شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي - الشيخ د ناصر العقل

65 شرح العقيدة الطحاوية ( مسمى الإيمان ) - د ناصر العقل

ناصر العقل

رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. استعرض بعض الاسئلة بين يدي الدرس يقول السائل الا يكون العطف بين الايمان والعمل الصالح؟ هو للاشعار باهمية العمل - 00:00:00ضَ

وان العباد يكون الخلل غالبا فيهم في العمل فاكثر العباد يعتقدون ويصدقون ويقولون انا مؤمنون كما هو واقع في هذا الزمان في كثير من المسلمين. قصده ثم يتساهلون في العمل - 00:00:17ضَ

اما ان يكون هذا من المقاصد فهذا امر بين لكن ومع ذلك يبقى الاصل وهو ان الامام الاعمال تدخل في مسمى الايمان وانه اذا اجتمع الايمان والعمل الصالح فان الايمان يعني الجوانب الاعتقادية القلبية والعمل الصالح يعني ظواهر وشعائر الدين - 00:00:32ضَ

الاسلام والايمان اذا اجتمع اما ان يكون من مقاصد الشرع في مسألة عطف العمل الصالح على الايمان الاشعار باهمية الاعمال وان التساهل فيها كثير او من اكثر ما يكون في العباد فهذا صحيح - 00:00:58ضَ

يقول ما معنى قوله عليه الصلاة والسلام ليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل فيما يتعلق بانكار المنكر فيما يظهر. وهل يعني هذا ان الانكار بالقلب هو اخر حد للايمان مثلا؟ او اخر حد الايمان - 00:01:16ضَ

الحديث يتعلق بدرجات انكار المنكر انكار باليد لمن استطاع والانكار باللسان والانكار بالقلب انكار بالقلب ايضا شيء نسبي قد يزيد وقد ينقص لكن اذا انعدم الانكار بالكلية فهذا دليل على عدم وجود الامام - 00:01:32ضَ

اذا عدم الانكار بالكلية بحيث لا يكون عند الانسان احساس ولا تمعر بوجود المنكر او بمشاهدته ورؤيته فهذا دليل على انه ليس عنده ايمان فعلى اي حال اقول ان قول قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل يعني بمن لم ينكر بادرى ادنى درجات - 00:01:57ضَ

الانكار القلبي على هذا فالانكار القلبي درجات من الناس من يتمعر قلبه ويقشعر جلده من المنكر. ومنهم من يتأثر بعض التأثر ومنهم من يشعر فقط بان هذا منكر وتكره نفسه - 00:02:23ضَ

لكن لا يتحرك قلبه كمن قبله. فعلى اي حال فاذا لم يوجد اي شعور بالمنكر ولا حتى في القلب هذا دليل على تبلد الاحساس وعدم وجود الايمان اصلا هذا اقتراح تكرر مثله قبل هذه المرة - 00:02:42ضَ

وهو يتعلق بمواد الدرس طبعا قبل قبل هذه المرة جاءني اكثر من ورقة اناس يسألون عن مصير شرح الالكائي وهل سنعود اليه او لا نعود وهذا السؤال ايضا مشابه لكنه طرح امر اخر وهو انه يقترح ان نضيف مع هذه الكتب - 00:03:02ضَ

زيادة احد الكتب كتلخيص الحموية او معالم في منهج اهل السنة والجماعة لعبد الهادي المصري طبعا هذا اقتراح ولا مانع من دراسة الاقتراح بلا مانع اذا رأيتم من العودة الى شرح وان كانت تتكرر كثير من مباحثه - 00:03:25ضَ

فعلي حال انا انتظر مزيد من الاقتراحات او الطلب. وان رأيتم او رأى عدد من الاخوة ان الرجوع الى مناسب فلا مانع من العودة واذا رأوا ايضا كتاب اخر يكون ثالث - 00:03:48ضَ

او ثاني لان قريبا ننتهي من كتاب الاهواء فلا حرج لكن هذا يعني اننا سنزيد في الوقت قليلا بان شرح الطحاوية يصبح امامنا هو المهم الان وينبغي ان ننتهي منه - 00:04:07ضَ

في وقت على الاقل في نهاية هذه السنة ان شاء الله نرجو ذلك نعم انتهت الاسئلة والان نعود الى الكتاب وقد وصلنا الى موضوع الى صفحة كم اربع مئة وثمانية وثمانين - 00:04:21ضَ

وصلنا الى المقطع الثالث وقد صار الناس في مسمى الامام على ثلاثة اقوال في مسمى الاسلام على ثلاثة اقوال. طبعا هو بعد ما تكلم عن الايمان ذكر واختلاف الناس فيه بمعناه وتعريفه - 00:04:38ضَ

آآ هنا اراد ان يبين ايضا اقوال الناس في مسمى الاسلام. اقوال الناس في مسمى الاسلام مرتبطة في اكثرها وليس كلها مرتبطة باقوالهم في مسمى الامام الذين يقولون ان الايمان هو التصديق فقط - 00:05:00ضَ

يبعدون الترادف بين الاسلام والايمان وايضا حتى التداخل بين معاني الاسلام ومعاني الايمان الا من وجوه قليلة جدا نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه - 00:05:19ضَ

اجمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى وقد صار الناس في مسمى الاسلام على ثلاثة اقوال فطائفة جعلت الاسلام هو الكلمة وطائفة اجابوا بما اجاب به النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الاسلام والايمان - 00:05:41ضَ

حيث فسر الاسلام بالاعمال الظاهرة والايمان بالايمان بالوصول الخمسة. على اي حال ما دمنا في اول الحديث عن آآ وللناس لعلهم من المناسب ان يلخصها بايجاز اولا منهم من جعل الاسلام هو الاقرار فقط - 00:06:04ضَ

يعني الكلمة والكلمة تعبير عن الشهادتين اول اقرار باي تعبير. الاقرار بالاسلام باي تعبير ولو بالقرائن يقولون من اقر بالاسلام كان ينطق بالشهادتين او تتوفر عندنا القرائن على اقراره بالاسلام. كملازمته للقيام بشعائر الدين - 00:06:26ضَ

فان هذا يكفي منه ان يكون مسلما. بمعنى انه بل قالوا ان هذا هو الاسلام. هذا هو المقصود بالاسلام. الاقرار وان كانوا على طائفتين منهم من اعتبر الاسلام هو فقط - 00:06:53ضَ

النطق والاقرار ومنهم من اشترط توفر القرائن الاخرى يشترط توفر القرائن الاخرى مع الشهادتين او مع الاقرار باللسان ومنهم من قال ان الاسلام يعني الاعمال الظاهرة وهو نوع من القول الاول او قريب من القول الاول. الا ان القول الاول قد يحصره بالكلمة - 00:07:06ضَ

