بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني
8- شرح بلوغ المرام (كتاب الجنايات)- فضيلة الشيخ أد سامي بن محمد الصقير- 29 جمادى الأولى 1445هـ
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين هذا الحفل ابن حزين رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام في كتاب الجنايات - 00:00:00ضَ
ونبي جحيفة رضي الله عنه قال قلت لعلي رضي الله عنه هل عندكم شيء من الوحي غير القرآن؟ قال لا والذي فلق الحبة ترى النسمة الا فهم يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة. قلت وما في هذه الصحيفة؟ قال العقل وفكاك الاسير ولا يقتل - 00:00:20ضَ
مسلم بكافر رواه البخاري اخرجه احمد وابو داوود والنسائي من وجه اخر عن علي رضي الله عنه وقال فيه المؤمنون تتكافئ دماؤهم ويسعى بذمتهم ادناهم يد على من سواهم ولا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده. وصححه الحاكم - 00:00:40ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد قال رحمه الله تعالى عن ابي جحيفة رضي الله عنه قال قلت - 00:01:00ضَ
علي رضي الله عنه هل عندكم شيء من الوحي غير القرآن قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة الى اخره قوله هل عندكم شيء الخطاب هنا في قوله عندكم بعلي رضي الله عنه - 00:01:16ضَ
وجمعه اما للتعظيم او لارادته اي لارادة علي مع بقية اهل البيت هل عندكم يا اهل البيت؟ كذا وكذا وانما سأل ابو جحيفة رضي الله عنه عليا رضي الله عنه - 00:01:40ضَ
بان جماعة من الرافضة يزعمون ان عند اهل البيت ولا سيما علي رضي الله عنه اشياء من الوحي خصهم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يطلع عليها احد سواهم - 00:02:03ضَ
وقوله هل عندكم شيء المسؤول عنه هنا ما يتعلق بالاحكام الشرعية من الوحي الشامل للكتاب والسنة فقال رضي الله عنه لا اي لا شيء عندنا تحدث اسم لا وخبرها لجلالة السياق على ذلك - 00:02:23ضَ
ثم قال والذي فلق الحبة الواو هنا للقسم والغرض من هذا القسم توكيل ما تضمنته جملة القسم وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يخصه بشيء من امور الوحي - 00:02:57ضَ
والشريعة دون غيره وقوله فلق الحبة خلق الحبة اي شقها فاخرج منها النبات والحبة المراد بها هنا الجنس وهي ما يكون في السنبل والاكمام قال الله تعالى ان الله فالق الحب والنوى - 00:03:19ضَ
قال وبرأ النسمة برأ اي خلق والنسمة بفتح النون والسين هي النفس والخلق وكل ما فيه روح من انسان او حيوان او غيره وجمعه نسم قصبة وقصب وقوله الا فهما - 00:03:47ضَ
وفي رواية الا فهم تروي على وجهين النصب والرفع اما على رواية النصب فهو مستثنى واما على رواية الرفع الا فهم فيكون بدلا من قوله شيء اي ليس عندنا شيء الا فهم - 00:04:21ضَ
وقوله الا فهم يعطيه الله رجلا في كتابه اي في القرآن وانما قال في كتابه مع ان الفهم يكون في السنة لان الكتاب هو المسؤول عنه هنا في قوله هل عندكم شيء من الوحي؟ فهو سأل عن ما ما يتعلق بالقرآن - 00:04:48ضَ
فاجابه بقوله الا فهما يعطيه الله رجلا في كتابه وقوله الا فهما هذا الفهم الذي يؤتيه الله عز وجل احدا في كتابه لا حصر له. والناس يتفاوتون فيه تفاوتا كثيرا جدا - 00:05:15ضَ
من وجوه متعددة اعني الفهم الذي يؤتيه الله عز وجل الانسان في كتاب الله تعالى الناس يختلفون فيه من وجوه الوجه الاول بحسب الايمان بالله عز وجل فكلما قوي ايمان العبد - 00:05:39ضَ
قوي فهمه في شريعة الله لان الايمان نور يقذفه الله عز وجل في القلب فيبصر به ما لا يبصره غيره وهذا الايمان انما يزداد بمعرفة اسماء الله عز وجل وصفاته - 00:06:04ضَ
