Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر من شيخنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النبوي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
في باب فضل قيام الليل وقال تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع. وقال تعالى كانوا قليلا من الليل ما يهجعون بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى في باب فضل قيام الليل. وقال الله تعالى فتجافى جنوبهم عن - 00:00:20ضَ
راجع هذا وصف من صفات عباد الله المؤمنين الذين ذكرهم الله عز وجل في الاية قبلها في قوله انما يؤمن باياتنا. اي انما يصدق بها ويقبلها ويذعن اليها. والمراد بذلك الايمان - 00:00:40ضَ
الكامل بان الايمان يطلق على الايمان كامل. ويطلق على مطلق الايمان. فمثال اطلاق الايمان عن الايمان الكامل قول الله عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم - 00:01:00ضَ
زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا اي كامل الايمان. ويطلق الايمان على مطلقه كقوله عز وجل فتحرير رقبة مؤمنة انما يؤمن باياتنا والمراد بالايات الايات الشرعية التي جاءت بها الرسل والوحي من القرآن وغيره - 00:01:20ضَ
الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا. اي اذا ذكروا بايات الله واوعظوا بايات الله عز وجل سجدا والخرور في الاصل هو الهوي من اعلى الى اسفل. اي انحدروا ساجدين لله تعالى - 00:01:50ضَ
خاضعين له معظمين له. خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم. اي نزهوا الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته حمدوه على صفات الكمال وسبحوا بحمد ربهم اي نزهوه مع تحميد - 00:02:10ضَ
من ربهم اي وصفهم له بصفات الكمال والجلال. وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون اي لا يستكبرون ولا يستنكفون ولا يترفعون عن عبادته سبحانه وتعالى. ثم قال عز وجل تتجافى - 00:02:30ضَ
ذنوبهم عن المضاجع تتجافى اي تتباعد وتترفع عن المضاجع والمضاجع جمع مضجع. وهو المعد للنوم اي انهم يبتعدون عن فرشهم ويقومون لله عز وجل خاضعين ذليلين له تجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم. اي يسألونه سبحانه وتعالى دعاء مسألة ودعاء عبادة - 00:02:49ضَ
فقوله يدعون ربهم اي دعاء مسألة ودعاء عبادة. لان دعاء الله عز وجل نوعان. دعاء مسألة وهو الله عز وجل بلسان المقال ان تقول اللهم اغفر لي اللهم ارحمني ونحوه. والثاني دعاء عبادة وهو سؤال الله تعالى بلسان الحال - 00:03:19ضَ
بان تعمل وتفعل عبادة ترجو ثواب الله. وقد اجتمع النوعان دعاء المسألة ودعاء العبادة اجتمعا الصلاة فالصلاة القيام والقعود والركوع والسجود هذا دعاء عبادة. وقول المصلي ربي اغفر لي فيما بين - 00:03:43ضَ
حجتين او دعاؤه في السجود او في اخر التشهد هذا دعاء مسألة. يدعون ربهم خوفا وطمعا. مفعول لاجله لاجل الخوف ولاجل الطمع. ان يدعون ربهم سبحانه وتعالى خائفين من عذابه. راجين طامعين في - 00:04:03ضَ
وجزائر يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون. من هنا للتبعيض اي انهم ينفقون بعض الذي رزقناهم اي اعطيناهم. ثم قال فلا تعلم نفس اي نفس فلا تعلم نفس ما اخفي لهم - 00:04:23ضَ
من قرة اعين يعني من الثواب والجزاء الذي ينتظرهم عند الله عز وجل فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين اي مما تقر به اعينهم جزاء بما كانوا يعملون. اي ان هذا يكون ثوابا لهم ومجازاة لهم - 00:04:43ضَ
على ما كانوا يعملون في الدنيا من الايمان بالله والخضوع له سبحانه وتعالى. فدلت هذه الايات الكريمة على مسائل منها اولا فضيلة الايمان بالله تعالى. وان الايمان الحقيقي يحمل العبد على الخضوع - 00:05:03ضَ
والذل لله تبارك وتعالى وبقدر مخالفته في ذلك يكون نقص الايمان. ومنها ايضا فضيلة قيام الليل بان الله عز وجل اثنى على هؤلاء المؤمنين بانهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع. ومنها ايضا انه ينبغي للعبد ان تكون حاله بين - 00:05:23ضَ
والرجاء. لقوله يدعون ربهم خوفا وطمعا. فيجمع بين الخوف والرجاء. قال الامام احمد رحمه الله ينبغي ان يكون خوفه ورجائه واحدا فايهما غلب هلك صاحبه. فلا يغلب جانب الخوف فيقنط من رحمة الله. ومن يقنط من رحمة الله فاولئك هم الضالون. ولا يغلبوا جانب الرجاء - 00:05:46ضَ
فيأمن من مكر الله ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. ومنها ايضا فضيلة الانفاق في سبيل الله عز وجل لقوله ومما رزقناهم ينفقون فهم مع خوفهم ورجائهم وعبادتهم ينفقون مما رزقهم الله - 00:06:16ضَ
ومما اعطاهم الله تعالى رجاء لقبول بذلهم وانفاقهم. ومع كون الانسان ينبغي له ان يجمع بين الخوف والرجاء ينبغي له ايضا ان يحسن الظن بالله تعالى. وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي انا - 00:06:36ضَ
عند حسن ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني فان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملإ ذكرته في ملأ خير منه ومعنى احسان الظن بالله عز وجل معناه انك - 00:06:56ضَ
اذا فعلت عبادة فانك تحسن الظن ان الله تعالى يقبل منك هذه العبادة. اذا دعوت الله تحسن الظن ان الله يستجيب دعائك. اذا صليت تحسن الظن ان الله يقبل صلاتك. اذا تصدقت تحسن الظن ان الله تعالى - 00:07:16ضَ
يقبل صدقتك. وهكذا فاحسان الظن بالله سبب لقبول العمل. وسبب لمحبة الله تبارك وتعالى للعبد وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:36ضَ