Transcription
قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني سبحان الله وما انا من المشركين. بسم الله الحمد لله واصلي واسلم على اشرف انبياء المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا - 00:00:00ضَ
وزدنا علما وعملا يا رب العالمين. ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياكم الله في هذا اللقاء المبارك وفي هذا اليوم هذا اليوم هو يوم الثلاثاء الموافق للسادس من الشهر السادس. من عام خمسة واربعين واربع مئة والف من الهجرة - 00:00:30ضَ
مجلسنا المبارك مع مجلسنا المبارك مع تفسير القرآن العظيم. قراءة وتدبرا وبيانا ولا زلنا في الحديث عن سورة القلم وتسمى ايضا بسورة نون وقف بنا الكلام عند قوله تعالى عند قوله - 00:00:50ضَ
تعالى انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة اذ اقسموا ليصممنها مصبحين لما بين الله سبحانه وتعالى في الايات الماضية رده سبحانه وتعالى او ابطال حجج هؤلاء المشركين وبيان يعني الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم بما اتهمه المشركون من كونه - 00:01:20ضَ
يعني مجنونا او نحو ذلك. وبين صفات هؤلاء المشركين من صفاتهم التي ذكرها الله هماز مشاء بنميم الى اخر ما ذكر قال ان كان ذا مال وبنين ان كان ذا مال وبنين يعني لما - 00:01:50ضَ
انعم الله عليهم هؤلاء المشركون انعم الله عليهم بالمال والبنين والصحة والامن ونحو ولذلك ثم ارسل اليهم هذه الهداية رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجهم من ظلمات الجهل والكفر والعناد الى طاعة - 00:02:10ضَ
الله سبحانه وتعالى هذه من اجل النعم عليهم نعمة الامن نعمة المال نعمة الصحة وفوق ذلك نعمة الرسالة نعمة الرسالة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي يعني نعمة لهم بانجائهم من هلاكهم - 00:02:30ضَ
ولكنهم لما ابتلوا بهذا الابتلاء لم يعرفوا كيف يتصرفون. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى انا بلوناهم بلوناهم بهذه النعم. لان الانسان احيانا يبتلى بالنعم واحيانا يبتلى بالنقم. احيانا يبتلى بالخير - 00:02:50ضَ
واحيانا يبتلى بالشر. قال سبحانه وتعالى ونبلوكم بالشر والخير. وقال وبلوناهم بالحسنات والسيئات الانسان احيانا يبتلى فهؤلاء ابتلوا بما ابتلوا به. قال الله انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة اصحاب - 00:03:10ضَ
جنة بلاهم الله باي شيء بلاهم الله بالخير بان بان مكن لهم هذه الجنة بما فيها من البساتين والخير والثمار لكنهم لم يحسنوا التصرف فيها. فسلبها منهم. وهؤلاء بلاهم الله بالخير والنعم والامن - 00:03:30ضَ
والصحة والعافية والمال. وبناهم وايضا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يحسنوا التصرف. تسلب منهم تسلم هذا معنى قوله تعالى انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة. من هم اصحاب الجنة - 00:03:50ضَ
الذين ذكرهم الله هنا ذكر بعض اهل التفسير انهم من اهل اليمن او غير ذلك لا ثم للمكان لكن كما ذكر الله حكايتهم وقصتهم ان لهم ان لهم ابا كان له - 00:04:10ضَ
هذه الجنة فاذا اثمرت هذه الجنة وحصد ثمارها قسمها ثلاثة اقسام. قسم يكون له ولاولاده. وقسم يعيدها في هذه الجنة. وقسم يتصدق به على الفقراء والمساكين. وكانت هذه سيرته ثلث لبيته وثلث لجنته وبستانه وثلث يتصدق به على - 00:04:30ضَ
وكان على هذه السيرة. فلما توفي اتوا اولاده وقالوا ان ابانا رجل احمق ان ابانا رجل لا يعرف لا يحسن التصرف. كيف يأخذ ثلثها ويتصدق بها على الفقراء والمساكين. فمنعوا - 00:05:00ضَ
ان يتصدقوا بثلثها. فلما اثمرت في تلك السنة التي توفي فيها والدهم لما اثمرت اجتمعوا مع مع بعض واقسموا الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين. ولا تتصدقوا بها هو راه مسكين واحد. غدو مبكرين الصباح قبل ان يأتي الفقراء. حتى يغلقوا ابواب البستان - 00:05:20ضَ
