تفسير سورة النور | أ.د.أحمد النقيب

9 | تفسير سورة النور | الشيخ أ.د أحمد النقيب

أحمد النقيب

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وحده وصلاة وسلاما على من لا نبي بعده اللهم صلي وسلم وزد وبارك على النبي الحبيب محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما ثم اما بعد من سورة النور وقول ربنا عز وجل - 00:00:00ضَ

في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارتهم ولا بيع عن ذكر واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما يخافون يوما تتقلب - 00:00:30ضَ

ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغير حساب. والذين كفروا اه لم يجده شيئا والله طيعوا الحساب او كظلمات في بحر لجي فيغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب - 00:01:20ضَ

ظلمات بعضها فوق بعض. اذا ومن لم يجعل الله له نور اين مصحفك ايه يا دكتورة ايمن يسبح له فيها رجال لا تلهين تجارة رجال يخافون يوما ليجزيه الله احسن عملوا - 00:02:40ضَ

والله يرزق من يشاء والذين كفروا اعمالهم كسرى من حتى اذا جاء ووجد الله والله سريع الحساب. او يخشاه موج من فوقه ظلمات بعضها فوق بعض ومن لم يجعل الله له نورا فما له - 00:04:30ضَ

جزاك الله خير يذكر ربنا عز وجل بعض الخصائص التي جعلها لبيوت فبيوت الله سبحانه ليست كبيوت غيره من سائر الخلق فهناك مطلبان وامران يتعلقان ببيوت فقال ربنا عز وجل في بيوت اذن الله ان ترفع. اذن الله - 00:06:00ضَ

اي امر الله ووصى ان ترفع اي اذن الله تعالى برفعتها ورفع البيت يكون بتشييده وبنائه والقيام على شأنه وجعل المرافق فيه وخدمته. وآآ النظر في حاله وما يحتاجه. هذا كله متعلق في رفع البيت او متعلق برفع البيت - 00:06:50ضَ

فاول واجب يتعلق ببيوت الله ان ترفع بيوت الله. تبنى وتشيد وتحسن ينظر في مرافقها وتكميلاتها فهذا كله من جنس ما اذن الله تعالى به. الامر الثاني ويذكر ويذكر فيها اسمه - 00:07:30ضَ

في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. العطف هنا على منصوب يكون منصوبا فالخصيصة الثانية ان بيوت الله تعالى للذكر ان بيوت الله تعالى للذكر من قراءة القرآن والدعاء والتسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار - 00:08:00ضَ

قيام والصلاة فهذا كله من جملة ذكر الله. في بيوت اذن الله ان ترفعه ويذكر فيها اسمه. والله تعالى يحب ان يذكر اسمه. وليس هناك من عبادة افضل من ذكر الله عز وجل. بل ان جنس الطاعة هو ذكر الله عز وجل - 00:08:30ضَ

فالصلاة ذكر والحج ذكر والجهاد ذكر والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ذكر وخلاصة امري ان الذكر طاعة الله عز وجل. ثم بين الله عز وجل وقتين يستحب فيهما الذكر. فقال سبحانه يسبح له فيها بالغدو - 00:09:00ضَ

الاصال الغدو اول النهار. والاصال اخر النهار. فاما ان بذلك هذين الوقتين. هذين الوقتين. فافضل الذكر ان يذكر الله تعالى في هذين الوقتين. وكثير من الناس يغفلون عن ذكر الله تعالى في اول النهار - 00:09:30ضَ

وفي اخره اذكار الصباح واذكار المساء. فينبغي ان نهتم بهذا الامر وان درب عليه ابنائنا اذكار الصباح واذكار المساء. ولعل المقصود بهذه الضدية العموم الغدو والاصال قد يقصد به ايضا العموم. فان ذكر التضاد في الالفاظ - 00:10:00ضَ

يدل على الشمول عندما تقول اقابله ليل نهار. فليل نهار ليس مع انا انك تقابله وقت الليل وتقابله وقت النهار. ولكن يقصد بذلك اقابله في كل وقت فلو فهم هذا فلعل المقصود في قوله تعالى يسبح له فيها بالغدو الاصال. اي ان الله تعالى - 00:10:30ضَ

قال يسبح في كل وقت. فالله تبارك وتعالى يسبح في كل وقت في الصباح والضحى وعند الزوال وعند وقت الظهيرة والعصر والمغرب الى غير ذلك. ولعل العلاقة بين بيوت الله وبين التسبيح بالغدو والاصال ان بيوت الله يصلى فيها الصلوات الخمس - 00:11:00ضَ

