Transcription
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا. يعلمون الناس سحر وما انزل على الملكين بباب لهاروت وماروت. وما يعلمان من احد حتى يقولا ان - 00:00:01ضَ
انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضاكرين به من احد الا باذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم. ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق - 00:00:24ضَ
ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون. ولو انهم امنوا واتقون مثوبة من الحمد لله خير لو كانوا يعلمون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان - 00:00:49ضَ
الى يوم الدين اما بعد تقدم الكلام على اول الاية وهي قول الله عز وجل واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر - 00:01:13ضَ
وما انزل على الملكين بباب لهاروت ومروت توقف من الكلام على قولي هاروت وماروت ثم قال وما يعلمان من احد حتى يقول انما نحن فتنة فلا تكفروا الجملة هنا في قوله وما يعلم ان من احد جملة حالية - 00:01:32ضَ
ايها الحال انهما ما يعلمان من احد يعني الملكين تاروت ومروت وقوله وما يعلمان ما هنا نافية ومن في قوله من احد زائدة من حيث الاعراب فهي زائدة زائدة زائدة اعرابا - 00:01:55ضَ
تفيد انها زائدة اعرابا وزائدة من حيث المعنى لانها تؤكد النفي في قوله من احد وما يعلمان اي احد من الناس حتى يقول انما نحن فتنة فلا تكفر. حتى هنا - 00:02:19ضَ
للغاية اي الا بعد ان يقولا له ناصحين ومحذرين انما نحن فتنة فلا تكفروا. فهما امرهم الله عز وجل بان يعلم الناس السحر فتنة وابتلاء واختبارا ولكن اخذ الله تعالى عليهما الميثاق انهما لا يعلمان احدا السحر - 00:02:41ضَ
حتى ليعلم حتى يبين له ما فيه من الضرر ولهذا قال انما نحن فتنة والفتنة في اللغة بمعنى الابتلاء والاختبار ومن ذلك ومن هذا قول الله عز وجل ان هي الا فتنتك - 00:03:10ضَ
اي ابتلاؤك واختبارك وامتحانك وتكون الفتنة بالخير كما تكون في الشر ولهذا قال الله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون اي ان اي في قوله انما نحن فتنة. اي نعلم السحر فتنة وابتلاء. ليتبين من كان متمسك - 00:03:32ضَ
بدينه ممن هو على الظد من ذلك وقوله فلا تكفر. اي ايها المتعلم السحر لا تكفر بتعلم السحر هذان الملكان انزل الله تعالى عليهما السحر ابتلاء. يعني اراد ان يبتلي الناس بذلك - 00:03:58ضَ
لكن اخذ عليهما الميثاق كما تقدم انهما لا يعلمان احد احدا حتى يقول انما نحن فتنة فلا تكفر ثم قال سبحانه وتعالى فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه - 00:04:19ضَ
الفائنا للتفريع كيف يتعلم الذين يجترؤون على تعلم السحر بعد تحذيرهم منه يتعلمون منهما اي من الملكين هاروت وماروت ما يفرقون به بين المرء وزوجه ما هنا اسم موصول اي نعم بمعنى الذي - 00:04:39ضَ
ما هنا ما يفرقون اسم موصول بمعنى الذي اي يتعلمون السحر الذي يفرقون به بين المرء وزوجه. والمراد بالمرء الرجل ويقال للانثى امرأة وقوله وزوجه زوج الفسحة يطلق على الذكر والانثى - 00:05:06ضَ
يطلق لفظ الزوج على الذكر والانثى. لكن تلحق التعنيف اذا نسب الى المرأة من باب التفريق ومعنى قوله وما ما يفرقون بين به بين المرء وزوجه اي ان بعض الناس - 00:05:33ضَ
يتعلمون من الملكين هاروت ومروت السحر الذي يفرقون به بين الرجل وامرأته. مع قوة الصلة والمودة بينهما لان الصلة والمودة بين الرجل وامرأته قوية ولهذا قال الله عز وجل ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا - 00:05:51ضَ
لتسكنوا اليها وهذا النوع من السحر الذي يفرق فيه بين المرء وزوجه هو من اشد انواع السحر ومن اخبثها واعظمها ظررا لان لانه يخيل لكل واحد من الزوجين المسحورين يخيل له صاحبه باقبح صورة - 00:06:15ضَ
حتى يكرهه والعياذ بالله وينصرف عنه ويفارقه وهذا ما يعرف بالصرف وضده سحر العطف وهو التيولة وهو ايضا اشد واخبث لانه يؤدي الى حب شخص قد لا يكون بينه وبينه صلة - 00:06:40ضَ
