بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني
6- شرح بلوغ المرام ( باب الرضاع)- فضيلة الشيخ أد سامي بن محمد الصقير- 3 رجب 1444هـ
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين. قال حافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام - 00:00:00ضَ
في باب الرضاع وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخنا بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي فيما يقرأ من القرآن رواه مسلم - 00:00:20ضَ
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم اريد على ابنة حمزة فقال انها لا تحل لي انها ابنة اخي من ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب. متفق عليه - 00:00:40ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد قال رحمه الله عنها اي عن عائشة رضي الله عنها قالت - 00:00:56ضَ
كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن قولها كان فيما انزل من القرآن اي فيما انزل الله تعالى من القرآن عشر رضعات معلومات اي معلومات بالشرع والمراد متحققات ثابتات - 00:01:09ضَ
ثم نسخن بخمس والنسخ في اللغة بمعنى الازالة والنقل فيطلق على الازالة ومنه قولهم نسخت الشمس الظل اي ازالت ويطلق على النقل فتقول نسخت الكتاب اي نقلته واما اصطلاحا فلنسقوا هو رفع - 00:01:33ضَ
حكم دليل شرعي او لفظه بدليل من الكتاب والسنة وذلك لان النسخ كما سيأتي يكون تارة للحكم وتارة لللفظ وتارة للامرين جميعا يقول رضي الله عنها فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:02:06ضَ
وهن فيما يقرأ من القرآن اي نسخ لفظه وبقي حكمه اي ان النسخ بخمس رضعات تأخر انزاله حتى انه توفي النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الناس يقرأ اية خمس رضعات - 00:02:29ضَ
لكونه لم يبلغ انها قد نسخت لفظا ولكن لما جمعت لما جمع المصحف ازيلت هذه الاية بانها منسوخة لفظا ويستفاد من هذا الحديث فوائد منها اولا اثبات نزول القرآن وانه من عند الله عز وجل - 00:02:53ضَ
بقوله كان فيما انزل كما قال عز وجل انا نحن نزلنا عليك القرآن ومنها ايضا اثبات ان القرآن كلام الله تعالى ووجه ذلك ان القرآن نزل من عند الله والكلام صفة - 00:03:17ضَ
للمتكلم ويستفاد منه اثبات النسخ في الاحكام الشرعية بقول ثم نسخنا والنسخ ثابت في القرآن قال الله عز وجل ما ننسخ من اية نأتي بخير منها او مثلها. الم تعلم ان الله على كل شيء قدير - 00:03:42ضَ
ومن فوائد هذا الحديث ان النسخ قد يكون للفظ والحكم معا بمعنى انه ينسخ الحكم مع لفظه لانه كان فيما انزل كان في القرآن ان الرظاع المحرم كم؟ عشر ثم نسخ - 00:04:12ضَ
حكما ولفظا في خمس وهذه الخمس نسخت لفظا لا حكما اذا يؤخذ منه ان الناس قد يكون لللفظ والحكم واعلم ان النسخ باعتبار النص المنسوخ ينقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول - 00:04:35ضَ
ما نسخ حكمه وبقي لفظه وهذا هو الاكثر في القرآن الكريم مثاله ايتا المصابرة في اخر سورة الانفال ان يكن منكم عشرون صابرون يغلب مئتين نسخ حكمها بقول الله عز وجل الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا - 00:05:01ضَ
وعلم ان فيكم ضعفا ونسخ الحكم وبقي اللفظ ومن ذلك ايضا قول الله عز وجل والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير اخراج نسخت لقول الله عز وجل والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا - 00:05:34ضَ
مع ان الاية المنسوخة متأخرة حسب ترتيب اية المصحف اذا هذا ما نسخ حكموا وباقي لفظه والحكمة من نسخ الحكم دون اللفظ هو امران الامر الاول بقاء ثواب التلاوة ثواب التلاوة - 00:06:01ضَ
يعني تبقى هذه الاية يتلوها الناس فيثابون على ذلك وثانيا تذكير الامة بحكمة النسخ القسم الثاني ما نسخ لفظه وبقي حكمه ما نسخ لفظه وبقي حكمه الرجم وقد ثبت في الصحيحين - 00:06:31ضَ
من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس على منبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله تعالى انزل على محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب - 00:06:57ضَ
وكان فيما انزل اية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده واخشى ان طال بالناس زمان ان يقولوا لا نجد الرجم في كتاب الله - 00:07:15ضَ
وان الرجم حق ثابت في كتاب الله على من زنا اذا احسن او كان الحبل او الاعتراف وهنا اية الرجم نسخ اللفظ وبقي الحكم واما قول من قال ان الاية المنسوخة هي الشيخ والشيخة - 00:07:34ضَ
