بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين سورة العاديات سورة لطالما قرأناها وسمعناها ولطالما قرأت علينا في المساجد في صلاتي المغرب والعشاء - 00:00:00
وهي سورة عظيمة تذكر الانسان بوجوب الوفاء وبوجوب اداء حق من له الحق وهو الله سبحانه وتعالى وقيل ان الحياء هو ان يندفع الانسان الى فعل الصالحات وترك السيئات وهو - 00:00:27
تذكير النفس باداء حق من له حق وربنا جل جلاله له الحق الاكبر وهذه السورة العظيمة يبين لنا قصة واقع حياتنا من الصباح الى المساء ومن المساء الى الصباح في وجوب اداء حق الله - 00:00:50
ومعلوم ان الانسان يطالع نعم الله تعالى فاذا طالع المرء نعم الله فان من مطالعة هذه النعم تتولد حال وهي حالة الحياء بان يستحي العبد ان يعصي الله بنعم الله - 00:01:10
اذا هذا هو موظوع السورة انها بيان اداء حق الله تعالى بهذه السورة اسماء يقال لها العاديات يقال لها والعاديات باثبات واو القسم وسميت سورة العاديات لان الله تعالى افتتحها بالقسم بالعاديات وهي خيل الجهاد في قوله تعالى - 00:01:32
والعاديات ضرحا وهي سورة مكية ومقصد السورة بيان شرف الغزاة في سبيل الرحمن وذكر وذكر كفران الانسان والخبر عن اطلاع الملك الديان على الاسرار وعلى ما يسره الانسان وما يعلنهم - 00:01:56
في هذه السورة ذم محبة ما هو فان وان الانسان عليه ان يبقى ان يحب ما يبقى وفي هذه السورة خبر من احياء الله تعالى الاموات بالاجساد والابدان وانه تعالى خبير بها - 00:02:21
وخبير بالخلق وهذه السورة تتحدث هذه السورة عن صفات خير الجهاد وما يستفاد منها اقرأ ايها الفتى من الاية الواحدة الى الاية الخامسة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم - 00:02:45
والعاديات ضبحا فالموريات قد حاب فالمغيرات صبحا فاثرن به نقعا فوسطنا به جمعا احسنت التفسير اقسم الله بالخيل التي تجري حتى يسمع بنفسها صوت من شدة الجري واقسم بالخيل التي توقد بحوافرها النار اذا لامست بها الصخور لشدة وقعها عليها - 00:03:12
واقسم بالخيل التي تغير على الاعداء وقت الصباح فهرشن بجريهن غبارا فتوسطن بفوارسهن جمعا من الاعداء هذا من التفسير المختصر من التساؤلات في تدبر هذه الايات ما وجه القسم بالخيل العاديات - 00:03:56
ومعلوم ان القسم حينما يؤتى به يؤتى به لزيادة التوثيق في قلب المقسم له بهذا السؤال عدة اجابات من ضمنها لاجل التهويل والترويع ولاشعار المشركين بان غارة تترقبهم وهي غزوة بدر - 00:04:21
وغزوة بدر لها اسم سميت بالقرآن باي اسم يا ام الفرقان. احسنت السبب الآخر لما فيها من منافع الدنيا الدنيا والدين وفي تنبيه على ان الانسان يجب عليه ان يمسكه لا للزينة والتفاخر. بل لهذه المنفعة - 00:04:43
ثالثا باعلاء شأنه طبعا هذا الحديث الذي تروناه في الدرس السابق الفين وثمان مئة وستين في صحيح البخاري يعني ارتباطا بهذا المذكور في الجواب نعم ثالثا باعلاء شأنها في نفوس المؤمنين - 00:05:04
ليعنوا بتربيتها وليتدربوا عليها من اجل الجهاد في سبيل الله وليعتادوا معالي الامور وظواهر الجد والعمل. احسنت من الرسائل التي في هذه الايات فيها رسالة من اجل ان يتحفز المؤمنون - 00:05:22
وان يهتموا بانفسهم فيترقوا ويتدربوا وان يكونوا معتادين للدفاع عن هذا الدين ولاجل الدعوة في سبيل الله تعالى وتبليغ الدين ومن ذلك التدرب على ركوب الخير وعلى الاغارة وعلى قوة الطلب وقوة الدفع عن المؤمنين وعن حياض المؤمنين - 00:05:45
