شروح أحاديث نبوية 2

9- شرح حديث « كن في الدنيا كأنك غريب.....» - الأستاذ الدكتور. عيسى بن محمد المسملي.

عيسى المسملي

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسنة بالعلم كالازهار في البستان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:00:00ضَ

الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد مرحبا بكم واهلا في هذا المجلس الحديثي وهو التاسع المستوى الثاني - 00:00:52ضَ

في هذه اللقاءات التي نتدارس فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأل الله تبارك وتعالى ان يكون مجلسا مباركا وان يرزقنا فيه علما نافعا وعملا صالحا متقبلا اما بعد - 00:01:17ضَ

فلعلنا نجيب عن سؤال سبق ذكره في الحلقة الماضية ولم نجب عليه لانقظاء الوقت الا وهو في حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان هذه الدنيا حلوة خضرة - 00:01:44ضَ

وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء كان السؤال الذي سبق ذكره في بداية اللقاء الماضي ولم نجب عليه قوله عليه الصلاة والسلام في سياق التحذير - 00:02:10ضَ

والتنبيه فاتقوا الدنيا الدنيا تشمل كل ما فيها مما يغر ومما يفتن من المال والبنون وزخرفها مناصبها وما فيها من الوان وانواع النعم التي قد تكون احيانا سببا في اغترار الانسان بها - 00:02:35ضَ

وافتتانه بها. ومن ذلكم من تلكم النعم التي هي من الدنيا فتنة النساء فقوله عليه الصلاة والسلام فاتقوا الدنيا هذا يشمل كل فتنة تكون في الدنيا ومنها فتنة النساء فما وجه - 00:03:06ضَ

ذكره صلى الله عليه واله وسلم النساء ايضا. فقال فاتقوا الدنيا واتقوا النساء مع ان الدنيا التحذير والتنبيه من الاغترار بالدنيا يشمل فيما يشمل فتنة النساء. الجواب عن هذا له شبيه في كتاب الله عز وجل - 00:03:29ضَ

كقوله سبحانه وتعالى حافظوا على الصلوات هذا يشمل الصلوات المفروضات كلها ثم قال سبحانه والصلاة الوسطى. حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فهو من قبيل عطفي الخاص على العام لمعنى فيه - 00:03:51ضَ

ولا شك ان ذكر او التأكيد والتنبيه على فتنة النساء مع كونها تدخل في التنبيه على الحذر من فتنة الدنيا لعظم الافتتان بالنساء ولذلك قال عليه الصلاة والسلام فاتقوا الدنيا واتقوا النساء - 00:04:14ضَ

فان الافتتان بهن عظيم وايضا آآ ذكر عليه الصلاة والسلام في اخر الحديث قال فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء فاقتضى ذلك تأكيد التنبيه من هذه الفتنة وقال عليه الصلاة والسلام ما تركت بعدي فتنة - 00:04:34ضَ

اضر على الرجال من النساء نعم هذا هذه هذا باب من ابواب الفتنة اه قد يفتن به الانسان لكن اذا تناول الانسان تلك النعمة من وجهها الشرعي الصحيح عبر ما شرعه الله تبارك وتعالى فذلك من خير متاع الدنيا. كما قال عليه الصلاة والسلام - 00:04:58ضَ

الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة وكما قال عليه الصلاة والسلام حبب الي من دنياكم حبب الي من دنياكم النساء والطيب ثم نشرع باذن الله تعالى وعونه في الحديث التاسع - 00:05:26ضَ

الا وهو حديث عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول - 00:05:48ضَ

اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك اخرجه الامام البخاري في صحيحه وترجم عليه فقال باب قول النبي صلى الله عليه وسلم كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل - 00:06:16ضَ

هذا الحديث قال بعض العلماء اصل في قصر الامل في الدنيا وان المؤمن لا ينبغي له ان يتخذ الدنيا وطنا ومسكنا فيطمئن فيها ولكن ينبغي ان يكون فيها كأنه على جناح سفر - 00:06:50ضَ

يهيئ جهازه للرحيل يلفت نظرنا قول عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما في بداية حديثه اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي وجاء في بعض الاصول بمنكبي المنكب مجتمع الكتف مع العضد. ولعله مثل هذا نحو هذا المكان - 00:07:14ضَ

