بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني
7- شرح بلوغ المرام ( باب الرضاع)- فضيلة الشيخ أد سامي بن محمد الصقير- 9 رجب 1444هـ
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين حافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام - 00:00:00ضَ
في باب الرضاع عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم اريد على ابنة حمزة فقال انها لا تحل لي انها ابنة اخي من الرضاعة ويحرم من الرضاعة ما يحرم من - 00:00:20ضَ
النسب متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. قال رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله عنهما - 00:00:35ضَ
ان النبي صلى الله عليه وسلم اريد على ابنة حمزة اريد اي رغب وطلب منه ان يتزوجها فقال انها لا تحل لي قوله انها لا تحل لي الخطاب هنا بعلي رضي الله عنه - 00:00:50ضَ
كما في صحيح مسلم ان علي رضي الله عنه قال للرسول صلى الله عليه وسلم ما لك تتوق يعني تختار في قريش وتدعنا وقال عليه الصلاة والسلام وهل عندكم شيء؟ قال نعم - 00:01:13ضَ
بنت حمزة فقال النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تحل لي انها ابنة اخي من الرضاعة ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب وقوله انها ابنة اخي الجملة هنا جملة مستأنفة - 00:01:33ضَ
لتعليل تحريم ابنة حمزة عليه وذلك لان حمزة رضي الله عنه اخ للرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاع ارضعتهما ثويبة مولاة لابي لهب وحينئذ يكون الرسول عليه الصلاة والسلام - 00:01:55ضَ
يكون عاما ابنة حمزة رضي الله عنه من الرضاعة ثم قال ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب من النسب من هنا للسببية اي يحرم النكاح بسبب الرضاع كما يحرم النكاح بسبب النسب - 00:02:15ضَ
فما حرم نسبا حرم نظيره من الرضاع ولهذا سمى الله عز وجل المرظعة اما والمرتظعة اختا فقال عز وجل وامهاتكم اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة فيستفاد من هذا الحديث فوائد منها اولا بيان شدة محبة الصحابة رضي الله عنهم للرسول - 00:02:40ضَ
الله عليه وسلم وانهم كانوا يعرضون بناتهم بناتهم ونسائهم للرسول عليه الصلاة والسلام ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم معناها الميل اليه وان يكون هواه موافقا بحيث يؤثره ويقدمه على نفسه. هذا معنى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:03:10ضَ
معناها الميل اليه وان يكون هواه موافقا له بحيث يؤثره ويقدمه على نفسه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به - 00:03:44ضَ
وقد لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم لها اسباب فمن اسبابها اولا قراءة سيرته صلى الله عليه وسلم - 00:04:04ضَ
فان من طالع سيرته واحد فان من طالع سيرته احبه صلى الله عليه وسلم ومن اسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة هديه وسنته واخلاقه فيزداد المرء محبة له بقدر ما يعلم من هديه - 00:04:26ضَ
ومن سنته ومن اخلاقه ومن اسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيم سنته ان يقول معظما لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم سواء كانت سنة قولية ام فعلية ام اقرارية - 00:04:53ضَ
فتعظيم السنة من اسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن اسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم محبة المرء للمتمسكين بالسنة فيحبهم بتمسكهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:15ضَ
ومحبته صلى الله عليه وسلم فيها فضل عظيم فمن فضائلها انها سبب بصحبة الانبياء لمعية الانبياء الصالحين والصديقين كما قال عز وجل ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء - 00:05:36ضَ
وحسن اولئك رفيقا ومنها ايضا يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب ومن الفضائل التي تحصل في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وجود حلاوة الايمان - 00:06:04ضَ