ولذلك الانسان لا يصل الشيء حتى يعد له العدة في هذه السورة ذكر الصبح والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا. ما وجه ذكر يعني الصبح وقبل الصبح الظبح اشارة الى الجهد والسرعة وظهور اثر الجري من خلاله. يعني ربنا يقول ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله. يتعب الانسان ويبذل ويجد في - 00:06:16
لطلب العلم يبيع نفسه لله تعالى واذا بالانسان لما يجد ان العاديات يظحن ظبحا في جريهن على الانسان يتفكر ان يجد قيام الليل لذة للمتهجدين لكنه يحتاج تعب ويحتاج ترك الفراش ويحتاج ان الانسان يقوم ويتحرك - 00:06:52
ويقرأ ويهتم ويجمع نفسه فالانسان لما يتذكر الخيل تذبحه في جريها وفاء لسيدها وانها مذللة ومخلوقة وطائعة من عند الله تعالى على الانسان ان يأتفي بكل من هو مبادر الى فعل الخير - 00:07:14
اذا فيها من الرسائل تفصيلات المشهد تدعوك لتتأمل الصورة الكاملة بجزياتها فتكون ممن يبذل جهده في طاعة الله تعالى ويبذل الانسان وهذا يذكرني بمقولة يحيى ابن ابي الكثير فان مسلم ابن الحجاج في صحيحه ساق حديثا واورد له طرقا ومتابعات ثم نقل - 00:07:35
عن يحيى ابن ابي الكثير انه قال لا يستطاع العلم براحة الجسم فهذه العاديات ما كانت عاريات الا لانها بذلت جهدها وذبحت في سعيها حتى وصلت وانت لن تنال ما تطلبه حتى تجد - 00:08:01
والقاعدة تقول وقل من جد في امر يؤمله واستعمل الصبر الا فاز بالظفر وقال الاخر لاستسهلن الصعب او ادرك المنى فمن قادت الامال الا لصابه زين الصبح ما وجه ذكر الصباح نام - 00:08:19
لانهم كانوا اذا غزوا لا يسيرون على القوم الا بعد ولذلك كان منذر الحي اذا انزل قومه بمجيء العدو نادى يا صباحاه والجواب الثاني لانه ايضا لا يثور الغبار الا - 00:08:43
لا يظهر ثورانها قبلي انا بالليل لا لا يظهر ثورانه بالليل زيد اذا هذا هو سبب الاغارة ولا اشرق كبير كي ما نغير فالانسان ان ينطلق في حياته وان نسارع في انجاز مهامه - 00:09:00
وعلى لسان يستثمر الوقت وان لا يضيع شيئا من الوقت كما ان الخيل كانت تسير في وقت الصباح في هذا العمل لنثارة الغبار لماذا ذكرت اثارة الغبار؟ للاشارة الى شدة العدو وكثرة الكر والفر - 00:09:20
ذات الانسان عليه ان يكافح انت الان تتنفس ام لا تتنفس؟ لا ما اتنفس وذاك من كفاح كانك تتلفت حتى وصلت الى هذا العمر. كم عمرك الان؟ خمسة عشر خمسة عشر. جيد - 00:09:41
لولا مكافحتك في التنفس لما وصلت لان الانسان لابد ان يكافح انت تتعلم تركيا ام لا؟ ان شاء الله لاجل ماذا؟ لاجل نفس الدين احسنت ايها الفتى. اذا على الانسان ان يكافح ويجد ويجتهد - 00:09:56
ما سر تخصيصه ثالث الغبار بالصباح لانه لا او لا يظهر ثور عنه بالليل ما دلالة مجيء الفعلين فاثرن فوسطن لي بهما ماضيين خلاف نسق الاوصاف السابقة لان الكلام انتقل من من القسم الى الحكاية - 00:10:13
عن حصول ما ترتب على تلك الاوصاف الثلاثة اي ما قصد منها من الظفر بالمطلوب الذي لاجله كان العدو والاغارة عقبه وهي الحلول بدار القوم الذين ازوهم. اذا هذا مقصد ولكن انت الان لما تعمل اي عمل لا بد ان - 00:10:33
يكون لديك مقصد ولديك هدف في هذه الحياة فربنا ما خلقنا عبثا ولن يتركنا سدى وايضا لتصوير هذه الافعال في النفس فان التصوير يحصل بايراد الفعل بعد الاثم لما بينهما من تخالف - 00:10:54
وهو ابلغ من التصوير بالاسماء المتناسقة جيد اذا عليك يعني ان تجعل طباعك بطباع الخيل لا اقول لك انك اقتدي بالخيل بل انت كل صفة من الصفات هذه الصفة تهتم بها - 00:11:13