قالوا ان الاسلام هو الاعمال الظاهرة من الدين. ذلك ان الدين اعمال قلبية باطنة وهي الاعتقادات. وامور الامور الايمانية التصديقية واعمال ظاهرة وهي الشعائر الظاهرة التي تؤدى بالاركان. تؤدى بالجوارح. فقالوا ان الاسلام المقصود به هو الاعمال الظاهرة فحسب - 00:07:29ضَ

وكون ثالث بان بان الاسلام والايمان مترادفان بان الاسلام والايمان مترادفان لا فرق بينهما ابدا والقول الرابع ان الذي يرى التفريق عند الاجتماع والترادف عند الانفراد وان كانت ترادف لا عن الترادف من كل وجه لكن في الجملة - 00:07:50ضَ

وهذا هو قول جمهور السلف يرون انه يفرق بين مسمى الايمان ومسمى الاسلام عندما يجتمعان فاذا اجتمع الايمان والاسلام في كلمة واحدة فان الايمان يعني الامور القلبية الاعتقادية المعرفية التصديقية - 00:08:18ضَ

والاسلام يعني شعائر الدين الظاهرة واذا انفرد كل واحد منهما عن الاخر فلا بد ان يتضمن الاخر. اذا انفرد اسم الامام او اطلق على الشخص كان نقول المؤمن فلابد ان يتضمن معنى المسلم لان الكافر لا يسمى مؤمن بالاصطلاح الشرعي - 00:08:41ضَ

وان سمي مؤمنا في الاصلاح اللغوي فيما يتعلق ببعض اجزاء العقيدة كالايمان بالله وقالوا ان المؤمن اذا جاء مفردا فانه يشمل معنى الاسلام. وكذلك المسلم يشمل معنى الايمان. اذا جاء منفردا - 00:09:03ضَ

ومع ذلك انه مع ذلك قالوا قد يطلق على الكافر على المنافق مسلم لكن هذا امر غيبي لا تتعلق به الاحكام التي نقررها ذلك ان الاحكام اي الاحكام على اهل القبلة - 00:09:20ضَ

والاسماء اي تسمية اهل القبلة من حيث مسلم مؤمن ونحو ذلك. فان الاحكام والاسماء متعلقة بالظواهر ومتعلقة بالقرائن وامور القلوب غيبية. فعلى هذا يبقى الاصطلاح صحيح واستثناء المنافق لا يرد لاننا لا نعلم المنافق - 00:09:36ضَ

لا نعلم المنافق. اذا فاحكامنا التي نطلقها لا نفرق فيها هذا التفريق الذي قالوا فيه يستثنى منه المنافق. فعلى هذا فالراجح ان كلمة اسلام وايمان ومسلم ومؤمن اذا اجتمعتا دل كل واحد منهما على معنى. وسبق ايضاحه. واذا افترقت - 00:09:58ضَ

كل واحدة دلت على الاخرى وهذا ما سيستدل عليه الشرح وهو ما قرره السلف. على تفصيلات جزئية لا لا تؤثر في اصل المبدأ. فاصل المبدأ قوله والايمان بالايمان بالاصول الخمس - 00:10:20ضَ

يقصد الاصول الخمسة الواردة في اية البقرة. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ثم تضمنت الاية الايمان باليوم الاخر من من حيث السياق من خلال السياق واغفل الامام بالقدر - 00:10:38ضَ

لا على اساس انه ليس من اركان الايمان. لكن على اساس انه الغالب في الايات والاحاديث يكون فيها ذكر الاصول الخمسة وعلى اي حال هذا الاصطلاح سبق ان تكلمت عنه وارى ان فيه نظر - 00:11:01ضَ

لانه موهم فالاولى ان يقال الاركان الستة الاركان الستة وربما يقصد ان ادماج بعض الاصول في بعض ربما ادمج الامام بالكتب بالايمان بالملائكة بالرسل فجعلهما اصلا واحدا والله اعلم. لكن يظهر لي انه قصد اصول الايمان الواردة - 00:11:15ضَ

في الاية ويهينها الامام باليوم الاخر الذي استوحى من اخر الاية نعم وطائفة جعلوا الاسلام مرادفا للايمان. وجعلوا معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ان الاسلام شهادة ان لا اله الا الله واقام الصلاة الحديث شعائر الاسلام. والاصل عدم التقدير - 00:11:36ضَ

مع انهم قالوا ان الايمان هو التصديق بالقلب. ثم قالوا الاسلام والايمان شيء واحد سيكون الاسلام هو التصديق. وهذا لم يقله احد من اهل اللغة. وانما هو الانقياد. هنا بدأ يقرر - 00:12:02ضَ

السنة والجماعة انه كأنه دايما جاء العبارتين فالصحيح انه انتهى من تقرير القول المخالف فرد على الذين قالوا التقليل اي كانه يقول ان الشعائر والاسلام هي كذا وكذا وهذا ايضا كل لا يصح لغة انما النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن الاسلام اجاب عنها بهذه الاركان الخمسة ولا يصح ان نفترض - 00:12:22ضَ

انه قصد الشعائر فقط والاصل عدم التقدير. اي ردا على الذين قالوا ان هناك مظمر وهو شعائر الاسلام خمسة لا يصح ثم قال اشار لتناقضهم في قوله مع انهم قالوا ان الايمان هو التصديق بالقلب. ثم قالوا الاسلام والايمان شيء واحد - 00:12:51ضَ

كانه يقول بانهم حينما اشاروا الى ان الايمان يخص معنى وهو التصديق بالقلب. تناقضوا بعد ذلك حينما جعلوه مرادف للايمان تماما. مرادف للاسلام تماما قال ولم يقله احد من اهل اللغة يعني مع المعنى اللغوي - 00:13:14ضَ

يعني الذين قالوا ان الايمان لغة والتصديق ما ادخلوا فيه الايماء الاسلام اما اذا رجعنا للمصطلح الشرعي فلا شك ان الايمان معنى زائد عن التصديق والاسلام ايضا معنى زائد عن مجرد الشعائر ظاهرة - 00:13:34ضَ

وهذا امر مهم ولابد ان نستصحبه في كل مسمى ما سيأتي واذا تبين لنا عرفنا كيف ان نميز ادلة اهل السنة من ادلة غيرهم ووجوه الاستدلال فيها واقصد بذلك ان لازم ان نفرق بين المدلول اللغوي للاسلام وللايمان وبين المدلول الشرعي لهما - 00:13:51ضَ