فيغرم فيه وربما عشقه وفعل كل ما يريد اذا هذا النوع من السحر وهو سحر الصرف يقابله العطف. وهو كله من تلاعب الشيطان ولهذا ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:07:06ضَ
ان الشيطان يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس فاقربهم عنده يعني عند الشيطان منزلة اعظمهم فتنة الذي يفتن الناس اشد هو الذي يكون اقربهم اليه فيجئ احدهم يعني احد هؤلاء - 00:07:27ضَ
السرايا اعوان الشيطان فيقول ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا فيقول ابليس ما صنعت شيئا يعني ما عملت شيئا ويجئ الاخر ويقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين اهله. فيقربه منه ويدنيه منه. ويقول نعم - 00:07:49ضَ
كم انت يعني انت المقرب مني وهذا يدل على ان التفريق بين الرجل وبين امرأته من اعظم الامور ثم قال وما هم بضارين به من احد الا باذن الله الجملة هنا - 00:08:13ضَ
معترظة بين قوله فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وبين قوله ويتعلمون ما يظر ولا ينفعهم جملة معترضة ويصح ان تكون حاليا ايها الحال انهم ما هم بضارين به من احد الا باذن الله. وقوله وما هم بضارين - 00:08:30ضَ
ما هنا نافية اعملوا عمل ليس والضمير في قوله هم في محل رفع اسم يرجع الى الذين يتعلمون السحر وقلوب ضارين الباء هنا حرف جر زائد من حيث الاعراب وفائدته توكيد النفي - 00:08:57ضَ
من حيث المعنى فظارين من حيث اعرابها اسم مجرور لفظا منصوب محلا وهو خبر ماء نافية وعلامة جره الياء وقوله وما هم بضارين به اي بالسحر الذي يفرقون به بين المرء وزوجه - 00:09:25ضَ
من احد اي اي احد الا باذن الله اي باذنه الكوني وقضائه القدري اي لا يتمكنون من ضرر احد بهذا السحر الا اذا اذن الله تعالى بذلك. فالسحر لا تأثير له بذاته - 00:09:47ضَ
فمتى قضى الله تعالى كونا وقدرا ان يكون السحر ضارا فانه يكون ضارا ومتى قضى سبحانه وتعالى الا يضر فانه لا يضر وقوله الا باذن الله اذن الله عز وجل - 00:10:13ضَ
نوعان اذن كوني واذن شرعي باذن الله عز وجل نوعان اذن كوني واذن شرعي والفرق بينهما من وجهين الوجه الاول ان اذن الله عز وجل الكوني يكون فيما يحبه وما لا يحبه - 00:10:30ضَ
واما الشرع فلا يكون الا فيما يحبه. اي لا يأذن الله عز وجل شرعا الا في امر محبوب اليه الفرق الثاني ان الاذن الكوني يلزم منه الوقوع فاذا اذن الله تعالى بشيء كونا لابد ان يقع - 00:10:56ضَ
واما ما اذن شرعا فقد يقع وقد لا يقع. اذا اذن الله عز وجل نوعان اذن كوني واذن شرعي فالاذن الكوني ما اذن به كونا والاذن الشرعي ما اذن به شرعا. ثم قال سبحانه وتعالى ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم - 00:11:17ضَ
الجملة هنا معطوفة على ما تقدم في قوله فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه واعاد الفعل يتعلمون مع حرف العطف لوجود الجملة المعترضة وهي قوله وما هم بضارين به من احد الا باذن الله - 00:11:43ضَ
قال ويتعلمون ما يضرهم اي ما يضرهم في دينهم ودنياهم واخراهم بان السحر وتعلمه ظرر على الانسان في دينه وفي دنياه وفي اخراه ولهذا قال ولا ينفعهم فاثبت سبحانه وتعالى الظرر بالنسبة للسحر ونفى - 00:12:07ضَ
النفع وهذا من باب التوكيد والصفات المنفية يؤتى بها لاثبات كمال ضدها وقوله عز وجل ولا ينفعهم لاثبات كمال ظرر ظرر السحر هذه الاية دلت على اثبات ظرر السحر وانا في ان يكون فيه منفعة - 00:12:35ضَ
وذلك لامرين اولا ان تعلم السحر كفر بالله عز وجل واذا فقد الانسان نعم ان تعلم السحر كفر بالله عز وجل. وهو مناف للايمان واذا انتفى الايمان فقد خسر الانسان خسرانا مبينا - 00:13:04ضَ
لان اعظم الخسارة هي خسارة الدين قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين اذا هذا اولا من من ضرره ثانيا ايضا ان ما يأخذه الساحر من من الاموال في مقابل سحره - 00:13:28ضَ