فعلى رواية الافراد اخذ النبي عليه الصلاة والسلام وظع يده على كتفه صلى الله عليه وسلم ورظي الله عن ابن عمر وعلى رواية بمنكبيا يعني اخذ بيديه المنكبين تمة فائدة لطيفة - 00:07:42ضَ

في هذه الصفة وهذه الحركة منها ملاطفة هذا الذي يتعلم وكان عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما شابا حدثا ثم ايضا فيه فائدة اخرى اضافة الى الملاطفة التنبيه - 00:08:01ضَ

يعني اثارة الانتباه فاذا اخذ النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بمنكبه فانه يكون في غاية الانتباه والاستعداد لما سيقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ايضا فيه فائدة مهمة جدا - 00:08:21ضَ

العناية بالفتيان والشباب عبد الله بن عمر انما اجيز يعني لم يجز لم يحضر معركة بدر لانه كان صغيرا واجيز بعد ذلك كان شابا حدثا والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام يوجه هذا الخطاب لشاب من شباب الصحابة يقول كن في الدنيا كأنك - 00:08:43ضَ

غريب او عابر سبيل. يقول له هذا وهو في مقتبل العمر. فهي فائدة مهمة ايضا في تربية الفتيان والشباب على معاني على هذه المعاني الشرعية الاصيلة لكن ثمة سؤال هل هذه الوصية وهذا التنبيه خاص بعبدالله ابن عمر - 00:09:10ضَ

ذلك ما سيكون الجواب عنه بعد فاصل قصير. نعود اليكم بعده باذن ربنا سبحانه وتعالى هل كرم المرأة احد مثلما كرمها الاسلام؟ فالنساء شقائق الرجال وانما خصت المرأة ببعض الاحكام كاعفائها من الجمع والجماعات - 00:09:36ضَ

مراعاة لانوثتها. لا تحقيرا لها فللمرأة حقها في التعليم وقد خصص النبي صلى الله عليه وسلم درسا لتعليم النساء ولا يمنعها الحياء من طلب العلم. قالت عائشة رضي الله عنها - 00:10:11ضَ

نعم النساء نساء الانصار لم يكن يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين والتعليم حق للمرأة على ابيها وزوجها عن علي ابن ابي طالب في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا - 00:10:31ضَ

انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة قال علموهم وادبوهم وتعلم المرأة زوجها ان كانت اعلم منه قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي رافع حين علمته زوجته بعض الاحكام. يا ابا رافع - 00:10:53ضَ

انها لم تأمرك الا بخير. والتاريخ الاسلامي زاخر بالنساء العالمات المعلمات يا عائشة ام المؤمنين قال عطاء بن ابي رباح كانت عائشة افقه الناس واعلم الناس واحسن الناس رأيا في العامة - 00:11:19ضَ

ومنهن عمرة بنت عبدالرحمن الانصارية. وحفصة بنت سيرين البصرية وفاطمة بنت عباس البغدادية. فتعلمي واعملي وابشري. قال تعالى الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا - 00:11:39ضَ

مرحبا بكم مرة مع حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما سبقت الاشارة الى هذا السؤال هل هذه الوصية خاصة بعبد الله بن عمر؟ ذكر بعض العلماء فائدة جليلة هنا - 00:12:15ضَ

قالوا ان الخطاب وان كان للمفرد فان المقصود الجمع فمقصود الخطاب مقصود الخطاب كل امته صلى الله عليه وسلم فاذا قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في واحد من الصحابة مثل هذا كن في الدنيا كأنك غريب فالمقصود من وراءه ايضا من امته صلى الله - 00:12:38ضَ

عليه واله وسلم. ولهذا امثلة كثيرة فقال قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كانك غريب تقدمت الاشارة الى الدنيا والممدوح منها والمذموم في لقاء ماض وهنا نشير اشارة. هل المذموم في الدنيا الزمن - 00:13:06ضَ

هل المذموم في الدنيا المكان هل المذموم في الدنيا ما ما اودع فيها من ايات الله والائه من الجبال والبحار والانهار كلا. المذموم في الدنيا هو خطيئة بني ادم. الاغترار بها - 00:13:33ضَ

نعم وجعلت جعلت الدنيا من طبيعتها لزخرفها ولكونها عاجلة انها غالبا تغر من يغتر بها. فجاء التحذير واقعا على هذا. على الاغترار بها. والا ان الدنيا مزرعة يحصد فيها المؤمن العمل يزرع فيها المؤمن العمل الصالح - 00:13:52ضَ