وعرفنا ان المدلول اللغوي للايمان هو التصديق وان المدلول اللغوي للاسلام هو الانقياد العام. الانقياد الظاهر وقد يطلق على ايضا الانقياد الباطن حتى في معنى اللغة لكن هذا المعنى المتبادل. المعنى المتبادل - 00:14:13ضَ

لكن فرق بين هذا وبين المعنى الاصطلاحي للكلمتين. الشرع يعني. الشرع جاء بوظع مسمى للايمان وهو انه يشمل الاعمال الصالحة وجاء ايضا بمواضع مسمى للاسلام وهو انه يشمل الامور القلبية - 00:14:34ضَ

ورتب على هذا الاحكام في الدنيا والاخرة على هذا لابد من استصحاب اصطلاح الشرعي عند الكلام على مسمى الاسلام ومسمى الايمان لاننا لا نشك اننا نتكلم عن المعنى الشرعي المعنى اللغوي واسع. وربما تكون المترادفات فيه كثيرة. وربما نجد للايمان معاني لغوية كثيرة ايضا. ربما يرجح بعض - 00:14:57ضَ

على بعض عند مختلفين وللاسلام معاني لغوية كثيرة ايضا. ربما يترجح بعضها عن بعض عند كثير من اهل لكن حرصا على التزام الفاظ الشرع والمصطلحات الشرعية فاننا لا نبقى على التعريف اللغوي فلا بد من التزام المعنى الشرعي بالايمان والاسلام - 00:15:21ضَ

نعم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لك اسلمت وبك امنت. بدأ يستدل بمنهج جهل مذهب اهل السنة في ان بين الاسلام والايمان فرق اذا اجتمعا في سياق واحد كما في الحديث - 00:15:44ضَ

وفسر الاسلام بالاعمال الظاهرة والايمان بالايمان بالوصول الخمسة. فليس لنا اذا جمعنا بينهما ان نجيب بغير ما اجاب به النبي صلى الله عليه وسلم. واما اذا افرد اسم الايمان فانه يتضمن - 00:16:02ضَ

ضمنوا الاسلام واذا افرد الاسلام فقد يكون مع الاسلام مؤمنا بلا نزاع. وهذا هو الواجب وهل يكون مسلما ولا يقال له مؤمن وقد تقدم الكلام فيه. وكذلك هل يستلزم فليستلزموا الاسلام الايمان فيه النزاع المذكور وانما وعد الله بالجنة في القرآن وبالنجاة من - 00:16:23ضَ

من النار باسم الايمان. كما قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. وقال تعالى سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات - 00:16:53ضَ

عرضها كعرض السماء والارض. اعدت للذين امنوا بالله ورسله. واما اسم الاسلام مجرب فما علق به في القرآن دخول الجنة. لكنه فرضه. واخبر انه دينه واخبر انه دينه الذي لا يقبل من احد سواه. وبه بعث النبيين ومن يبتغي غير الاسلام - 00:17:13ضَ

دينا فلن يقبل منه. فالحاصل ان حالة اقتران الاسلام بالايمان غير حالة افراد احدهما عن الاخر فمثل الاسلام من فمثل الاسلام من الايمان كمثل الشهادتين احداهما من اخرى فشهادة الرسالة غير شهادة الوحدانية. فهما شيئان في الاعيان. واحدهما - 00:17:43ضَ

واحداهما مرتبطة بالاخرى في المعنى والحكم كشيء واحد. كذلك الاسلام والايمان لا ايمان لمن لا اسلام له. ولا اسلام لمن لا ايمان له. اذ لا يخلو المؤمن من اسلام به - 00:18:13ضَ

يتحقق ايمانه ولا يخلو المسلم من ايمان به يصح اسلامه. ونظائر ذلك في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وفي كلام الناس كثيرة اعني في الافراد والاقتران. يقصد بهذا انه لا يمكن - 00:18:33ضَ

ان تنفرد الشهادتين احدهما عن الاخرى كما كما انه لا يمكن ان ينفرد مسمى الايمان عن مسمى الاسلام الجملة في المسلم فان المسلم اذا شهد الا اله الا الله لابد ان يقر الرسالة للرسول صلى الله عليه وسلم ويلتزم بلوازمهم. وكذلك العكس اذا شهد ان محمدا رسول الله - 00:18:55ضَ

فلابد ان نتضمن ذلك شهادة ان لا اله الا الله مع ان كل واحدة منهما لها لفظ ومعنى وتعني ايضا واجب معين لكن الواجبان لا ينفك لكن واجبين لا ينفكان - 00:19:19ضَ

ولا يصح التفريق بينهما. كذلك الاسلام والايمان اجتمع كل واحد دل على معنى واذا افترق تضمن الواحد الاخر نعم منها لفظ الكفر والنفاق. فالكفر اذا ذكر مفردا في وعيد الاخرة دخل فيه المنافقون - 00:19:35ضَ

كقوله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين. ونظائر كثيرة. واذا قرن بينهما كان الكافر من اظهر كفره والمنافق من امن بلسانه ولم يؤمن بقلبه. وكذلك لفظ البر والتقوى. ولفظ الاثم والعدوان. ولفظ التوبة - 00:19:57ضَ

استغفار ولفظ الفقير والمسكين وامثال ذلك. ويشهد للفرق بين الاسلام والايمان قوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا الى اخر السورة وقد اعترض على هذا بان معنى الاية قولوا قولوا اسلمنا انقذنا بظواهرنا - 00:20:27ضَ

فهم منافقون في الحقيقة. وهذا احد قولي المفسرين في هذه الاية الكريمة. واجيب بالقول الاخر ورجح وهو انهم ليسوا بمؤمنين كامل الايمان. لانهم منافقون. كما الايمان عن القاتل والزاني والسارق ومن لا امانة له. ويؤيد هذا سياق ويؤيد - 00:20:57ضَ

هذا سباق الاية وسياقها. فان السورة من اولها الى هنا في النهي عن المعاصي. واحكام لبعض العصاة ونحو ذلك. وليس فيها ذكر المنافقين. ثم قال بعد ذلك وان تطيعوا الله ورسوله - 00:21:27ضَ

لا يلتكم من اعمالكم شيئا. ولو كانوا منافقين ما ما نفعتهم الطاعة. ثم قال انما مؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا الاية. يعني والله اعلم ان المؤمنين كامل الايمان هم هؤلاء لا انتم. بل انتم منفي عنكم الايمان الكامل. يؤيدها - 00:21:47ضَ