ويحصد ما يشاؤون ويتصرفون فيه كيف يشاؤون. والله من فوقهم وهم لا يعلمون. فطاف عليها طائف من ربك هم نائمون. فاصبحت كالصريم كالليل المظلم. اصبحت سوداء. طاف عليها نزل عليها عذاب من السماء. فاحترقت جميعا - 00:05:50ضَ
لما جاءوا وهم في الطريق ما يدرون اهذا هو الطريق او لا؟ نحن اظللنا الطريق هل هذه البستان هنا او في مكان اخر ثم فكروا وتأملوا فقالوا نعم هذا بستاننا وهذا طريقنا. ولكننا في الامر شيء - 00:06:10ضَ
في الامر شيء وعرفوا ولما عرفوا تحدث اعقلهم وقال انا نبهتكم على هذا الامر وذكرتكم ولكنكم لم تعقلوا هذا شيء فندموا اشد الندم على ذهاب هذا البستان باجمعه ورجعوا الى ربهم قالوا انا الى - 00:06:30ضَ
ربنا راغبون والندم توبة. الندم توبة. حتى قال بعض المفسرين انه لما قالوا عسى ربنا ليبدلنا خيرا منها ان الله استجاب دعاءهم لما ندموا وابدلهم خيرا خيرا منها. قصة سيقت - 00:06:50ضَ
درسا وعبرة وعظة في عظة يعني بهذا الابتلاء الذي ابتلوا به ولم يحسنوا التصرف معه هناك قصة شبيهة في الحقيقة لهذه القصة التي ذكرها مسلم في صحيحه وغيره من اهل السنن ان رجلا كان يمشي في فلاة فسمع او رأى - 00:07:10ضَ
رفع رأسه فاذا سحابة في السماء وسمع صوت في السحابة سمع صوتا في السحابة. يقول اسقي حديقة فلان وبدأ يتتبع هذه السحابة حتى وصلت هذه الحديقة فاسقت هذه الحديقة. فلما نزل السحاب فيها - 00:07:40ضَ
ذهب هذا الرجل الى صاحب الحديقة. فقال ما اسمك؟ قال ولماذا؟ قال ما اسمك انت؟ حتى بالخبر فقال انا فلان. قال اني سمعت صوتا في السحابة يقول اسقي حديقة فلان. يعني سماك - 00:08:00ضَ
فاخبرني ما حالك مع هذه مع هذا البستان وهذه الحديقة؟ فقال الا اذا حصدت ثمارها وحصادها. فانني اقسمه ثلاثة اقسام. قسم على اولادي وبيتي وقسم اعيده فيها وقسم اتصدق به على الفقراء والمساكين. فقال هذا هو السر. هذا - 00:08:20ضَ
هو السر ولذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انه في كل صباح ينادي منادي من السماء اللهم اعطي منفقا خلفا واعطي ممسكا تلفا. كل صباح ينادي ملك من السماء - 00:08:50ضَ
بهذا النداء بهذا النداء. يقول الله سبحانه وتعالى انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة. يعني بلونا اهل مكة بما بنوناهم مما ذكرناه سابقا كما بلونا مثل ما بلونا اصحاب الجنة اذ اقسموا اي - 00:09:10ضَ
ايمانا حلفوا ليصرمنها مصبحين يجدونها ويصرمون ثمارها ويقطعونها في حين يعني مبكرين في الصباح ولا يستثنون. لم يقولوا ان شاء الله ولم يجعلوا شيئا او نصيبا كما كان يفعله ابوهم للفقراء والمساكين. بل حرموا ذلك ولم يستثنوا ولم ولم يقولوا ان شاء الله. فطاف عليها - 00:09:30ضَ
طائف من ربك من ربك وهم نائمون. ارسل الله عليهم من يطوف عليها فيحرقها حتى لا يبقى ومنها شيء طاف عليها طائف من ربك وهم نائمون في فرشهم لا يدرون في وسط الليل في اخر الليل لا يدرون عن ذلك - 00:10:00ضَ
لا وقد احترقت فاصبحت كالصريم. اصبحت كأنها الليل الاسود المظلم سوداء لا تجد فيها شيئا فيه حياة. فتنادوا مصبحين لما اصبحوا الصباح نادى بعضهم بعضا. تنادوا اي مبكرين في الصباح ان اغدوا يعني عجلوا في وقت الغدوة وقت الغدوة ووقت الصباح المبكر. ان - 00:10:20ضَ
على حرثكم اي على مزرعتكم وبستانكم ان كنتم صارمين قد نويتم هذه وقطعها فقدوا مسرعين مشرعين قبل ان يأتوا ان يأتي هؤلاء الفقراء. فانطلقوا مسرعين وهم يتخافتون يتسارون الكلام فيما بينهم يتحدثون على ان يجزموا على ما قالوا واتفقوا عليه - 00:10:50ضَ
وهم يتخافون على اي شيء يتحدثون؟ قال الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين الا يدخل اليوم عليكم مسكين بمعنى الا تصدقوا ولا على مسكين ولا واحد. وغدوا على حرد قادرين. يعني غدا - 00:11:20ضَ
على عزيمة على حرب على عزيمة وعلى منع بان يعزم على ان يمنعوا دخول الفقراء وان يغلقوا الابواب في وجوه الفقراء قادرين يعني قادرين عندهم عزيمة وعندهم قدرة. ولذلك عاقبهم الله وان لم يفعلوا - 00:11:40ضَ
