Transcription
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه وعلى اله افضل صلاة واتم تسليم قال الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة - 00:00:00ضَ
قالوا اتتخذنا هزوا؟ قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين. واذكروا يا بني اسرائيل جناية اسلافكم وكثرة تعنتهم اله ابن موسى عليه الصلاة والسلام حين قال لهم ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة - 00:00:18ضَ
فقالوا مستكبرين. اتجعلون موضعا للسخرية والاستخفاف فرد عليهم موسى بقوله استجير بالله ان اكون من المستهزئين. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:00:35ضَ
يقول الله عز وجل اذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة انبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم لا يمزحون ويلعبون. قال الله عز وجل انه لقول فصل. وما هو بالهزل - 00:00:54ضَ
اذا اخبر الانبياء صلى الله عليه وسلم عن ربهم عز وجل بامر فان هذا ليس على سبيل المزاح واللعب فلما قال موسى عليه الصلاة والسلام لقومه ما قال اجابوه بهذا الجواب الذي لا يليق ان يقال لنبي يبلغ عن الله اتتخذنا هزوا - 00:01:10ضَ
اجابهم بجواب دليل عظيم اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين الجهل نوعان جهل هو خلاف العلم وهو المعروف. الانسان يكون لا يعلم الشيء النوع الثاني العمل بخلاف العلم بان يفعل الانسان ما لا يليق ولا ينبغي - 00:01:29ضَ
مع علمه لان هذا امر محرم او معيب فموسى عليه الصلاة والسلام استعاذ بالله ان يكون من الجاهلين لان المقام ليس مقام استهزاء وهذا يدل على ان صاحب التهزي والسخرية انه رجل جهول - 00:01:52ضَ
الذي جعل هذا ديدنه هو انه رجل جهول وان كان يعلم الشيء اذ لم يعمل بما علم فالجهل نوعان جهل هو خلاف العلم وجهل وجهل هو خلاف العمل بما ينبغي ان يكون عالما به وان كان عالما - 00:02:13ضَ
وفي الاية ان الله تعالى ينسب للسالف للخالفين ما فعله السالفون فان هذه الاشياء التي ذكرها الله تعالى عن بني اسرائيل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لم يباشروها هم ولم يفعلوها بانفسهم - 00:02:30ضَ
ولكن لما كان الخالفون تبع اللسالفين نسب الله عز وجل اليهم ذلك وحذرهم سبحانه وتعالى من ان يسلكوا مسلك سلفهم السيء قالوا قالوا ادعوا لنا ربك يبين يبين يبين يبين لنا ما هي يبين لنا ما هي. نعم. قال انه يقول انها بقرة - 00:02:45ضَ
فارض ولا بكر عوان بين ذلك افعلوا ما تؤمرون. اكمل الايات قالوا قالوا ادعوا لنا ربك يبين يبين لنا ما لونها. قال انه يقول انها بقرة صفراء لونها تسر الناظرين - 00:03:09ضَ
قال ادعو لنا ربك يبين لنا ما هي. ان البقاء تشابه علينا وانا ان شاء الله لمهتد المهتدون قال انه يقول انها بقرة ذا دلول تثير الارض ولا تسقي الحرث - 00:03:25ضَ
مسلمة لا شية فيها قالوا الان جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون. نعم. قالوا ادعوا لنا ربك يوضح لنا صفة صفة هذه البقرة فاجابهم ان الله يقول لكم صفتها الا تكون مسنة. صفتها. صفتها الا تكون هرمة - 00:03:39ضَ
مسنة هرمة. نعم. ولا صغيرة ولا صغيرة فتية وانما هي متوسطة بينهما. فسارعوا الى الى امتثال امر ربكم فعادوا الى جدالهم قائلين ادع لنا ربك يوضح لنا ما لونها. قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها - 00:03:58ضَ
شديدة الصفرة يسر من ينظر ينظر اليها قال بنو اسرائيل لموسى ادعو لنا ربك يوضح لنا صفة اخرى غير ما سبق لان البقرة بهذه الصفات كثيرة فاشتبه علينا ماذا نختار؟ واننا ان شاء الله لمهتدون الى البقر المأمور بذبحها - 00:04:22ضَ