انه امرهم او اذن لهم ان يقولوا اسلمنا. والمنافق لا يقال له ذلك. ولو كانوا منافقين لنفى عنهم الاسلام كما نفى عنهم الايمان. ونهاهم ان يمنوا باسلامهم. فاثبت لهم اسلاما ونهاهم ان يمنوا به على صلى الله عليه وسلم. ولو لم يكن اسلاما صحيحا - 00:22:17ضَ

لقال لم تسلموا بل انتم كاذبون. كما كذبهم في قولهم نشهد انك لرسول الله الله اعلم بالصواب. ما قاله الشارح هو او الراجح عند كثير من المفسرين من اهل السنة والجماعة. وان كانوا تنازعوا في بعض - 00:22:47ضَ

جزئيات لكن واقع الامر يشهد لهذا التفسير وهو انه لم ينفي عنهم ما يعصم دماءهم واموالهم وما يجعلهم ليسوا من اهل القبلة بل اثبت لهم انهم دخلوا في الاسلام ونفى عنهم الايمان الحقيقي او الايمان الكامل - 00:23:07ضَ

وذلك راجع الى انهم اسلموا في وقت قريب او انهم حديث عهد بكفر وبشرك المتأمل لواقع الاعراب في ذلك الوقت. يجد انهم اذعنوا للاسلام بسبب قوة الاسلام في ذلك الوقت ولم يكن عن روية - 00:23:35ضَ

وعن تفكر فاذعن اذعان استجابة في الجملة وليس اذعان يعني لا يمكن ان نسميه في ذلك الوقت اذعان اقتناع كامل لانهم حينما اسلموا اسلموا بالجملة وانقادوا تبعا لرؤوسهم ولشيوخهم وتبعا لما درج عليه الناس من حولهم. كل القبائل اذعنت وارسلت وفودها للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:23:57ضَ

هذا الاذعان العام نجد منه انهم لم يتفقهوا في دين الله عز وجل وانهم لا زالوا على قرب عهدهم بشركهم وبما هم عليه من احوال قلبية وعملية وانهم تحت الامتحان - 00:24:33ضَ

لم ينعدم عنهم الامام بالكلية لكنه لم يصل الحد الذي يكونوا فيه على فقه يعصمهم من الردة لو حصل يعني ما يوجب الردة. فلذلك لما مات النبي صلى الله عليه وسلم كان اكثر هؤلاء ممن ارتدوا - 00:24:51ضَ

لانهم لا يزالوا في وقت الاضطراب. وهذا كل وهكذا كل من يدخل الاسلام جملة واحدة من الشعوب والامم فانه لا يكون على يعني درجة واحدة من اليقين والاذعان والقناعة. بل يكونوا تبعا لغيرهم. تبع لشيوخهم تبع للناس. لما رأوا الناس - 00:25:10ضَ

فهذا يدخلهم في مبدأ الايمان لكن لا يستحقون كمال الايمان لانهم لم يتفقهوا في الدين بعد ولم يقتنعوا الاقتناع اليقيني الذي يجعلهم يزدادوا في الايمان خيرا وفي الاسلام خيرا. ومع ذلك كثير منهم بعد ذلك فقهوا في دين الله - 00:25:29ضَ

وكانوا من خيار المسلمين. لكن بعد مدة. نعم وينتفي بعد هذا التقرير والتفصيل دعوة ترادف. وتشنيع من الزم بان الاسلام لو كان هو الامور ظاهرة لكان ينبغي الا يقبل الا ذلك. ولا يقبل ايمان المخلص. وهذا ظاهر الفساد - 00:25:50ضَ

فانه قد تقدم تنظير الايمان والاسلام بالشهادتين وغيرهما. وان حالة الاقتران غير حالة الانفراد. فانظر الى كلمة الشهادة فان النبي صلى الله عليه وسلم قال امرت من اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. الحديث. فلو قالوا لا اله الا الله وانكروا - 00:26:17ضَ

رسالة ما كانوا يستحقون العصمة. بل لا بد ان يقولوا لا اله الا الله قائمين بحقها ولا يكون قائما بلا اله الا الله حق القيام الا من صدق بالرسالة وكذا من شهد - 00:26:47ضَ

ان محمدا رسول الله. لا يكون قائما بهذه الشهادة حق القيام. الا من صدق هذا في كل ما جاء به فانتظمت التوحيد واذا ضمت شهادة ان لا اله الا الله الى شهادة - 00:27:07ضَ

ان محمدا رسول الله كان المراد من شهادة ان لا اله الا الله اثبات التوحيد ومن شهادة ان محمدا رسول الله اثبات الرسالة. كذلك الاسلام والايمان. اذا قرن احدهم كما في قوله تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. وقوله صلى - 00:27:27ضَ

صلى الله عليه وسلم. اللهم لك اسلمت وبك امنت. كان المراد من احدهما غير المراد من اخر كما قال صلى الله عليه وسلم وكما قال صلى الله عليه وسلم الاسلام على نية - 00:27:57ضَ

الايمان في القلب واذا انفرد احدهما شمل معنى الاخر وحكمه. وكما في الفقير والمسكين ونظائره فان لفظي الفقير والمسكين اذا اجتمع افترقا واذا افترقا اجتمعا فهل قالوا في قوله تعالى اطعام عشرة مساكين انه يعطى المقل دون المعدم او بالعكس وكذا - 00:28:17ضَ

في قوله تعالى وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. ويندفع ايضا تشنيع من قال ويندفع ايضا تشنيع من قال ما حكم من امن ولم يسلم او اسلم ولم يؤمن في الدنيا والاخرة - 00:28:47ضَ

فمن اثبت لاحدهما حكما ليس بثابت للاخر ظهر بطلان قوله ويقال له وفي مقابلة تشنيعه انت تقول المسلم هو المؤمن. والله تعالى يقول ان المسلمين المسلمات والمؤمنين والمؤمنات فجعلهما غيرين. وقد قيل لرسول الله صلى الله عليه - 00:29:07ضَ

ما لك عن فلان والله اني لاراه مؤمنا. قال او مسلما. قالها ثلاثة فاثبت له اسم الاسلام وتوقف في اسم الايمان فمن قالهما سواء كان مخالفا والواجب رد موارد النزاع الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وقد يتراءى في بعض النصوص - 00:29:37ضَ

ولا معارضة بحمد الله تعالى. ولكن الشأن في التوفيق وبالله التوفيق. واما بقوله تعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين على ترادف الاسلام والايمان فلا حجة فيه. لان البيت المخرج كانوا موصوفين بالاسلام - 00:30:07ضَ

الاسلام والايمان ولا يلزم من ولا يلزم من الاتصاف بهما ترى دفعهما. والظاهر ان هذه المعارضات لم تثبت لم تثبت عن ابي حنيفة رضي الله عنه. وانما هي من الاصحاب - 00:30:37ضَ

