رياض الصالحين للنووي

73/3- شرح رياض الصالحين (بـاب حُسن الخُلُق)- فضيلة الشيخ أد سامي بن محمد الصقير-24 ربيع الأول 1444هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب - 00:00:00ضَ

حسن الخلق وقال تعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى في باب حسن الخلق وقال الله عز وجل والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. هاتان خصلتان كريمتان - 00:00:20ضَ

وخلقان فاضلان ذكرهم الله عز وجل في صفات عباده المتقين. وقال عز وجل وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين - 00:00:40ضَ

الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين فقوله سبحانه وتعالى والكاظمين الغيظ الكاظمين جمع كاظم والكظم بمعنى منع الشيء وحبس والغيظ هو اشد الغضب فهو الحنق وهو اشد الغضب طلبا للانتقام. فمن صفات عباد الله - 00:01:00ضَ

للمتقين انهم يكظمون غيظهم. واذا ما غظبوهم يغفرون. وكظم الغيظ ومنعه وعدم الاستغسال معه من الصفات الحميدة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصرعة وان انما الشديد الذي يملك نفسه وقت الغضب. وجاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اوصني. قال لا تغضب - 00:01:28ضَ

قال اوصني قال لا تغضب قال اوصني قال لا تغضب وقوله عليه الصلاة والسلام لهذا الرجل لا تغضب هذه الجملة لها ثلاثة معان المعنى الاول لا تعرض نفسك لاسباب الغضب. فاذا علمت ان ذهابك الى المكان الفلاني يكون سببا لغضبك او - 00:01:58ضَ

ان تحدثك مع الشخص الفلاني يكون سببا لغضبك فلا تذهب الى هذا المكان ولا تتحدث مع هذا الشخص المعنى الثاني من معاني لا تغضب اي لا تسترسل مع الغضب ولا تنساق معه. لان الانسان اذا انساق مع الغضب - 00:02:24ضَ

واسترسل معه ترتب على ذلك امور ليست حميدة. والمعنى الثالث لا تنفذ مقتضى غضبك لان الغضب يملي على الانسان امورا لا تحمد عقباها. فقد يملي عليه ان يعتدي على شخص بقتل او - 00:02:43ضَ

او ان يطلق زوجته او ان يتلف مالا او غير ذلك من امور التي يندم الانسان عليها. فعلى الانسان ان يكون متحكما في نفسه كاظما لغيظه وغظبه. فان هذا من الامور التي جاءت الشريعة - 00:03:03ضَ

بالحث عليها ثم قال عز وجل والعافين عن الناس العافين جمع عاف والعافي هو الذي تجاوزوا عن الذنب ويتركوا المؤاخذة عليه فيتسامح عن حقه او بعض حقه. فالعفو من الصفات الحميدة - 00:03:23ضَ

بحيث ان الانسان لا ينتقم لنفسه. ولا يطلب الانتقام ممن اساء اليه. بل يقابل الاساءة بالعفو والاحسان وهذا ايضا من الصفات الحميدة ولكن العفو انما يكون محمودا عليه بشرطين. الشرط الاول ان يكون الانسان قادرا على الانتقام. والاخذ بحقه - 00:03:43ضَ

والشرط الثاني ان يكون العفو فيه اصلاح فاذا قدر ان الانسان كان عاجزا عن اخذ حقه وقال عفوت فان هذا العفو لا يحمد لانه من عاجز فهو اصلا لا يستطيع ان ينتقم وان يأخذ بحقه - 00:04:13ضَ

فالعفو الذي يحمد الانسان عليه هو العفو عند المقدرة. قال الله عز وجل ان تبدوا خيرا او تخفوه او تعفوا وعن سوء فان الله كان عفوا قديرا وقال عز وجل فمن عفا واصلح فالعفو اذا كان فيه اصلاح فانه يكون محمودا اما اذا كان العفو - 00:04:33ضَ

وليس فيه اصلاح بل يزيد الانسان الذي اردت ان تعفو عنه يزيده عتوا ونفورا وتجبرا وتكبرا واساءة لعباد الله فان كونك تأخذ بحقك وتحاسبه وتعاقبه هذا هو الافضل. اما اذا لم يكن كذلك - 00:04:58ضَ

فان العفو والاحسان افضل. فعلى المرء ان يكظم غيظه وان يعفو عن من ظلمه وان يقابل اساءة الناس بالاحسان فان هذا فيه الاجر العظيم في الدنيا والاخرة. والحلم من الصفات الحميدة ان يكون الانسان حليما متألم - 00:05:18ضَ

لا يعادل بالعقوبة. فالحليم هو الذي لا يعاجل من اساء اليه بعقوبة بل ينتظر ربما ان هذا ربما جاء معتذرا. ولهذا قال ابن القيم رحمه الله في معنى الحليم في اسماء الله عز وجل. قال وهو الحليم فلا - 00:05:42ضَ

عاجل عبده بعقوبة ليتوب من عصياني. ففي هذه الاية الحث على هذين الخلقين الفاضلين الكريمين وهما كظم الغيظ والعفو عن الناس. والانسان متى عفا عن الناس وآآ اصلح قلبه بحيث كان لا يحمل في قلبه شيئا على عباد الله من حسد او بغظاء او كراهية فانه - 00:06:02ضَ

يعيش مستريحا مطمئنا لان اكثر ما يقلق القلب ويفسد القلب ويبعده عن الطاعة هو ان يحمل في قلبه الحقد والحسد على عباد الله. او ان يكون في قلبه شيء عليهم - 00:06:32ضَ

بسبب اساءة او تقصير ربما صدرت عن اجتهاد يكون فيه معذورا مغفورا. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:06:52ضَ