فان العزم على الشيء كالفعل. فاذا عزم الانسان ولم يكن مانع يمنعه. وحكمه كحكم الفاعل. ولو ان انسانا عزم على ان يتصدق بمال وخرج من بيته بهذا المال يتصدق به. ثم منعه مانع بغير اختياره كتبت صدقته كاملة - 00:12:00ضَ
كتب الله له صدقته كاملة. بخلاف الذي مجرد النية او يفكر يقول انا ساتصدق ان شاء الله اذا حصل لي مال اتصدق او نحو ذلك فهذا يختلف النية النية النية التي فيها العزيمة هي التي يثاب يثاب عليها الانسان - 00:12:20ضَ
ولذلك هنا لما اصروا ونووا نية وعزموا على ذلك عاقبهم الله عاقبهم وغدوا على حرد قادرين فلما رأوها قالوا انا لضالون قد ظللنا الطريق تهنا ولم نعرف طريق البستان لعله مع طريق اخر لعلنا ضعنا ظنوا انهم قد قد يعني اضاعوا الطريق ثم لما فكروا وقفوا - 00:12:40ضَ
قالوا لا بل نحن محرومون بل للاظراب انتقال من معنى الى معنى اي اننا في الحقيقة اي حرمنا ثمارها وحرمنا هذه هذا البستان وهذه الحديقة بكاملها. قال اوسطهم اعدلهم الم اقل لكم لولا تسبحون تذكرون الله وتستثنون وتقولون ان شاء الله وتعرفون حق الله في - 00:13:10ضَ
هذي في هذا البستان وفي ثماره بان فيه حقا لله يعطى هؤلاء الفقراء والمساكين الذين اوجب الله علينا ان نقف معهم ونساعدهم في ما يحتاجون اليه. لولا تسبحون قالوا سبحان ربنا انا كنا ظالمين - 00:13:40ضَ
فنزه الله وعرفوا حق الله وعرفوا قدرة الله وان لله في هذا حقا يعطى اهله فندموا قالوا سبحان ربي انا كنا ظالمين. فاعترفوا بانهم ظلموا انفسهم وظلموا حق الله في هذا الشيء - 00:14:00ضَ
اقبل بعضهم على بعض يتلاومون يلوم بعضهم بعضا كيف تقولون كذا وهذا يقول كيف لماذا نقول هكذا؟ فبدأ يلوم بعضهم بعض ثم قالوا يا ويلنا قالوا يا ولي انا كنا طاغين انا كنا اسرفنا وطأنا وطغينا - 00:14:20ضَ
وتجاوزنا الحد في عدم اعطاء هذا الشيء حقه. بحيث اننا منعنا وبخلنا بها. قال ثم دعوا ربهم وهذا يعني يكفي انهم ندموا ويعني عرفوا واعترفوا بذنبهم وآآ دعوا ربهم قالوا عسى ربنا ان يبدلنا خيرا خيرا منها. انا الى الله انا الى ربنا انا - 00:14:40ضَ
فالى ربنا راغبون. فدعوا ربهم وندموا ورجعوا الى الله وقالوا سألوا الله عز وجل ان يبدلهم خيرا من من فذهب وانهم راغبون الى الله في طاعته وراغبون في الله عز وجل بان يعطوا اهل يعني ان - 00:15:10ضَ
اهل الصدقة حقها حقها. قال الله عز وجل كذلك العذاب. مثل هذا العذاب الذي اصابهم يصيب غيرهم يعني ليست لا تظن ان العذاب خاص بهذه باصحاب البستان واصحاب الجنة لا فان كل من كان على سيرتهم او - 00:15:30ضَ
وبهم او فعل فعلهم فانه على خطر. على خطأ ان يصيبوا العذاب مثل ما اصابهم. مثل مثل ما اصابهم مثل ما اصابهم وقال كذلك العذاب والعذاب الذي اصابهم ايضا الذي قد يصيب غيرهم عذاب اهون من عذاب الاخرة. يقول ولا عذاب - 00:15:50ضَ
اخرتي اكبر اعظم عذاب الاخرة عذاب الدنيا ان تذهب الحديقة بكاملها هذا اهون من عذاب الاخرة الذي ينتظرهم وهو اشد وابقى. ولذلك قال والعذاب الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون لو كانوا يعلمون حقيقة الامر لما حصل - 00:16:10ضَ
منهم هذا هذا الشيء ولما حصل وما وما ترتب عليه هذا الامر على هذا الامر. هذه القصة التي ساقها الله سبحانه وتعالى يعني قصة فيها العبرة فيها العظة فيها الدروس وينبغي الانسان اذا قرأها مثل هذه الايات وهذه القصص ان يقف عند - 00:16:30ضَ
ويتأملها ويعرف انها انما سيقت لنأخذ الدروس والعبر ونستفيد نستفيد والا يفوتنا مثل هذا مثل هذا الشيء نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بما قلنا وان يوفقنا واياكم لطاعته الله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:16:50ضَ
قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني سبحان الله وما انا من المشركين - 00:17:10ضَ