تفسير سورة البقرة

94- تفسير سورة البقرة- الآيات (139- 141) فضيلة الشيخ أد #سامي_الصقير- 16 ربيع الأول 1446هـ

سامي بن محمد الصقير

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل اتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم ونحن له مخلصون ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى - 00:00:01ضَ

قل اانتم اعلم ام الله؟ ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم. ولا تسألون عما كانوا يعملون - 00:00:22ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد قال الله عز وجل قل اتحاجوننا في - 00:00:42ضَ

وهو ربنا وربكم ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم قوله قل اتحاجوننا في الله الامر هنا في قول قل موجه الى النبي صلى الله عليه وسلم ولكل من يتأتى خطابه وقوله اتحاجوننا - 00:01:03ضَ

الضمير هنا عائد على اليهود والنصارى ولا سيما المحاجون منهم والمجادلون والاستفهام في قوله اتحاجوننا الاستفهام هنا للانكار والمحاجة هي المجادلة والمخاصمة والممرات بين اثنين فاكثر ومعنى قوله قل اتحاجوننا في الله اي قل يا محمد - 00:01:25ضَ

عليه الصلاة والسلام لهؤلاء اليهود والنصارى الذين يجادلونكم ويحاجونكم حسدا من عند انفسهم على تفضيل الله عز وجل لكم ولدينكم عليهم اتحاجوننا وتجادلون في وتجادلوننا في توحيد الله وفي الاخلاص له وطاعته. وتزعمون - 00:01:58ضَ

انكم اولى بالله وانكم تختصون بفظله وبكرامته دوننا ولهذا قال وهو ربنا وربكم. الجملة هنا حالية اي والحال انه ربنا وربكم جميعا فيجب علينا جميعا ان نوحده وان نخلص له وان نطيعه - 00:02:25ضَ

والافضل منا ومنكم عند الله عز وجل. من قام بحقوقه سبحانه وتعالى بان عبده مخلصا له كما قال الله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني وقال عز وجل وحاجه قومه قال اتحاجونني في الله؟ وقد هداني - 00:02:47ضَ

ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم. اي لكل واحد منا ومنكم عمله. الخاص به الذي يجازى فلا تسألون عن اعمالنا ولا نسأل عن اعمالكم وكل منا بريء من عمل الاخر وكل منا بريء من عمل اخر لان لكل واحد - 00:03:12ضَ

عمله الذي يختص به ويجازى عليه ولهذا قال الله تعالى وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريئ مما تعملون ونحن له مخلصون الواو هنا عاطفة اي ونحن لله عز وجل مخلصون له في العبادة - 00:03:37ضَ

من غير شرك بخلاف حالكم فانتم مشركون به ثم قال عز وجل ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسبار كانوا هودا او نصارى لما ذكر الله عز وجل في الاية السابقة ما زعمه اليهود والنصارى - 00:04:01ضَ

ان الهداية فيما هم عليه من الدين. وانهم يدعون الى ذلك. كما في قوله وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا وبين سبحانه وتعالى ان الهداية في ملة ابراهيم بل ملة ابراهيم حنيفا. وامر المؤمنين باتباعها - 00:04:25ضَ

ذكر في هذه الاية الكريمة ان قولهم ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى ردا عليهم وابطالا لقولهم ولهذا قال ام تقولون ان ابراهيم ام هنا منقطعة - 00:04:47ضَ

وهي بمعنى بل التي للاضراب الانتقالي وهمزة الاستفهام اي بل اتقولون وقيل ان ام هنا متصلة والاستفهام للتوبيخ والانكار والاستفهام للتوبيخ والانكار. فانكر عليهم سبحانه وتعالى في الاية السابقة حاجتهم ومجادلتهم. ثم انكر عليهم في هذه الاية - 00:05:12ضَ

قولهم ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا اي انهم كانوا على اليهودية والنصرانية ولهذا قال بعدها قل اانتم اعلم ام الله الامر هنا والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ولكل من يتأتى خطابه - 00:05:39ضَ

