( شروح متون طالب العلم المستوى الاول )
Transcription
قال المصنف رحمه الله ودليل شهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. لما ذكر المصنف رحمه - 00:00:02ضَ
رحمه الله دليل شهادة ان لا اله الا الله وهي قوله شهد الله انه لا اله الا الله والملائكة واولو العلم قائما بالقسط وذكر معناها وتفسيرها ذكر هنا دليل شهادة ان محمد - 00:00:22ضَ
رسول الله فقال ودليل شهادة ان محمدا رسول الله اي الدليل من القرآن على ذلك قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم اي من جنسكم فليس من الملائكة ولا من الجن انما هو - 00:00:42ضَ
من جنسكم من الانس تعرفون نسبه وصدقه. ليس من الملائكة ولا من الجن. بل بشر من مجالسته ومؤاكلته ومن الحديث معه. وقد نال عليه الصلاة والسلام اجل الصفات فيه من الامانة والصدق والكرم وحسن الخلق. ومن كان كذلك فان النعمة به على العباد - 00:01:02ضَ
تكون اكبر واعظم. قال سبحانه عزيز عليه ما عنتم. اي يشق عليه كل امر يعنت امه امته او يشق عليها ويدخلها في الاثار والاغلال. حريص عليكم. هذا من صفاته عليه الصلاة - 00:01:32ضَ
والسلام حريص على امته بهدايتهم وانقاذهم من النار. بالمؤمنين رؤوف رحيم عليهم محب لهم كل خير. ومن الادلة على ان محمدا رسول الله شهادة الله له بانه رسول من عنده. قال جل وعلا ويقول الذين كفروا لست مرسلا. قل كفى بالله - 00:01:52ضَ
شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. فالله يشهد بان محمدا هو رسول الله وقد ايده سبحانه بالايات الباهرة الدالة على صدقه. ومن اعظمها القرآن العظيم قد اعجز اهل الارض بفصاحته وبلاغته. ومن البراهين على صدقه نصرة من اتبعه ولو كان - 00:02:22ضَ
كانوا اضعف الناس وخذلان من عاداه وعقوبته في الدنيا ولو كانوا اكثر الناس تقواهم. فمن اتبع النبي صلى الله عليه وسلم فهو المنصور ولو كان ضعيفا او كان عددهم قليلا. وخذ - 00:02:52ضَ
وعقوبة من عاداه ولو كان قويا او كانوا كثيرين. قال سبحانه انا لننصر رسله انا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. وشهادة ان محمدا رسول الله ليس ليس المقصود منها هو التلفظ بها فقط. بل العمل بما اقتضاه معناها. قال ابن القيم رحمه الله - 00:03:12ضَ
في زاد المعاد الشهادة لرسول الله بانه نبي لا تدخل الانسان في الاسلام ما لم يلتفت ازم طاعته ومتابعته. فشهادة عمه ابي طالب له بانه صادق. وان دينه من خير اديان - 00:03:42ضَ
برية دينا لم تدخله هذه الشهادة في الاسلام. فكان ابو طالب يعلم بان محمدا هو ورسول وان دينه خير الاديان لكنه لم يذعن لمعنى تلك الشهادة ولم يتبرأ من المعبودات - 00:04:02ضَ
باطلة. قال ابن القيم ومن تأمل ما في السير والاخبار الثابتة من شهادة كثير من اهل الكتاب المشركين له بالرسالة وانه صادق ولم تدخلهم هذه الشهادة في الاسلام علم ان الاسلام - 00:04:22ضَ
فما وراء ذلك وانه ليس هو المعرفة فقط. اي انه لا يكفي في الاسلام ان تعرف ان دين الاسلام والحق فقط. قال ولا المعرفة والاقرار فقط. اي لا يكفي ان تعرف او تتلفظ باللسان فقط - 00:04:42ضَ
قال بل المعرفة والاقرار والانقياد والتزام طاعته ودينه ظاهرا فلا يكون المسلم مسلما الا اذا عرف بان هذا الدين هو الدين الحق واقر بالشهادتين لذلك وانقاد لاوامر هذا الدين من الطاعات واجتناب المنهيات. ولما ذكر المصنف دليل - 00:05:02ضَ
