رياض الصالحين للنووي

88/1- شرح رياض الصالحين - بـاب استحباب طيب الكلام - أ د سامي الصقير - 9 رجب 1444هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ

قال رحمه الله باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء. قال الله تعالى واخفض جناحك للمؤمنين. وقال تعالى تكون تفظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب استحباب طيب الكلام - 00:00:20ضَ

وطيب الكلام اي دينه. بان يتكلم مع الناس بكلام لين. ويختار احسن العبارات ولهذا قال الله عز وجل وقولوا للناس حسنا وقوله واستحباب البشاشة عند اللقاء يعني طلاقة الوجه بان يلاقي الناس بوجه طري بوجه منشرح لا بوجه - 00:00:39ضَ

من مكفهر او بوجه عبوس ثم ساق الايات رحمه الله في هذا الباب الاية الاولى قول الله عز وجل واخفض جناحك للمؤمنين. اخفض جناحك اي الن جانبك وتطامن وتواضع للمؤمنين اي لما للذين اتبعوك من المؤمنين كما في اية اخرى - 00:01:03ضَ

واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين. فلا تتطاول عليهم ولا تترفع عليهم. بل الن جانبك واخضع لهم وذلك لانه من تواضع لله رفعه. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وما تواضع احد لله - 00:01:26ضَ

الا رفعه الله وهذه الجملة وهي قوله عليه الصلاة والسلام ما تواضع احد لله الا رفعه الله لها معنيان. المعنى الاول ما تواضع احد لشرع الله ولاحكام الله الا رفعه الله عز وجل فيتواضع لشرعه واحكامه - 00:01:46ضَ

فينفذ المأمور ويجتنب المحظور والمعنى الثاني ما تواضع احد لله اي ما تواضع احد لعباد الله لاجل الله. الا رفعه الله عز وجل اما الاية الثانية وهي قول الله عز وجل فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من - 00:02:08ضَ

قوله فبما رحمة اي بسبب رحمة من الله عز وجل رحمك لنت لهم اي لنت لاصحابك ولامت ولهذا كان عليه الصلاة والسلام رحيما بامته رفيقا بهم شفيقا بهم كما قال عز وجل في وصفه لقد - 00:02:33ضَ

جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فبما رحمة من الله نلت لهم اي كنت لينا لهم ولو كنت فظا غليظ القلب. اي ولو كان من طباعك. ومن اخلاقك انك فظ. والفظ هو سيء الخلق - 00:02:53ضَ

الغليظ الجافي غليظ القلب يعني قاسي القلب. لانفضوا من حولك وهذا دليل على ان لين القلب ورقته سبب لاقبال الناس على الانسان. ولهذا قال ولو كنت فظا يعني غليظا في - 00:03:18ضَ

في اخلاقك وفي طباعك والغرظ يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح. فالغنم القلب قسوته وعدم رحمته. والغلظ باللسان بالالفاظ القاسية النابية. والغلظ بالجوارح بان لا يكون عند الانسان رحمة يبطش بالناس بطشا ولا يراعي ضعيفا لضعفه ولا فقيرا لفقره. فهذه الاية الكريمة فيها - 00:03:35ضَ

دليل على فوائد منها منة الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم حيث رحمه ورحم امته رحمه بان جعله لينا عليه الصلاة والسلام شفيقا رحيما. ورحم بذلك امته. ومن فوائد هذه الاية الكريمة - 00:04:06ضَ

انه ينبغي للانسان ولا سيما من كان له ولاية ان يكون رحيما رفيقا بمن تحت ولايته. فان رفقه بمن تحت ولايته سبب لرحمة الله عز وجل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ارحموا من في الارض يرحمكم - 00:04:26ضَ

من في السماء وقال الراحمون يرحمهم الرحمن. ومنها ايضا ان كون الانسان ينفر عن اهل الخير بسبب غلظتهم هذا عذر له. ولهذا قال ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. يعني لتفرق الناس من حولك - 00:04:46ضَ

وفروا منك ولم يجتمعوا اليك فكون بعض الناس ينفر من اهل الخير بسبب غلظهم وجفائهم وقسوتهم في المعاملة هذا عذر له. ولهذا الله عز وجل في هذه الاية الكريمة الذين ينفضون عن الرسول صلى الله عليه وسلم. ومنها ايضا انه ينبغي لاهل العلم - 00:05:08ضَ

والتربية الاباء والامهات ان يكونوا متصفين بهذا الوصف وهو الرفق والرحمة وعدم الغلظة والشدة. لان الرفق والرحمة سبب للقبول والغلظة والشدة سبب للنفرة. فالانسان ولا سيما الداعية الى الله عز وجل ينبغي له ان يكون رفيقا رحيما. بمن تحت ولاية - 00:05:31ضَ

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اشد الناس رحمة واشد الناس شفقة كان والصلاة والسلام رفيقا رحيما فينبغي لنا ان نتأسى به في هذا الامر. وان نجعل الرفق واللين - 00:06:01ضَ

الخضوع والذل هو الصفة التي نتصف بها لان هذا من اعظم اسباب اقبال الناس على الانسان واخذهم عنه. واعلم ان قبول الناس لك فرع عن محبتهم اياك الناس اذا احبوك قبلوا منك حتى لو تكلمت بباطل قبلوا منك. فكيف اذا تكلمت بحق؟ فعلى المرء ولا سيما - 00:06:21ضَ

طالب العلم والداعية الى الله عز وجل عليه ان يحرص على التودد والتحبب الى الناس لان ذلك من من اسباب قبول ما يلقيه اليهم من العلم ومن الشريعة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:06:49ضَ

- 00:07:09ضَ