Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النبوي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
في باب الوقار والسكينة وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا حتى يرى منه لهواته انما كان يتبسم متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى - 00:00:20ضَ
وعن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا مستجمعا اي مبالغا في الظحك حتى ترى لهواته جمع لهات وهي اللحمة التي تكون في اقصى الفم. اي انه عليه الصلاة والسلام كان لا يبالغ في الضحك - 00:00:37ضَ
وانما كان يتبسم والتبسم هو من مبادئ الضحك. لان الضحك ثلاثة انواع ابتدائي وانتهاء ووسط الابتدائي هو التبسم وثم يلي ذلك الوسط وهو الضحك. ثم يلي ذلك القهقهة. وهي ان يخرج صوتا مبالغة في الضحك - 00:01:02ضَ
ولهذا قال الله عز وجل عن سليمان فتبسم ضاحكا من قولها. اي انه ابتدأ بالتبسم ثم انتهى به الامر الى الضحك وهذا النفي من عائشة رضي الله عنها في قولها ما رأيت نفي لرؤيتها ولعلمها - 00:01:29ضَ
والا فقد ثبت في الاحاديث الكثيرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحك منها ما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله ان حبرا من الاحبار من احبار اليهود اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انا نرى ان الله تعالى - 00:01:48ضَ
فيجعل السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والشجر على اصبع الى اخر الحديث وفيه فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ومنها ايضا ما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت واهلكت - 00:02:08ضَ
قال وما اهلكك؟ قال وقعت على امرأتي في رمضان. قال اتجد رقبة؟ قال لا. قال هل تستطيع ان تصوم شهرا متتابعين قال لا قال هل تستطيع ان تطعم ستين مسكينا؟ قال لا. وفي اخر الحديث ان الرسول عليه الصلاة والسلام لما اعطاه - 00:02:33ضَ
عام ضحك حتى بدت نواجده. فنفي عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث انما هو نفي لما رأته وما علمته فلا ينفي هذا ان يقول النبي صلى الله عليه وسلم يضحك كما تقدم وهو - 00:02:53ضَ
بشر كغيره من البشر. فهذا الحديث يدل على انه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه يبالغ في الضحك. انما كان يظحك لان المبالغة في الظحك وكثرة الظحك لها مفاسد منها انها سبب لموت القلب - 00:03:10ضَ
ولهذا جاء في حديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياك وكثرة الظحك فان كثرة الظحك تميت القلب وتذهب ماء الوجه او تذهب نور الوجه - 00:03:30ضَ
وثانيا من مفاسد كثرة الضحك انها تسقط هيبة الانسان ومكانته عند الناس ولا سيما من يكون له مقام ومنزلة فان كونه يكثر الضحك امامهم سبب للسقوط هيبته ومكانته ومقامه. وثالثا - 00:03:45ضَ
ان كثرة الظحك سبب للغفلة عن ذكر الله عز وجل وعن طاعته. لانه اذا مات القلب غفل عن ذكر الله لان القلب انما يحيا بالذكر والغفلة عن الذكر سبب لموته. كما قال عز وجل - 00:04:05ضَ
الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب. وقال عز وجل ولا تطع من اغفلنا عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. ومنها ايضا ان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يتبسم - 00:04:24ضَ
بل كان كثير التبسم عليه الصلاة والسلام. وحث على التبسم فقال تبسمك في وجه اخيك صدقة وكان عليه الصلاة والسلام يمازح اصحابه ولا يقول الا حقا. فالتبسم مما يدخل الانس والسرور - 00:04:44ضَ
على من تقابله بعكس الذين يلاقون الناس بوجه مكتهر ووجه معربد ووجه عبوس فان هذا مما يوجب النفرة. بمعنى ان الناس ينفرون عنه ولا يجدون في قلوبهم ميلا اليه. ولا ارتياحا - 00:05:04ضَ
للجلوس معه فعلى المرء ان يحرص على التأسي والاهتداء والاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك ان يقابل اخوانه بوجه منشرح. بوجه منبسط بوجه متبسم. والتبسم لا ينافي ما يكون - 00:05:25ضَ
من الوقار والهيبة والمكانة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:05:45ضَ