فان غالبها ساقط لا يرتضيه ابو حنيفة رضي الله عنه. وقد حكى الطحاوي حكاية ابي في حنيفة مع حماد بن زيد وان حماد بن زيد لما روى له حديث اي الاسلام افضل الى اخر - 00:30:57ضَ

قال له الا تراه يقول اي الاسلام افضل؟ قال الايمان ثم جعل الهجرة الجهاد من الايمان فسكت ابو حنيفة فقال بعض اصحابه الا تجيبه يا ابا حنيفة؟ قال الا بما اجيبه وهو يحدثني بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. من هذا دليل على ان ابا حنيفة رحمه الله - 00:31:17ضَ

كان يعني ملتزما النصوص الشرعية لكن قد يحدث احيانا شيء من سوء الفهم او التشرب بعد الاقوال التي يعني تلتبس حتى على العالم الكبير مثله فلا شك ان ابا حنيفة رحمه الله رجع عن الحق يؤثر عنه انه رجع عن الارجاء بالكلية - 00:31:47ضَ

ومع ذلك وان لم يرجع فان قوله لا شك انه مخالف لاهل السنة والجماعة. وبدعوا به من قال لكن هذا لا يقدح فيما وفي قدره كما هو معروف في ميزان اهل السنة والجماعة - 00:32:12ضَ

فهو لا يوافق على زلته ان كان مصرا على القول بالارجاء. لكن نظرا لامامته ونظرا علمه وتقواه وصلاحه وقبوله عند عامة المسلمين فانه يبقى على قدره من الامامة والعلم والاعتبار - 00:32:29ضَ

والراجح انه لم يقل بجميع اقوال المرجئة التي شنعها السلف وفي المقطع التالي طبعا قبل ان يبدأ فيه احب ان اشير الى مسألة مهمة وسيتكلم الان عن ثمرات الايمان عن ثمرات الاختلاف - 00:32:48ضَ

اختلاف بين الناس في مسألة الايمان والاسلام وهي فرع عن الاختلاف في مسمى الايمان فرعون على الاختلاف في مسمى الايمان وهل تدخل فيها الاعمال او لا فاذا كان هناك ثمرات فهذا دليل على ان الخلاف بين اهل السنة والجماعة وبين المرجئة - 00:33:06ضَ

لم يكن خلافا لفظيا ليس بخلاف لفظي انما هو خلاف علمي واحيانا يكون اعتقادي والدليل على هذا هذه المسألة مسألة استثناء في الايمان واوضح منها مسألة النقص والزيادة القول بالنقص والزيادة في الايمان. نقصان الايمان زيادة - 00:33:27ضَ

فان هذه مسائل متعلقة الاصول التي وردت في النصوص والتي اتفق عليها السلف ونظرا لان المرجئة خالفوا اهل السنة والجماعة في سمى الايمان فانه نتج عن هذه المخالفة ثمرات عقدية وعلمية خالفوا فيها ايضا في امور اخرى - 00:33:51ضَ

فان المرجئة حينما التزموا ان الايمان هو التصديق. وان الاعمال لا تتدخل في سمى الايمان. اضطرهم هذا لل القول بعدم زيادة الايمان ونقصانه وهذه مسألة عقدية وعلمية في وقت واحد خالفوا فيها السلف - 00:34:15ضَ

ثم التزموا في ان الاعمال لا تدخل في مسمى الايمان وهذا ايضا خالفوا في مقتضى النصوص واقوال السلف ثم التزموا القول بانه لا يجوز الاستثناء في الايمان مطلقا بدون الصين مع ان التفصيل هو قول السلف - 00:34:33ضَ

وسيشير الى مسألة الاستثناء هنا في هذا المقطع نعم الفرق بين المسائل العلمية والاعتقاد المسائل العلمية هي التي يرد فيها الخلاف ويكون الخلاف فيها جاري بين اهل السنة ويسع فيها الخلاف. تتنازع فيها الاقوال وكل معه دليله او وجه من الاستدلال - 00:34:47ضَ

كل معه دليل او معه وجه من الاستدلال هذي مسائل خلافية وتسمى مسائل الخلافة من مسائل الاعتقاد فهي التي يتفق عليها السلف او جمهور السلف اذا شذ من السلف عدد قليل فتعتبر مسألة عقدية - 00:35:14ضَ

حتى وان كانت في الاحكام اذا كان اجماع او ما يشبه الاجماع فهي داخلة في العقائد ولو كانت من صنف الاحكام كمسألة مسح الخفين او المسح الرجلين بدل الغسل. هذه مسائل فقهية - 00:35:31ضَ

صارت من العقائد لان هناك من الاهواء من خالف فيها النصوص مخالفة صريحة لذلك نجد ان الامور الخلافية ما ترد في اصول الاعتقاد انما ترد في بعض الامور المتفرعة عن اصول الاعتقاد - 00:35:47ضَ

ومسائل الايمان اغلبها من الاصول مسائل الايمان اغلبها من الاصول ليست من الفروع نعم السلف فرقوا بين اصول الايمان ومسائل الايمان. وهذا تفريق علمي اصطلاحي ليس تفريقا عقديا سموا اركان الايمان سموها اصول الايمان - 00:36:09ضَ

اركان الايمان الستة وسموا المسائل الاخرى المتفرعة عنها وهي عقدية مثل اه عدم دخول مثل دخول الاعمال في مسمى الايمان والاستثناء في الايمان والزيادة والنقص في الايمان. هذه سموها مسائل الايمان تفريقا بينها وبين - 00:36:29ضَ

كان فقط لا لانها اقل درجة في الاعتقاد وان كان فعلا المخالف في مسائل مسائل الايمان يعد مبتدع ولا يعد خارج ولا يعد كافر. اما المخالف في اصول الايمان فهو يكفر. هذا هو الفرض. لكن من حيث التبديع والخطأ - 00:36:47ضَ

ومخالفة السنة فان كل من خالف في اصول الايمان او في مسائل الايمان فهو مخالف للسنة والجماعة اقول هناك فرق في بين اصول الايمان ومساء الايمان وهو ان اصول الايمان لا يجوز لاحد ان ينكر شيئا منها او يخالف الاصل فيها. ومن - 00:37:11ضَ

فقد كفر اركان الايمان الستة اما مسائل الايمان فان من خالف فيها اقوال السلف فانه يعد مبتدع ولا يعد خارج من الملة. نعم ومن ثمرات هذا الاختلاف مسألة الاستثناء في الايمان. وهو ان وهو ان يقول الرجل انا مؤمن ان - 00:37:27ضَ

