Transcription
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخ لجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين. قال رحمه الله باب استحباب التبشير والتهليل - 00:00:00ضَ
يأتي بالخير. قال الله تعالى فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. وقال تعالى يبشرهم ربهم برحمته منه رضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب استحباب التبشير بالخير. التبشير - 00:00:20ضَ
او البشارة هي الاخبار بما يسر. سميت بذلك لان اثر هذه البشارة ظهروا على بشرة المخبر والمبشر. وقد تستعمل البشارة فيما يسوء وفيما يكره. كما قال عز وجل فبشرهم بعذاب اليم. ثم ساق المؤلف رحمه الله الايات في هذا الباب. الاية الاولى - 00:00:40ضَ
قول الله تعالى في سورة الزمر فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. واول هذه الاية قال الله قال والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها واناموا الى الله فبشر عباد. الذين اجتنبوا الطاغوت اي تركوها - 00:01:10ضَ
وابتعدوا عنها والطاغوت مشتق من الطغيان. وهو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. والمراد بذلك اذا كان راضيا بهذه العبادة. بحيث انه عبد وهو - 00:01:30ضَ
اما من عبد وهو غير راض بذلك كما صنع النصارى في المسيح ابن مريم فانه لا يدخل في ذلك والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها اي شنبوا عبادتها. وانابوا الى الله اي رجعوا اليه وتابوا اليه - 00:01:50ضَ
سبحانه وتعالى لهم البشرى اي لهم البشارة. وهذه البشارة تكون في الدنيا وتكون عند الموت انتظار وتكون في القبر والبرزخ وتكون يوم القيامة. فتكون هذه البشارة في الدنيا. قال الله تعالى - 00:02:10ضَ
من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون ومن البشرى في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن او ترى له. ومن البشرى ان - 00:02:30ضَ
للعمل الصالح كما قال عليه الصلاة والسلام تلك عاجل بشرى المؤمن. ثانيا تكون له بشرى عند الموت والاحتضار. قال الله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم - 00:02:50ضَ
ملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم. ثالثا لهم - 00:03:10ضَ
بشرى في البرزخ وفي القبر كما في حديث البراء ان المؤمن اذا وظع في قبره واتاه الملكان يسألانه عن ربه وعن دينه وعن نبيه ثم بعد ذلك ذكر انه يأتيه رجل حسن الثياب - 00:03:30ضَ
حسن الرائحة ويقول له انا عملك الصالح. هذا يومك الذي كنت توعد فهذا من البشارة رابعا تكون البشارة ايضا يوم القيامة بالدخول في الجنات. يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم - 00:03:50ضَ
بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. ثم قال عز وجل فبشر العباد لما ذكر سبحانه وتعالى ما يكون للذين اجتنبوا الطاغوت وانابوا الى الله من البشارة امر نبيه محمدا - 00:04:10ضَ
صلى الله عليه وسلم ان يبشر هؤلاء. فقال فبشر عباد واصلها عبادي. لكن حذفت الياء تخفيفا والمراد بالعبودية هنا العبودية الخاصة. وهي عبودية الشرع. وهم عباد الله الصالحون لا اقول لعبد فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. يستمعون القول اي ينصتون اليه - 00:04:30ضَ
اليه والمراد بالقول هنا في الاصل هو القرآن. فيتبعون احسنه يعني يتبعون احسن القول القول هو القرآن. كما قال تعالى ومن احسن من الله حديثا. فيتبعون احسنه. فان اوامر الله عز وجل التي يوجهها الى عباده فيها حسن وفيها احسن. فالذي يفعل الواجبات - 00:05:00ضَ
هذا حسن ولكن الذي يفعل المستحبات والواجبات هذا احسن. كذلك في النواهي الذي يدع المحرمات هذا يا حسن ولكن الذي يدع المحرمات والمكروهات هذا احسن. فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون - 00:05:30ضَ
احسن اولئك الذين هداهم الله والهداية هنا تشمل نوعي الهداية هداية الدلالة والارشاد بداية التوفيق اي ان الله عز وجل هداهم علما وعملا. وذلك ان الناس من حيث الهداية والعلم على اقسام ثلاثة. القسم الاول من هداهم الله عز وجل علما وعملا. وهؤلاء هم - 00:05:50ضَ
من هذه الامة ومن غيرها من الامم. والقسم الثاني من هداهم الله عز وجل علما لا عملا. بحيث انهم الحق فلم يعملوا به. وهؤلاء هم اليهود. والقسم الثالث من جهلوا الحق وضلوا عنه فظلوا - 00:06:20ضَ
علما وعملا وهؤلاء هم النصارى. الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولو الالباب. اشار اليهم سبحانه وتعالى باشارة البعيد تنويها لشأنهم وبيانا لعلو مرتبتهم وكرر ذلك توكيدا. واولئك هم اولوا الالباب اي لا غيرهم. والالباب جمع لب - 00:06:40ضَ
وهو العقل اي الذين رزقهم الله عقل الادراك وعقل الرشد. لان العقل نوعان عقل ادراك وهذا فيه جميع المخلوقات على تفاوت بينهم. والنوع الثاني عقل رشد. وهذا هو الذي نفاه الله عز وجل عن الكافرين - 00:07:10ضَ
بل اكثرهم لا يعقلون فنفى عنهم سبحانه وتعالى العقل. فهذه الاية الكريمة فيها دليل على فوائد منها اولا فضيلة الطاغوت والاخلاص لله عز وجل وان التوحيد لا يتم الا بالاخلاص لله واجتناب الطاغوت والبعد عما كل ما حرم الله عز وجل على عباده. وفيه ايضا - 00:07:30ضَ
دليل على ان الاوامر الشرعية فيها حسن واحسن. ولهذا قال فيتبعون احسن كما تقدم في المثال وفيه ايضا دليل على فضيلة الهداية وعنا من رزق الله عز وجل الهداية هداية الدلالة والارشاد وهداية التوفيق فان هذا من اعظم النعم فعلى المؤمن - 00:08:00ضَ
ان يشكر الله عز وجل ان هداه للاسلام اولا وان هداه ايضا للعقيدة الصحيحة ثانيا لان هذه النعمة من اعظم النعم التي من الله تعالى بها عليك. واضل عنها اقواما كثيرون. فعلى العبد ان يقوم بشكر - 00:08:30ضَ
لله عز وجل على هذه النعمة واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. وفق الله جميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:08:50ضَ