قال قال لهم موسى ان الله يقول انها بقرة دلالة انها انها بقرة غيره. انها بقرة غير مدللة للعمل في في حراسة الارض الزراعة. وغير معدة للسقي من السقاية من الساقية وخالية من العيوب جميعها. وليس فيها علامة من لون غير لون غير لون جلدها - 00:04:43ضَ
قالوا الان جئت بحقيقة وصف البقرة فاضطروا الى ذبحه اضطروا الى ذبحها بعد طول المراوغة اضطروا. فاضطروا الى ذبحها بعد طول المراوغة. وقد قاربوا الا يفعلوا ذلك العنادهم. وهكذا فشدد الله عليهم. هذه البقرة التي امروا ان - 00:05:07ضَ
يذبحوها السبب في الامر بذبحها القصة التي ستأتي بعدها. وهي قوله تعالى واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها فقدم الله سبحانه وتعالى ما امرهم به من ذبح البقرة على ذكر القصة - 00:05:27ضَ
حصل قتيل في بني اسرائيل كل ادعى انه لم يقتله فامر الله عز وجل بني اسرائيل بان يذبحوا بقرة ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة بقرة ما سنها ما لونها - 00:05:44ضَ
ما حالها لم يطالبوا الا ان يذبحوا بقرة تشددوا وتنطعوا مقابل هذا النص الواضح الذي فيه التيسير وفيه الوضوح ادع لنا ربك يبين لنا ما هي. يعني من جهة سنها - 00:06:05ضَ
فشدد الله عليهم عند اول سؤال انها بقرة لا فارغ ولا بكر لا هي بالكبيرة ولا هي بالصغيرة. عوان بين ذلك استبعد الان من الابقار جميع الكبار وجميع الصغار صار الكلام محصورا في المتوسط بينهما - 00:06:25ضَ
تشددوا في السؤال عن لونها قال ادعوا لنا ربك يبين لنا ما لونها وشدد عليهم على الوصف الاتي انها بقرة صفراء فاقع لونها اشتد عليهم الامر زيادة صار تنفيذ هذا الامر محصور ببقر من نوع من لون معين على هذه - 00:06:46ضَ
شديدة الصغرى تسر من ينظر اليها لم يكتفوا بهذا حتى قالوا البقر على هذه الحال كثير مع ذلك يريد صفات اخرى اشتد عليهم الامر بان يبحثوا عن بقرة هذا وضعها. غير مذللة للعمل - 00:07:14ضَ
تحرس الارض وايضا لا تسقي وهذا يجعل البقر البقرة المطلوبة محصورة جدا. وسيكلفهم ذلك عنتا شديدا في البحث عنها والسبب في هذا انه كما قال السلف شددوا فشدد الله عليهم - 00:07:36ضَ
طلب منهم ان يذبحوا بقرة اي بقرة اخذوها فذبحوها تجزئهم لكن لما تنطعوا هذا التنطع شدد عليهم وهذا يدل على ان النصوص الشرعية يجب ان تقابل بالقبول وان لا يكثر حولها - 00:07:56ضَ
الاخذ والرد والايرادات فان ذلك من صنيع بني اسرائيل والا اذا اتى النص فانه يأتي واضحا جليا فلا حاجة لكثرة الارادات وطرح اه الاحتمالات ونحو ذلك لان ذلك هو صنيع بني اسرائيل. ولما فعلوا هذا شدد الله عليهم - 00:08:13ضَ
وهكذا لما فعل ما المتكلمون واضرابهم ما فعلوا مع النصوص من تأويلها وعدم الخضوع لها حصلت الفتن العظيمة في الامة وتفرقت وصارت على هذا الحال الذي من الفرق الضالة المتلاطمة الاقوال - 00:08:35ضَ
وحصلت الفرقة العظيمة والوهن الشديد في الامة النص اذا اتى فانه يأتي واضحا جليا كما سماه الله تعالى نورا وشفاء وبرهانا وفرقانا وقيما واضحا لا حاجة كثرة الارادات والتنطع حوله - 00:08:52ضَ
فمن فعل هذا فانه يعرض نفسه ويعرض امته للفتنة والخطر فذبحوها وما كادوا يفعلون. وقولهم الان جئت بالحق ليس المقصود انك الان ثبتت نبوتك. لانهم لو قالوا هذا كان معنى ذلك انهم ما كانوا مؤمنين به اولا. لكن المراد الان جئت بالحق - 00:09:09ضَ
في شأن البقرة هذه والعبارة فيها تجاوز وعدم ادب مع هذا النبي. الان جئت بالحق هو جاءكم بالحق منذ ان قال ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة لكن هذا التنطع الذي جعلكم - 00:09:32ضَ