والتفكر والتدبر في اياته الكونية والشرعية والاعمال الصالحة كما يأتي الوجه الثاني مما يكون به زيادة الفهم العمل الصالح فانه فان به يزداد فهما فاذا اكثر الانسان او استكثر من الاعمال الصالحة - 00:06:32ضَ
فانها تكون سببا لزيادة فهمه قال الله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وقال عز وجل والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم الثالث مما يكون سببا للفهم او لزيادة الفهم التدبر والتفكر - 00:06:58ضَ
في كتاب الله عز وجل ان يتفكر وان يتدبر في كتاب الله عز وجل قال الله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب وقال عز وجل افلا يتدبرون - 00:07:28ضَ
القرآن والتدبر هو التأمل في الالفاظ للوصول الى معانيها التدبر هو التأمل في الالفاظ للوصول الى معانيها الوجه الرابع قلة الصوارف والشواغل فان الذهن اذا انشغل تشتت فكره وتدمر ذهنه وضاع وقته - 00:07:52ضَ
ولهذا ينبغي للانسان ولا سيما طالب العلم ان يجند نفسه للعلم وان يتجه اليه اتجاها كليا وان يحبس نفسه عليه ثم عليه ايضا ان يركز وان لا يتشتت لان التشتت - 00:08:31ضَ
حتى وان ركز على العلم وفرغ نفسه التشتت في الكتب والتشتت في العلوم سبب للضياع فلا يحصل علما راسخا وانما يحصل علما يكون به مثقفا وفرق بين الرسوخ العلمي وبين الثقافة العلمية - 00:08:56ضَ
المثقف هو الذي يعلم من كل شيء شيئا. واما الرسوخ في العلم فهو الذي يغوص في هذا العلم ويعرف حكمه واسراره الخامس من اسباب الفهم الفهم الغريزي الذي يمن الله تعالى به - 00:09:21ضَ
على من يشاء من عباده فان الناس يختلفون في هذا اختلافا كثيرا واعلم ان الفهم قد يكون غريزيا جبليا طبيعيا وقد يكون مكتسبا فيمكن للانسان ان يكتسب الفهم اذا ضم الى ذلك الامور الاربعة السابقة - 00:09:49ضَ
وهي العلم وهي الايمان بالله والاكثار من الاعمال الصالحة والتدبر والتفكر التفرغ وعدم والانصراف عن الشواغل ونحوها فاذا انضم الى ذلك احد هذه الامور الاربعة مع الاستعانة بالله عز وجل واللجوء اليه فانه يحصل خيرا كثيرا. اذا قول الا - 00:10:22ضَ
لا فهما يؤتيه الله عز وجل احدا في كتابه ذكرنا ان اسباب الفهم او زيادة الفهم هي هذه الامور الخمسة والامر الخامس قلنا انه امر غريزي يعني قد لا يكون الانسان فيه سبيل - 00:10:59ضَ
وضد ذلك ظد ذلك وهو تعسر الفهم وعدم التمكن من الادراك او الخطأ يكون ايضا بواحد من امور خمسة الامر الاول نقص العلم فالانسان اذا كان ناقصا في علمه لا يدرك - 00:11:20ضَ
ما يدركه من يكون كاملا في العلم وثانيا التقصير الطلب بحيث انه لا يجهل نفسه ولا يبذل جهده وطاقته في الوصول الى الحق والى ما يريد ان يعرفه ثالثا من الامور ايضا - 00:11:51ضَ
اه القصور في الفهم القصور في الفهم وقد يكون عنده علم ويجد ويجتهد ولكن فهمه قاصر ويرجع الى الامور السابقة الرابع سوء الارادة والقصد بحيث تكون نيته من الطلب والبحث - 00:12:22ضَ
والمراجعة ليست خالصة لله عز وجل وانما يريد عرضا من الدنيا او يريد الانكسار لنفسه او يريد الانتصار لمذهبه وشيخة وهذا وهذا يقدح في النية قدحا عظيما ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله - 00:12:48ضَ
لا يريد الا ان ينال به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة. يعني ريحها وفي لفظ من تعلم علما ليماري به السفهاء او ليجادل به العلماء الخامس من اسباب - 00:13:18ضَ
عدم الفهم والتحصيل والادراك الذنوب والمعاصي فانها تكون فان الذنوب والمعاصي تكون رينا على القلوب بحيث تحول بينه وبين الوصول الى الحق وضبط العلم وحفظه واستقراره ولهذا قال الامام الشافعي رحمه الله - 00:13:39ضَ
شكوت الى وكيع سوء حفظي فارشدني الى ترك المعاصي وقال اعلم بان العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي ثم قال رضي الله عنه وما في هذه الصحيفة الصحيفة هي ما يكتب فيه ما يكتب فيه من ورق - 00:14:11ضَ
