قبس من العقيدة الإسلامية (61 حلقة إذاعية) - الشيخ صالح الفوزان - كبار العلماء
8 من 61|قبس من العقيدة الإسلامية|حدوث الشرك في توحيد الألوهية|صالح الفوزان|العقيدة|كبار العلماء
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان قبس من العقيدة الاسلامية الارشاد الى صحيح الاعتقاد والرد على اهل الشرك والالحاد. للشيخ صالح بن فوزان الفوزان - 00:00:00ضَ
ان حفظه الله الدرس الثامن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه وتمسك بسنته وبعد - 00:00:20ضَ
ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تتحدث اليكم في هذه الحلقة في موضوع العقيدة الاسلامية وكنا في الحلقة التي قبلها قد تحدثنا عن توحيد الالهية واهميته واساليب القرآن في الدعوة اليه - 00:00:38ضَ
والان نتحدث عن طرو الشرك على هذا التوحيد وحدوثه فيه وبيان خطره لانه مطلوب من المسلم بعد ما يعرف الحق ان يعرف ما يضاده من الباطل ليجتنبه كما يقال عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه - 00:00:57ضَ
وكان حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان اقع فيه ويقول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوشك ان تنقل عرى الاسلام عروة عروة اذا نشأ في الاسلام من لا - 00:01:17ضَ
اعرف الجاهلية وقبل ذلك قال الخليل عليه الصلاة والسلام رب اجعل هذا البلد امنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. ربي انه انا اضللنا كثيرا من الناس والشرك هو صرف شيء من من انواع العبادة لغير الله كالدعاء والذبح والنذر والاستغاثة والاستعانة بغير الله فيما لا يقدر - 00:01:39ضَ
عليه الا الله والتوحيد هو افراد الله تعالى بالعبادة. والتوحيد اصيل في بني ادم. والشرك طارئ عليه قال الله تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس - 00:02:04ضَ
فيما اختلفوا فيه قال ابن عباس رضي الله عنهما كان بين ادم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام قال ابن القيم رحمه الله هذا هو القول الصحيح في هذه الاية - 00:02:24ضَ
وصحح هذا القول ايضا ابن كثير واول ما حدث الشرك في الارض في قوم نوح حين غلوا في الصالحين وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودوا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا - 00:02:41ضَ
قال الامام البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما فهلكوا اوحى الشيطان الى قومهم ان انصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا وسموها باسمائهم ففعلوا - 00:02:57ضَ
لم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت قال ابن القيم رحمه الله قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الامد فعبدوهم - 00:03:17ضَ
ومن هذا الاثر الذي رواه البخاري عن ابن عباس في تفسير هذه الاية في ان سبب الشرك الذي وقع في الارض هو في غلو قوم نوح في الصالحين وتصويرهم اياهم - 00:03:35ضَ
والاحتفاظ بصورهم ونصبها على مجالسهم ندرك من هذا خطورة التصوير وخطورة تعليق الصور على الجدران وخطورة نصب التماثيل في الميادين والشوارع. وان ذلك يؤول بالناس الى الشرك بحيث يتطور تعظيم تلك الصور المعلقة - 00:03:50ضَ
والتماثيل المنصوبة فيؤدي ذلك الى عبادتها ولو على طول المدى. كما حدث في قوم نوح. ولهذا جاء الاسلام بتحريم التصوير ولعن المصورين وتوعدهم باشد الوعيد وانهم اشد الناس عذابا يوم القيامة. وذلك سدا لذريعة الشرك - 00:04:10ضَ