الى شهادة ان محمدا رسول الله شرع يبين لك ما معنى هذه الشهادة التي تتلفظ بها؟ قال رحمه الله ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه في - 00:05:32ضَ
ما اخبر واجتناب ما عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرع. فهذا هو معنى شهادة بان محمدا رسول الله تقتضي اربعة امور. طاعته عليه الصلاة والسلام وتصديقه في اخباره واجتناب - 00:05:52ضَ
نواهيه والا يعبد الله الا بما جاء به الشرع قوله ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله هي طاعته فيما امر من الواجبات والمستحبات وقد قرن الله طاعته بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم. في ايات كثيرة من ذلك قوله سبحانه - 00:06:12ضَ
من يطع الرسول فقد اطاع الله. وقال سبحانه يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول. فهذا هو الامر الاول من معنى شهادة ان محمدا رسول الله. طاعته فيما امر. الامر الثاني وتصديق - 00:06:37ضَ
فيما اخبر اي فيما اخبر به من اخبار الامم الماضية كعاد وفرعون وقوم لوط وقوم نوح وقصة ادم ويوسف وموسى وغيرها من الامم. او ما اخبر به من قل المستقبلة كاخبار الساعة او احوال اليوم الاخر من الحشر والنشر والصراط والجنة - 00:06:57ضَ
النار واخباره حق وصدق لا كذب فيها ولا خلف. قال ابن القيم رحمه الله في كتاب احكام اهل ذمة قال الايمان يرجع الى اصلين. طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما امر وتصديقه فيه - 00:07:27ضَ
فيما اخبر فطاعته تشمل طاعة اوامره واجتناب نواهيه. وتشمل الا يعبد الله الا بما به عليه الصلاة والسلام وتصديقه فيما اخبر. قال رحمه الله واجتناب ما عنه نهى وزجر. هذا هو - 00:07:47ضَ
والامر الثالث من مقتضيات شهادة ان محمدا رسول الله. اي اجتناب كل ما نهى عنه وحذر منه قال سبحانه وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فاجتنبوه. وقال صلى الله عليه وسلم - 00:08:07ضَ
اذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه. واذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. متفق عليه ويجب ان يعظم امره ونهيه. ولا يقدم عليه قول احد. وكلما ابتعد المرء عن السيئات كان - 00:08:27ضَ
محققا للشهادتين. قال شيخ الاسلام رحمه الله في الفتاوى وكلما كان الرجل اتبع لمحمد صلى الله عليه وسلم كان اعظم توحيدا لله واخلاصا له في الدين. واذا بعد عن متابعته - 00:08:47ضَ
نقص من دينه بحسب ذلك. فاذا اكثر بعده عنه ظهر فيه من الشرك والبدع ما لا يظهر فيمن هو اقرب منه الى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. فيجب على العبد ان يكون طائعا للنبي عليه - 00:09:07ضَ
عليه الصلاة والسلام في كل امر. وان يحذر معصيته كما قال سبحانه فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. قال رحمه الله والا يعبد الله الا بما شرع. هذا هو - 00:09:27ضَ
الامر الرابع من مقتضيات معنى شهادة ان محمدا رسول الله. والا يعبد الله الا بما شرع الا بما شرع سبحانه في كتابه وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فلا نعبده جل وعلا بالاهواء ولا بالبدع - 00:09:47ضَ
قال الزهري رحمه الله من الله الرسالة وعلى رسوله البلاغ وعلينا التسليم. فالله عز وجل ارسل لنا الرسول والرسول بلغ ويجب علينا نحن التسليم والاذعان والطاعة. فاول ما يجب على العبد معرفة - 00:10:07ضَ