يا الله والناس فيه على ثلاثة اقوال طرفان ووسط منهم من يوجبه ومنهم من يحب ريمو ومنهم من يجيزه باعتبار ويمنعه باعتبار. وهذا اصح الاقوال اما من يوجبه فلهم مأخذان. احدهما ان الايمان هو ما مات الانسان عليه. والانسان انما يكون - 00:37:53ضَ

عند الله مؤمنا او كافرا باعتبار الموافاة. وما سبق في علم الله انه يكون عليه. وما قبل ذلك على عبرة به قالوا والايمان الذي يتعقبه الكفر فيموت صاحبه كافرا ليس بايمان - 00:38:23ضَ

الصلاة التي افسدها صاحبها قبل الكمال. والصيام الذي يفطر صاحبه قبل الغروب. وهذا ما اخذوا كثير من وغيرهم. وعند هؤلاء ان الله يحب في الازل من كان كافرا اذا علم - 00:38:43ضَ

ما منه انه يموت مؤمنا. فالصحابة ما زالوا محبوبين قبل اسلامهم. وابليس ومن ارتد عن دين ما زال الله يبغضه وان كان لم يكفر بعد. وليس هذا قول السلف. ان هذا - 00:39:03ضَ

مقاول عند فرع عن اعتقادهم بان افعال الله عز وجل بما فيها المحبة والرضا والنزول الكلام وغيره ان افعال الله ازلية قائمة بالذات غير مرتبطة بالمشيئة لا تعلق لها بالمشيئة - 00:39:23ضَ

فلذلك قالوا بهذه اللوازم فجعلوا الحب والبغض لله عز وجل والكلام كانها من مقررات اللازمة التي لا يحدث لله منها شيء تجاه العبد او تجاه الاشياء واوضح اوضح ما يكون هذا في الكلى. فانهم زعموا ان الكلام قائم بالنفس. وانه غير مرتبط بالمشيئة. وهذا يعني عندهم - 00:39:46ضَ

ان الله لا يتكلم متى شاء ولا كيف شاء. انما كلامه معنى قد يعبر عنه بتعبيرات ترجع الى تفسيرات كثيرة عندهم من هنا قالوا هو معنى قائم بالنفس وان الذي يسمى كلام الله كالقرآن انما هو حكاية او عبارة عن كلام الله - 00:40:12ضَ

فالتزامهم لهذا الاصل هو الذي جعلهم يقولوا بي او يقول بعضهم بعدم جواز الاستثناء في الامام وبملازمة المحبة للشخص منذ نشأته الى وفاته حتى وان قال انقلب من الايمان الى الكفر او من الكفر الى الايمان بحسب خاتمته. المحبة والبغظ - 00:40:35ضَ

المحبة والبغض يكون اللازمة للشخص بصرف النظر عن تقلب احواله. لانهم يرون الله عز وجل لا ترتبط محبته بمشيئته ولا تطرأ له. طبعا الطرق هذا ليس لا يقول به السلف بهذا المعنى لكن قصدي ان هذه شبهتهم. يرون ان ان تعلق الافعال - 00:41:00ضَ

بالمشيئة يعني ان الله يطرأ له شيء وهذا قياس للغائب على الشاهد قياس لله عز وجل على خلقه. هم الذين تطرأ عليهم الطوارئ ويبدأ عندهم البداء ونحو ذلك. وهذا لا شك انه ممنوع في حق الله عز وجل. المهم ان الذين لا يجيزون الاستثناء الذين يوجبون الاستثناء في الايمان - 00:41:19ضَ

ومنهم بعض بعض التزموا ذلك بسبب ما التزموه اصلا من قولهم بان الافعال غير مرتبطة بالمشيئة وهذا يذكرنا بما سبق تقريره من ان الاهواء تتجارى باصحابها كما يتجارى الكلب بصاحبه - 00:41:42ضَ

يقولون بمقولة في جزئية معينة فيلزم من هذه المقولة ان تجرهم الى اشياء اخرى في كثير من مسائل الدين. في كثير كثير من مسائل الدين ولذلك الذين التزموا هذا المبدأ بعد الكلابية. كلابية ما تكلموا الا في مسألة كلام الله عز وجل. وفي مسألة ازلية الصفات - 00:42:03ضَ

وانها طبعا ازلية الصفات لا شك انها هي الحق. لكن هم اه ارادوا بذلك ان يقولوا انها ازلية غير غير مقترنة بالمشيئة ولا ان متعلقة بالمشيئة. المهم انهم حينما التزموا - 00:42:25ضَ

ذلك ما توسعوا فيها اول الامر بل كان عندهم شيء من الحذر. لكن جاءت اجيال بعدهم من المشاعر وما تريدية اخذت هذه القاعدة. فنفت فيها جميع صفات الله عز وجل حتى انها لم تثبت من الصفات الا سبع - 00:42:41ضَ

وهذه السبع ايضا قالوا لانها عقلية. عقلية سموها الصفات العقلية. فاثبتوها لان العقل فتن اذا نجد ان مثل هذه المقولة التي بدت جزئية انسحبت على كثير من اصول الدين بما في ذلك مسألة الاستثناء في الايمان - 00:42:54ضَ

وهذا قد لا يتصوره الا من يتأمل. قد يقول قائل ايش دخل مسألة الاستثناء بالايمان بمسألة القول بافعال الله وصفاته؟ اقول هذا علاقته حينما زعموا انه لا يجوز ان تتعلق افعال الله. ان تتعلق افعال الله بمشيئته - 00:43:13ضَ

وانه لا يفعل كما شاء انما فعله دائم لازم له ابدا والى ما لا نهاية قالوا بما في ذلك ما يتعلق بايمان المؤمن وكفر الكافر فنظرا الى المؤمن عند الله مؤمن حتى وان كان في اول حياته كافرا فان محبة الله لازمة له - 00:43:32ضَ

حينما كان كافرا وحينما اسلم وهذا يعني انه اي المؤمن نظرا لانه لا نجزم بمصيره قد يكون مبغض عند الله لانه ربما يموت على الكفر نسأل الله العافية نظرا لاننا لا نجزم بمصيره وان الله ربما كتب له البغظ والكره فلا يجوز ان يقول انا مؤمن لا بد ان يستثني وجوبه - 00:43:52ضَ

يقول انا مؤمن ان شاء الله. طبعا السلف يجيزون الايمان الاستثناء بالايمان لكن لا يجيبونه نعم وليس هذا قول السلف ولا كان يعلل بهذا من يستثني من السلف في ايمانه. وهو فاسد فان الله تعالى - 00:44:15ضَ