الكلب لديه وفاء مثل يديه وفاء لسيده. نعم لديه وفاء. الان تثقف الطريق وتمشي بالسيارة بسرعة مئة كيلو في الساعة وتمر من بيت ولهذا البيت كل ويأتي الكل يذبح ويعلم الكل انه لن يبلغك لكن لماذا يفعل هذا؟ وفاء لصاحب البيت - 00:11:34
فعلى الانسان ان يقتدي اذا في هذه الاية الكريمة يعني بيان هذا الشيء في قوله يومئذ يحضر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم تقرير لعقيدة البعث والجزاء فعلى العبد ان لا يضيع شيئا من وقته - 00:11:54
الا بطاعة الله تعالى اقرأ ايها الاية الثالثة والسابعة والثامنة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم حسبك ما دمت في اول مجلس قد استعذت فتكمل. نعم ان الانسان لربه لكنود وانه على ذلك لشهيد - 00:12:19
وانه لحب الخير لشديد. العرب تقول هنا مرمض الفرس وعند ذكر الفرس نقول عند ذكر هذه الاية الكريمة جاء هذا المعنى فهذه الخيل وفية لصاحبها وتضحي بنفسها لاجل سيدها فاذا كان سيده الذي يطعمها يسقيها هكذا تفعل المجيد فما بالك بالانسان الذي سخر له ما في السماء وما في الارض - 00:12:45
انظر هذا المعنى بودنا ان جميع الناس من العرب وغير العرب يعلمون معاني القرآن فلا بد ان نعمل لان نبلغ الناس معاني كلام الله ان الانسان لمنوع للخير الذي يراد منهم - 00:13:17
ان الانسان لمنوع للخير الذي يريده الله منه وانه على منعه للخير لشاهد فربنا شاهد والعبد ايضا يشهد على نفسه فالعبد لا يستطيع انكار ذلك لوضوحه وانه لفرط حبه للبال يبخل به. البخل والشح. ما الفرق بين البخل والشح ايها الفتى - 00:13:38
البخل انك تبخل بالحق الواجب والشح نفس هذا والزيادة انك تطلب ما هو ليس بحقك ما دلالة تقديم لربه؟ على كنود؟ في افادة الاهتمام بمتعلق هذا الكنود ولتشنيع هذا الكنود لانه كنود للرب الذي هو احق الموجودات بالشكر - 00:14:06
واعظم ذلك شرك المشركين. لان المشركين قد وضعوا الشيء في غير محله فوقعوا في اعظم الظلم اذا عليك ان لا تجحد نعم الله عز وجل التي تتدفق عليك ليل نهار صباح مساء - 00:14:31
والتي لا تستطيع ان تحصيها فضلا عن اداء شكرها فكيف تجحدها ما وجه التعبير عن المال بلفظ الخير لان المال اصله لان المال خير في ذاته ولكنه قد يتحول في ايدي كثير من الناس الى شر مستغيير يحرق اهله - 00:14:47
اذا المال نحن نسأل عنه سؤالين سؤال من اين اخذناه؟ وفيما وظعناه اذا اياك ان تكون حريصا على جمع المال اسيرا لهواه شحيحا عن فعل الخير لكن ان جمعته لتضعها في طاعة الله فنعم المال الصالح للعبد الصالح - 00:15:06
ولا يصلح الفعال الا المال وطالب العلم في حاجة الى التكسب من تعبه وجهده حتى لا يحتاج الى احد من اجل ان لا يمضغه الناس لاجل ان يكون عزيزا ماليات تقديم قوله لحب الخير على متعلقه - 00:15:27
لاهتمام بغرابة هذا المتعلق المتعلق وبمراعات الفاصلة اذا ان خالط الايمان قلبك فغير من تصوراتك وقيمك وطباعك وعلى الانسان دائما ان يسعى لاصلاح حال نفسه وتعليل نفسه فالانسان تمر عليه اشياء كما قال تعالى ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون - 00:15:46
فعلى الانسان ان يعمل لطاعة الله تعالى ان في الاقتسام بالخير التي تعدو في سبيل الله ترغيبا في الجهاد في سبيل الله واعلانا لشأنه بيان بجحود الانسان نعم ربه عليه وتخاذله في اداء حق الله - 00:16:23
ان حب المال فطرة فطر الله الانسان عليها وهو خير في ذاته الا ان يسيء الانسان استعماله فيصير نقمة على صاحبه ويصير صاحبه مذموما اقرأ ايها الفتى من الاية التاسعة وحتى الاية الحادية عشرة - 00:16:39
افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ان ربهم بهم يومئذ لخبير افلا يعلم هذا الانسان المغتر بالحياة الدنيا اذا باعث الله ما في القبور من الاموات - 00:16:58
