اذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل - 00:00:00ضَ

انجيل وما اليكم من ربكم ولا يزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيا فلا تأس على القوم الكافرين ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من امنوا بالله واليوم الاخر - 00:00:31ضَ

من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون لقد اخذنا ميثاق بنين اسرائيل اسرائيل وارسلنا كلما جاءهم رسول بما لا تهواه انفسهم فريق هم كذبوا وفريقا يقتلون - 00:01:14ضَ

وحسبوا الا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله كثير منهم والله بصير بما يعملون. الحمدلله وسلام على عباده الذين اما بعد بعد ان حث الله تبارك وتعالى اهل الكتاب على الايمان والتقوى - 00:01:57ضَ

ووعدهم ان استجابوا لذلك بتكفير سيئاتهم مهما عظمت. وادخالهم جنات النعيم مع ما يعجل لهم من طيبات الحياة الدنيا. واثنى عز وجل اثنى عز وجل. على الذين سارعوا الى الايمان بالله ورسوله - 00:02:36ضَ

محمد صلى الله عليه وسلم من اهل الكتاب. وامر رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ان يبلغ ما انزل اليه من ربه لاهل الكتاب وغيرهم. والا يخشى في الله لومة لائم. وطمأنه بانه عز وجل يعصم - 00:02:56ضَ

من الناس ويكلؤه برعايته. ويصونه من كيد اعدائه. وفي هذا من تثبيت فؤاد رسول الله وفي هذا من تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم امام اعدائه من كل لون - 00:03:16ضَ

وجنس ومذهب ما ينطبق عليه قول الشاعر. واذا العناية لاحظتك عيونها نم مخاوف كلهن امان. بعد ذلك كله امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يوجه الخطاب الى اهل الكتاب - 00:03:36ضَ

معلنا لهم انهم لن يكونوا على خير ابدا. حتى يدينوا بكل كتاب انزله الله عز وجل. ولن ينفع ابدا دعواهم انهم يؤمنون ببعض كتب الله ما داموا قد كفروا ببعضها. علما بانها جميعا تدعو الى كلمة سواء - 00:03:56ضَ

وهي اخلاص العبادة لله وحده. والبراءة من الشرك والا يتخذ بعضهم بعضا اربابا من دون الله. وان يؤمنوا بما انزل الله من كتاب وبما ارسل من رسول. وفي ذلك يقول عز وجل قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى - 00:04:16ضَ

تقيم التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم. ولا شك ان هذا القول لاهل الكتاب يشق عليهم جدا. لكن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يتوانى في ابلاغهم ما امره الله عز وجل ان يبلغهم اياه. وقد نفى الله عز وجل - 00:04:36ضَ

عن اهل الكتاب في هذا الخطاب نفى الله عز وجل عن اهل الكتاب في هذا الخطاب كل شيء يمكن لاحد ان اتت الدليل من الدين والعرب تقول هذا ليس بشيء. العرب تقول هذا ليس بشيء. اذا ارادت تحقيره وتصغير - 00:04:56ضَ

شأنه وعدم الاعتداد به حتى صار لا يليق بان يسمى شيئا لظهور بطلانه ووضوح فساده. ففي هذا التعبير من التحقير والتصغير ما قد بلغ الغاية من ذلك. وقوله عز وجل هنا وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من - 00:05:16ضَ

بك طغيانا وكفرا. تأكيد لما تقدم قبل هذه الاية بثلاث ايات. تأكيد لما تقدم قبل هذه الاية بثلاث وقد كرره عز وجل بلفظه لبيان شدة غلوهم في العناد والمكابرة. وللفت الانتباه - 00:05:36ضَ

وللفت الانتباه الى انتكاس فطرتهم وانقلاب الموازين عندهم. مما يؤكد لمن عنده ادنى مسكت من عقل انهم ليسوا على شيء. وقوله تبارك وتعالى فلا تأس على القوم الكافرين اي فلا تحزن يا محمد. ولا تتأسى - 00:05:56ضَ

سبب استمرار هؤلاء المنتكسين على كفرهم وجحودهم فان غائلة كفرهم انما تعود عليهم وليس عليك الا المبين وقد بلغت الرسالة واديت الامانة ونصحت الامة. وقوله تبارك وتعالى ان امنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا - 00:06:16ضَ

لا هم يحزنون هو لتحقيق وتأكيد ان اهل الكتاب ليسوا على شيء. حتى يؤمنوا بجميع كتب الله ورسله. وان سائر اهل الملل والنحل ليسوا على شيء حتى يؤمنوا بجميع كتب الله ورسله. وعلى رأسهم شيخ المرسلين محمد - 00:06:46ضَ

صلى الله عليه وسلم الذي اتم الله به الدين واكمل به النعمة والرسالة. وقد تقدم شبيهه في قوله عز وجل في سورة البقرة ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعملا صالحا فلهم اجر - 00:07:06ضَ

عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقد ذكرت في تفسيرها ان هذه قاعدة ذكرت في تفسيرها ان هذه قاعدة قضى الله عز وجل بها وهي تشمل جميع اجناس المكلفين في جميع في جميع - 00:07:26ضَ

الاعصار والامصار وهي انه لا يستحق اجر الله وهي انه لا يستحق اجر الله وحسن مثوبته والنعيم مقيمة في جنات النعيم الا من امن بالله واليوم الاخر وعمل الصالحات فامن بجميع النبيين - 00:07:46ضَ

وصدق جميع المرسلين وعلى رأسهم شيخهم وامامهم وسيدهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي قضى الله بانه بعد بعثته لن يدخل الجنة احد الا من طريقه واتباع منهجه وسنته والعمل - 00:08:06ضَ

وذكرت ان قوله عز وجل ان الذين امنوا يعني المسلمين من امة محمد صلى الله عليه وسلم. واما معنى الذين هادو اي صاروا يهودا. وان النصارى هم المدعون انهم على دين المسيح منسوبون الى نصرانة. قرية المسيح عليه السلام - 00:08:26ضَ

انها يقال لها الناصرة ويقال لها نصرانة. والصابئون هم عبدة النجور والكواكب والملائكة. وقد كان العرب قد كان العرب يطلقون اسم الصابئ على المائل عن دين الى دين اخر حتى كانوا يلقبون حتى كانوا يلقبون افضل الخلق بعد الانبياء اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بالصباع - 00:08:46ضَ

ويسمون خاتم المرسلين الصابئ. لانه صلى الله عليه وسلم خالف دينه. وقوله تبارك وتعالى في هذه الاية وقوله تبارك وتعالى في هذه الاية والصابئون بالرفع وقد كان نسق الكلام ان يقال والصابئين - 00:09:12ضَ

عطفا على اسم ان. لان عادة العرب لان عادة العرب اذا ارادوا لفت الانتباه الى شيء غيروا اعراب ولم يجعلوه على نسق ما قبله او بعده. ونظير ذلك قوله تبارك وتعالى والموفون بعهدهم اذا عاهدوا - 00:09:32ضَ

صابرين في البأساء والضراء وحين البأس. وقوله تبارك وتعالى لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الاخر الاية وقد - 00:09:52ضَ

وقد سقت الادلة الواضحة من كلام العرب على ذلك في تفسير الاية الثانية والستين بعد المئة من سورة النساء وكما اشرت الى ذلك في تفسير الاية السابعة والسبعين بعد المئة من سورة البقرة. وقوله تبارك وتعالى لقد - 00:10:12ضَ

اخذنا ميثاق بني اسرائيل وارسلنا اليهم رسلا. كلما جاءهم رسول بما لا تهوى انفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون تشنيع على بني اسرائيل ببيان ان القاعدة عندهم تشنيع على بني اسرائيل ببيان ان - 00:10:32ضَ

القاعدة عندهم مع انبياء الله ورسله ليست اتباع الحق من حيث انه حق. ليست اتباع الحق من حيث انه حق بل مدار قبولهم للحق او رده هو شهوات انفسهم. واهواؤها فاذا اتاهم الرسول بخلاف ما يهوون كذبوه - 00:10:52ضَ

وربما قتلوه ولا يقبلون من الحق الذي يجيء به الانبياء والمرسلون سوى ما يشتهونه وتميل اليه انفسهم التي جبلت على حب العلو في الارض بغير الحق واتباع الشهوات. وهذا اقصى ما توصف به النفس الانسانية من الذنب. واقبح اخلاق - 00:11:12ضَ

بني ادم وفيه تسلية ومواساة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم مزيد بيان لذلك في تفسير قوله عز وجل في سورة البقرة ولقد اتينا موسى الكتاب فينا من بعده بالرسل واتينا عيسى ابن مريم البينات - 00:11:32ضَ

بروح القدس. افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم. ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون وقوله وفي قوله عز وجل هنا وفي قوله عز وجل هنا. لقد اخذنا ميثاق بني اسرائيل وارسلنا اليهم رسلا الاية - 00:11:52ضَ

مزيد بيان لما ندد الله عز وجل به في هذه السورة من نقض بني اسرائيل للعهود والمواثيق وفي ذلك تحذي وفي ذلك تحذير شديد للمؤمنين من نقض العهود والمواثيق التي افتتح الله عز وجل هذه - 00:12:12ضَ

السورة الكريمة بامر المؤمنين بالوفاء بها حيث قال في مطلع هذه السورة يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود قال الفخر الرازي رحمه الله في تفسير هذه الاية اعلم ان المقصود بيان عتو بني اسرائيل وشدة تمردهم - 00:12:32ضَ

