Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الله اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
في باب وجوب طاعة ولاة الامور في غير معصية قال رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال على المرء المسلم والطاعة فيما احب وكره الا ان يؤمر بمعصية. فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. متفق عليه. وعنه رضي الله عنهما - 00:00:20ضَ
قال كنا اذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعتم متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم قال قال الله تعالى وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المرء المسلم السمع والطاعة - 00:00:40ضَ
على ظاهرة في الوجوب اي انها تدل على الوجوب. فهي كقوله عز وجل وعلى الله فتوكلوا فهي تدل على وجوب السمع والطاعة. قال على المرء السمع والطاعة اي القبول والامتثال في غير معصية - 00:01:00ضَ
فيما احب وفيما كره. اي فيما كان موافقا لهواه واحبه. او كان مخالفا لهواه وكره فعليه ان يسمع وان يطيع لولي امره على كل حال الا ان يؤمر بمعصية فان امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. لان طاعة الله عز وجل فوق كل طاعة. وانما الطاعة بالمعروف - 00:01:19ضَ
فهذا الحديث يدل على وجوب طاعة ولاة الامر في غير معصية الله. ومنها ايضا ان الانسان يجب عليه طاعة في الامر ولو كره ذلك. بل عليه ان يحتسب الاجر عند الله تعالى. لان طاعته في غير معصية الله طاعة - 00:01:49ضَ
الله تبارك وتعالى لان الله قال واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وفي هذا الحديث ايضا دليل على بطلان قول من يقول اننا لا نطيع ولاة الامر الا فيما اذا امر اذا امروا - 00:02:09ضَ
وبما امر الله تعالى به. واما اذا امروا بامر لم يأمر الله تعالى به فلا نطيعهم. فهذا قول باطل من وجهين الوجه الاول اننا اذا قلنا اننا لا نطيعهم الا فيما امر الله تعالى به. فلا فرق بينهم وبين غيرهم - 00:02:27ضَ
لان كل من امر بمعروف او نهى عن منكر او امر بخير تجب طاعته. وحينئذ لا يكون هناك فرق بينهم وبين غيرهم. وثانيا ان الله تعالى قال يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم - 00:02:47ضَ
فلو لم تكن طاعتهم في غير ما يرد فيه نص من الكتاب والسنة واجبة فيما لم يكن هناك مخالفة لم يقول للامر بطاعتهم فائدة اما الحديث الثاني فهو حديث ابن عمر رضي الله عنهما ايضا انه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المبايعة - 00:03:07ضَ
هي المعاهدة والمعاقدة مأخوذة من الباع بان كل واحد من المتبايعين يمد يده من يمد باعه للاخر وقد كانت المبايعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تكون بالمصافحة والمبايعة معناها معاهدة الامام ومعاقدته على تسليم النظر في الامور من غير ان ينازع في - 00:03:30ضَ
بحيث انك تسلم جميع الامور اليه من غير ان تنازعه في هذا الامر. قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة اي على القبول والامتثال. فكان عليه الصلاة والسلام يقول فيما استطعتم اي فيما كان في طوعكم. وهذا يدل - 00:03:58ضَ
على شفقة الرسول صلى الله عليه وسلم ورحمته بامته. حيث انه استثنى وقال فيما استطعتم. لان الانسان قد يخالف ما امر به ولي الامر او قد يخالف ما يحصل من ولاة الامر اما سهوا واما غلطا واما عن - 00:04:23ضَ
جهاد هو فيه معذور. فحينئذ تكون هذه المخالفة لا يأثم الانسان عليها ولا يعتبر مخالفا. وهكذا ينبغي لولاة الامر ان يكونوا رحماء وان يشفقوا على من يكونوا تحت ولايتهم وتحت رعيتهم - 00:04:43ضَ
وفي هذا الحديث ايضا دليل على انه لا واجب مع العجز وهذه قاعدة شرعية عامة في جميع الامور من العبادات وغيرها. فجميع الواجبات الشرعية حنوطة بالقدرة. فمن لم يقدر ومن لم يستطع فانها تسقط عنه. لقول الله عز وجل فاتقوا الله ما استطعتم - 00:05:03ضَ
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:05:29ضَ