فيحصد خيرا كثيرا عظيما في الاخرة. ولهذا قال بعض السلف كما تقدم في لقاء سابق نعمة الدنيا للمؤمن يعمل فيها صالحا يعمل فيها قليلا. فيؤجر اجرا عظيما كثيرا. الاخرة الاخرة هي الحياة الحقيقية. قال الله عز وجل وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون. هي الحياة الحقيقية. اما - 00:14:20ضَ

اما الدنيا فتزول وتنقضي قطعا ويقينا تنقضي وتنقطع قطعا فالدنيا زائلة فمن استثمرها بالعمل الصالح ثم قبل منه ذلك فالفوز العظيم يكون بالخلود الدائم في جنات النعيم. فنعمة الدنيا للمؤمن يعمل فيها قليل - 00:14:48ضَ

فقوله عليه الصلاة والسلام كن في الدنيا المقصود في هذه الحياة الدنيا بعموم ما فيها. كيف يكون ذكر له النبي الكريم عليه الصلاة والسلام احدى حالتين كن في الدنيا كأنك غريب - 00:15:13ضَ

او عابر سبيل هنا تنبيه هل قوله عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث او او هل هذه اللفظة في هذا الحديث او هل هي للشك كما جاء مثلا في قول الراوي - 00:15:31ضَ

عن النبي عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وستون او بضع وسبعون. هذا شك من الراوي شك من الراوي هل قال النبي صلى الله عليه وسلم بضع وستون ام قال النبي صلى الله عليه وسلم بضع وسبعون هذا شك - 00:15:49ضَ

اما في هذا الحديث فاو هنا ليست من لفظ الراوي لشكه بل هي من لفظ النبي عليه الصلاة السلام كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل. يعني كن مثل الغريب او كن مثل عابر السبيل. فاختر - 00:16:07ضَ

احدى الحالين فكن على احداهما وثمة وجه اخر ذكره بعض اهل العلم قالوا ان او قول ان او في قوله عليه الصلاة والسلام كن في الدنيا كأنك غريب بمعنى بل - 00:16:30ضَ

كن في الدنيا كأنك غريب بل عابر سبيل ويتضح هذا من الفرق بين الغريب وعابر السبيل. الغريب ما حال الغريب الذي هو في غربة عن بلده وعن وطنه الغريب اولا - 00:16:47ضَ

قلبه متعلق بوطنه وليس متعلقا بدار الغربة وقلبه متعلق باهله في بلده. وليس متعلقا بالناس في دار الغربة. ولذلك يستوحش في كثير من الاحيان لا يأنس بكثير من الناس. ذكر هذا بعض اهل العلم - 00:17:11ضَ

الغريب ايضا ليس له امل طويل. فيعمر دار الغربة ويحرص على ان يؤسس فيها ان يبقى فيها كثيرا لا قلبه متعلق ببلده حتى وان كان حتى وان مكث في دار الغربة لكن قلبه وامله في بلده الذي الذي يقيم فيه - 00:17:32ضَ

لكن اشد من ذلك عابر السبيل عابر السبيل المسافر الذي يعبر الطريق يعبر السبيل يمر. لا ينشغل بشيء اصلا هو قد شرع قد شرع في الرجوع الى مقصده قد شرع وبدأ في الرجوع الى بلده فهو مسافر عابر سبيل. طيب المسافر - 00:18:02ضَ

هل يمكن ان يأخذ معه بناء المسافر هل يمكن ان يحمل معه اثقال المسافر ماذا يحمل معه؟ عابر السبيل لا يحمل معه الا لابد منه. وذلك نرى نرى في المسافر لا يحمل الا شيئا لابد منه لانه سيكلفه ثقلا ويؤخره - 00:18:27ضَ

نفقة اذا اجر عليه وغير ذلك ولذلك المسافر لا يمكن ان يأخذ مثلا سرير نومه ويأخذ مثلا غرفة جلوسه لا يأخذ ملابسه وما لا بد له منه من الزاد والمتاع حتى الزاد والطعام انما يأخذ شيئا يسيرا او يحمل نقودا شيئا - 00:18:53ضَ

نقودا يشتري من الطريق فهو متخفف في سفره. لان له هما ان يصل الى بلده. انظر الى هذين المثلين العظيمين الذين ضربهما النبي صلى الله عليه وسلم لما ينبغي ان يكون عليه المؤمن في دنياه - 00:19:16ضَ