فيجد المرء حلاوة الايمان في محبته للرسول صلى الله عليه وسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ان يقول الله ورسوله احب اليه مما سواهما - 00:06:27ضَ
وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار وليعلم ان محبة النبي صلى الله عليه وسلم امر واجب ليست من الامور المستحبة - 00:06:45ضَ
بل هي امر واجب والدليل على وجوبها من القرآن والسنة قال الله عز وجل قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد - 00:07:02ضَ
في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره وقال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين الايمان ام من لم يقدم محبته وهذا دليل على - 00:07:27ضَ
وجوبها محبة النبي صلى الله عليه وسلم وان نقلنا فيها للاهمية لها مقتضيات واثار فمن مقتضيات محبته عليه الصلاة والسلام تقديم محبته على محبة كل احد فلا تقدموا على محبته محبة احد كائنا من كان - 00:07:47ضَ
ولهذا في الحديث المتقدم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده. ووالده والناس اجمعين من مقتضيات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر - 00:08:11ضَ
وادشناب ما عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرع ثالثا من مقتضيات محبته نصرته عليه الصلاة والسلام في حياته وبعد مماته سينصر الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته. وبعد مماته - 00:08:30ضَ
اما في حياته فينصر شخصه الكريم واما بعد مماته فينصر شرعه القويم من مقتضيات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم الدفاع عن شريعته من كل من يتطاول عليها او يتنقصها - 00:08:55ضَ
او يولد الشكوك والشبهات سيدافع عن الشريعة وهذا دليل اعني مدافعته عن الشريعة دليل على محبته للرسول صلى الله عليه وسلم لان من احب شخصا دافع عنه وذاب عنه من من مقتضيات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:09:18ضَ
كثرة الصلاة والسلام عليه فان الاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. من مقتضيات محبته. اذ لولا انك تحبه ما اكثرت من ذكره من الصلاة والسلام عليه - 00:09:44ضَ
من مقتضيات محبته صلى الله عليه وسلم الحرص على تبليغ سنته ونشر سنته بين الناس اتحرص على ان تنشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان ذلك في القول ام كان بالفعل - 00:10:02ضَ
فاذا كان الانسان من طلبة العلم ومن المنتسبين للعلم يحرص على نشر السنة بقوله وتارة بفعله ونشره للسنة دليل على محبته للرسول صلى الله عليه وسلم من مقتضيات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:10:27ضَ
ترك البدع والبعد عنها فكما انه لا يجتمع اخلاص وشرك لا يجتمع سنة وبدعة ومن مقتضيات المحبة ان تكره البدع وان تحذر منها وان تنفر عنها من محبتي من مقتضيات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ايضا محبة اهل بيته - 00:10:48ضَ
ان تحب اهل بيته وقد اوصى بهم عليه الصلاة والسلام كذلك ايضا محبة اصحابه رضي الله عنهم تحبهم لما قاموا به من نصرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه ومن نشر آآ سنته وهديه ونشر دينه - 00:11:16ضَ
حتى وصل الينا نقيا طريا خاليا من البدع والخرافات الصحابة رضي الله عنهم لهم حق علينا فمحبتهم من محبة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا تسبوا اصحابي فولوا - 00:11:42ضَ
والذي نفسي بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله في الميمية في الثناء على الصحابة اولئك اصحاب النبي وحزبه - 00:12:06ضَ
ولولاهم ما كان في الارض مسلم ولولاهم كادت تميد باهلها ولكن رواسيها واوتادها هم ولولاهم كانت ظلاما باهلها ولكن هم فيها بدور وانجموا محبة النبي عليه الصلاة والسلام اذا حققها المرء نال ثمرات جليلة - 00:12:25ضَ
وفوائد عديدة من اعظمها نيل محبة الله. وهي اعظم مطلوب قال الله عز وجل قل ان كنتم تحبون الله ها فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ومنها ايضا حصول حلاوة الايمان - 00:12:50ضَ