وابتعادا عن مضاهاة خلق الله عز وجل وندرك من هذه القصة مدى حرص الشيطان لعنه الله على اغواء بني ادم ومكره بهم وانه قد يأتيهم من ناحية استغلال العواطف ودعوى الترغيب في الخير. فانه لما رأى في قوم نوح ولوعهم بالصالحين ومحبتهم لهم دعاهم - 00:04:30ضَ
الى الغلو في هذه المحبة بحيث امرهم بنصب الصور التذكارية لهم. وهدفه من ذلك التدرج بهم في اخراجهم من الحق الى الباطل ولم يقصر نظره لعنه الله على الحاضرين. بل امتد الى الى اجيالهم اللاحقة. الذين قل فيهم العلم وفشى فيهم الجهل - 00:04:54ضَ
فزين لهم عبادة هذه الصور واوقعهم في الشرك الاكبر وكابروا نبيهم نوحا عليه الصلاة والسلام بقولهم له لا تذرن الهتكم قال الامام ابن القيم رحمه الله وقد تلاعب الشيطان بالمشركين في عبادة الاصنام لكل قوم على قدر عقولهم. فطائفة دعاهم الى عبادتها - 00:05:16ضَ
من جهة تعظيم الموتى الذين صوروا صورهم كما في قوم نوح وهذا السبب هو الغالب على عوام المشركين. واما خواصهم فاتخذوا الاصنام على صور الكواكب المؤثرة في العالم بزعمهم وجعلوا لهم بيوتا وسدنة وحجابا وقربانا. ولم يزل هذا في الدنيا قديما وحديثا. واصل هذا المذهب من مشرك الصابئة - 00:05:40ضَ
وهم قوم ابراهيم عليه الصلاة والسلام الذين ناظرهم في بطلان الشرك وكسر حجتهم بعلمه والهتهم بيده. فطلبوا تحريقه. وطائفة اخرى اتخذت للقمر صنما وزعموا انه تحق العبادة واليه تدبير هذا العالم السفلي - 00:06:06ضَ
وطائفة تعبد النار وهم المجوس وطائفة تعبد الماء وطائفة تعبد الحيوانات فطائفة عبدت الخيل وطائفة عبدت البقر وطائفة عبدت البشر الاحياء والاموات. وطائفة تعبد الجن طائفة تعبد الشجر وطائفة تعبد الملائكة انتهى كلام ابن القيم رحمه الله - 00:06:27ضَ
وبه تعرف معنى قوله تعالى ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق وقوله تعالى اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم - 00:06:52ضَ
فانزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون ومعنى قوله تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا - 00:07:12ضَ
فهؤلاء المشركون لما تركوا عبادة الله وحده لا شريك له وهي التي خلقوا من اجلها وبها سعادتهم في الدنيا والاخرة لم ما تركوا ذلك ابتلوا بعبادة الشياطين وتفرقت بهم الاهواء والشهوات. كما قال الامام ابن القيم رحمه الله في النونية - 00:07:33ضَ
هربوا من الرق الذي خلقوا له فبولوا برق النفس والشيطان فلا اجتماع للقلوب ولا صلاح للعالم الا بالتوحيد. كما قال تعالى ان اتخذوا الهة من الارض هم ينشرون. لو كان فيه - 00:07:53ضَ
مع الهة الا الله لفسدتا. فسبحان الله رب العرش عما يصفون. ولذلك اذا خلت الارض من التوحيد قامت القيامة كما روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض الله الله - 00:08:10ضَ
ومثل تفرق المشركين الاولين في عباداتهم ومعبوداتهم تفرق القبوريون. تفرق القبوريين اليوم في عبادة القبور كل منهم له ضريح خاص يتقرب اليه بانواع العبادة وكل طريقة من الطرق الصوفية لها شيخ اتخذه مريدوه ربا من دون الله يشرع لهم - 00:08:29ضَ
من الدين ما لم يأذن به الله. وهكذا تلاعب الشيطان ببني ادم ولا نجاة من شره ومكره الا بتوحيد الله والاعتصام بكتاب وسنة رسوله. نسأل الله ان يرينا الحق حقه ويرزقنا اتباعه. وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه. انه هو مولانا - 00:08:52ضَ
نعم المولى ونعم النصير والى الحلقة القادمة باذن الله لنواصل الحديث معكم ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:09:12ضَ