واخرجهم من الارض للحساب والجزاء ان الامر لم يكن كما كان يتوهم وابرز وبين ما في القلوب من النيات والاعتقادات وغيرها ان ربهم بهم في ذلك اليوم لخبير لا يخفى عليه من امر عباده شيء وسيجازيهم عليه - 00:17:22
ما سره حلة مفعول؟ يعلم افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور لنبحث عن هذا المفعول ونستدل عليه وفي هذا ما يدعو الى اعمار الفكر لنجد العبرة والعفة لان العقل غاية ما يعطاه الانسان فلا بد عليه ان يتعرف على - 00:17:43
ربه وامر ربه واسماء ربه وكلمات ربه اذا لو علم العبد ما يكون في هذا اليوم لكان مزدجر عن غيه وعن ضلاله لما خص اعمال القلوب بالذكر في قوله وحصل ما في الصدور. لانه لولا البواعث والارادات في - 00:18:04
لما حصلت افعال الجوارح لما حصلت افعال الجوارح فهي الاصل في الذنب فانه اثم قلبه والاصل في المدح وجدت قلوبهم في سورة الانفال. اذا عليك ان لا تنسى ان الله عز وجل مطلع - 00:18:27
على صدرك وخبايا نفسك فعلى الانسان ان يطهر قلبه وان يعالج نفسه وان يجاهد خواطره فهذه الخواطر تأتي يوم القيامة وتجمع كما تجمع مثاقيل الذر ما سر تخصيص العلم لي بهم في يومئذ - 00:18:46
للتأكيد على انه عالم بذلك يوم يوم المجازاة وللتأكيد على شمود العلم في الماضي والحاضر والمستقبل. لان الجزاء منوط بالعمل السابق فيكون تخصيصه دالا على التذكر وعدم وعدم النسيان وعلى التزام العدل وتوافر العلم وقت وقت الجزاء. في سورة الفاتحة اين نجد هذا - 00:19:09
ما لك يوم الدين اليس صحيح؟ نعم فانت لما كان عن اهمالك يوم الدين هو مالك الدنيا والاخرة لكن حتى تستعد لهذا في مطلع البقرة وهم بالاخرة هم يوقنون مع ان الاخرة منضبا يؤمنون بما انزل اليك - 00:19:40
ولكن لماذا لماذا من اجل التأكيد والاستعداد ليوم الدين ولذا اخر ما نزل واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله تستحي من الله واستحي من نظر الله لك فانه يراك فلعل حياك يمنعك من عمل - 00:19:59
تسأل عنه وتحاسب عليه يوم القيامة اذا ما جرى لها التعبير عن المجازات بالخبرة لان القصد هو التهديد سيكون قوله لخبير وهو تعالى خبير دائما في تظمين خبير معنى مجاز لهم في ذلك اليوم. اذا عليك ان تفكر بالاخرة - 00:20:22
فهي علاج الشحوم والجحود الذي مر بالحوش ويهو هذا الامر لفك الانسان بالاخرة يهون على الانسان امر الدنيا ويصبر الانسان على فعل الطاعات ويصبر على ترك المحرمات ويصبر على الامور الصعبة - 00:20:45
اذا في مجيء هذه افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور. عقب الاخبار عن جحود الانسان لنعم الله وتعلقه بحب المال ما يدل على ان تذكر الانسان للاخرة من اعظم - 00:21:04
ما يعين الانسان على ظبط نوازع نفسه وتنشيد حاجياتها فتذكر الاخرة كفيل بضبط حياة الانسان في قوله وحصل ما في الصدور دعوة لتنقية البواطن وتصفية القلوب من شوائب الذنوب والمعاصي - 00:21:18
ومن كل معتقد فاسد او نية سيئة في قوله افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور. ان ربهم بهم يومئذ لخبير تقرير لعقيدة البعث والجزاء وهنا تجيء اللفتة الاخيرة في السورة لعلاج الكنود - 00:21:42
والجحود والاثر والشح بتحطيم قيد النفس واطلاقها منه مع عرض مشهد البعث والحشر في صورة تنسي حب الخير وتوقظ من غفلة البقر افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور - 00:22:03
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين - 00:22:26
Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين سورة العاديات سورة لطالما قرأناها وسمعناها ولطالما قرأت علينا في المساجد في صلاتي المغرب والعشاء - 00:00:00
وهي سورة عظيمة تذكر الانسان بوجوب الوفاء وبوجوب اداء حق من له الحق وهو الله سبحانه وتعالى وقيل ان الحياء هو ان يندفع الانسان الى فعل الصالحات وترك السيئات وهو - 00:00:27
تذكير النفس باداء حق من له حق وربنا جل جلاله له الحق الاكبر وهذه السورة العظيمة يبين لنا قصة واقع حياتنا من الصباح الى المساء ومن المساء الى الصباح في وجوب اداء حق الله - 00:00:50
ومعلوم ان الانسان يطالع نعم الله تعالى فاذا طالع المرء نعم الله فان من مطالعة هذه النعم تتولد حال وهي حالة الحياء بان يستحي العبد ان يعصي الله بنعم الله - 00:01:10
اذا هذا هو موظوع السورة انها بيان اداء حق الله تعالى بهذه السورة اسماء يقال لها العاديات يقال لها والعاديات باثبات واو القسم وسميت سورة العاديات لان الله تعالى افتتحها بالقسم بالعاديات وهي خيل الجهاد في قوله تعالى - 00:01:32
والعاديات ضرحا وهي سورة مكية ومقصد السورة بيان شرف الغزاة في سبيل الرحمن وذكر وذكر كفران الانسان والخبر عن اطلاع الملك الديان على الاسرار وعلى ما يسره الانسان وما يعلنهم - 00:01:56
في هذه السورة ذم محبة ما هو فان وان الانسان عليه ان يبقى ان يحب ما يبقى وفي هذه السورة خبر من احياء الله تعالى الاموات بالاجساد والابدان وانه تعالى خبير بها - 00:02:21
وخبير بالخلق وهذه السورة تتحدث هذه السورة عن صفات خير الجهاد وما يستفاد منها اقرأ ايها الفتى من الاية الواحدة الى الاية الخامسة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم - 00:02:45
والعاديات ضبحا فالموريات قد حاب فالمغيرات صبحا فاثرن به نقعا فوسطنا به جمعا احسنت التفسير اقسم الله بالخيل التي تجري حتى يسمع بنفسها صوت من شدة الجري واقسم بالخيل التي توقد بحوافرها النار اذا لامست بها الصخور لشدة وقعها عليها - 00:03:12
واقسم بالخيل التي تغير على الاعداء وقت الصباح فهرشن بجريهن غبارا فتوسطن بفوارسهن جمعا من الاعداء هذا من التفسير المختصر من التساؤلات في تدبر هذه الايات ما وجه القسم بالخيل العاديات - 00:03:56
ومعلوم ان القسم حينما يؤتى به يؤتى به لزيادة التوثيق في قلب المقسم له بهذا السؤال عدة اجابات من ضمنها لاجل التهويل والترويع ولاشعار المشركين بان غارة تترقبهم وهي غزوة بدر - 00:04:21
وغزوة بدر لها اسم سميت بالقرآن باي اسم يا ام الفرقان. احسنت السبب الآخر لما فيها من منافع الدنيا الدنيا والدين وفي تنبيه على ان الانسان يجب عليه ان يمسكه لا للزينة والتفاخر. بل لهذه المنفعة - 00:04:43
ثالثا باعلاء شأنه طبعا هذا الحديث الذي تروناه في الدرس السابق الفين وثمان مئة وستين في صحيح البخاري يعني ارتباطا بهذا المذكور في الجواب نعم ثالثا باعلاء شأنها في نفوس المؤمنين - 00:05:04
ليعنوا بتربيتها وليتدربوا عليها من اجل الجهاد في سبيل الله وليعتادوا معالي الامور وظواهر الجد والعمل. احسنت من الرسائل التي في هذه الايات فيها رسالة من اجل ان يتحفز المؤمنون - 00:05:22
وان يهتموا بانفسهم فيترقوا ويتدربوا وان يكونوا معتادين للدفاع عن هذا الدين ولاجل الدعوة في سبيل الله تعالى وتبليغ الدين ومن ذلك التدرب على ركوب الخير وعلى الاغارة وعلى قوة الطلب وقوة الدفع عن المؤمنين وعن حياض المؤمنين - 00:05:45