يعني يكون في دنياه وكأنه غريب ليست دار دار وطنه وهو في الحقيقة نحن في الحقيقة في حقيقة الامر فان ابانا ادم عليه السلام لم يكن في هذه الدنيا وانما كان في الجنة - 00:19:39ضَ

فاهبط منها بسبب المعصية اهبط منها بسبب المعصية. ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله فحي على جنات عدن فانها منازلنا الاولى فانها منازلنا الاولى وفيها المخيم. فاهبط منها من الجنة ووعد ان اطاع الله تعالى ان يعود اليها - 00:19:59ضَ

هي في الحقيقة هذه الدنيا دار دار عقوبة دار عقوبة لابن ادم والا فان ابانا ادم كان في الاصل في الجنة نعم كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل - 00:20:25ضَ

والسؤال كيف يكون الانسان في دنياه كأنه غريب لا يستثقل لا يستثقل من متاعها ولا يتعلق قلبه بزخرفها ولا يطول فيها امله بل ينبغي ان يكون دائما متهيأ مستعدا للعودة الى - 00:20:45ضَ

الى داره الحقيقية الى الدار الاخرة اما هذه الدار فهي دار دار مؤقتة مر بنا انفا كلام قول ابن القيم رحمه الله فحي على جنات عدن فانها منازلنا الاولى وفيها المخيم - 00:21:11ضَ

لكننا سبي العدو. ابليس بسبب ابليس سبانا وبسبب الخطيئة انزلنا الى هذه الارض ولكننا سبي العدو فهل ترى او فهل ترى نعود الى اوطاننا ونسلم وقد زعموا ان الغريب اذا نأى وشطت به اوطانه فهو مغرم مغرم بداره واصل بلده - 00:21:31ضَ

الذي يعيش فيها نستكمل الحديث عن هذا الحديث بعد فاصل قصير. نعود اليكم بعده باذن الله تعالى عن اي شيء تبحث؟ وفي اي شيء ترغب؟ وماذا تطلب وما هي همتك في هذه الحياة؟ فالمسلم يحب المعالي ويسعى اليها. قال صلى الله عليه وسلم - 00:21:57ضَ

ان الله يحب معالي الاخلاق ويكره سفسافها واعلم ان طلب العلم لا ينتهي بل هو مستمر الى اخر العمر قيل للامام احمد وهو يحمل محبرا الى متى فقال مع المحبرة الى المقبرة. ولا يعوق كبر السن عن طلب العلم. اذا توافرت الهمة. فلا ان تموت طالبا للعلم - 00:22:34ضَ

خير من ان تموت قانعا بالجهل وذو الهمة في الطلب يهتم بجمع الفوائد وقراءة المطولات. قال ابو عبيد ربما كنت استفيد الفائدة من افواه الرجال فاضعها في الكتاب فابيت ساهرا فرحا بتلك الفائدة. وقال الخطيب البغدادي - 00:23:02ضَ

قرأت على اسماعيل بن احمد صحيح البخاري جميعه في ثلاثة مجالس ومن المهم المداومة على طالب العلم فالقليل مع المداومة خير من الكثير مع الانقطاع قال عكرمة طلبت العلم اربعين سنة. وقال ابو العباس النحوي - 00:23:25ضَ

ما فقدت ابراهيم الحربي من مجلس لغة من خمسين سنة فاطرح عنك الكسل واحرص على دراسة العلم واحسان العمل قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان ان الله لمع المحسنين - 00:23:47ضَ

مرحبا بكم مع هذا الحديث العظيم وهذه الوصية الجليلة من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ينبغي لكل مؤمن يسمع هذا التوجيه العظيم من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ان يسأل نفسه وان ينظر موقعه من هذه الوصية - 00:24:14ضَ

كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل هذا هذا حال المؤمن اذا سمع مثل هذا عن النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم ولهذا كان لهذه الوصية كان لها اثر بالغ - 00:24:55ضَ

في قلب عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه فجاء عنه في هذا الحديث من قوله وقال بعض العلماء نص بعض العلماء على ان هذه الوصية من عبد الله ابن عمر مستفادة من هذا الحديث من وصية النبي صلى الله عليه وسلم. النبي الكريم صلى - 00:25:17ضَ

