رياض الصالحين للنووي

99/1- شرح رياض الصالحين باب استحباب تقديم اليمين- أد سامي بن محمد الصقير - 27 ذو الحجة 1444هـ

سامي بن محمد الصقير

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الحافظ النووي رحمه الله - 00:00:00ضَ

انا في كتابي رياض الصالحين باب استحداء باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم. قال الله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابي. وقال تعالى فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشمة ما اصحاب - 00:00:20ضَ

مشأمة. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى باب استحباب تقديم اليمين فيما فيه اكرام. ثم ذكر صورا من ذلك اعلم ان الشريعة الاسلامية بحمد الله عز وجل شريعة كاملة في عقائدها - 00:00:40ضَ

فيها وفي عباداتها وفي اخلاقها. وفي معاملاتها وفي ادابها وفي كل شيء. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم للامة كلما تحتاج اليه في عقيدتها وفي عبادتها وفي تعاملها وادابها - 00:01:00ضَ

واخلاقها بين ذلك بيانا شافيا كافيا. قال ابو ذر رضي الله عنه لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائر يقلب جناحيه في السماء الا ذكر لنا منه علما - 00:01:20ضَ

وفي صحيح مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ان المشركين قالوا له ساخرين قد علمكم نبيكم كل شيء حتى القراءة. يعني قضاء الحاجة. قال اجل لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:01:40ضَ

نستقبل القبلة بغائط او بول او ان نستنجي باقل من ثلاثة احجار او ان نستنجي باليمين الحديث. فهذه سريعة ولله الحمد شريعة كاملة. والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ عن ربه عز وجل البلاغ المبين. فبين - 00:02:00ضَ

كلما تحتاج الامة اليه تارة بقوله وتارة بفعله وتارة بالامرين جميعا. وقوله رحمه الله وباب استحباب تقديم اليمين فيما فيه اكرام. كالوضوء والغسل والاكل والشرب ونحو ذلك واما ما كان من باب الاهانة وما كان من باب المستحضرات فانه تقدم له الشمال - 00:02:20ضَ

واما ما ليس من هذا ولا هذا يعني ما لم يكن من باب الاكرام. وما لم يكن من باب الامتهان. والاستقذار فانه تقدم فيه اليمين. ولهذا قال اهل العلم بل ولهذا ذكر اهل العلم رحمهم الله قاعدة في هذا الباب - 00:02:50ضَ

فقالوا اليسرى تقدم للاذى واليمنى فيما سوى ذلك. فما كان فيه اذى كالاستنجاء والاستجمار والانتخاب ونحو ذلك فتقدم به الشمال. وما كان من باب الاكرام والاحترام. او ما ليس من هذا وهذا - 00:03:10ضَ

فتقدم فيه اليمين كما يأتي بالاحاديث. وقوله رحمه الله باب استحباب تقديم اليمين. فيما فيه اكرام وذكر من ذلك امورا سواء كان ذلك في العبادات او في المعاملات ام في الاخلاق. واطلاق - 00:03:30ضَ

القول من المؤلف رحمه الله بالاستحباب فيه نظر لان بعض ما ذكر من الصور تقديم اليمين فيها امر واجب فانه ذكر الاكل والشرب وتقديم اليمين في الاكل والشرب من الامور الواجبة. فلا يجوز للانسان ان يأكل بشماله او ان - 00:03:50ضَ

ان يشرب بشماله كما يأتي في احاديث الباب ان شاء الله. ثم ساق الايات في هذا الباب الاية الاولى قول الله عز وجل في سورة الحاقة فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابية اني ظننت اني ملاق حسابيا - 00:04:10ضَ

اما من اوتي كتابه يعني صحائف اعماله يؤتى بها يعطاها باليمين. اما من اوتي كتابه بيمينه اي اعطي صحائف اعماله اكراما له واجلالا له عن غيره بيمينه فيقول فرحا مستبشرا لكل من يلاقيه هاء مقرأوا كتابية اي تعالوا - 00:04:30ضَ

وانظروا واقرأوا كتابي بما في كتابه من الحسنات العظيمة الماحية للسيئات. اني ظننت اني ملاق حسابيا. ظننت هنا بمعنى علمت وتيقنت. فليس الظن هنا بمعنى التردد بين امرين هو احد هو في احدهما ارجح. بل معنى اني ظننت اي علمت وتيقنت في الدنيا ان هناك - 00:04:56ضَ

بعثا وان هناك حسابا وجزاء اني ظننت اني ملاق حسابيا. اي اني سوف احاسب عند الله عز وجل يوم القيامة واذا كان من اصحاب اليمين فان حسابه يكون يسيرا كما قال عز وجل فاما من اوتي كتابه بيمينه - 00:05:26ضَ

فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. اما الاية الثانية فهي قول الله عز وجل واصحاب اليمين ما اصحاب اليمين واصحاب اليمين اي ما اعظم شأنهم وما اجل امرهم اصحاب - 00:05:46ضَ

يمين اي الذين يوضعون ويؤخذون عن يمين الرب عز وجل يوم القيامة اكراما لهم واجلالا. اصحاب ما اصحاب اليمين؟ اي ما اعظم شأنهم وما اعظم سرورهم. واصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة - 00:06:06ضَ

اصحاب الميمنة هم الذين يؤخذون ويجعلون عن يمين العرش عن يمين الرب عز وجل يوم القيامة تعظيما لشأنهم واما اصحاب المشأمة فهم اصحاب الشؤم. اي الذين يؤتون كتابهم بشمالهم. ما احقر حالهم - 00:06:26ضَ

وما اشد عذابهم فهاتان الايتان فيهما بيان فظيلة اليمين على الشمال واعلم ان تقديم اليمين على الشمال انما يكون فيما فيه يمين وشمال. ففي الوضوء والغسل مثلا انما يكون تقديم اليمين في العضوين. اي انه يقدم اليد اليمنى على اليسرى والرجل اليمنى - 00:06:46ضَ

على اليسرى. اما ما ليس فيه يمين ويسار فانه يغسل جميعا. فمسح الرأس لا يبدأ فيه بالشق الايمن قبل الايسر وهكذا ايضا غسل الوجه لا يبدأ بالشق الايمن قبل الايسر لانه عضو واحد. فما كان فيه عضوا - 00:07:16ضَ

فالسنة ان يبدأ فيه باليمين قبل الشمال. واما ما ليس فيه عضوان فانه يغسل دفعة واحدة وهكذا ايضا عند التقديم للغير. فانه اذا كان هناك يمين وشمال فمن كان عن اليمين فانه يقدم - 00:07:36ضَ

واما اذا لم يكن هناك يمين وشمال فان السنة البداءة بالاكبر لان الكبر وصف شرعي معتبر في الشريعة كما يأتي في الاحاديث ان شاء الله. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد - 00:07:56ضَ