والصلوات الخمس تجمع الليل والنهار. الصلوات الخمس تجمع الليل والنهار فعندما ينفلق نور الصبح من دياجيل الظلمة يكون هذا وقت الصبح فاذا ما انتصفت الشمس من السماء فاذا ما انتصفت الشمس من السماء فهذا - 00:11:30ضَ

وقت الزوال بعده مباشرة وقت الظهر. ثم ياتي بعد ذلك وقت العصر اذا كانت الشمس واضحة نقية صافية. ثم اذا احمرت الشمس وباتت بدأت في السقوط حتى تسقط كان ذلك وقت المغرب. فاذا نزلت العتمة وانتهى - 00:12:00ضَ

الشفق كان ذلك وقت العشاء. فيستمر الذكر لله عز وجل في كل اوقات اليوم في كل اوقات اليوم ثم قال ربنا عز وجل في شأن الذاكرين الذين عمروا مساجده ماديا ومعنويا ماديا بنوها وشيدوها وقاموا - 00:12:30ضَ

على شأنها ومعنويا ذكروا فيها اسم الله وعبدوه وصلوا له وسجدوا بين يديه وسبحوه حروب ودعوه هؤلاء الناس هم الرجال. فقال سبحانه رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع. التجارة بتشمل البيع وغير البيع - 00:13:00ضَ

في قلبي هناك شيء آآ يباع وهناك بائع ومشتري وهناك تقابل دي في البيع لكن يمكن ان يكون هناك صور للبيع او صور للتجارة غير البيع السمسرة يمكن ان تكون من جملة التجارات. ولذلك البيع اخص من التجارة - 00:13:30ضَ

وهذا من باب عطف الخاص على العامة. رجال لا تلهيهم تجارة. المعاملات التجارية لا تلهيهم ابدا. ولكنه خص البيع لانه اخطر معاملة تجارية. اخطر معاملة تجارية اللي هي البيع. لان البيع فيه تقابل في فلوس. في فلوس مقبوضة. والناس دائما - 00:14:00ضَ

من تضعف امام الاموال يعني حتى لما تيجي تشتري اي حاجة ممكن الكلام يروح ويجي كتير لكن اول كل ما تطلق الفلوس الكلام بيتقطع. الراجل بيقعد يتكلم كتير والكلام ده ما ينفعش وده حاجة كبيرة اول ما - 00:14:30ضَ

شوف الفلوس يبدأ الكلام يتلم. فدل ذلك على ان التجارة اوسع من البيع. والبيع تعلق القلب به اعلى. اعلى. فخصه ربنا عز وجل بالذكر. وهذا من جملة فوائد ذكر الخاص - 00:14:50ضَ

بعد العام لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار. الانسان عندما يتذكر الموت واذا ماتت واذا مات الانسان قامت قيامته. اذا مات الانسان - 00:15:10ضَ

قامت قامت قيامته. فالانسان في بحبوحة ما لم يغرغر بحبوحا يتنقل يتكلم ويسعى ويحصل خيرات ما لم يغرغر. فاذا غرغر انسد باب التوبة خلاص انتهى الموضوع. انتهى الموضوع. فكلما تذكر الانسان الموت فانه يعمل - 00:15:40ضَ

لما بعد الموت. وهذا يوم طويل. يا ترى كيف يكون حاله في ذلك اليوم؟ هل ليكونوا من الاشقياء ام من السعداء؟ فمن خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل الا ان سلعة الله غالية. الا ان سلعة الله الجنة. ولولا الخوف - 00:16:10ضَ

ما هيج احد ولا فزع قلب الى الله عز وجل. لابد من الخوف. واحد يخاف شوية. ولذلك قالوا الخوف صوت قرباج. يسوق الله عباده به الى الخير فاذا ما خافوا وعملوا وجعلوا الليل والنهار في ذكر الله عز وجل واجعلوا حياتهم لله - 00:16:40ضَ

انا يكون جزاؤهم على الله. فقال ربنا عز وجل ليجزيهم الله احسن ما عملوا لم يقل ربنا ليجزيهم الله ما عملوا. ولكن قال احسن ما عملوا. لانه هم يعملون كثيرا من المباحات ويعملون الطاعات. فالجزاء لا يكون على المباح وانما الجزاء على ماذا - 00:17:10ضَ

على الطاعة. فالله تعالى لا يعطيك الثواب اذا شربت الماء او اذا طعمت الطعم او اذا ان امتى وانما يعطيك الله الله عز وجل الاجر اذا ما قلبت هذا المباح الى طاعة وعبادة - 00:17:40ضَ

