Transcription
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا شيخنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين - 00:00:00ضَ
في باب فضل قيام الليل وقال تعالى كانوا قليلا من الليل ما يهجعون. وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم ويقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت لما تصنع هذا يا رسول الله؟ وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال افلا - 00:00:20ضَ
اكون عبدا شكورا متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى في باب فضل قيام الليل. وقال الله تعالى قليلا من الليل ما يهجعون. هذا من اوصاف عباد الله عز وجل المتقين. في قوله عز وجل ان المتقين في - 00:00:40ضَ
وعيون اخذين ما اتاهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين. كانوا قليلا من الليل ما يهجرون اي كان هجوعهم ونومهم في الليل كان قليلا فيشتغلون في الليل بالتعبد لله عز وجل وقيامه - 00:01:00ضَ
ثم قال وبالاسحار هم يستغفرون. والاسحار جمع سحر وهو اخر الليل. فكانوا يختمون عبادتهم في الليل باستغفار الله عز وجل لئلا يكون حصل منهم شيء من الخلل والنقص. فدل او هذه الاية على فضيلة قيام الليل. لان الله عز وجل ذكر ذلك في معرظ المدح والثناء - 00:01:20ضَ
اما حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل. وقولها كان تدل على الاستمرار غريبا كان يقوم من الليل اي يطيل قيام الليل. فهو يقوم ويطيل القيام. ولهذا قالت كان يقوم من العين حتى - 00:01:50ضَ
لا تتفطر قدماه اي تتشقق من طول قيامه صلى الله عليه وسلم فسألته عائشة رضي الله عنها تعجبا فقالت يا رسول الله لم تصنع هذا؟ اي تقوم من الليل حتى تتفطر القدم؟ وقد غفر الله لك ما - 00:02:10ضَ
قدم من ذنبك وما تأخر في قوله عز وجل انا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فمن غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لا حاجة بالنسبة له الى كثرة عبادة لان الذنوب بالنسبة اليه قد - 00:02:30ضَ
غفرت ما تقدم منها وما تأخر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم افلا اكون عبدا شكورا اي ان هذا العمل وهذا الدأب وهذه العبادة من باب شكر الله عز وجل على نعمه وافظاله عليه صلى - 00:02:53ضَ
الله عليه وسلم وقوله افلا اكون عبدا اي احقق العبودية لله وهي التذلل له سبحانه وتعالى حبا وتعظيما. وقد حقق النبي صلى الله عليه وسلم اعلى مقامات العبودية. فالعبودية المنسوبة اليه - 00:03:12ضَ
هي اخص انواع العبودية. وقوله شكورا صيغة مبالغة. اي شاكرا لله عز وجل على افظال وانعامه لان الشكر هو القيام بطاعة المنعم. فدل هذا الحديث على مسائل منها اولا ان من هدي - 00:03:32ضَ
النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقوم الليل وهو اسوتنا وقدوتنا فينبغي لنا ان نحرص على ذلك ومنها ايضا بيان ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من العبادة وطول القنوت فقد كان يقوم - 00:03:52ضَ
من الليل حتى تتفطر قدماه. فينبغي لنا ان نتأسى به وان نقتدي به. وذلك بمجاهدة النفس على العبادة والصبر على ذلك. فدين الله تعالى واحكامه تحتاج من العبد الى صبر - 00:04:12ضَ
ومجاهدة فيصبر على طاعة الله ويصبر عن معصية الله. ويصبر على اقدار الله عز وجل المؤلمة اذا حرص على طاعة الله وجاهد نفسه يسر الله هذه العبادة وغيرها اليه. وكانت - 00:04:32ضَ
سهلة. قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. ومنها ايضا ان من خصائص صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وهذا خاص به لا - 00:04:52ضَ
تشبكه احد من الامة. ولذلك كل حديث يروى او ينسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه ان من عمل العمل الفلاني او ان من عمل الشيء الفلاني غفر الله - 00:05:12ضَ
الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فانه حديث لا يثبت ولا يصح لماذا؟ لان مغفرة ما تقدم وما تأخر من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم. فجميع الاحاديث التي فيها من عمل كذا - 00:05:28ضَ
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. نقول هذا الحديث ضعيف. لان مغفرة ما تقدم وما تأخر من خصائصه صلى الله عليه وسلم. نعم ترد احاديث صحاح كثيرة فيها ان من عمل كذا غفر الله له ما تقدم من ذنبه. كقوله صلى - 00:05:45ضَ
الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. اما زيادة وما تأخر - 00:06:05ضَ
فكل حديث ورد فيه وما تأخر فاحكم ان هذا الحديث ضعيف ولا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا الامر من خصائصه صلى الله عليه وسلم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:06:25ضَ