كما قال عليه الصلاة والسلام ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وثأب ايضا ثالثا من ثمراتها الحياة السعيدة في الدنيا والاخرة - 00:13:11ضَ
قال الله عز وجل وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ولا يمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا - 00:13:28ضَ
ومن اعظم الاعمال الصالحة محبة الرسول عليه الصلاة والسلام وقال الله تبارك وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن حياة طيبة. ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون - 00:13:47ضَ
طيب اذا هذا الحديث فيه دليل على محبة الصحابة رضي الله عنهم للرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا كانوا يعرضون نساءهم عليه وفي هذا الحديث ايضا دليل على حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:06ضَ
وذلك لانه لما رد الامر وهو العرض الذي عرض عليه بين السبب فقال انها لا تحل لي انها ابنة اخي لاجل ان يزيل ما في قلب العارظ او المهدي ونظير ذلك نظيره تماما - 00:14:24ضَ
قول النبي صلى الله عليه وسلم للصعب ابن جثامة حينما صاد للنبي صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالابواء فردا وقال انا لم نرده عليك الا ان حرم ومنها ايضا حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:14:49ضَ
لقرنه الحكم بالعلة لقوله انها لا تحل لي هذا حكم قارنه بالعلة انها ابنة اخي ومن فوائده ايضا ان ما حرمه النسب وهو القرابة يحرمه الرضاع فكل امرأة حرمت نسبا حرم نظيرها - 00:15:09ضَ
من الرضاع ولكن هل يحرم من الرضاع ما يحرم من المصاهرة حول جمهور العلماء على انه يحرم من الرضاع ما يحرم من المصاهرة وعلى هذا فام زوجتك من الرضاع حرام - 00:15:33ضَ
كأم زوجتك من النسب وبنت زوجتك من الرضاع حرام كبنتي زوجتك من النسب فلو كان لزوجتك ام من الرضاعة هذه الام بالنسبة لك محرمة ولو ارضعت زوجتك بنتا كانت ارضعت بنتا لها بنت من الرضاع من زوج سابق - 00:15:56ضَ
فهذه البنت ايضا تحرم عليك كما تحرم عليك لو كانت من من النسب هذا هو مذهب جمهور جمهور العلماء وهو الذي عليه المذاهب الاربعة واستدلوا على ذلك في عموم قول بعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب - 00:16:25ضَ
قالوا وكذلك الصهر والقول الثاني ان الرضاع لا يؤثر في تحريم المصاهرة وعلى هذا فام زوجتك من الرضاع مباح وبنت زوجتك من الرضاع تباح واستدلوا قول الله عز وجل لما ذكر المحرمات واحل لكم ما وراء ذلكم - 00:16:52ضَ
فدل هذا على ان ما سوى المذكور حلال فيدخل في ذلك ماذا الرضاع من الصهر وكذلك ايضا استدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ولم يقل وما يحرم من الصهر - 00:17:22ضَ
وهذا القول واختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقد نقل ذلك عنه الحافظ بن رجب في القواعد ونقل ابن القيم عنه في الهدي في زاد الميعاد التوقف. انه توقف - 00:17:46ضَ
لا ريب ان يعني ما ذكره ابن القيم اقرب لان لسببين السبب الاول ان ابن القيم رحمه الله من الملازمين لمن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وثانيا ايضا ان كتاب الهدي هو من اخر ما صنف ابن القيم - 00:18:08ضَ
لو كان من الكتب المتقدمة لقال انه توقف ثم جزم لكن هذا يرجح يعني يرجح ما ذكر ابن القيم انه توقف رحمك الله المهم ان ابن رجب رحمه الله نقل عنه انه آآ يرى - 00:18:33ضَ
ان الرظاع لا يؤثر في تحريم المصاهرة واستدل بما تقدم بالاية الكريمة اه الحديث ولا ريب ان مذهب الجمهور احوط وابرأ للذمة وان كان ما ذهب اليه الشيخ رحمه الله يعني شيخ الاسلام رحمه الله قويا من حيث النظر - 00:18:50ضَ
بل والاثر لكن مذهب الجمهور وهو مذهب الائمة الاربعة احوطوا وابرأوا للذمة ولهذا كان شيخنا رحمه الله ابن عثيمين كان مع انه يرجح كلام شيخ الاسلام رحمه الله لكنه لا يفتي به - 00:19:13ضَ
ويقول لان جمهور العلماء بل المذاهب الاربعة على خلاف ذلك والحمد لله النساء غيرها كثير محرم عليكم حلائلكم لا احترازا بعضهم يقول احترازا من ابن التبني الذين من اصلابكم ما في اشكال اية - 00:19:32ضَ
من الرضاعة نعم والله اعلم - 00:20:09ضَ