معنى الشهادتين مع النطق بها بلسانه. وان يعمل بما دلت عليه. ومن علم معناها وانها لا معبود بحق الا الله وعمل بمقتضياتها من طاعة الله واجتناب نواهيه فهو السعيد حقا - 00:10:27ضَ
قال شيخ الاسلام رحمه الله اسعد الخلق واعظمهم نعيما واعلاهم درجة اعظمهم اتباعا وموافقة له علما وعملا. فجماع دين الاسلام ان يعبد الله وحده لا شريك له. ويعبده بما شرعه سبحانه وتعالى من الواجبات والمستحبات والمندوبات. ومن سلك غير الطريق المصطفى - 00:10:47ضَ
فصلى الله عليه وسلم لم يفتح له الباب. قال الجنيد رحمه الله الطرق كلها مسدودة على الخلق الا على من اقتفى اثر الرسول صلى الله عليه وسلم واتبع سنته ولزم طريقته. فان طرق الخيرات - 00:11:17ضَ
كلها مفتوحة عليه. فيجب على المسلم ان يطيع الله ورسوله فيما امر. وان يجتنب ما نهى الله عز جل عنه وان يحذر في عبادته من البدع والاهواء فيما لم يشرعه هذا الدين. قال رحمه الله - 00:11:37ضَ
اه ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله طه مخلصين له الدين. لما ذكر رحمه الله دليل الشهادتين ذكر هنا دليل الركن الثاني والثالث من اركان المرتبة الاولى وهي مرتبة الاسلام. فقال ودليل الصلاة والزكاة اي ودليل - 00:11:57ضَ
ان الصلاة مفروضة. وان الزكاة من اركان الاسلام ايضا. ودليل ايضا تفسير التوحيد الذي هو الاساس الذي لا يستقيم اسلام عبد الا به. دليل ذلك قوله سبحانه وما امروا اي الكفار - 00:12:27ضَ
في جميع الازمان الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. اي قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله وطلب الزلفى لديه اي قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة قاصدين وجه الله وطالبين الزلفى لديه. حنفاء اي مائلين عن الاديان كلها الى دين الاسلام - 00:12:47ضَ
ويقيموا الصلاة اي باركانها وواجباتها في اوقاتها. وهي والصلاة اشرف عبادات البدن وهذا هو دليل الركن الثاني وهو دليل الصلاة. ودليل الركن الثالث ويؤتوا الزكاة اي المفروضة وفيها ان الى الفقراء والمحاويج. وخص الصلاة والزكاة بالذكر مع انهما داخلان في قوله ليعبدوا الله - 00:13:17ضَ
مخلصين له الدين لفضلهما وشرفهما. وذلك دين القيمة اي التوحيد والاخلاص في الدين واقامة الصلاة وايتاء الزكاة هو دين القيمة اي الملة القائمة والشريعة العادلة المستقيمة المعتدلة على الدين المستقيم الموصل الى جنات النعيم. وما سواه من الطرق فطرق - 00:13:47ضَ
صلة الى الجحيم. فدليل الصلاة قوله ويقيم الصلاة. ودليل الزكاة ويؤتوا الزكاة. وتفسير التوحيد قوله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. ثم قال رحمه الله ودليل الصيام في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم - 00:14:17ضَ
تتقون. هذا هو دليل الركن الرابع من اركان الاسلام. والاسلام هو المرتبة الاولى من بالدين. قال ودليل الصيام اي ودليل ان الصيام في شهر رمضان المبارك احد اركان الاسلام الخمس - 00:14:47ضَ
التي لا يستقيم الاسلام الا بها دليل ذلك قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام. اي فرض عليكم يا امة محمد الصيام في شهر رمضان. وذلك في السنة الثانية من الهجرة - 00:15:07ضَ