هذا المال محرم وسحت لا بركة فيه فلا ينتفع به الساحر لا في حياته ولا بعد مماته بل تجده فقيرا افقر الناس واتعس الناس وهذا امر معلوم مشاهد ان كل من اكتسب مالا من طريق محرم فانه لا يبارك لا يبارك الله عز وجل له فيه - 00:13:51ضَ
ان انفقه لم يتقبل منه وان اكله فهو فكان زادا له الى الى النار ولهذا قال الله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى - 00:14:20ضَ
وقال الله تعالى يمحق الله الربا ويربي الصدقات اذا هذه الاية ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم فيها اثبات ضرر السحر ونفي ان يكون فيه منفعة ثم قال عز وجل ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق - 00:14:38ضَ
الوان هنا عاطفة. ويصح ان تكون حاليا. اي والحال انهم قد علموا لمن اشتراه واللام في قول الله ولقد علموا اللام هنا موطئة للقسم المقدر في الجملة مؤكدة في ثلاثة مؤكدات - 00:15:03ضَ
اللام وقد والقسم المقدر اي والله لقد علموا اي من تعلموا السحر من اليهود ومن غيرهم لمن اشتراه لمن اللام هنا بالتوكيد ان من اشتراه اي الذي اشترى السحر واعتاد عنه بالايمان ما له في الاخرة من خلاق - 00:15:26ضَ
اي ليس له في الاخرة من خلاق اي من حظ ونصيب وقوله في الاخرة اي في الدار الاخرة وسميت اخرة لانها متأخرة عن الدنيا زمنا الدار الاخرة سميت اخرة لانها متأخرة عن الدنيا زمنا - 00:15:52ضَ
والا فالدار الاخرة هي الدار الحقيقية كما قال الله تعالى وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون وقول ما له في الاخرة من خلاق من هنا زائدة وفائدتها توكيد النفي - 00:16:16ضَ
والخلاق كما تقدم الحظ والنصيب ومعنى الاية اي والله لقد علم الذين تعلموا السحر من اليهود ومن غيرهم ان من تعلمه واعترض به عن الايمان ما له في الاخرة من نصيب - 00:16:37ضَ
فمهما عمل ومهما اكتسب فان عمله يكون حابطا. والجزاء من جنس العمل ثم قال عز وجل ولا بئس ولا بئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون بئس بئس فعل - 00:16:57ضَ
بالذنب اي لبئس الذي اشتروا به انفسهم وقول هنا ولبئس ما شروا ترى بمعنى باع ترى هنا بمعنى باع كما قال الله عز وجل وشروه بثمن بخس دراهم معدودة اي باعوه - 00:17:19ضَ
وقال الله تعالى ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله اي يبيع نفسه الشراء الشراء بيع والشاري هو البائع الذي يدفع السلعة ويأخذ ثمنها والمشتري هو المبتاع الذي يدفع الثمن ويأخذ السلعة. ولهذا - 00:17:40ضَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ان الثمن ان الثمن هو ما دخلت عليه باء العوظ اذا قلت اشتريت منك هذا الكتاب بهذا القلم الثمن ماذا القلم واذا قلت اشتريت منك هذا القلم بهذا الكتاب. فالثمن - 00:18:06ضَ
الكتاب هذا هو المذهب. المذهب ان الثمن وما دخلت عليه باء العوظ. ولهذا قالوا يتميز ثمن عن مثمن نداء العوض وقال بعض العلماء ان الثمن هو النقد اذا كان احد العوظين نقدا - 00:18:28ضَ
فان كان احد العوظين نقدا فهو الثمن فاذا قلت اشتريت منك هذه السيارة بهذه على عشرة الاف الثمن العشرة الاف ولو قلت اشتريت منك هذه السيارة اشتريت منك هذه العشرة الاف بهذه السيارة فالثمن - 00:18:49ضَ
لا العشرة الاف فالثمن يقول هو النقد سواء كان هو العوض او المعوض يقول الله عز وجل آآ ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق ولبئس ما شروا به انفسهم اي باعوا انفسهم بهذا الثمن - 00:19:09ضَ
لو كانوا يعلمون لو هنا شرطية وهي غير عاملة يعني لا تعمل وجواب الشرط دل عليه ما قبله اي لو كانوا يعلمون ما باعوا انفسهم بتعلم السحر وهذا توبيخ لهم - 00:19:30ضَ
وتقريع لهم ووصف لهم بالجهل لو كانوا يعلمون علما ينتفعون به ما باعوا انفسهم بتعلم السحر الذي يضرهم ولا ينفعهم بل هو سبب شقائهم في الدنيا وفي الاخرة وهنا في قوله لو كانوا يعلمون قلنا انها شرطية غير عاملة - 00:19:54ضَ
وجواب الشرط دل عليه ما قبله اي لو كانوا يعلمون ما باعوا انفسهم بتعلم السحر والله اعلم - 00:20:20ضَ