الوفاء بعهد الله وهو متعلق بما افتتح الله به هذه السورة. وهو قوله اوفوا بالعقود. فقال لقد اخذنا ميثاق بني اسرائيل انتهى وقوله تبارك وتعالى وحسبوا الا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم ثم عموا وصموا - 00:12:52ضَ

كثير منهم والله بصير بما يعملون. قال ابن جرير رحمه الله قال ابو جعفر يقول تعالى وظن هؤلاء الاسرائيليون الذين وصف الله تعالى ذكره صفتهم انه اخذ ميثاقهم وانه ارسل اليهم رسلا وانهم كلما - 00:13:15ضَ

جاءهم رسول بما لا تهوى انفسهم كذبوه. كذبوا فريقا وقتلوا فريقا الا يكون من الله لهم ابتلاء واختبار بالشدائد من العقوبات بما كانوا يفعلون. فعموا وصموا. يقول عن الحق والوفاء بالميثاق الذي اخذته عليهم من اخلاص عبادتي والانتهاء الى امري ونهي والعمل - 00:13:35ضَ

بطاعة بحسبانهم ذلك وظنهم. وصموا عنه ثم تبت عليهم يقول ثم هديتهم بلطف مني لهم حتى تابوا ورجعوا عما كانوا عليه من معاصي وخلاف امري والعمل بما اكرهه منهم الى العمل بما احبه. والانتهاء الى طاعته وامري ونهي - 00:14:01ضَ

ثم ثم عموا وصموا كثير منهم يقول ثم عموا ايضا عن الحق والوفاء بميثاق الذي اخذته عليهم من العمل بطاعته والانتهاء الى امره واجتناب معاصي. وصموا كثير منهم يقولوا عمي كثير من هؤلاء. عمي كثير من هؤلاء - 00:14:21ضَ

الذين كنت اخذت ميثاقهم من بني اسرائيل باتباع الرسل باتباع رسله. والعمل بما انزلت اليهم من كتبي. عموا عن صموا عن الحق عموا عن الحق وصموا بعد توبته عليهم واستنقاذي اياهم من الهلكة. والله بصير بما يعملون. يقول بصير - 00:14:41ضَ

فيرى اعمالهم خيرها وشرها فيجازيهم يوم القيامة بجميعها ان خيرا فخيران وان شرا فشر انتهى وقد قرأ قرأ حمزة والكسائي وابو عمرو قرأ حمزة والكسائي وابو عمرو وحاسبوا الا تكونوا فتنة - 00:15:01ضَ

برفع نون تكون وقرأ الباقون بنصب نون تكون حسبوا الا تكون فتنة وفي هاتين القراءتين وفي هاتين القراءتين لفت انتباه الى فقه الكلمات العربية واسرارها. وفي هاتين القراءتين لفت انتباه الى فقه الكلمات العربية - 00:15:23ضَ

واسرارها حيث ان قراءة الرفع موجهة الى ان ان مخففة من الثقيلة والتقدير انه لا تكون فتنة وقراءة النصب موجهة على انها اني الناصرة للفعل. قال الامام ابو الفرج ابن الجوزي - 00:15:45ضَ

في تفسيره قال ابو علي الافعال ثلاثة الافعال ثلاثة فعل يدل على ثبات الشيء واستقراره نحو العلم والتيقن. وفعل يدل على خلاف الثبات والاستقرار. وفعل يجذب الى هذا مرة والى هذا - 00:16:05ضَ

اخرى. فما كان معناه العلم وقعت بعده ان الثقيلة. لان معناها ثبوت الشيء واستقراره. كقوله فيعلمون ان الله هو الحق المبين الم يعلم بان الله يرى. وما كان على غير وجه الثبات والاستقرار نحو اطمع واخاف وارجو - 00:16:25ضَ

بعده ام الخفيفة كقوله فان خفتم الا يقيما حدود الله. تخافون ان يتخطفكم الناس فخشينا ان يرهقهما. اطمع ان يغفر لي. وما كان مترددا وما كان مترددا. بين الحالين مثل حسبت وظننت فانه يجعل تارة بمنزلة العلم وتارة بمنزلة ارجو واطماع - 00:16:49ضَ

وكلتا القراءتين في وحسبوا الا تكون فتنة قد جاء بها التنزيل. فمثل مذهب من نصب. ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم. ام حسب الذين يعملون السيئات ان يسبقونا ام حسب الناس ان يتركوا. ومثل مذهب من رفع ايحسبون ومثل من رفع. ايحسبون ان - 00:17:19ضَ

انما نمدهم ام يحسبون انا لا نسمع سرهم انتهى والله اعلم باسرار كتابه الى الحلقة التالية ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايات وتفسير برنامج من اعداد وتقديم الشيخ - 00:17:43ضَ

عبدالقادر شيبة الحمد - 00:18:09ضَ