Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين. قال - 00:00:00ضَ
رحمه الله باب امر ولاة الامور بالرفق برعاياهم. ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم والتشديد عليهم واهمال واهمال والغفلة عنهم وعن حوائجهم. قال الله تعالى واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين. وقال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء والمنكر - 00:00:20ضَ
ينبغي يعظكم لعلكم تذكرون. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب امر ولاة الامر بالرفق برعاياهم ولاة الامر جمع واد وهو كل من جعل الله تعالى له ولاية على المسلمين. سواء كانت امامة - 00:00:45ضَ
رغم ان كانت دون ذلك من نواب السلطان من القضاة والوزراء والامرا وغيرهم. واول الامر عليهم حقوق ولهم حقوق. فالحقوق التي تجب عليهم اولا ان يقيموا شريعة الله عز وجل - 00:01:05ضَ
بين العباد وان يقيموا شعائر الله تعالى وان يتحاكموا الى كتاب الله والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال الله عز وجل وان احكم بينهم بما انزل الله. فالواجب عليهم اولا ان يقيموا شريعة الله تعالى - 00:01:25ضَ
في خلقه وبين عباده بان شريعة الله عز وجل هي شريعة العدل وهي شريعة الاحسان ثانيا ايضا من الحقوق التي تجب عليهم ان ينصحوا بمن ولاهم الله عز وجل عليهم. وجعل لهم الولاية - 00:01:45ضَ
والرعاية. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. من قوقلت تجب عليهم ايضا اقامة العدل بين الرعية. فلا يراعوا شريفا لشرفه. او عن يحط من قدر وضيع من ضعته وضعفه. بل الواجب عليهم ان يعدلوا بين الرعية. ولهذا تقدم - 00:02:05ضَ
في حديث المرأة المخزومية التي كانت تستعين المتاع فتجحده. فاهم قريش امرها فطلبوا من يشفعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فشفع فطلبوا من اسامة بن زيد ان يشفع فقال النبي صلى الله عليه - 00:02:35ضَ
اتشفع في حج من حدود الله ويم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها. اما الحقوق التي تجب لهم على رعيتهم. فمنها اولا اعتقاد امامتهم وامرتهم. فيجب على الرعية - 00:02:55ضَ
يعتقدوا امامتهم وامرتهم وان يعرفوا ان في عنقهم بيعة لهم. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. ثانيا من الحقوق التي تجب لهم النصيحة - 00:03:15ضَ
لهم. والنصيحة لها وجوه متعددة. منها اولا ستر معائبهم. فانهم بشر كغيرهم فاذا حصل منهم خطأ او تقصير فان الواجب الا ينشر بين الناس. لان نشر معائبهم ومساويهم سبب لحمق وحنق الرعية عليهم. وربما كان ذلك سببا لتمردهم - 00:03:35ضَ
الخروج عليهم ايضا من النصيحة لهم نشر محاسنهم بين الناس بان نشر المحاسن سبب لمحبتهم والرعية اذا احبوا ولاتهم انقادوا اليهم وسمعوا اوامرهم. ثالثا ايضا من النصيحة والحقوق التي لتجد ولاة الامر طاعتهم بالمعروف. لقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول - 00:04:05ضَ
واولي الامر منكم فيطاعون بالمعروف في غير معصية الله. من حقوقهم ايضا الدعاء لهم بالتسديد التوفيق والصلاح والاصلاح. وان يصلح لهم البطانة. وان يعينهم على اداء الامانة. فان الدعاء لولاة الامر - 00:04:35ضَ
من شأن المؤمنين الصادقين الذين يريدون الصلاح والاصلاح للامة. ولهذا جاء عن غير واحد من السلف انه قال لو ان لي دعوة مستجابة لصرفتها الى الامام. وذلك لان بصلاحه صلاح الرعية. ثم ساق - 00:04:55ضَ
رحمه الله الايات في هذا الباب. الاية الاولى قول الله عز وجل واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين. اخفض وتطامن وتواضع والجناح في الاصل هو الجنب. كما قال الله عز وجل عن موسى - 00:05:15ضَ
اليك جناحك من الرهب. وقوله لمن اتبعك من المؤمنين اي للذين اتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم من المؤمنين مفهومه ان غير المؤمنين لا يخفض لهم الجناح. ففي هذه الاية الكريمة دليل على فوائد - 00:05:35ضَ
اولا مشروعية التواضع. وانه ينبغي للمؤمن ان يحرص على التواضع سواء كان ذا وسلطة ام لم يكن كذلك. وذلك بان يرينا جانبه لاخوانه المؤمنين. وان يتواضع ويتطامن ولا يتعالى ولا يترفع. ومن تواضع لله رفعه. وفي قول النبي عليه الصلاة والسلام من تواضع لله رفعه. هذه - 00:05:55ضَ
الجملة لها معنيان المعنى الاول من تواضع لله وخضع لاوامره. والمعنى الثاني من تواضع لعباد الله ومنها ايضا ان من تحقيق الايمان اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله واخفض جناحك لمن اتبع - 00:06:25ضَ
من المؤمنين فمن الايمان ومن تحقيق الايمان ان يكون الانسان متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع النبي صلى الله عليه وسلم هو التأسي به والاقتداء به ان تفعل كما فعل لانه فعل - 00:06:45ضَ
لانه عليه الصلاة والسلام هو الاسوة وهو القدوة. كما قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة وكل من اراد ان ينال محبة الله فعليه ان يتبع رسول الله. كما قال الله عز وجل قل ان كنتم تحبون - 00:07:05ضَ
الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم هي احد شرطي قبول العبادة. فكل عبادة يتعبد الانسان بها لله لا تكون مقبولة مرضية عند الله الا بشرط - 00:07:25ضَ
الشرط الاول الاخلاص لله بان يقصد بعبادته وجه الله تعالى والدار الاخرة. قال الله عز وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وقال عز وجل فاعبد الله مخلصا له الدين. وقال - 00:07:45ضَ
قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. والشرط الثاني ان متابعة للرسول صلى الله عليه وسلم بان يحرص على ان يفعل هذه العبادة كما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:05ضَ
فاذا اراد ان يصلي يحرص على ان تكون صلاته كصلاة الرسول عليه الصلاة والسلام. ولا سيما وان الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الصلاة بخصوصها صلوا كما رأيتموني اصلي. وقد علم امته الصلاة بقوله - 00:08:25ضَ
تارة وبفعله تارة وبالامرين معا. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:08:45ضَ