شرح (الرسالة) للشافعي

٧. شرح الرسالة للإمام محمد بن إدريس الشافعي | الشيخ د. عبدالله العنقري

عبدالله العنقري

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله تعالى في كتاب هذه الرسالة ومنه ما فرض الله عز وجل على خلقه الاجتهاد في طلبه طاعتهم في الاجتهاد كما ابتلى طاعتهم في غيره مما فرض عليهم - 00:00:00ضَ

هذا النوع الثالث تقدم النوع الاول مما هو منصوص كتاب الله عز وجل تقدم النوع الثاني وما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم عن نوع ثالث وما يحتاج اهله الاجتهاد في معرفة حكمه - 00:00:20ضَ

هذا الاجتهاد يكون ممن يحق له الاجتهاد كما لا يخفى اذا قال وابتلى طاعتهم في الاجتهاد فهو تعالى يختبر عباده بهذا النوع من الاحكام التي تحتاج الى اجتهاد كما اختبرهم بما تقدم مما فرضه عليهم مما نص عليه في كتابه او - 00:00:39ضَ

ذكره نبي الله صلى الله عليه وسلم في سنته ثم ان هذا الامر الذي يكون فيه الاجتهاد قد يكون بامور حسية مشاهدة كما سيأتي ان شاء الله مثل امر القبلة مثل امر القبلة - 00:01:01ضَ

امر القبلة قد يعلمه بعض العامة ايضا واذا كانوا على دراية امر القبلة وتحديدها ومعرفة ما قال تعالى وعلامات وبالنجم هم يهتدون فهم يدخلون في هذا قلنا ان الواحد من العامة في مثل هذه قد يكون في بعض الاحيان ابصر حتى من طالب العلم - 00:01:15ضَ

من جهة تحديد القبلة ومعرفة مواقع النجوم ودلالاتها ومعرفة الجهات بعض طلبة العلم مثلا قد يكون مبرزا لكن لو قلت له اين الشمال من الجنوب؟ قال والله لا ادري هذا لا يستطيع ان يحدد القبلة قطعا - 00:01:39ضَ

من جهة الجهات من من حيث الجهات. وقد يتمكن من ذلك عامي يستفتي هذا الطالب اذن المهم ان يكون الاجتهاد في مسألة يتمكن منها المرء فاذا كان العامي على دراية جيدة بامر النجوم ومواقعها فانه يستطيع ان يحدد القبلة - 00:01:57ضَ

اما ما يتعلق بالاجتهاد في المسائل العلمية. فهذه ليس للعامة فيها نصيب واذا قلنا العامة ايها الاخوة فينبغي ان يعلم انه يدخل في كلمة عامة شرعا كل من ليس من اهل العلم الشرعي حتى لو كان - 00:02:21ضَ

من ذوي الشهادات العليا في العلوم الحديثة. فالطبيب عامي. والمهندس عامي. والظليع المتخصص في الحاسب الالي عامي كل من لم يتعلم العلم الشرعي فهو عامي ولا يتكثر على الناس بانه صاحب شهادة - 00:02:37ضَ

كما ان العالم المبرز في علوم الشريعة عامي في الهندسة المهندس عامين في الشريعة اما ان تجعل هذه الشهادات سلما للكلام في شريعة الله من قبل هؤلاء فهم شرعا عامة كما تقدم التنبيه - 00:02:59ضَ

وقد يكون الواحد منهم لا يحسن الصلاة فيوجد عنده في الصلاة خطأ يخبره به بعض من هم من اصغر طلاب العلم او في وضوءه فلا ينبغي ان يفهم ان العامي - 00:03:19ضَ

هو من لا يقرأ ولا يكتب فقط في العلوم الشرعية العامي هو هذا قطعا يعد عاميا ويدخل في العامي من لم يتعلم العلم الشرعي. وهذا المعروف عند الامة لا يترددون ولم يكن - 00:03:38ضَ

الاطباء واهل الهندسة يقحمون انفسهم في العلوم الشرعية قط لان هذه العلوم لها اهلها فالاجتهاد يكون كما قلنا على هذا النحو ان كان في المسائل العلمية فهي لاهل العلم الشرعي تحديدا - 00:03:56ضَ