وهذا باب عظيم باب قلب المباحات الى قرب وطاعات. لان كثيرا من عمل الانسان انما يدور في دائرة المباح اما المؤمن فان المباح عنده يقل. يقل ويجعل كثيرا منه في دائرة - 00:18:10ضَ

الطاعة والعبادة. الكلام فيها كبير وتكلمت فيها في غير موطن تكلمت فيها من غير في غير موطن. ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغير حساب - 00:18:40ضَ

ثم ضرب الله تعالى للكافرين بمثلين مثلان ضربهما الله تعالى للكافرين. والامثال توضح الاشياء فقال الله عز وجل والذين كثروا اعمالهم كسراب بقيعة. القيعة هي الارض الخالية. التي لا زرع فيها ولا ماء. فالكافر عمله لا - 00:19:10ضَ

قيمة له. كهذا السراب الذي يلوح للانسان يبدو له فاذا كان ظمآنا ويريد الماء نظر. فوجد الماء يبص كده على للبعد يجد شكل المية. هذا سراب كسراب بقيعة. اي هيئة الماء - 00:19:50ضَ

مكان واسع يحسبه الظمآن ماء. حتى اذا جاءه لم يجده شيء فالكافر يتصور اعمالا هي نافعة. ويترتب عليها فيها في ظنه نفع. ولكن للاسف هذه الاعمال لا قيمة لها. ولا فائدة منها - 00:20:20ضَ

واذا ما عملها واتى هذه الاعمال فانه لن يجد ثوابا بل ان الله تعالى يوفيه اجره يوفيه اجره الذي يستحق. فلا جزاء له عند الله الا النار فقال الله حتى اذا جاءه لم يجده شيئا لم يجد ماء ولا شيء. ووجد الله عنده - 00:20:50ضَ

ويقصد بذلك ان الله تعالى يحاسبه على اعماله التي ظنها صالحة وهي ليست صالحة والله سريع الحساب. اما المثال الثاني فهو مثال لعله القلب ويدقه بعنف. فقال ربنا سبحانه او كظلمات - 00:21:20ضَ

اي حال الكافرين واعمال الكافرين كظلمات. جمع ظلمة في بحر البحر اللجي هو بعيد الشاطئ بعيد القعر بعيد الشاطئ بعيد القعر. فتكون امواجه شديدة. لو البحر شاطئه قريب او قعره قريب امواجهه تكون قليلة او ضعيفة - 00:21:50ضَ

لكن لما يكون البحر لا شاطئ له. شاطئه بعيد. وعميق قعره بعيد اي عميق فان امواجه تكون ايه؟ عالية. عالية. وفي الوقت نفسه اعماقه موقنة اعماقه مظلمة. فقال ربنا عز وجل او كظلمات في بحر - 00:22:30ضَ

اذا البحر اللدي ظلمة. وبعدين يغشاه موج الموج ظلمة. من فوقه موج اعلى منها ظلمة. من فوقه سحاب والسحاب هذا محمل بالماء ظلمة. سبحان الله! قال ربنا ظلمات بعضها فوق بعض. فكذلك الكافر فسدت فطرته فاظلم قلبه - 00:23:00ضَ

سبحان الله. فهذه ظلمة القلب. ثم بعد ذلك ايه اللي حصل؟ يعني اتفسد الفطرة لما فسدت الفطرة فسد قلبه فاظلم قلبه. ثم بعد ذلك كفر بالله فازداد ظلمة ثم حارب الله فازداد ظلمة. ثم صد عن سبيل الله فازداد ظلمة - 00:23:40ضَ

فاعمال الكفار تزيدهم بعدا عن الله. وهي كلها ظلمات. ما فيش حاجة منها كويسة الكفر والصد عن سبيل الله محاربة المؤمنين كله ظلمات. بعضها فوق بعض. بعضها فوق فوق بعض لدرجة اذا اخرج يده لم يكد يراه. ايده مع انها قريبة جدا منه - 00:24:10ضَ

اذ اخرج يده لم يكد يرى هذه اليد لشدة هذه الظلمة. فما بالك بما هو بعيد عنه اذا الكافر يطمس الله تعالى على بصره فلا يهتدي. ما عدش بيشوف بقى خلاص. ليه؟ لانه في ظلمات - 00:24:40ضَ

بعضها فوق بعض خلاص اشوف ازاي. ولذلك قال الله في تذليل ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. نسأل الله تعالى ان ينور قلوبنا بمحبته ومعرفته وطاعته. وان يضيء حياتنا - 00:25:00ضَ

بالعمل بشرعه ونصرة دينه. وصل اللهم وسلم وبارك على النبي الحبيب وعلى اله وصحبه وسلم - 00:25:20ضَ