رياض الصالحين للنووي

68/1- رياض الصالحين باب الورع وترك الشبهات - فضيلة الشيخ أ د سامي بن محمد الصقير-23 محرم 1444هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا لشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين. قال رحمه الله - 00:00:00ضَ

باب الورع وترك الشبهات. قال الله تعالى وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. وقال تعالى ان ربك لبالمرصاد بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب الورع وترك الشبهات - 00:00:20ضَ

الورع هو ترك ما يضر في الاخرة واما الزهد فهو ترك ما لا ينفع في الاخرة وعلى هذا فيكون الزهد اكمل من الورع لان الورع لا يتجنب الامور المباحة وانما يتجنب الامور المحرمة. واما الزاهد فكل شيء لا ينفعه عند الله عز وجل. فانه - 00:00:39ضَ

اجتنبوه ولا يتعاطاه وقوله وترك الشبهات جمع شبهة والمراد بالشبهات هنا ما التبس حكمه ولم يتضح اهو حلال او حرام والاشتباه اما ان يكون في الدليل واما ان يكون في في المدلول. فالاشتباه في الدليل هل هو ثابت او - 00:01:08ضَ

وهذا انما يكون في السنة الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم. اما القرآن فانه ثابت بل نقل الينا نقلا متواترا لا ريب فيه. ولكن المنقول عن الرسول عليه الصلاة والسلام قد يكون صحيحا وقد يكون ضعيفا - 00:01:34ضَ

وقد يكون حسنا وقد يكون موضوعا ومكذوبا. وثانيا الاشتباه في الدلالة. هل هذا النص بعد ثبوته هل يدل على الحكم او لا يدل على الحكم ثم اعلم ان اسباب الاشتباه في الحكم الشرعي والخطأ - 00:01:54ضَ

ترجع الى واحد من امور خمسة الامر الاول نقص العلم. بان لا يكون عنده من العلم ما يتمكن به من استنباط الحكم من النصر لقلة بضاعته في العلم. وحينئذ يقع في الخطأ - 00:02:17ضَ

والسبب الثاني القصور في الفهم بان يكون عنده علم لكنه قاصر من حيث الفهم ليس فعنده من الادراك والتمكن من الاستنباط والثالث من الاسباب التقصير في الطلب. بحيث انه لا يبذل جهده وطاقته. في ادراك الحكم الشرعي. وانما يبحث - 00:02:41ضَ

قليلا ويفتش في كتاب او كتابين. ويقول لم اجد شيئا ونحو ذلك. فحينئذ يقع في الخطأ والسبب الرابع من الاسباب سوء الارادة والقصد. بان لا يكون قصده الوصول الى الحق. وانما - 00:03:09ضَ

يقصد من بحثه ومطالعته الانتصار لنفسه او لمذهبه او لشيخه او نحو ذلك فمثل هذا لا يوفق للصواب السبب الخامس الذنوب والمعاصي. فان الذنوب والمعاصي سبب لحرمان العبد. ولا سيما - 00:03:28ضَ

طالب العلم الوصول الى الحق لانها تكون رانا على قلبه. تمنعه من معرفة الحق ومن الوصول اليه ولهذا قال الامام الشافعي رحمه الله شكوت الى وكيع سوء حفظي. فارشدني الى ترك المعاصي. وقال - 00:03:52ضَ

قال اعلم بان العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي وعلى وفي مقابل ذلك من يكون متقيا لله تعالى مستقيما على شريعته فان الله عز وجل يفتح له من ابواب العلم ما لا يخطر له على بال - 00:04:13ضَ

فان من اتقى الله تعالى وقاه ووفقه وهداه. قال الله تعالى واتقوا الله ويعلمكم الله وقال عز وجل والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم ولهذا ولهذا استنبط بعض العلماء من قول الله عز وجل انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما - 00:04:33ضَ

بارك الله بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله ان الله كان غفورا رحيما. استنبط ومنها انه ينبغي للقاضي والعالم اذا نزلت به نازلة واشكلت عليه ان يكثر من الاستغفار - 00:05:00ضَ

ان الاستغفار سبب بان يفتح الله تعالى على العبد. كما قال عز وجل في الاية واستغفر الله. ولان الاستغفار من من تقوى الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. فتقوى الله تعالى - 00:05:20ضَ

سبب لكل خير على طالب العلم ان يحرص في الامور التي يكون فيها الاشتباه ان يحرص على بذل جهده وطاقته في ادراك هذا الحكم. وان يحسن نيته وقصده. وان يكون متقيا لله عز وجل. ومتى - 00:05:40ضَ

وافرت فيه هذه الامور فان الله عز وجل يفتح عليه ويهديه الى صراطه المستقيم. ثم انه اذا اجتهد وبذل جهده وطاقته فان اصاب الحق فله اجران. وان لم يصب الحق فله اجر واحد وهو اجر اجتهاده. قال - 00:06:03ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران واذا اجتهد فاخطأ فله اجر واحد ويأتي ان شاء الله تعالى الكلام على الايات في هذا الباب في الدرس القادم ان شاء الله وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله - 00:06:23ضَ

وعلى نبينا محمد - 00:06:43ضَ