Transcription
ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركة فيه ايات بينات مقام ومن دخله كان امنا. ولله على ومن كفر بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى - 00:00:00ضَ
مرحبا بكم حجاج بيت الله الحرام تقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل. هنيئا لكم ثم هنيئا لكم ان وطئتم هذه الرحاب الطاهرة واستنشقتم هذا العبير اللطيف في اجواء بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة - 00:01:05ضَ
هذه ايام ستظلون تذكرونها في اعماركم لن تنسوها لانها ايام عبادة لله وذكر وقربة اسأل الله تعالى ان يمن علينا وعليكم بالقبول ايها الاخوة الكرام، ايتها الاخوات الكريمات من القواعد العظيمة في ديننا قول الله عز وجل - 00:01:25ضَ
وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ان هذه الاية اصل عظيم. في العلاقات الاجتماعية وفي المقاصد المجتمعية الله تعالى يندب المؤمنين جميعا الى التعاون والتكاتف والتعاضد على خصلتين عظيمتين - 00:01:49ضَ
البر والتقوى البر فانه مشتق في جذره من البر الذي يدل على السعة والفسحة وكل ابواب الخير تعد برا وهذا البر لا يتحقق الا بالتعاون ذلك ان المرء بنفسه قليل وباخوانه كثير. لهذا امرنا ربنا سبحانه وتعالى ان نتعاون على البر - 00:02:12ضَ
وكذلك التقوى فان التقوى هي طاعة الله بامتثال اوامره واجتناب مناهيه اذا قرنت التقوى بالبر صار البر متعلقا بالنفع المتعدي والتقوى تتعلق بالامر الخاص. واما اذا انفرد احدهما دون الاخر فانه يتناول صاحبه ويشمله - 00:02:41ضَ
كما ان الله تعالى نهانا عن ضد ذلك فقال ولا تعاونوا على الاثم والعدوان الاثم بمقابل البر والعدوان بمقابل التقوى ذلك ان التقي لا يمكن ان يمتد ان تمتد منه يد عدوان - 00:03:06ضَ
البر ايها الكرام وصف نبيل وخصلة حميدة ينبغي ان يتحلى بها كل مؤمن فتكون نفسه مسكونة بهذه المعاني الخيرة سيتقدم الى جميع الناس بانواع الاحسان المختلفة فان احب الناس الى الله انفعهم للناس - 00:03:25ضَ
وهذا المعنى معنى قد يغيب عن بعض المتعبدين ويظن ان الخير في ان يعكف في مصلاه يلزم مسجده وآآ يختصر بنفسه ويشتغل باذكاره واوراده وختماته ولا ريب ان هذا من خصال الخير. لكن النفع المتعدي مقدم على النفع الخاص - 00:03:51ضَ
فان من عمل عملا خاصا فنفعه مختص به. واما من عمل نفعا متعديا كانه يصل الى ما شاء الله وها نحن في اخريات الزمان ننتفع بعلوم وبمشاريع اه سبقت قبل عقود وربما قبل قرون من الزمن. لا زال غنمها وبرها ساريا في الامة نافعا - 00:04:16ضَ
للعباد. فهنيئا لمن قدموها وصارت لهم ذخرا وكنزا يوم القيامة ايها الكرام في الحج لابد ان يتحلى المرء بالبر لابد ان ان ان يحس بانه بار وانه مبرور. حتى ان الحج نفسه - 00:04:44ضَ
سمي بالمبرور فقال النبي صلى الله عليه وسلم والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة وانما كان مبرورا كانه وافق البر اقواله وافعاله وجميع اموره والبر يا كرام يتناول امورا شتى - 00:05:05ضَ
يتناول البر البر بالنفس وهو حملها على مراض الله ومحابه بحيث يكون الانسان بارا في نفسه يتحلى بالاخلاق الجميلة ويتمثل الاعمال الصالحة فيجد سعادة بشعوره بانه في حال وسطاء وانه غير ملتاة بلوثة من من اللوثات الاثيمة - 00:05:28ضَ
كما ان البر ينتقل بعد ذلك الى اقرب الناس اليك. وهو البر عند الاطلاق. الا وهو بر الوالدين فان احق من بررتهما والداك ولهذا جعل الله تعالى حق الوالدين رديفا وقرينا لحقه تعالى - 00:05:57ضَ
فقال سبحانه وبحمده وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا فبر الوالدين من اعظم القروبات ومن اوجب الطاعات لا وهما سبب وجودك في هذه الدنيا حري بك ان توليهما من العناية والرفق - 00:06:18ضَ
ما يستحقانه فقد حملات صغيرة وعطف عليك وسعيا وقلق من اجلك لا سيما الام التي حملتك في بطنها تسعة اشهر ثم احتملت بعد ذلك اذاك وسهرت لاجلك ولاجل اذا صور الله تعالى حق الوالدين وما ينبغي لهما بعبارات لا يمكن ان توجد في كتاب اخر - 00:06:40ضَ
فقال سبحانه وبحمده وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة - 00:07:07ضَ
وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا هكذا ينبغي ان يكون المؤمن بارا بوالديه يخفض جناحه لهما ويطأطئ رأسه اجلالا لهما ويقوم بخدمتهما وينتقي اطايب الكلام لهما كما ينتقي اكل التمر اطايبه - 00:07:29ضَ
وبالمقابل فانه يبتعد عن جميع صور العقوق حتى ادقها واهونها في نظره وهو ان يلفظ بقول فيه نوع تبرم كقول اف وهو مكون من حرفين فما بالك بما هو اشد من ذلك - 00:07:51ضَ
فلا ينهرهما بقول ولا يشفوهما بعمل بل يسعى في خدمتهما ويظهر لهما الجميل ويتحسس مواطن مواطن ما يحبانه فيسعى في تحصيله ومع ذلك كله فانه لن يبلغا برهما فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:09ضَ
لا يبلغ ولد بر والده الا ان يجده رقيقا فيعتقه هكذا ان يجده رقيقا فيشتريه فيعتقه. والا فلا وفي الحج ايها الكرام فرصة لبر الوالدين من وجوه متعددة منها ان يسعى المرء - 00:08:32ضَ
في اعانة والديه على حج بيت الله الحرام ان لم يكونا قد حجا سيسعى بتوفير الراحة لهما وحملهما وخدمتهما واعانتهما على قضاء نسكهما سواء كان ذلك لهما معا او لاحدهما - 00:08:55ضَ
ربما احتاج الامر الى النيابة عنهما في بعض المناسك كرمي الجمار مثلا واذا كان الوالدان لا يتمكنان من الحج في نفسيهما فانه ينوب عنهما ويلبي عنهما اذا كان قد اسقط فرض نفسه فيقول اللهم لبيك عن ابي - 00:09:17ضَ
او يقول اللهم لبيك عن امي واذا كان قد مات ولم يؤدي نسك الاسلام من حج او عمرة فانه كذلك يشرع له ان يحج عنهما فقط سألته امرأة النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال ارأيت لو كان على امك دين اكنت قاضيته؟ قالت - 00:09:40ضَ
نعم قال دين الله احق بالقضاء فلذلك من البر بالوالدين في هذا المنسك ان يقوم الانسان باسقاط فرضهما عنهما ان كانا لم يحج عن نفسهما عن نفسيهما وان يقوم ايضا باعانتهما ان كانا على قيد الحياة حتى يتمكن من شهود المناسك بانفسهما - 00:10:05ضَ
وما سوى ذلك من صور البر لا يمكن حصره ولكن الموفق يهتدي الى بعض الدقائق والتفاصيل التي يجد غنمها وبرها في الدنيا قبل الاخرة فانه كما قيل البر سلف والعقوق سلف - 00:10:30ضَ
فمنبر والديه بره اولاده. ومن عق والديه عقه اولاده كما ان دائرة البر تتسع ايها الكرام لتشمل الاقربين فان الشريعة قد امرت وحثت على صلة الرحم ورتبت عليه اجورا عظيمة - 00:10:48ضَ
وجعل الله تعالى الرحم بمنزلة عالية حتى انه سبحانه لما فرغ من الخلق قامت الرحم فقالت يا ربي هذا مقام العائد بك بك من القطيعة قال الا يرضيك ان اصل من وصلك واقطع من قطعك - 00:11:11ضَ
من منزله ولا ريب ان درجة القربى تتفاوت وكل من كان الى الاب والام اقرب فحقه في البر والصلة اولى لذلك كان ينبغي للانسان ان يتفقد قرابته الادنين وان يصلهم بالوصل الحسن بالكلام الطيب وبذل المال له - 00:11:32ضَ
والشفاعة والوجاهة لهما فيما يحتاجان اليه وقضاء حوى فيما يحتاجون اليه وقضاء حوائجهم بل وفوق ذلك ايها الكرام احتمال ما قد يقع منهم من اذى وقطيعة. فلا يقابله بمثله وهذا امر مهم لا بد من التفطن له. اذ ان كثيرا من الناس يتعلل - 00:11:54ضَ
في قطيعته لرحمه بانهم يعاملونه بالمثل. وهذا لا يسوغ له ابدا ان يقابله ان يقابل آآ الاساءة بالاساءة. قال ربنا عز وجل ادفع بالتي هي احسن. فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم - 00:12:21ضَ
جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعونني واحسن اليهم ويسيئون الي فقال ان كان كما تقول فكأنما تسفهم المل يعني كأنما تذلق في حلوقهم الرماد الحار - 00:12:41ضَ
ولا يزال عليك من الله ولا يزال لك من الله سلطان او قال نصير وانت على ذلك ثم تتسع دائرة البر ايها الكرام الموفقون لتشمل عموم المسلمين بان يكون الانسان بارا بالجار ذي القربى - 00:13:04ضَ
صاحبي بالجنب وابن السبيل ويمد يدا في كل محموده ويشارك في كل منقبة وينتفع به الناس. فان انفع الناس فان احب الناس الى الله انفعهم للناس وفي هذا الموسم موسم الحج فرصة للنفع العام - 00:13:23ضَ
في ان يقيل الانسان العثرة ويحمل الملهوف يبذل الاحسان في جميع صوره جعلنا الله واياكم من الموفقين المسددين والحمد لله رب العالمين ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا - 00:13:44ضَ
فيه ايات بينات ومن دخله كان امنا ولله على ومن كفر - 00:14:07ضَ