ولذلك الانسان لا يصل الشيء حتى يعد له العدة في هذه السورة ذكر الصبح والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا. ما وجه ذكر يعني الصبح وقبل الصبح الظبح اشارة الى الجهد والسرعة وظهور اثر الجري من خلاله. يعني ربنا يقول ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله. يتعب الانسان ويبذل ويجد في - 00:06:16
لطلب العلم يبيع نفسه لله تعالى واذا بالانسان لما يجد ان العاديات يظحن ظبحا في جريهن على الانسان يتفكر ان يجد قيام الليل لذة للمتهجدين لكنه يحتاج تعب ويحتاج ترك الفراش ويحتاج ان الانسان يقوم ويتحرك - 00:06:52
ويقرأ ويهتم ويجمع نفسه فالانسان لما يتذكر الخيل تذبحه في جريها وفاء لسيدها وانها مذللة ومخلوقة وطائعة من عند الله تعالى على الانسان ان يأتفي بكل من هو مبادر الى فعل الخير - 00:07:14
اذا فيها من الرسائل تفصيلات المشهد تدعوك لتتأمل الصورة الكاملة بجزياتها فتكون ممن يبذل جهده في طاعة الله تعالى ويبذل الانسان وهذا يذكرني بمقولة يحيى ابن ابي الكثير فان مسلم ابن الحجاج في صحيحه ساق حديثا واورد له طرقا ومتابعات ثم نقل - 00:07:35
عن يحيى ابن ابي الكثير انه قال لا يستطاع العلم براحة الجسم فهذه العاديات ما كانت عاريات الا لانها بذلت جهدها وذبحت في سعيها حتى وصلت وانت لن تنال ما تطلبه حتى تجد - 00:08:01
والقاعدة تقول وقل من جد في امر يؤمله واستعمل الصبر الا فاز بالظفر وقال الاخر لاستسهلن الصعب او ادرك المنى فمن قادت الامال الا لصابه زين الصبح ما وجه ذكر الصباح نام - 00:08:19
لانهم كانوا اذا غزوا لا يسيرون على القوم الا بعد ولذلك كان منذر الحي اذا انزل قومه بمجيء العدو نادى يا صباحاه والجواب الثاني لانه ايضا لا يثور الغبار الا - 00:08:43
لا يظهر ثورانها قبلي انا بالليل لا لا يظهر ثورانه بالليل زيد اذا هذا هو سبب الاغارة ولا اشرق كبير كي ما نغير فالانسان ان ينطلق في حياته وان نسارع في انجاز مهامه - 00:09:00
وعلى لسان يستثمر الوقت وان لا يضيع شيئا من الوقت كما ان الخيل كانت تسير في وقت الصباح في هذا العمل لنثارة الغبار لماذا ذكرت اثارة الغبار؟ للاشارة الى شدة العدو وكثرة الكر والفر - 00:09:20
ذات الانسان عليه ان يكافح انت الان تتنفس ام لا تتنفس؟ لا ما اتنفس وذاك من كفاح كانك تتلفت حتى وصلت الى هذا العمر. كم عمرك الان؟ خمسة عشر خمسة عشر. جيد - 00:09:41
لولا مكافحتك في التنفس لما وصلت لان الانسان لابد ان يكافح انت تتعلم تركيا ام لا؟ ان شاء الله لاجل ماذا؟ لاجل نفس الدين احسنت ايها الفتى. اذا على الانسان ان يكافح ويجد ويجتهد - 00:09:56
ما سر تخصيصه ثالث الغبار بالصباح لانه لا او لا يظهر ثور عنه بالليل ما دلالة مجيء الفعلين فاثرن فوسطن لي بهما ماضيين خلاف نسق الاوصاف السابقة لان الكلام انتقل من من القسم الى الحكاية - 00:10:13
عن حصول ما ترتب على تلك الاوصاف الثلاثة اي ما قصد منها من الظفر بالمطلوب الذي لاجله كان العدو والاغارة عقبه وهي الحلول بدار القوم الذين ازوهم. اذا هذا مقصد ولكن انت الان لما تعمل اي عمل لا بد ان - 00:10:33
يكون لديك مقصد ولديك هدف في هذه الحياة فربنا ما خلقنا عبثا ولن يتركنا سدى وايضا لتصوير هذه الافعال في النفس فان التصوير يحصل بايراد الفعل بعد الاثم لما بينهما من تخالف - 00:10:54
وهو ابلغ من التصوير بالاسماء المتناسقة جيد اذا عليك يعني ان تجعل طباعك بطباع الخيل لا اقول لك انك اقتدي بالخيل بل انت كل صفة من الصفات هذه الصفة تهتم بها - 00:11:13