قال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فاخبر انه يحبهم ان اتبعوا فاتباع الرسول شرط المحبة. والمشروط يتأخر عن الشرط. وغير ذلك من الادلة ثم صار الى هذا القول طائفة غلوا فيه حتى صار الرجل منهم يستثني في الاعمال الصالحة - 00:44:34ضَ

يقول صليت ان شاء الله ونحو ذلك يعني القبول. ثم صار كثير منهم يستثنون في كل في شيء فيقول احدهم هذا ثوب ان شاء الله. هذا حبل ان شاء الله. فاذا قيل لهم هذا - 00:45:04ضَ

لا شك فيه يقولون نعم لكن اذا شاء الله ان يغيره غيره المأخذ الثاني هذا نوع من الوسواس هذا نوع من الوسواس والذين قالوا بهذا القول من المتأخرين ما يعرف هذا القول في الاقوال في القرون الثلاثة انما نسب عن احد العباد المشاهير اظنه في القرن السادس والخامس - 00:45:24ضَ

وصار له بعض الاتباع صاروا يقولون في كل شيء ان شاء الله. حتى المشاهد امامهم يقول هذا فلان ان شاء الله نوع من الوسواس نعم المأخذ الثاني ان الايمان المطلق يتضمن فعل ما امر الله به عبده كله. وترك ما - 00:45:52ضَ

نهاه عنه كله. فاذا قال الرجل انا مؤمن بهذا الاعتبار فقد شهد لنفسه انه من الابرار المتقين القائمين بجميع ما امروا به. وترك كل ما نهوا عنه. فيكون من اولياءه - 00:46:13ضَ

الله المقربين. وهذا من تزكية الانسان لنفسه. ولو كانت هذه الشهادة صحيحة لكان ينبغي ان يشهد لنفسه بالجنة ان مات على هذه الحال. وهذا مأخذ عامة السلف الذين كانوا يستثنون - 00:46:33ضَ

وان جوزوا ترك الاستثناء بمعنى اخر. كما سنذكره ان شاء الله تعالى. ويحتجون ايضا الاستثناء فيما لا شك فيه. كما قال تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين قال صلى الله عليه وسلم حين وقف على المقابر وانا ان شاء الله بكم لاحقون. وقال ايضا - 00:46:53ضَ

اني لارجو ان اكون اخشاكم لله ونظائر هذا. واما من يحرمه فكل من جعل يعني يرد عليهم في مثل هذا ان هذا لا يلتزم في كل شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:47:23ضَ

لم يذكر كلمة ان شاء الله في كل خبر تأتي بعض بعض العبارات فيها ان شاء الله لانها لها ارتباط بغير الخبر ارتباط بالمصير لها ارتباط بالثواب لها ارتباط بامور اخرى - 00:47:40ضَ

اما الخبر المحظ فقد لا يأتي فيه ان شاء الله اذا الا اذا كان الامر مقصود به حفز همم العباد كما في قوله عز وجل تدخلون المسجد الحرام ان شاء الله - 00:47:57ضَ

هذا يعني فيه اشارة الى ان الامر مرتبط بجهد العباد وانهم لابد ان يجاهدوا. ولا يضمنوا هذا النصر الا بشروطه اذا لا لا يأتي الاستثناء بالاخبار ان شاء الله كما ورد في الاية او في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الا في امور قليلة والامور القليلة ليست حجة - 00:48:12ضَ

على التزام ان شاء الله. لانها لو كانت تلتزم لجاءت في القرآن في كل خبر. ولجاءت في اخبار النبي صلى الله عليه وسلم في كل خبر والدليل على هذا انهم استدلوا الا بقليل من الادلة المحصور وهذا هذه الادلة كما قلت لكم تحفها امور اخرى غير مسألة مجرد الخبر مرتبطة - 00:48:32ضَ

امور غيبية مرتبطة بامور لافعال العباد فيها علاقة. وايضا مرتبطة بتحفيز العبادة على العمل بتحفيز العبادة على العمل. وهذه احيانا قد يرد فيها الاستثناء في حدود ضيقة جدا. نعم واما من يحرمه فكل من جعل الايمان شيئا واحدا. فيقول انا اعلم اني مؤمن. كما اعلم - 00:48:51ضَ

واني تكلمت بالشهادتين. فقولي انا مؤمن كقولي انا مسلم. فمن استثنى في ايمانه فهو فيه وسموا الذين يستثنون في ايمانهم الشكاكة واجابوا عن الاستثناء الذي في قوله تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين. بانه يعود الى الامن والخوف. فاما الدخول - 00:49:22ضَ

قل فلا شك فيه وقيل لا تدخلن جميعكم او بعضكم لانه علم ان بعضهم يموت في حال كلمة الشكاكة هذه كلمة استعملها متأخر يتأخر المرجئة في لمز اهل السنة والجماعة - 00:49:52ضَ

وهذا كثير في كتبهم وقالت الشكاكة انه يجوز الاستثناء بالامام يقصدون اهل السنة والجماعة الشكاكة صنفان شكاكة الذين ذكى مر ذكرهم قبل قليل وهم الذين استثنون في كل شيء والذين يوجبون الاستثناء - 00:50:13ضَ

هذا لا شك انهم قد يسمون الشكاك احيانا من باب التجاوز وبعضهم ايضا قد يكون عنده شيء من الوسواس لكن المرجية يتوسع فيها واطلقوها على من اجاز الاستثناء بالايمان وهم اهل السنة والجماعة - 00:50:34ضَ

وهذا كثيف تجدونه في كتبهم. يسمونهم الشكاكة كما يسمونهم باسماء اخرى من باب اللمس والتعيير نعم وفي كلا الجوابين نظر فانهم وقعوا فيما فروا منه. فاما الامن والخوف فقد اخبر انهم يدخلون - 00:50:52ضَ

يقولون آمنين مع علمه بذلك. فلا شك في الدخول ولا في الأمن ولا في دخول الجميع او البعض فان الله قد علم من يدخل فلا شك فيه ايضا. فكان قول ان شاء الله هنا تحقيقا للدخول - 00:51:12ضَ

كما يقول الرجل فيما عزم على ان يفعله لا محالة. والله لافعلن كذا ان شاء الله. فلا يقول وهذي شك في ارادته وعزمه. ولكن انما لا يحنث الفاعل في مثل هذه اليمين. لانه لا يجزم - 00:51:32ضَ

بحصول مراده واجيب بجواب اخر لا بأس به. وهو انه قال ذلك تعليما لنا كيف سنستثني اذا اخبرنا عن مستقبل وفي كون هذا المعنى مرادا من النص نظر فانه ماسيك الكلام - 00:51:52ضَ

