمسلمين الى اليأس والاحباط. بل مطلوب من المسلمين دائما ان - 00:26:04ضَ

يقوم بجهدهم وان يعملوا على نشر العقيدة السليمة والدفاع عنها وعلى مقاومة مقاومة البدع واهلها بكل حزم وقوة وبكل في وسيلة يملكونها فان الله سبحانه وتعالى جعل الدين لها مد وجزر وجعل لاهله غربة ثم قوة الى قيام الساعة - 00:26:24ضَ

ليست غربة لازمة بل ورد في احاديث صحيحة انه احيانا تحدث الغربة وحدها احيانا يحدث العكس. ونحن الحمد لله في هذا العصر في الاونة الاخيرة وفي السنوات الاخيرة نرى بوادر خروج اهل السنة من الغربة ظاهرة بحمد الله. وقد غرس الله - 00:26:44ضَ

لهذا الدين غرسا نرى فيهم ان شاء الله الامل لهذه الامة ولدينها. فنسأل الله للمسلمين جميعا التوفيق. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:27:04ضَ