يشتد عليكم الامر وفي بعض الاخبار عن بني اسرائيل ان ذلك عنتهم جدا وانهم بحثوا عن بقرة على هذه الهيئة لم يتيسر لهم ذلك الا بثمن باهظ بسبب التنطع في الاسئلة - 00:09:48ضَ
كان الجزاء وفاقا على فعلهم واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها واللهم اخرج ما كنتم تكتمون. نعم واصل. فقلنا اضربوه ببعضها. كذلك يحي الله ليحيي الله الموتى ويريكم اياته لعلكم تعقلون. واذكروا اذ قتلتم نفسا فتنازعتم بشأنها. كل يدفع عن نفسه تهمة القتل - 00:10:05ضَ
والله مخرج ما كنتم تخفون من قتل القتيل وقلنا اضرب القتيل بجزء من هذه البقرة المذبوحة. فان الله سيبعثه حيا. ويخبركم عنه فان الله. فان الله سيبعثه حية. نعم. ويخبركم ويخبركم عن قاتله - 00:10:29ضَ
فضربوه ببعضها فاحياه الله. واخبر بقاتله. كذلك يحيي الله الموتى يوم القيامة. ويريكم يا بني اسرائيل معجزة معجزات الدالة على كمال قدرته تعالى. لكي تتفكروا بعقولكم وتمتنعوا عن معاصيه قتل بنو اسرائيل وجد في بني اسرائيل قتيل - 00:10:48ضَ
واختلفوا فيما بينهم من الذي قتله؟ واذ قتلتم نفسا ادارأتم فيها هؤلاء يقولون انتم قتلتموه واولئك يقولون يدفعون عن انفسهم فيقولون بل انتم قتلتموه واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون - 00:11:10ضَ
الذين قتلوه يعلمون انهم قتلوه قوله تعالى فقلنا اضربوه ببعضها اي ببعض البقرة التي مضى ذكرها في الايات السالفة المعنى ان بني اسرائيل قتلوا قتيلا تتنازع فيه. كل يدرأ عن نفسه يقول لم نقتل - 00:11:29ضَ
فامرهم الله ان يذبحوا بقرة فسألوا عنها تلك الاسئلة السابقة وكان المقصود من ذبحهم البقرة ان يضربوا القتيل ببعض منها. هذا هو تقدير الكلام وصار في الكلام تقديم وتأخير وهذا يدلك على انه يمكن ان يكون هناك تقديم وتأخير وامر التقديم والتأخير مهم في القرآن ان يعرف - 00:11:49ضَ
لانه يساعد في فهم المراد كما قال الله عز وجل في شأن عيسى اني متوفيك ورافعك قال كثير من المفسرين اي اني رافعك ومتوفيك. قالوا فالكلام فيه تقديم وتأخير اي اني سارفعك الى السماء كما ثبت في النصوص كما هو صريح القرآن - 00:12:13ضَ
ثم سينزل الى الارض ثم وبعد ذلك يتوفاه وقال بعض اهل العلم ان قوله تعالى متوفيك اي مستوفيك ببدنك ورافعك الي فعلى القول بان المراد مستوفيك ورافعك ببدنه الكلام واضح - 00:12:39ضَ
لكن على القول بان المراد التوفي لا شك ان عيسى لم يمت وانما يكون المعنى ان الله تعالى رفعه الى السماء وسينزل كما ثبت في اخر الزمان الى الارض ثم يتوفاه الله. هنا هذه القصة - 00:12:54ضَ
ذكر الله تعالى امرهم بضرب القتيل بذبح بقرة لماذا امروا بذبح البقرة لما ذكر في الايات بعدها؟ من انه وجد عندهم هذا القتيل فاختلفوا فيه قال تعالى فقلنا اضربوه ببعضها. اي ببعض هذه البقرة - 00:13:08ضَ
لما قال الله ببعضها ولم يعينه ولم يبينه كان هذا مثل قوله تبارك وتعالى في ما تقدم من الايات في شأن ادم وحواء ولا تقربا هذه الشجرة لو كان في تعيين تلك الشجرة - 00:13:27ضَ
او في تعيين هذا الذي امروا ان يضربوا القتيل به لو كان في تعيينه فائدة لعينه الله ولكن الله ذكر شجرة امر ادم بعدم الاكل منها وذكر جزءا من هذه البقرة لم يحدده سبحانه. اضربوه ببعضها - 00:13:45ضَ
فمن قال ان المراد بالبعض كذا او كذا او كذا مما ورد عن بني اسرائيل لا يصدق ولا يكذب ولو كان في تعيينه خير عين لنا فحصلت اية عظيمة من ايات الله عز وجل - 00:14:06ضَ