الله عليه واله وسلم قال له كن في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل وكان ابن عمر يقول اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك - 00:25:37ضَ

كأن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما وارضاهما يقرب هذه الوصية النبوية الى الناس يقول كيف اذا امسيت فلا تنتظر الصباح فيهما معنيان كلاهما صح صحيح المعنى الاول اذا امسيت - 00:26:03ضَ

فلا تقل فلا تؤمل ان تعيش الى الغد بل اجعل نفسك كأنك تلقى ربك ليلتك هذه كانت امرأة من الصالحات تقول اذا امسى عليها الليل تقول هذه ليلتي هذه ليلتي. ثم تجتهد في العبادة - 00:26:25ضَ

ثم اذا اصبحت قالت هذا يومي هذا يومي وتجتهد في العبادة تخاطب نفسها وكأن ذاك اخر وقتها وعمرها في الدنيا عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما وارضاهما يقول اذا امسيت لا تنتظر الصباح - 00:26:44ضَ

اجعل نفسك وهذا امر يقين هذا امر محتمل. لكل مؤمن ان تكون تلك الساعة اخر ساعة يعيشها في الدنيا. ونحن نرى في زماننا هذا كثرة موت الفجأة بالحوادث والامراض التي تنزل الانسان فيموت فجأة وغيرها كثير كثير ممن يموت فجأة. وكثير ممن يصاب فيموت بعد اصابته - 00:27:02ضَ

كثير هذا يرى امامنا دائما والعبرة للمعتبر واذا اصبحت فلا تنتظر المساء. اذا اصبحت فتهيأ واستعد للقاء ربك قال وخذ من صحتك لمرضك. هذه هذه حال من كان في الدنيا كأنه غريب او عابر سبيل. اذا امسى يقول هذه - 00:27:29ضَ

يحتمل ذلك حتى يستعد للقاء الله تعالى واذا اصبح كذلك ثم قال وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. نعم تقدم انفا قلت ان في قوله صلى الله ان في قول عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما اذا امسيت فلا تنتظر الصباح - 00:27:56ضَ

يعني احتمل ان يكون هذا اخر حياتك. ان تكون تلك الليلة هي اخر ليلة لك في الدنيا. وايضا فيه معنى اخر. اشار اليه بعض اهل العلم قالوا اذا كان عندك عمل وطاعة فلا تؤجلها الى الغد بل لا تنتظر الصباح واعمله اذا كان خيرا تستطيع ان تعمله - 00:28:15ضَ

فاعمله في ليلتك ولا تؤجله. وهذا من المبادرة الى الاعمال الصالحة نعم واذا اصبحت وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك خذ من صحتك لمرضك اذا كنت في حال الصحة والسلامة والنشاط عندك قدرة على العبادة عندك قدرة على الطاعة عندك - 00:28:37ضَ

على القربات فاغتنم هذا الوقت قبل ان يحل بك المرض فتعجز هذا المعنى الاول وهو معنى صحيح اذا اذا احل بك المرض عجزت انقطعت قوتك. المعنى الثاني وهو مفيد جدا - 00:29:02ضَ

نستفيده من قوله عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيح اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان يعمله صحيحا مقيما في في حال صحته يصلي ويقرأ القرآن ويتصدق يزور المرظى ويصل رحمه وله عادات - 00:29:24ضَ

عبادات لو عادات في عبادات فاذا مرض كتب الله تعالى له اجره كأنه يعمله. لا يتخلف من ذلك شيء. ذلك فضل الله فوصية ابن عمر رضي الله تعالى عنهما تنتظم هذا المعنى والمعنى الاول كلاهما معنى صحيح. كلاهما معنى صحيح. خذ من صحتك قبل - 00:29:45ضَ

ان تعجز بالمرض وخذ من صحتك فاذا مرضت كتبت اجورك العظيمة التي كنت تعملها في حال صحتك فهنيئا لمن عمل بهذه الوصية اصيب شخص اصيب بحادث حادث اعاقه فاصبح لا يتحرك الا رأسه ونطقه ولسانه - 00:30:06ضَ

فقالوا له ماذا تتمنى قال اتمنى هذه امنيته في الدنيا ذكر شيئين احدهما قال اتمنى ان استطيع ان اقلب اوراق المصحف حتى استطيع اقرأ كتاب الله هذا الامر الذي نستطيعه في حال صحتنا - 00:30:32ضَ