اذا زنيا ترجموهما البتة نكالا من الله فان هذا لا يثبت والقول هذا ضعيف جدا اولا انه لا يثبت سندا وثانيا انه لا يصح من حيث المعنى لان هذه الاية التي يدعى انها هي المنسوخة - 00:07:57ضَ
علق الحكم فيها بمن؟ الشيخ والشيخة ومن المعلوم ان وقوع الزنا من الشاب والشابة اكثر من وقوعه من الشيخ والشيخة فكيف يعلق الحكم النادر ويترك ماذا؟ الاكثر المهم ان هذه الاية - 00:08:22ضَ
او ما قيل انها هي الاية منسوخة لا يصح ولا يثبت لكن الله اعلم بالاية التي نسخت من حيث اللفظ اذا القسم الثاني ما نسخ لفظه وبقي حكمه والحكمة من نسخ اللفظ - 00:08:45ضَ
من نسخ اللفظ دون الحكم اختبار الامة وامتحانها في العمل فيما لا يجدون لفظه في القرآن بحيث يحققون ايمانهم بما انزل الله تعالى على عكس حال اليهود الذين حاولوا كتم نص الرجم في التوراة - 00:09:04ضَ
القسم الثالث ما نسخ حكمه ولفظه الحكم واللفظ عشر الرضعات في حديث عائشة هذا فان هذا فان هذا نسخ لفظا ونسخ حكما وحكمة نسقي اللفظ والحكم اختبار المكلفين استعدادهم بقبول التحول من حكم الى اخر - 00:09:36ضَ
ورضاهم به بمعنى هل يقبلون ان يتحولوا او يكون عندهم مراء وجدل اذا النسخ باعتبار النص المنسوخ على اقسام ثلاثة ما نسخ لفظه وحكمه والثاني ما نسخ لفظه وبقي حكمه - 00:10:14ضَ
والثالث ما نسخ حكمه ولفظه ويستفاد منه من من هذا الحديث ان الرضاعة الذي تثبت به الحرمة هو خمس رضعات بقوله ثم نسخنا بخمس معلومات وهذا القول هو مذهب الشافعي واحمد - 00:10:34ضَ
المشهور عنه وهو اختيار ابن حزم رحمه الله ان الرضاع الذي تثبت به الحرمة هو خمس رضعات ودليله حديث عائشة رضي الله عنها وهو صريح في المسألة بل نص فيها - 00:11:02ضَ
والقول الثاني ان قليل الرضاع وكثيره محرم فلو ارتفع الطفل رضعة واحدة ثبت التحريم القليل والكثير يثبت به التحريم واستدلوا باطلاق الاية الكريمة في قوله عز وجل وامهاتكم اللاتي ارضعنكم - 00:11:22ضَ
تعلق الله تعالى الحكم بوجود الرضاع ولم يقيد ذلك في شيء فمتى وجد اسم الرضاع ثبت الحكم لان قول اللاتي ارضعنكم يصدق بسورة واحدة وعلى هذا فالرظعة تكون محرمة والقول الثالث وهذا - 00:11:53ضَ
مذهب الامام مالك رحمه الله والقول الثالث ان الرضاع المحرم ثلاث رضعات فصاعدا ثلاث رضعات فصاعدا وهذا القول رواية عن الامام احمد وهو مذهب داوود الظاهري واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:20ضَ
لا تحرم المصة والمصتان ولا الإملاجة ولا الإملاجتان فقول لا تحرموا مصة والمصتان. مفهوم ان ما زاد على المصتين محرم الحديث ان ما زاد على المصتين يثبت به التحريم وهو الثلاث فصاعدا - 00:12:51ضَ
والقول الراجح هو القول الاول لان حديث عائشة رضي الله عنها نص صريح بان العدد المعتبر للتحريم هو خمس اما الجواب عن اطلاق الاية الكريمة وامهاتكم اللاتي ارضعنكم فنقول ان هذا الاطلاق - 00:13:16ضَ
قيد بالسنة حيث دلت على ان الرضاعة مقيد بعدد معين وهو الخمس فلا يعمل بالاطلاق ونظير ذلك قول الله تبارك وتعالى واتوا حقه يوم حصاده فان ظاهر الاية الاطلاق وان كل ما يحصد تجب فيه - 00:13:39ضَ
الزكاة وقد بينت السنة القدر الواجب وما يجب فيه مما يحصد وقال النبي عليه الصلاة والسلام ليس فيما دون خمسة اوسق صدقة. ولم يقل احد ان الزروع يجتذب الزكاة في قليلها وفي كثيرها - 00:14:07ضَ
حملا لهذا المطلق على المقيد الذي جاءت به السنة واما حديث لا تحرم المصة ولا المصتان فدلالته على ان الثلاثة محرمة جلالة مفهوم ودلالة وجلالة حديث عائشة رضي الله عنها - 00:14:28ضَ
على ان الذي يحرم هو الخمس دلالة منطوق والمنطوق مقدم على المفهوم المنطوق مقدم على المفهوم كما هي القاعدة وعلى هذا فالعدد المعتبر هو خمس رضعات وقد سبق لنا معنى الرضعة - 00:14:53ضَ
وان العلماء رحمهم الله اختلفوا فيها على اقوال ثلاثة فمنهم من قال ان الرضعة هي التقام الثدي ثم تركه مطلقا سواء تركه اختيارا ام اضطرارا والقول الثاني ان ان الرضعة هي التقام الثدي ثم تركه اختيارا لا اضطرارا - 00:15:19ضَ
والقول الثالث ان الرضعة هي الوجبة الرضعة هي الوجبة لان رضعة فعله كأكله وشربه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليرضى عن العبد يأكل الاكلة فيحمده عليه. ما المراد بالاكلة؟ هل المراد اللقمة او الوجبة - 00:15:44ضَ
الوجبة نعم. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان النسخ قد يخفى على بعض الناس بقوله فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يتلى من القرآن. فيما يقرأ من القرآن - 00:16:05ضَ
الله اعلم - 00:16:22ضَ