وغيره والمراد بالصحيفة هنا الورقة المكتوبة وكانت هذه الورقة بقراب سيف كما في صحيح مسلم وفي رواية عند النسائي انه اخرج اعني علي رضي الله عنه كتابا من قراب سيفه - 00:14:36ضَ
وقراب السيف والوعاء الذي يوضع فيه السيف بغمده وما يتعلق به قال وما في هذه الصحيفة؟ قال العقل وفكاك الاسيق والا يقتل مسلم بكافر العقل العقل المراد به هنا الدية - 00:15:01ضَ
والمراد تفاصيل احكامها العقل المراد به الدية والمراد تفصيل او تفاصيل احكام الدية وسميت الدية عقلا لان اولياء المقتول كانوا يعطون اولياء لان اولياء القاتل. لان اولياء القاتل كانوا يعطون اولياء المقتول الدية من الابل - 00:15:26ضَ
فيعقلونها اي يربطونها في فناء دار المقتول العقال وهو الحبل اذا سميت دية سميت الدية عقلا لان الابل التي هي الدية تعقل اي تربط في فناء اولياء المقتول قال وفكاك الاسير - 00:15:55ضَ
فكاك فيها وجهان فكاك وفكاك. يعني بكسر الفاء وفتحها وفكاك الاسير اي اطلاق اي اطلاق اسره وتخليصه من العدو والاسير فعيل بمعنى مفعول اي مأسور من مأخوذ من اسرة اذا شده بالايثار - 00:16:19ضَ
ويسمى كل من اخذه العدو يسمى اسيرا وان لم يشد ويربط فهمتم؟ ليس من شرط الاسير ان يكون مأسورا مربوطا لا. كل من اخذه العدو فانه يسمى عسيرا قال والا يقتل مسلم بكافر - 00:16:54ضَ
قول الا يقتل مسلم نكرة في سياق النفي تعم فتعم كل مسلم من ذكر وانثى وصغير وكبير وعدل وفاسق فكل من اتصف بهذا الوصف فهو داخل في قول مسلم والمسلم - 00:17:19ضَ
والذي يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واتى بمقتضى هاتين الشهادتين عندنا الان ثلاث قيود في المسلم الذي يشهد ان لا اله الا الله ده واحد - 00:17:50ضَ
ثانيا وان محمدا رسول الله وثالثا واتى بمقتضى هاتين الشهادتين فلا يكفي ان يقول انا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. نعم هذا يدخله في الاسلام. لكنه يطالب ايش؟ بمقتضى - 00:18:12ضَ
هاتين الشهادتين وهي شرائع الدين قال والا يقتل مسلم بكافر الباء هنا للسببية اي بسبب كافر وكافر هنا ايضا نكرة في سياق النفي فتعم كل كافر سواء كان كتابيا اي يهوديا او نصرانيا ام غير ذلك؟ - 00:18:31ضَ
وسواء كان معاهدا ام مستأمنا ام ذميا اذا كافر ومن هنا نكرة في سياق النفي فتعم كل كافر سواء كان يهوديا ام غيره من الوثنيين والمجوس وغيرهم وسواء كان هذا الكافل معاهدا ام ذميا ام او ام مستأمنا - 00:19:02ضَ
ام مستأمنا بعموم الحديث والفرق بينهما بين هؤلاء ان المعاهد من من كان بيننا وبينهم عهد والذمي هو الذي يعيش في بلاد المسلمين ويلتزم احكام الاسلام والمستأمن هو طالب الامان - 00:19:38ضَ
الذي يريد دخول بلاد المسلمين لتجارة او زيارة قريب او نحو ذلك اذا هؤلاء الثلاثة المعاهد المذم المستأمن المعاهد من بيننا وبينهم عهد. والان في وقتنا الحاضر غالب الدول بينها معاهدات - 00:20:06ضَ
يعني يندر ان تجد دولة ليس بينها وبين دولة اخرى معاهدة اه الثاني الذمي. وهو الذي يعيش في بلاد المسلمين ويلتزم احكام الاسلام والثالث المستأمن المستأمن اي طالب الامان وهو الذي يقصد او يريد دخول بلاد الاسلام والمسلمين لغرض معين - 00:20:31ضَ
لا للاقامة وانما يأتي بيع او شراء او زيارة قريب او صديق والفرق بين الذمة والفرق بين الامان وبين العهد ان العهد لا يكون الا من الامام من له السلطة العليا - 00:21:00ضَ
واما الامان فيصح من كل مسلم ولهذا قال الله عز وجل وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم لام هانئ رضي الله عنها قد اجرنا من اجرت يا ام هانئ - 00:21:24ضَ
ان شاء الله تعالى الكلام على الرواية الأخرى كل ما يتعلق بالفوائد والمسائل. الله اكبر - 00:21:50ضَ