الكلب لديه وفاء مثل يديه وفاء لسيده. نعم لديه وفاء. الان تثقف الطريق وتمشي بالسيارة بسرعة مئة كيلو في الساعة وتمر من بيت ولهذا البيت كل ويأتي الكل يذبح ويعلم الكل انه لن يبلغك لكن لماذا يفعل هذا؟ وفاء لصاحب البيت - 00:11:34
فعلى الانسان ان يقتدي اذا في هذه الاية الكريمة يعني بيان هذا الشيء في قوله يومئذ يحضر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم تقرير لعقيدة البعث والجزاء فعلى العبد ان لا يضيع شيئا من وقته - 00:11:54
الا بطاعة الله تعالى اقرأ ايها الاية الثالثة والسابعة والثامنة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم حسبك ما دمت في اول مجلس قد استعذت فتكمل. نعم ان الانسان لربه لكنود وانه على ذلك لشهيد - 00:12:19
وانه لحب الخير لشديد. العرب تقول هنا مرمض الفرس وعند ذكر الفرس نقول عند ذكر هذه الاية الكريمة جاء هذا المعنى فهذه الخيل وفية لصاحبها وتضحي بنفسها لاجل سيدها فاذا كان سيده الذي يطعمها يسقيها هكذا تفعل المجيد فما بالك بالانسان الذي سخر له ما في السماء وما في الارض - 00:12:45
انظر هذا المعنى بودنا ان جميع الناس من العرب وغير العرب يعلمون معاني القرآن فلا بد ان نعمل لان نبلغ الناس معاني كلام الله ان الانسان لمنوع للخير الذي يراد منهم - 00:13:17
ان الانسان لمنوع للخير الذي يريده الله منه وانه على منعه للخير لشاهد فربنا شاهد والعبد ايضا يشهد على نفسه فالعبد لا يستطيع انكار ذلك لوضوحه وانه لفرط حبه للبال يبخل به. البخل والشح. ما الفرق بين البخل والشح ايها الفتى - 00:13:38
البخل انك تبخل بالحق الواجب والشح نفس هذا والزيادة انك تطلب ما هو ليس بحقك ما دلالة تقديم لربه؟ على كنود؟ في افادة الاهتمام بمتعلق هذا الكنود ولتشنيع هذا الكنود لانه كنود للرب الذي هو احق الموجودات بالشكر - 00:14:06
واعظم ذلك شرك المشركين. لان المشركين قد وضعوا الشيء في غير محله فوقعوا في اعظم الظلم اذا عليك ان لا تجحد نعم الله عز وجل التي تتدفق عليك ليل نهار صباح مساء - 00:14:31
والتي لا تستطيع ان تحصيها فضلا عن اداء شكرها فكيف تجحدها ما وجه التعبير عن المال بلفظ الخير لان المال اصله لان المال خير في ذاته ولكنه قد يتحول في ايدي كثير من الناس الى شر مستغيير يحرق اهله - 00:14:47
اذا المال نحن نسأل عنه سؤالين سؤال من اين اخذناه؟ وفيما وظعناه اذا اياك ان تكون حريصا على جمع المال اسيرا لهواه شحيحا عن فعل الخير لكن ان جمعته لتضعها في طاعة الله فنعم المال الصالح للعبد الصالح - 00:15:06
ولا يصلح الفعال الا المال وطالب العلم في حاجة الى التكسب من تعبه وجهده حتى لا يحتاج الى احد من اجل ان لا يمضغه الناس لاجل ان يكون عزيزا ماليات تقديم قوله لحب الخير على متعلقه - 00:15:27
لاهتمام بغرابة هذا المتعلق المتعلق وبمراعات الفاصلة اذا ان خالط الايمان قلبك فغير من تصوراتك وقيمك وطباعك وعلى الانسان دائما ان يسعى لاصلاح حال نفسه وتعليل نفسه فالانسان تمر عليه اشياء كما قال تعالى ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون - 00:15:46
فعلى الانسان ان يعمل لطاعة الله تعالى ان في الاقتسام بالخير التي تعدو في سبيل الله ترغيبا في الجهاد في سبيل الله واعلانا لشأنه بيان بجحود الانسان نعم ربه عليه وتخاذله في اداء حق الله - 00:16:23
ان حب المال فطرة فطر الله الانسان عليها وهو خير في ذاته الا ان يسيء الانسان استعماله فيصير نقمة على صاحبه ويصير صاحبه مذموما اقرأ ايها الفتى من الاية التاسعة وحتى الاية الحادية عشرة - 00:16:39
افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ان ربهم بهم يومئذ لخبير افلا يعلم هذا الانسان المغتر بالحياة الدنيا اذا باعث الله ما في القبور من الاموات - 00:16:58