وان كان في مسائل محسوسة كما قلنا في تحديد القبلة ومعرفة المواقع فهذه قد يعرفها العامي ويعرفها العالم. كثير كثير من اهل العلم على دراية قوية جدا بهذه المسائل لانهم رأوا انها مرتبطة بتحديد القبلة - 00:04:12ضَ

فلهذا تعلم منازل القمر مجرد تعلمها لا اشكال فيه لان تعلم المنازل ومعرفة النجوم كما قال تعالى وعلامات وبالنجم هم يهتدون فيهتدي الانسان وذكرنا مثالا عليه بالنجوم السبعة هذه التي جعلها الله - 00:04:31ضَ

الله تعالى في الشمال. فاذا عرفت الشمال عرفت القبلة. فاذا كنت من اهل المدينة وصار هذا هو الشمال فقبلتك الى الجنوب. واذا كنت من اهل هذه البلاد نجد والمواقع التي حولها اذا كان هذا الشمال - 00:04:46ضَ

فمعنى ذلك ان القبلة ان تجعل الجهة الشمالية على يدك اليمين وتتجه الى الغرب وعلى هذا قس فمثل هذه المسائل مما يبتلى العباد بالاجتهاد. ما الفائدة من الاجتهاد فيها؟ كما قلنا - 00:05:00ضَ

الاجتهاد في معرفة القبلة اذا اتيت الى البرية ووافقتك الصلاة فليس كما سيأتي ليس لك ان تصلي كما تشتهي عليك ان تجتهد وقد تحتاج ان تسأل قد يمر بك بعض رعاة الاغنام او - 00:05:16ضَ

نحوهم ممن هم على ممن هم من اهل الموضع الذي انت فيه فيحددون لك القبلة. او قد تعرف ذلك من خلال معرفة محراب مسجد من المساجد التي على الطرق. فليس لك ان تصلي كما اتفق. وانما تجتهد. وقلنا ان الفائدة انك اذا اجتهدت فاخطأت في البرية فلا تعيد - 00:05:32ضَ

اما لو صليت كما اتفق دون ان تجتهد فانك تعيد. اذا اخطأت القبلة. نعم قال رحمه الله فانه يقول تبارك وتعالى ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم. وقال تبارك وتعالى - 00:05:53ضَ

يبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم. وقال تعالى عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون الشافعي رحمه الله فوجههم بالقبلة الى المسجد الحرام. وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم قد نرى تقلب وجهك في السماء - 00:06:10ضَ

فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. وقال تعالى ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام. وحيثما كنت تولد وجوهكم شطرة لئلا يكون للناس عليكم حجة. قال الشافعي رضي الله - 00:06:30ضَ

طبعا اذلهم الله جل ثناؤه اذا غابوا عن عين المسجد الحرام. على صواب الاجتهاد. مما فرض الله عليهم منه العقول التي ركب فيهم المميزة بين الاشياء واضدادها. والعلامات التي نصبها لهم دون عين - 00:06:50ضَ

الحرام الذي امرهم بالتوجه شطره. وقال تعالى وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر. وقال وعلامات وبالنجم هم يهتدون. فكانت العلامات جبالا وليلا ونهارا فيها ارواح معروفة. معروفة الاسماء. وان كانت مختلفة - 00:07:10ضَ

المهاب وشمس وقمر ونجوم معروفة المطالع والمغارب والمواضع من الفلك. ففرض عليهم الاجتهاد توجه شطر المسجد الحرام بما دلهم عليه مما عندك بما بما نعم الحاشية مما الشيخ يقول الأصل الذي رجع اليه الشيخ راجع الى اصل الربيع يقول مم فتشيرنا اليها - 00:07:30ضَ

في النسخة بما دلهم عليه مما وصفت فكانوا ما كانوا مجتهدين غير مزايلين امره جل ثناؤه لم يجعل لهم اذا غاب عنهم عين المسجد الحرام ان يصلوا حيث شاؤوا. ذكر رحمه الله هذه الايات الايات الاولى ولنبلونكم وليبتلي الله - 00:07:59ضَ

وقوله فينظر كيف تعملون هذه ايات عامة في الابتلاء. ان الله تعالى يبتلي العباد ثم ذكر مثالا على الابتلاء لان الله تعالى وجههم بالقبلة الى المسجد الحرام. وامر نبيه بالتوجه اليها فولي وجهك شطر المسجد الحرام - 00:08:23ضَ

