Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين. في باب - 00:00:00ضَ
الاعراض عن الجاهلين وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادمة الا ان يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه الا ان ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم - 00:00:20ضَ
الله تعالى رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط يعني في اي زمن من الازمنة وفي اي حال من الاحوال والمراد بذلك من - 00:00:40ضَ
الادميين قالت ولا امرأة ولا خادما وانما نصت على المرأة والخادم مع دخولها في عموم ما سبق لان الناس يعتادون ضرب المرأة وضرب الخادم ويستضعفونهما. ثم قالت رضي الله عنها وما نيل من رسول الله - 00:01:00ضَ
صلى الله عليه وسلم فانتقم لنفسه يعني ما نال منه احد شيئا بان سبه او شتمه او اعتدى عليه فانتقم لنفسي فهذا خاص به. قالت الا ان تنتهك حرمات الله عز وجل. فاذا انتهكت حرمات الله - 00:01:20ضَ
فانه ينتقم لله تعالى وينتصر له ولدينه غيرة لدين الله تعالى. فهذا الحديث فيه فوائد منها ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن الخلق ومن الحلم والصبر والاناة واحتمال الاذى - 00:01:40ضَ
ومنها ايضا ان ما جاز ضربه من الادميين فان الاولى ان يدع ذلك. فالمرأة والخادم اذا وجد منهما سبب يقتضي التأديب فان الاولى للانسان ان يجتنب ذلك. يعني ان يجتنب الظرب - 00:02:00ضَ
وان يكون التأديب بالوعظ والارشاد والتقويم. وكذلك ايظا بالنسبة للاولاد الاولى للانسان ان يوجههم وان يرشدهم بالقول والكلام لا بالظرب. ومتى جاز الظرب بالحال التي يجوز فيها للتأديب فانه مشروط بشروط. الشرط الاول ان يكون الانسان له ولاية على هذا الذي يريد ان يؤدبه. اما - 00:02:20ضَ
لكونه ولدا او زوجة او خادما او ما اشبه ذلك. والشرط الثاني ان يقصد بظربه التأديب والتقويم للتشفي والانتقام لان بعض الناس قد يضرب تشفيا وانتقاما ولا يقصد بظربه التأديب والتقويم - 00:02:50ضَ
والشرط الثالث الا يزيد في الظرب كمية ولا كيفية بل يقتصر على قدر ما يحصل به التأديب والشرط الرابع ان يجتنب الوجه والمقاتل. فلا يجوز الانسان ان يضرب الوجه. لان النبي صلى الله عليه - 00:03:10ضَ
نهى عن ضرب الوجه ولان الوجه هو مجمع المحاسن ففيه السمع والبصر والشم والذوق وغير ذلك ولان الوجه ايضا هو اشرف الاعضاء. فضرب الوجه في اذلال للانسان واهانة له ومن فوائد هذا الحديث ايضا بيان غيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم على دين الله تعالى. وانه متى - 00:03:30ضَ
انتهكت حرمات الله فانه ينتقم غيرة لله. وهكذا يجب على المؤمن اذا رأى منكرا او انتهاكا لحرمات الله تعالى ان يغار لذلك لان الله بان ما يخالف امر الله وما يغضب امر - 00:04:00ضَ
والله من المعاصي مما يكون سببا لغضب الله تعالى. فعلى الانسان اذا رأى امرا قد انتهكت فيه حرمات الله او رأى ان يغيره. وهذا مما فضل الله تعالى به هذه الامة على غيرها من الامم. قال الله تعالى كنتم - 00:04:20ضَ
خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. وقال عز وجل ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وقال الله تعالى واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا - 00:04:40ضَ
وفي حديث غيره وقال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. فالتغيير باليد انما يكون لمن له سلطة وولاية لا لجميع الناس - 00:05:00ضَ
فان لم يستطع ذلك فانه يغير بلسانه بالدعوة والارشاد والنصح والتوجيه. فان لم يفد ذلك فانه ينكر بقلبه والانكار بالقلب بمعنى انه لا يرظى بهذا المنكر ولا يقره ولا يقعد مع اهله - 00:05:20ضَ
او يجالسهم بقول الله تعالى واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يقوموا في حديث غيرهم وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:05:40ضَ