Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا والمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في كتاب الفضائل - 00:00:00ضَ
باب فضل يوم الجمعة قال الله تعالى فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق ادم وفيه - 00:00:20ضَ
الجنة وفيه اخرج منها. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب فضل يوم الجمعة. ثم ذكر الاية في هذا الباب وهي قول الله عز وجل فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض. وقبلها يقول الله تعالى يا ايها الذين - 00:00:40ضَ
امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع. ذلكم خير لكم ان كنتم يعلمون صدر الله تعالى هذه الاية الكريمة بالنداء للعناية والاهتمام والتنبيه وفي توجيه الخطاب فيها في هذا النداء الى الذين امنوا فيه ثلاث فوائد. الفائدة الاولى عناية الله - 00:01:00ضَ
الله تعالى بعباده المؤمنين. حيث يوجههم الى ما فيه الخير لهم في الدنيا والاخرة. وثاني اذا الحث والترغيب والاغراء. ففيها اغراء لامتثال ما وجه اليهم من الخطاب. اي يا ايها الذين امنوا لايمانكم افعلوا كذا. والفائدة الثالثة ان فعل ما وجه اليهم - 00:01:30ضَ
وامتثاله من مقتضيات الايمان. وان مخالفته نقص في الايمان. وقوله يا ايها الذين امنوا اي امنوا بما يجب الايمان به من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. اذا - 00:02:00ضَ
بالصلاة المراد بالنداء هنا الاذان. اي اذا اذن المؤذن والمراد بالاذان الاذان الثاني الذي ان يكونوا بين يدي الخطيب. اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة اي لصلاة الجمعة فاسعوا الى ذكر الله - 00:02:20ضَ
يبادروا وسارعوا الى ذكر الله عز وجل. والمراد بالذكر هنا الخطبة والصلاة. ذلكم اي مبادرة ومسارعتكم ومضيكم خير لكم. والخيرية هنا مطلقة فهو خير في الدنيا والاخرة. اذ لا مقارنة بين الاستجابة لامر الله، عز وجل، وامر رسوله، صلى الله عليه وسلم، وبين الاشتغال في امور الدنيا بالبيت - 00:02:40ضَ
والشراء. ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. اي ان كان عندكم علم فتفرقون فيه بينما ينفعكم وما لا ثم قال عز وجل فاذا قضيت الصلاة اي فرغ منها والمراد بصلاة الجمعة فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض - 00:03:10ضَ
اي تفرقوا في الارض بعد اجتماعكم لمصالحكم من بيع وشراء. وابتغوا من فضل الله اي اطلبوا من فضل الله وهو رزقه الحلال المباح. فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا. اذكركم - 00:03:30ضَ
بقلوبكم والسنتكم وجوارحكم. ولا يلهينكم الطلب البيع والشراء ان تغفلوا عن ذكر الله عز وجل واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. اي لاجل ان تفلحوا. والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرغوب. ففي هاتين الايتين من الفوائد. اولا مشروعية الاذان لصلاة الجمعة - 00:03:50ضَ
في قوله يا ايها الذين امنوا اذا نودي ومنها ايضا وجوب المضي والمسارعة الى الجمعة اذا اذن المؤذن والا يتشاغل الانسان عن المضي اليها بشيء من امور الدنيا. ومنها ايضا تحريم البيع - 00:04:20ضَ
والشراء بعد نداء الجمعة الثاني. ويلحق بالبيع كل ما اشغل عن المضي والمسارعة الى صلاة الجمعة من سائر العقود من ايجارة او رهن او عارية او وديعة او غيرها. ومنها ايضا ان - 00:04:40ضَ
البيعة اذا وقع بعد نداء الجمعة الثاني فانه لا يصح. فالعقد فاسد لا ينتقل به الثمن الى البائع ولا المثمن الى المشتري. لانه منهي عنه لذاته. وما نهي عنه لذاته فانه يقتضي الفساد - 00:05:00ضَ
ومنها ايضا الحث على ذكر الله عز وجل. بقوله واذكروا الله كثيرا. ومنها مشروعية طلب الرزق والسعي في ذلك ولا سيما بعد الجمعة بان الله عز وجل ارشد اليه عباده في هذه الاية الكريمة - 00:05:20ضَ
ومنها ايضا ان ذكر الله تبارك وتعالى سبب للفلاح. ولقوله واذكروا الله كثيرا لعلكم فذكر الله تبارك وتعالى سبب لحياة القلوب وللقرب من علام الغيوب وهو سبب للفلاح والفوز في الدنيا والاخرة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:05:40ضَ