وامر المسلمين بذلك وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا اذا غابوا عن المسجد الحرام اذا كنت في المسجد الحرام لا تحتاج الى عناء كبير. الكعبة امامك لكن اذا غبت عن عين المسجد الحرام - 00:08:41ضَ

الله تعالى فرض عليك الاجتهاد في في ايقاع الصلاة الى جهة المسجد الحرام وقد قال صلى الله عليه وسلم ما بين المشرق والمغرب قبلة لان قلنا ان قبلة اهل المدينة الى الجنوب - 00:09:00ضَ

فالقبلة تكون مما بين المشرق الى المغرب. وبالتالي نحن مثلا في هذه البلدان في نجد وغيرها قبلتنا الى الغرب فنقول ما بين الشمال والجنوب قبلة. ما معناه؟ ان الانسان قد يكون بينه وبين المسجد الحرام - 00:09:15ضَ

الاميال بل الاف الاميال فهل عليه ان يصيب عين الكعبة؟ لا يتمكن من ذلك لكنه ما دامت القبلة عندنا مثلا الى الغرب فانه اذا اوقع الصلاة فيما بين الشمال والجنوب قد يميل بعض الشيء - 00:09:35ضَ

ميلانا يسيرا من هنا او هنا فصلاته صحيحة لكن جاء الله الان ولله الحمد بهذه الاجهزة الدقيقة فصاروا لا يبنون المسجد حتى يحددوا القبلة ابتداء هذا امر جيد. لكن لا ينبغي ان يطعن في محاريب المسلمين السابقة - 00:09:57ضَ

وهذا مما ذمه ابن رجب رحمه الله تعالى وعده من تكلف المتأخرين قال انهم يريدون انهم خطأوا ما فعله السلف لان يعني المسائل القياسات هذه موجودة حتى في زمن مثل ابن رجب وصارت اكثر دقة من السابق - 00:10:17ضَ

الله تعالى جعل سعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ما بين المشرق والمغرب قبلة فلا تطعن في صلاة احد تقول انه انحرف بمقدار كذا هذه مساجدهم من مئة او مئتي سنة كان فيها ميلان. بمقدار كذا. لا تنظر هذه النظرة - 00:10:35ضَ

لان المقصود ان تقع القبلة عن اجتهاد وهم لا يستطيعون ان يوقعوها بالطريقة التي توقع الان بها القبلة. هذه الاساليب الان الموجودة نافعة لكن لا يعني ان من لم يصب في القبلة - 00:10:53ضَ

على الوضع الدقيق الذي عليه الان الالات حتى قد تحدث القبلة بساعتك او بجوالك لا يعني ذلك ان الصلاة هذه مطعون فيها لان هذه امور ما اتت الا في الازمنة الاخيرة ثم انها قد لا تبقى حتى لاحقا. قد تزول هذه الاشياء التي معنا ويأتي الله عز وجل بحال وهو ظاهر النصوص والله اعلم ان الامور ستعود الى ما كانت عليه - 00:11:08ضَ

في السابق فينبغي عدم التكلف. وايضا ينبغي الاجتهاد. هذا الذي اراده. يقول ان الله تعالى دلهم اذا غابوا عن عين المسجد الحرام على صواب الاجتهاد. مما فرض عليهم منه بالعقول التي ركبها - 00:11:28ضَ

الناس لها عقول تستطيع ان تميز وتعرف بعقولها. جهة القبلة من هنا او من هنا والعلامات التي نصب لهم دون عين المسجد الحرام وذلك ان الله تعالى جعل علامات ومنها قوله تعالى وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا به - 00:11:45ضَ

في ظلمات البر والبحر. الانسان قد يكون في سفينة في البحر. تأتيه الصلاة وهو في ليل بهيم. لا يرى شيئا فيعرف جهة القبلة من خلال النجوم وهكذا الذي في البرية. عليهم جميعا ان يجتهدوا. بحيث يصلون الى جهة المسجد الحرام. وهكذا قوله وعلامات - 00:12:01ضَ