حين ضربوا هذا القتيل الميت ببقرة ميتة في جزء منها ميت تحية باذن الله تعالى ليعلم بنو اسرائيل لتعلم الامم بعدهم ان امر الاحياء والاماتة بيد الله سبحانه اذ كيف يحيا ميت - 00:14:23ضَ
مضروب بجزء ميت من بقرة ميتة كل احوال الموت موجودة في امر هذا القتيل ومع ذلك حي باذن الله لان امر الحياة والممات باذن الله سبحانه وتعالى فقل نضربوه ببعضها - 00:14:46ضَ
تحية باذن الله تعالى تقدير الكلام وعين من قتله وحددهم قيل انهم بنوا اخيه ثم مات من فوره عاد الى وفاته من فوره قال تعالى كذلك يحيي الله الموتى ويريكم اياته - 00:15:05ضَ
لعلكم تعقلون. ففي ذلك اية عظيمة باحياء الميت بدون سبب حياة بل باحيائه من خلال مر به بهذه البقرة الجزء من هذه البقرة الميتة فحيا باذن الله قوله ويركم اياته - 00:15:26ضَ
الايات التي اتاها الله تعالى انبياؤه الصواب انه يطلق عليها كما سماها الله. الايات والبراهين ونحو ذلك مما سميت به النصوص. اما اطلاق المعجزة عليها فهو مما حدث في المتأخرين - 00:15:44ضَ
ولا شك ان جانب الاعجاز موجود في كثير من الايات بمعنى ان ايات الانبياء الدالة على نبوتهم يعجز الجن والانس والخلق عن الاتيان بمثلها ولكن الاطلاق الشرعي لها هو الايات - 00:16:04ضَ
اي العلامات الدالة على الصدق وهكذا البراهين كما قال تعالى في موسى فذلك برهانان من ربك. وذكر الايات في مواضع كثيرة كهذا الموضع. فالصواب ان يطلق عليها الاطلاق الشرعي كما سماها الله تعالى - 00:16:23ضَ
نعم ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة. وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار. وان منها لما يتشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله. وما الله بغافل عما تعملون. اي ولكنكم لم لم تنتفعوا بذلك - 00:16:41ضَ
اذ بعد كل هذه المعجزات الخارقة اشتدت اشتدت قلوبكم وغلظت فلم ينفذ اليها خير ولم تلن امام الايات الباهرة التي اريتكموها حتى صارت قلوبكم مثل الحجارة الصماء بل هي اشد منها غلظة لان من الحجارة ما يتسع ينفجر حتى تنصب لان من الحجارة. لان من الحجارة ما يتسع وينفري - 00:17:03ضَ
وينفرج حتى تنصب منه المياه صبا. فتصير انهارا جارية ومن الحجارة ما يتصدع فينشق. فتخرج منه العيون والانابيع ومن الحجارة ما يسقط من اعالي الجبال من خشية الله تعالى وتعظيمه. وما الله بغافل عما تعملون. ذكر الله تعالى عن بني - 00:17:28ضَ
قسوة قلوبهم عياذا بالله في هذا الموطن وفي سورة الحديد حذر الله عز وجل اهل الاسلام ان يكونوا كاهل الكتاب. الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم - 00:17:48ضَ
وقسوة القلوب عياذا بالله هي اعظم اعظم العقوبات فان قسوة القلب اذا كانت الى الكفر فذلك اعظم ما يكون من الوبال والنكال عياذا بالله وهكذا المسلم قاسي القلب الذي فيه جانب من قسوة القلب التي تكون في العاصي وغيره - 00:18:11ضَ
لكن لا شك انه يقل من ايمانه بحسب ما قسى من قلبه بعد هذه الايات وبعد ما رأوا من العجائب في احياء الميت وكلامه وتحديده القاتل ثم وفاته اخرى قست قلوبهم - 00:18:30ضَ
فهي كالحجارة او اشد قسوة. الحجارة اشد الاشياء قسوة جعل الله تعالى قلوبهم كالحجارة عياذا بالله او اشد قسوة او هنا قد تفسر بانها بمعنى بل فهي كالحجارة بل اشد قسوة من الحجارة - 00:18:48ضَ
تحمل على انها للتنويع جزء من قلوبهم كالحجارة وجزء من قلوبهم عياذا بالله اقسى من الحجارة. اعوذ بالله من قسوة القلب ثم اخبر تعالى ان الحجارة على ما فيها من - 00:19:10ضَ
هذا الغرظ في خلقتها على هذه الاصناف الثلاثة ان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار اي فيجري وان منها لما يتشقق فيخرج منه الماء وهذا نوع ثاني وان منها اي من الحجارة لما يهبط من خشية الله عز وجل - 00:19:26ضَ