وقوله اانتم اعلم اي ايها اليهود والنصارى اانتم اعلموا ام الله والاستفهام للانكار وام هنا متصلة بمعنى بل اي بل الله عز وجل هو الاعلم ولهذا قال الله تعالى في اية اخرى ما كان ابراهيم يهوديا العنهم يقول اانتم اعلم ام الله بما عليه حال ابراهيم - 00:06:00ضَ

والانبياء. وقد قال الله تعالى ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين وتنازعه ثلاث طوائف المسلمون واليهود والنصارى. كل يقول ابراهيم على ملتنا وعلى شريعتنا - 00:06:28ضَ

فحكم الله عز وجل بينهم بقوله ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين واذا كان الله تعالى وهو سبحانه وتعالى العليم بكل شيء - 00:06:49ضَ

الخبير بكل شيء وهو اصدق القائلين اذا كان سبحانه وتعالى نفى ان يكون ابراهيم عليه الصلاة والسلام يهوديا او نصراني وقرر انه على ملة الاسلام ومن تبعه من الانبياء وانتم ايها اليهود والنصارى تقولون ان ابراهيم واسماعيل ومن بعدهم كانوا يهودا او نصارى - 00:07:07ضَ

فاي القولين احق واي الخبرين اصدق؟ لا ريب ان خبر الله عز وجل هو احق واصدق ومن اصدق من الله قيلا ومن من الله حديثا ولهذا قال قال بعدها ومن اظلم - 00:07:32ضَ

ممن كتم شهادة عنده من الله. من هنا الاستفهام الذي معناه النفي والانكار. اي لا احد اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله لان الذي بان العالم بشريعة الله عز وجل عنده شهادة من الله عز وجل بهذه الشريعة - 00:07:53ضَ

فلا احد اظلم ممن كتم هذه الشهادة التي عنده من الله ولم يبينها كما فعل اليهود فكتموا ما في كتبهم من الشهادة بصدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا على ملة الاسلام - 00:08:16ضَ

وحينئذ جمع هؤلاء اليهود والنصارى جمعوا بين كتم الحق وعدم النطق به واظهار الباطل والدعوة الى ولهذا قال الله تعالى واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ماذا فعلوا؟ فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون - 00:08:42ضَ

ثم قال وما الله بغافل عما تعملون. هذه الجملة يراد بها التهديد الشديد والوعيد الاكيد وما الله بغافل عما تعملون. ما هنا في قول عما يصح ان تكون اسما موصولا - 00:09:08ضَ

ويصح ان تكون مصدريا على انها اسم موصول اي وما الله بغافل عن الذي تعملون واذا قلنا انها مصدرية اي وما الله بغافل عن عملكم ايها اليهود والنصارى بل هو سبحانه وتعالى محيط بكم وباعمالكم وبجميع الخلق - 00:09:28ضَ

ثم قال عز وجل نعم وقوله وما الله بغافل عما تعملون. هذه من الصفات المنفية وهي نفي ان يكون الله عز وجل غافلا عن اعمال عباد ولا سيما اليهود والنصارى والصفات المنفية تدل على ثبوت - 00:09:54ضَ

ضدها فكل صفة نفاها الله تعالى عن نفسه اولا ننفي هذه الصفة وثانيا نثبت كما لا ضدها. وما ربك بظلام للعبيد. فمن في اولا الظلم عنه سبحانه وتعالى ونثبت ايش؟ كمال الضد وهو العدل - 00:10:13ضَ

ثم قال تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون. تلك الاشارة في قوله تلك امة الى ابراهيم ومن ذكر معه من الانبياء - 00:10:38ضَ

وهذا تأكيد ان لكل انسان ما عمل وانه لا يسأل عن عمل غيره فالمعول على عمل الانسان وما اتصف به من الاحسان النفع الحقيقي لكل انسان النفع الحقيقي انما هو بالاعمال لا لا بالانتساب الى - 00:10:55ضَ

الرجال فيستفاد من هذه الايات فوائد اولا الانكار الشديد على اليهود والنصارى الذين يحاجون ويجادلون في توحيد الله والاخلاص له مع اقرارهم بانه سبحانه وتعالى هو ربهم ورب غيرهم قل اتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم - 00:11:20ضَ