فانه ما سيق الكلام له الا ان يكون مرادا من اشارة النص واجاب الزمخشري بجوابين اخرين باطلين. وهما من رؤوس المعتزلة كما هو معروف نعم. فاثبت قرآنا. او ان الرسول قاله. طبعا رجع الى - 00:52:12ضَ

اه هنا الى مشربه زمخشري رجع الى مشربه وهذي من ثمرات القول بخلق القرآن ما جرى مثل الزمخشري وهو عالم في اللغة ومتمكن ومتبحر ويعرف معاني لغة العرب وعنده علم بكثير من الامور والتفسير وغيرها ما لجأ الى هذا الا بناء على اصله. وهو ان القرآن مخلوق بزعمه. فاذا كان مخلوق فمن السهل ان يقول هذا - 00:52:40ضَ

الملك ان الملك حينما نزل بالقرآن ادخل الاستثناء وحينما جاء بالقرآن كانه تكلم به ادخل الاستثناء. او ان القرآن هو لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم فبالطبيعي ان الرسول صلى الله عليه وسلم يستثني - 00:53:04ضَ

نستثني ما دام القرآن كلامه طبيعي ان جبريل يستثني ما دام القرآن كلامه واقول آآ هذا من الامور التي يجب ان نعتبر بها ولنعرف فعلا كيف تجر المقولة الواحدة احيانا على اصحابها امورا - 00:53:20ضَ

كثيرة في امور الاعتقاد. فمشرب هذا المعتزل وهو الزمخشري ادى به الى ان يجرؤ ان يقول في كلام الله هذا القول وهو ان ان شاء الله صارت من لفظ جبريل او من لفظ - 00:53:36ضَ

محمد صلى الله عليه وسلم. فما رأيكم فيما لوت تصور عامة المسلمين هذا التصور في كتاب الله عز وجل؟ والناس لا يميزون هذا التمييز ربما من جرأ ان يقول في كلمة في كلمة هذا الاحتمال من كلام الله عز وجل فمن الطبيعي ان يكون القرآن كله محتمل - 00:53:50ضَ

كله محتمل. لماذا؟ ما دام مخلوق كله محتمل. او قد يرد الحمار الى كثير من افراده. والناس يتنازعون فيما يرد اليه الاحتمال. قد المسلمون يحترمون القرآن في الجملة لكن كل سيورد ما يخالفه سيرد الاحتمال فيما يخالفه - 00:54:09ضَ

ويقول والله هذه الكلمة نظرا لانها تخالف اصولي هذه محتمل ان تكون من جبريل او محمد صلى الله عليه وسلم او انها تعبير من الملك او من الرسول عليه الصلاة والسلام - 00:54:27ضَ

فاذا يجب ان نعتبر في مثل هذه الامور ولنعرف فعلا ان الاهواء كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تتجارى باصحابها كما يتجارى الكلب بصاحبه. مقولة جزئية احيانا او نتصور انها جزئية لكنها تجر اصحابها الى فساد العقائد في كثير من الاصول. نعم - 00:54:37ضَ

واما من يجوز الاستثناء وتركه فهم اسعد بالدليل من الفريق. نعم وخير الامور اوسطها. فان اراد المستثني الشك في اصل ايمانه منع من الاستثناء. وهذا مما لا خلاف فيه. وان اراد انه مؤمن من المؤمنين الذين وصفهم الله في قوله انما المؤمنون الذين - 00:54:56ضَ

اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون. الذين ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا. لهم درجات عند ربهم ومغفرة هو رزق كريم. وفي قوله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. وجاهدوا - 00:55:24ضَ

باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. فالاستثناء حينئذ جائز. وكذلك من واراد عدم علمه بالعاقبة. وكذلك من استثنى تعليقا للامر بمشيئة الله لا شك لا شك كان في ايمانه وهذا القول في القوة كما ترى. احسنت بارك الله فيك. يقول السؤال ما حكم ان - 00:55:54ضَ

الانسان نفسه بالايمان من غير استثناء فيقول انا مؤمن حسب السياق وحسب المقام اذا كان يقول انا مؤمن بقصد الاغترار والاعتزاز والتعالي فلا يجوز هذا. وان كان قصده الاقرار بالاصل المبدأ وهو انه مسلم ان شاء الله - 00:56:24ضَ

فلا معنى ان يقول انا مؤمن حتى لو لم يستثني. وذكر الشارع الفرق بين من قال انا مؤمن على سبيل الجزم بمصيره فهذا لا يجوز وبين من قال انا مؤمن تعبيرا عما في قلبه من صدق اليقين والثقة بدينه والثقة بما في قلبه فلا مانع - 00:56:45ضَ

فعلى اي حال اذا كان الانسان يقصد بانه مؤمن اذا قال ان شاء الله نقصد التعليق على المصير الغيبي فلا مانع من كلمة ان شاء الله. وان كان الشك يقصد الشك فهذا غير وارد - 00:57:06ضَ

فمن هنا اذا قال انا مؤمن بدون استثناء فهذا هو الاصل هذا هو الاصل لكن اذا كان على سبيل التزكية والجزم بالمصير فينبغي له ان يستثني اذا يجوز ذلك ولا حرج فيه - 00:57:22ضَ

اوليس الاستثناء مندوحة عن الوقوع في الكذب او خلف العهد يعني في غير دعوة الايمان نعم الاولى الانسان يقول ان شاء الله اذا كان يعلق امر على عقله او يمين او وعد فالاولى ان يقول ان شاء الله لا شك - 00:57:39ضَ

لكن الكلام على مسألة الكلام في الايمان يقول كلمة ان شاء الله نستخدمها بعض الناس بكل فعل يراد. مثلا يقول شخص سوف اذهب الى السوق. فيقال له قل ان شاء الله. يقول سوف اكتب وابحث - 00:58:00ضَ

يقال له قل ان شاء الله هل هذا العمل مشروع انه اذا قال احد اني سافعل كذا تقول له قل ان شاء الله. لانه هذا نوع من الاستعانة بالله عز وجل وقوة التوكل - 00:58:14ضَ

كلمة ان شاء الله تعليق الكلمة ان شاء الله على الاعمال المستقبلية هذا فيه زيادة توكل وتفويض لله عز وجل فلو قال لك احد اذا قلت شيء مثلا من الاشياء وقلت انا سافعل كذا - 00:58:31ضَ

في امر المستقبل ثم قال لك احد الحاضرين قل ان شاء الله من باب تذكيرك يعني صدق التوكل على الله عز وجل فهذا جائز ومشروع ولا حرج فيه وليس عليك حرج ان - 00:58:44ضَ

ان شاء الله اذا ذكرك وتقول جزاك الله خير. ما فيها شيء الله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:58:57ضَ