وهذا يدل على ان هذه الجمادات عبادة لربها وعلى ان فيها شعورا بحسبها لقوله تعالى وان منها لما يهبط من خشية الله. فالذي جعل هذا الجبل هذا الحجر العالي يسقط - 00:19:49ضَ
وخشيته لله عز وجل التي هي خشية حقيقية والبشر لا يدركون هذا ولن يدركوه وكم هي الاشياء التي لا يدركها البشر اصلا اشياء كثيرة تحيط بالانسان لا يدركها بل في داخل - 00:20:11ضَ
خلقته كروحه التي بين جنبيه ما لا يدركه. فما لا يدركه الانسان كثير. وقد قال الله تعالى وما اوتيتم من العلم الا فلا شك ان هذه الدوام والطيور وهذه الجبال الصم - 00:20:27ضَ
والجمالات لا شك انها تعبد الله عبادة حقيقية بحسبها يعني لا يسجد الجبل كسجودك ويرتفع كارتفاعك. لكن يعبد الله بحسبه وهكذا الشمس والقمر السودان كما ذكر الله عز وجل. كل هذه المخلوقات تعبد الله الا عصاة الجن والانس - 00:20:47ضَ
والا فالجميع في حال من العبادة كما قال الله تعالى في الطير كل قد علم صلاته وتسبيحه الطيور وهذه المخلوقات كل قد علم صلاته وتسبيحه الظمير في قوله صلاة كل قد علم صلاته قيل ان المراد به الرب اي قد علم - 00:21:11ضَ
الله صلاة هذه الطير الصافات ونحوها من المخلوقات وقال بعضهم كل قد علم صلاته اي من هذه المخلوقات وعلم تسبيحه معلوم ان داود عليه الصلاة والسلام قد امر الله الجبال اذا هو تلىء الزبور يا جبال اوي بما هو الطير - 00:21:30ضَ
وكانت الزور تعكف هذا امر مشاهد ويقر به كل من يصدق القرآن وهكذا الجبال تؤوب معه باذن الله عز وجل ولهذا قال الله تعالى وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم - 00:21:52ضَ
معرفتنا لتسبيحهم هذا امر غير وارد لكن الذي يعلم الغيب سبحانه يعلم تسبيحهم ويعلم صلاتهم سبحانه فكل شيء منها يسبح ربه تعالى وبحال من العبادة المتناسبة معه فهذا يدل على ان ما قد يقع من خشية الله عز وجل من هذه الحجارة كما ورد في - 00:22:11ضَ
حديث الثلاثة الذين اطبق على الغار الذي كانوا فيه اطبق عليه صخرة هذا الغار كما ورد في بعض النصوص حجر مما يهبط من خشية الله سقط فسد فم الغار عليهم. كما ورد في بعض النصوص - 00:22:35ضَ
فلا ريب ان هذه المخلوقات تسبح الله قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اني لاعلم حجرا كان يسلم علي في مكة كان صلى الله عليه وسلم يسمع تسليما. وثبت ان الصحابة رضي الله عنهم - 00:22:55ضَ
لما بني المنبر للنبي صلى الله عليه وسلم وتحول الجذع الذي كان يخطب اليه سمعوا لهذا الجذع حنينا كحنين العشاء حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فسكتهم فسمعوا فسمعوا له - 00:23:09ضَ
الصحابة بمجموعهم الذي كانوا في المسجد. فسمعوا له كما يسمع للصبي اذا سكت وكل هذا يدل على ان الانسان قد يحيط به امور بل يحيط به امور لا يعيها ولا يدريها - 00:23:22ضَ
فيسلم لله عز وجل ولخبره سبحانه وبحمده. ولا يطمع ان يحيط بكل شيء وقد جعل الله علمه قليلا. وهو الذي يجهل حقيقة روحه التي بين جنبيه التي اذا فارقت جسده هلك - 00:23:37ضَ
مات ولم يحد شيئا ولم يحر امرا. وما دامت في جسده فلو كان قد شاخ وبلغ من العمر ما بلغ واصيب بالامراض انواعها واشكالها فانه يبقى حيا. ما هذه الروح - 00:23:54ضَ
التي بين جنبيك كما قال تعالى ويسألونك عن الروح قلي الروح من امر ربي وما اوتيت من العلم الا قليلا. فمن لم يعي حقيقة روحه التي بين جنبيه فلا يطمع ان يحيط بهذه المخلوقات وما فيها اذ ذلك لعالم الغيب وحده لا شريك له - 00:24:11ضَ