ومنها ايضا اثبات ربوبية الله عز وجل العامة لجميع الخلق. وهو ربنا وربكم ومنها ايضا ان توحيد الربوبية يستلزم توحيد الالوهية واذا كان هو ربنا وربكم والرب هو الخالق الرازق المالك المدبر. اذا هو الذي يستحق - 00:11:49ضَ

ان يعبد ومنها ايضا وجوب البراءة من اعمال الكفار وما هم عليه من الكفر والشرك في قوله ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم والبراءة والبراءة الواردة في النصوص الشرعية نوعان براءة من عمل وبراءة من عامل - 00:12:14ضَ

براءة من عمل وبراءة من عامل فاما الاول وهو البراءة من عمل فيجب على كل مؤمن ان يتبرأ من كل عمل مخالف الشريعة من كل عمل مخالف للشريعة بحيث لا يفعله - 00:12:42ضَ

ولا يقره ولا يرضاه هذي معنى البراءة لا يفعل ولا يقر ولا يرظى قال الله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين - 00:12:59ضَ

وقال عز وجل قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم ها انا برعاء فكل عمل مخالف للشريعة يجب على المؤمن ان يتبرأ منه سواء كان كفرا ام شركا ام فسقا - 00:13:17ضَ

اذا هذا النوع الاول البراءة من العمل النوع الثاني البراءة من العامل فان كان عمله كفرا وجبت البراءة منه بكل حال الاية السابقة واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. لان عملهم - 00:13:37ضَ

وان كان عمله فسقا ليس كفرا بان كان يرتكب الذنوب والمعاصي وجبت البراءة منه من وجه دون اخر يعني في حال دون حال فيوالى بما عنده من الاسلام والايمان ويعادى لما عنده من المخالفة والعصيان - 00:14:00ضَ

الفاسق الفاسق الملي نواليه لايمانه واسلامه ونعاديه لما عنده من او لا نواليه لما عنده من الكفر من الفسوق والعصيان هذا هو مذهب اهل السنة والجماعة انهم لا يسلبون الفاسق الملي اسم الاسلام بالكلية - 00:14:25ضَ

بل هو مؤمن بايمانه فاسق بمعصيته ومن فوائد هذه الاية الكريمة انه ينبغي للمسلم ان يكون متميزا عن غيره في دينه وعمله بقول ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم فينبغي له ان يكون متميزا عن غيره وان يعتز بهذا الدين. لماذا يعتز بهذا الدين؟ لان هذا الدين هو الدين الحق - 00:14:49ضَ

الذي لا يقبل الله تعالى من احد سوى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. واذا كان هذا الدين هو دين الحق. وهو اكمل الاديان وافضل الاديان. فلماذا لا يفخر الانسان به - 00:15:20ضَ

ومنها ايضا وجوب الاخلاص لله عز وجل بقول ونحن له مخلصون ومن فوائد الايات الكريمة ايضا الانكار على اليهود والنصارى وابطال ما دعوه ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا على اليهودية او النصرانية - 00:15:39ضَ

وانهم وان اولى الناس بهم هم المسلمون كما قال عز وجل ان تقولون ان ابراهيم واسماعيل الاية ومنها ايضا اثبات علم الله عز وجل وان علمه واسع مطلق محيط بكل شيء - 00:16:06ضَ

لا تخفى عليه خافية في قوله قل اانتم اعلم ام الله اي بل الله عز وجل اعلم ومنها ايضا بيان جهل اهل الكتاب من اليهود والنصارى بتاريخهم واصول شرائعهم حيث زعموا ان ابراهيم - 00:16:27ضَ

ومن تبعه من اولاده وذريته انهم كانوا على اليهودية والنصرانية وهذا جهل منهم بحقيقة ايش؟ تاريخهم ومنها ايضا ابطال بل وجوب ابطال كل ما خالف شريعة الله عز وجل من اقوال - 00:16:49ضَ