قد نغفل عنه كثيرا انظر الى من ابتلي واصيب يتمن هذه صارت بالنسبة له امنية في حياته ان يستطيع قلب المصحف لذلك عبرة لمن اعتبر انظروا الى كبار السن الذين يجهدون انفسهم ويتعبون تعبا شديدا في الصلاة - 00:30:51ضَ

ونراهم في المساجد احيانا على الكرسي واحيانا يحملون حملا وانظر الى الشاب النشيط القوي ذلك العاجز ينظر الى الشاب نظر اغتباط انه يستطيع ان يصلي ما شاء ويستطيع ان يقرأ القرآن - 00:31:13ضَ

خذ من صحتك لمرضك. كثير من الشباب يغفلون عن هذه النعمة كثير ما يغفل الانسان عن النعم فهذه نعمة جليلة. خذ من صحتك لمرضك. ومن حياتك لموتك خذ من حياتك - 00:31:33ضَ

في حال ان هذه الدنيا هذه الساعات هذه الايام كما قال بعض السلف انما يومك غنيمة عندك هذا الزمن تغتنمه لتزرع الصالحات. فيكون لك عند الله تعالى الخير العظيم والثواب - 00:31:50ضَ

تنبيه على ما تقدم ليس المقصود كن في الدنيا كأنك غريب الاعراض عن الدنيا بالكلية وعن اسبابها. انما المقصود ان يكون القلب متعلقا بالله. يسعى الانسان في طلب الرزق وفي اخذ ما يحتاجه - 00:32:10ضَ

من دنياه ليكون عونا له على طاعة الله الذي يعيقه عن السير الى الله هذا هو الذي يحذر منه. وهذا هو الاغترار الذي حذرنا الله تبارك وتعالى منه. الاغترار بالدنيا - 00:32:28ضَ

ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا. ولا يغرنكم الله الغرور فلا تغرنكم الحياة الدنيا قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في كتابه معارج القبول وهو يذكر حال الدنيا والتحذير من فتنتها - 00:32:42ضَ

قال رحمه الله تعالى منبها الى هذا المعنى العظيم يعني لان النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء عنه اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك. وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك. وحياتك قبل موتك. قال - 00:33:07ضَ

الله تعالى يعني ان هذه الخمس ايام الشباب والصحة ايام الشباب والصحة والغنى والفراغ والحياة هي ايام العمل والتأهب والاستعداد والاستكثار من الزاد. فمن فاته العمل فيها لم يدركه عند مجيء اضدادها. ولا ينفعه التمني للاعمال بعد التفريط منه - 00:33:32ضَ

والاهمال في زمن الفرصة والامهال. فان بعد كل شباب هرما. وبعد كل صحة سقما. وبعد كل غنى فقرا. وبعد كل شغلا وبعد كل حياة موتى. فمن فرط في العمل ايام الشباب لم يدركه في ايام الهرم. ومن فرط فيه في اوقات الصحة - 00:33:52ضَ

لم يدركوا في اوقات السقم. ومن فرط فيه في حالة الغنى فلم ينل القرب التي لم تنل الا التي لم تنل الا بالغنى لم يدركه في حالة الفقر. ومن ومن فرط فيه في ساعة الفراغ لم يدركه عند مجيء الشواغل. ومن فرط في العمل - 00:34:12ضَ

في زمن الحياة لم يدركه بعد حيلولة الممات. فعند ذلك يتمنى الرجوع وقد فات. ويطلب الكرة وهيهات وحيل بينه وبين ذلك وعظمت حسراته حين لا مدفع للحسرات. نعم. واعظم من ذلك واجل واعظم من ذلك واجل - 00:34:32ضَ

سلام الله عز وجل وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون. واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم من قبل ان يأتيكم العذاب بغتة وانتم لا تشعرون ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله - 00:34:52ضَ

وان كنت لمن الساخرين. او تقول لو ان الله هداني لكنت من المتقين. او تقول حين ترى العذاب لو ان لي كرة ساكون من المحسنين. اسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقنا واياكم لما يحبه ويرضاه. وان يختم لنا برضاه انه ولي ذلك والقادر عليه. الى ان القاكم في اللقاء القادم. استودعكم الله الذي لا - 00:35:15ضَ

تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته تلك العنود روسها ميسورة في صرح علم الراسخ الاركاني بشرى لنا بالعلم كالازهار في البستان - 00:35:40ضَ