واخرجهم من الارض للحساب والجزاء ان الامر لم يكن كما كان يتوهم وابرز وبين ما في القلوب من النيات والاعتقادات وغيرها ان ربهم بهم في ذلك اليوم لخبير لا يخفى عليه من امر عباده شيء وسيجازيهم عليه - 00:17:22
ما سره حلة مفعول؟ يعلم افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور لنبحث عن هذا المفعول ونستدل عليه وفي هذا ما يدعو الى اعمار الفكر لنجد العبرة والعفة لان العقل غاية ما يعطاه الانسان فلا بد عليه ان يتعرف على - 00:17:43
ربه وامر ربه واسماء ربه وكلمات ربه اذا لو علم العبد ما يكون في هذا اليوم لكان مزدجر عن غيه وعن ضلاله لما خص اعمال القلوب بالذكر في قوله وحصل ما في الصدور. لانه لولا البواعث والارادات في - 00:18:04
لما حصلت افعال الجوارح لما حصلت افعال الجوارح فهي الاصل في الذنب فانه اثم قلبه والاصل في المدح وجدت قلوبهم في سورة الانفال. اذا عليك ان لا تنسى ان الله عز وجل مطلع - 00:18:27
على صدرك وخبايا نفسك فعلى الانسان ان يطهر قلبه وان يعالج نفسه وان يجاهد خواطره فهذه الخواطر تأتي يوم القيامة وتجمع كما تجمع مثاقيل الذر ما سر تخصيص العلم لي بهم في يومئذ - 00:18:46
للتأكيد على انه عالم بذلك يوم يوم المجازاة وللتأكيد على شمود العلم في الماضي والحاضر والمستقبل. لان الجزاء منوط بالعمل السابق فيكون تخصيصه دالا على التذكر وعدم وعدم النسيان وعلى التزام العدل وتوافر العلم وقت وقت الجزاء. في سورة الفاتحة اين نجد هذا - 00:19:09
ما لك يوم الدين اليس صحيح؟ نعم فانت لما كان عن اهمالك يوم الدين هو مالك الدنيا والاخرة لكن حتى تستعد لهذا في مطلع البقرة وهم بالاخرة هم يوقنون مع ان الاخرة منضبا يؤمنون بما انزل اليك - 00:19:40
ولكن لماذا لماذا من اجل التأكيد والاستعداد ليوم الدين ولذا اخر ما نزل واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله تستحي من الله واستحي من نظر الله لك فانه يراك فلعل حياك يمنعك من عمل - 00:19:59
تسأل عنه وتحاسب عليه يوم القيامة اذا ما جرى لها التعبير عن المجازات بالخبرة لان القصد هو التهديد سيكون قوله لخبير وهو تعالى خبير دائما في تظمين خبير معنى مجاز لهم في ذلك اليوم. اذا عليك ان تفكر بالاخرة - 00:20:22
فهي علاج الشحوم والجحود الذي مر بالحوش ويهو هذا الامر لفك الانسان بالاخرة يهون على الانسان امر الدنيا ويصبر الانسان على فعل الطاعات ويصبر على ترك المحرمات ويصبر على الامور الصعبة - 00:20:45
اذا في مجيء هذه افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور. عقب الاخبار عن جحود الانسان لنعم الله وتعلقه بحب المال ما يدل على ان تذكر الانسان للاخرة من اعظم - 00:21:04
ما يعين الانسان على ظبط نوازع نفسه وتنشيد حاجياتها فتذكر الاخرة كفيل بضبط حياة الانسان في قوله وحصل ما في الصدور دعوة لتنقية البواطن وتصفية القلوب من شوائب الذنوب والمعاصي - 00:21:18
ومن كل معتقد فاسد او نية سيئة في قوله افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور. ان ربهم بهم يومئذ لخبير تقرير لعقيدة البعث والجزاء وهنا تجيء اللفتة الاخيرة في السورة لعلاج الكنود - 00:21:42
والجحود والاثر والشح بتحطيم قيد النفس واطلاقها منه مع عرض مشهد البعث والحشر في صورة تنسي حب الخير وتوقظ من غفلة البقر افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور - 00:22:03
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين - 00:22:26