وقوانين وانظمة وان وان الرد والمرجع الى الى الله عز وجل قل اانتم اعلم ام الله ومنها ايضا انه لا احد اظلم لا احد اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله - 00:17:10ضَ

اي كتم اي كتم العلم الذي عنده من الله فلم يبينك ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار الواجب على من رزقه الله عز وجل علما ان يبين هذا العلم - 00:17:33ضَ

وانه متى سئل بين واجاب الا ان تكون ان يكون في بيان العلم او في الاجابة فتنة فحينئذ يجوز الكتمان بل يجب الكتمان فاذا كان هناك فتنة بذكر بعض العلم للناس فانه يكتمه. ولهذا قال النبي لما قال معاذ للرسول صلى الله عليه وسلم - 00:17:56ضَ

افلا اخبر الناس ماذا قال؟ قال لا تخبرهم فيتكلوا فاذا ترتب على العلم او على الاخبار به فتنة او حصول خلافات ونحو ذلك فدرء المفاسد اولى من جلب المصالح ومنها ايضا بيان عظمة مسؤولية اهل العلم امام الله عز وجل - 00:18:22ضَ

وانه يجب عليهم ان يبينوا ما عندهم من العلم وان يرشدوا عباد الله عز وجل وان يعلموهم شريعته لانهم هم الذين ورثوا رسالة الله عز وجل من الانبياء الانبياء لم يورثوا درهما - 00:18:48ضَ

ولا دينارا وانما ورثوا العلم فكل من اخذ بحظ وافر من العلم فقد اخذ بحظ وافر من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم اذا العلماء هم ورثة الانبياء ولهذا في قوله يرثني ويرث من ال - 00:19:11ضَ

يعقوب ان يرثني في ماذا في العلم والدعوة والارشاد وليس في الميراث الذي يكون الذي يخلفه الميت من مال او غيره. اذا هذه الاية تدل على عظم مسؤولية اهل العلم. وان الواجب عليهم البيان - 00:19:34ضَ

والارشاد وتعليم الناس ولا تقل الناس يعرفون الناس يقرؤون الناس يطلعون. نعم هناك من يقرأ وهناك من يطلع لكن هناك من هو على العكس ربما لو فتشت يعني هل الان كل من يأتي الى المساجد ويصلي هل هم يتقنون الصلاة - 00:19:53ضَ

لو تأملت في صلاتهم لوجدت اخطاء عظيمة. قد تؤدي الى بطلانها هل جميعهم يحسننا الوضوء لو نظرت دخلت الى اماكن الوضوء ورأيت من يتوظأ ها اللي عرفت ما هم عليه من الجهل هل كلهم يحسنون بقية العبادات؟ اذا - 00:20:18ضَ

العلماء عليهم مسؤولية عظيمة وهي البيان والتعليم والارشاد ومن فوائده ايضا كمال علم الله عز وجل ومراقبته لاعمال العباد وانه سبحانه وتعالى محيط بجميع اعمالهم لا تخفى عليه خافية واذا كان الامر كذلك - 00:20:40ضَ

وجب على المؤمن ان يراقب الله تعالى ان يراقب الله تبارك وتعالى لانه سبحانه وتعالى مطلع عليه. وما ربك بغافل وما الله بغافل عما تعملون ومن فوائد ايضا الايات الكريمة - 00:21:06ضَ

ان المعول عليه ان المعول عليه والذي سيسأل الانسان عنه يوم القيامة هو ما اتصف به من الاعمام لا انه يسأل عن عمل ابائه واجداده النفع الحقيقي كما تقدم انما هو بالاعمال - 00:21:26ضَ

وليس بالانتساب الى الاباء والاجداد ولهذا قال الله تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه وقال عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت - 00:21:50ضَ

فعلى الانسان ان يحرص على العمل الصالح الذي ينفعه عند الله عز وجل لانه لن ينفعه شيء الا العمل النسب والحسب وكونه الى اباء او اجداد كانوا على شيء من الاعمال هذا لا ينفعه ولا تزر وازرة - 00:22:14ضَ

وزرة اخرى والله اعلم - 00:22:39ضَ