وبالنجم هم يهتدون. ثم ذكر من العلامات الجبال الليل النهار الارواح. الارواح هنا جمع ريح هذا المقصود بالارواح جمع الريح. معروفة معروفة الاسماء. معروفة الاسماء يعني انواع الريح لها اسماء. منها الصرصار - 00:12:21ضَ

العقيم الصبا آآ الاعصار الهيف. فمثلا الصباح تأتي من جهة المشرق. الهيف من جهة الجنوب وهكذا يقول يمكن ان تعرف بهذه الماء. واذا كانت مختلق وان كانت مختلفة المهاب المهام جمع المهب - 00:12:41ضَ

وهو موضع هبوب الريح. فالصبا مثلا التي تأتي من المشرق مهبها من جهة الشرق. وهكذا ففرض عليهم الاجتهاد بالتوجه شطر المسجد الحرام مما دلهم عليهم ما وصف. فكانوا ما كانوا مجتهدين يعني ما داموا مجتهدين غير مزايلين امره - 00:13:02ضَ

غير مزايلين امرا اي غير مفارقين امره تعالى. يقال زايل يزايل مزاينة ولم يجعل لهم اذا غاب عنهم عين المسجد الحرام ان يصلوا حيث شاؤوا لم يتح الله تعالى لهم اذا لم يكونوا - 00:13:22ضَ

يرون ويعاينون المسجد الحرام ان يصلي الذي يريد يصلي الى الجنوب يصلي الى الجنوب الذي يريد ان يصلي الى الشرق يصلي الى الشرق لان القبلة فيها وحدة فتصلي هذه الملايين في ارض الله تعالى - 00:13:41ضَ

في جميع هذه القارات الى موضع واحد هذا الواجب فمن لم يستطع تحديد القبلة فعليه ان يجتهد وتكلمنا عن الفرق بين المجتهد وغير المجتهد اذا اخطأ. وتكلمنا عن الفرق ايضا بين من اجتهد فاخطأ في البرية وبين - 00:13:56ضَ

من اجتهد فاخطأ داخل البلدان. فالذي في البرية هذا الذي يستطيعه يصليها على حسب اجتهاده. اما الذي في البلدان فلا ليس له ان يصلي كيفما اتفق. عليه ان يسأل او ان ينزل وينظر محرابا من محارم المسلمين الى - 00:14:16ضَ

المحاريب هذه توجه الى جهة القبلة. فيعرف من وضع المحراب ذلك. المهم ان عليه ان يجتهد. يقول هذا هو وجهه فالله تعالى لم يجعل لهم اذا غاب عنهم عين المسجد الحرام ان يصلوا حيث شاؤوا - 00:14:33ضَ

وكذلك اخبرهم عن قضائه فقال ايحسب الانسان ان يترك سدى؟ قال والسدى الذي لا يؤمر ولا ينهى. نعم الشافعي تكلم رحمه الله تعالى عن قضائه الذي قظاه تعالى واخبر تعالى ان العبد لا يترك سدى. السدى فسره رحمه الله بالذي لا يؤمر ولا ينهى - 00:14:47ضَ

وفسره غيره بالذي لا يثاب ولا يعاقب والامران متلازمان. يعني ان الله تعالى ما جعل الانسان هكذا سدى هملا ضائعا خلقه وتركه معاذ الله بل تنزه الله تعالى عن ذلك فقال افحسبتم انما خلقناكم عبثا - 00:15:12ضَ

لانه لو ان الله خلقه ثم تركه يعبد ما شاء. ولا يدري ما الطريق الذي يوصله الى ربه فيرضيه. والطريق الذي يسخطه ربه فيجتنبه لكان ذلك من اعظم الطعن في حكمة الله والله تنزه عنه - 00:15:32ضَ

وقال ايحسب الانسان ان يترك سدى؟ فسره بالذي لا يؤمر ولا ينهى وفسره غيره بالذي لا يثاب ولا يعاقب وهو متلازم. لان الذي لا يؤمن ولا ينهاه هو الذي لا يثاب ولا يعاقب. فلما امره ونهاه فلابد ان يثيبه او يعاقبه - 00:15:49ضَ

بين تعالى انه لم يخلق هؤلاء العبادي لم يخلق هؤلاء لم يخلق هؤلاء العبادة سدى لا يؤمرون ولا ينهون او لا يثابون ولا يعاقبون. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:16:08ضَ