كما كتب على الذين من قبلكم اي كما فرظ على الامم الذين سلفوا من قبلكم. ومن حكمة فرض صيامي على جميع الامم لتنال النفوس التقوى. لذلك قال لعلكم تتقون. لما في الصيام من - 00:15:27ضَ
من زكاة النفس وتطهيرها وتنقيتها من الاخلاق الرديئة. وفيه تنشيط لهذه الامة بانه بغي لها ان تنافس غيرها في تكميل الاعمال والمسارعة الى صالح الخصال. وانه ليس من الامور الثقيلة التي اختصت بها هذه الامة. بل ان غيرها من الامم سبقتكم الى الصيام - 00:15:47ضَ
فصوموا انتم هذا الشهر لتكونوا من عباد الله المتقين. قال رحمه الله ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني - 00:16:17ضَ
عن العالمين قوله ودليل الحج اي ودليل ان الحج هو الركن الخامس من اركان الاسلام قوله تعالى ولله على الناس اي يجب على الناس التعبد لله بحج وقصد البيت الحرام - 00:16:37ضَ
في مكة المكرمة على من استطاع الوصول اليه من المكلفين. ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. اي بالقدرة على الذهاب بنفسه وملك الزاد والراحلة بان يكون عند المرء نفقة - 00:16:57ضَ
الى بيت الله الحرام. ويشترط وجود المحرم للمرأة. فلا يجوز للمرأة ان تحج بدون محرم حتى ولو كانت مع نساء ثقات ولو كانوا كثيرين. قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم - 00:17:17ضَ
لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر ان تسافر الا مع ذي محرم. قال سبحانه ومن كفر فان الله غني عن العالمين. اي ومن كفر بعبادة ربه واعرظ عنها فان الله غني - 00:17:37ضَ
عن عبادة جميع العالمين بل انهم هم المحتاجون اليه. وهو سبحانه غني عنهم. كما قال جل وعلا ان تكفروا فان الله غني عنكم. ولا يرظى لعباده الكفر. وان تشكروا يرضه لكم - 00:17:57ضَ
الى هنا اتى المصنف رحمه الله بذكر اركان المرتبة الاولى وهي الاسلام. وذكر دليل كل ركن من من اركانها فذكر دليل الشهادتين ودليل الركن الثاني والثالث والرابع والخامس من اركان المرتبة الاولى - 00:18:17ضَ
اولى وهي مرتبة الاسلام. والى هنا نأتي الى نهاية درس من دروس شرح ثلاثة الاصول للامام العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. قال المصنف رحمه الله المرتبة الثانية الايمان. وهو - 00:18:37ضَ
سبع وسبعون شعبة. سبق ان الدين له ثلاث مراتب. المرتبة الاولى الاسلام وسبق ذكر اركانها مع ادلتها وهنا المرتبة الثانية وهي الايمان. وسيأتي بمشيئة الله المرتبة الثالثة. وهي مرتبة الاحسان - 00:18:57ضَ
قوله رحمه الله المرتبة الثانية الايمان اي المرتبة الثانية من مراتب الدين هي مرتبة الايمان والايمان هو قول واعتقاد وعمل. قول اللسان واعتقاد القلب وعمل الجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. قول اللسان مثل كلمة الشهادة والذكر وقراءة القرآن ونحو ذلك - 00:19:17ضَ
واعتقاد القلب اي بما يعتقده من وحدانية الله. وما جاء من الايمان بالملائكة والكتب والرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر. وعمل الجوارح مثل اداء الصلاة ومثل الحج ونحو ذلك. يزيد بالطاعة - 00:19:47ضَ
يعني كلما ازداد الانسان من الطاعات فان الايمان يزيد. وينقص بالمعصية اي ان الانسان اذا اقترف معصية فان ايمانه ينقص. كما قال عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا - 00:20:07ضَ
عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. فتلاوتهم للقرآن زادتهم ايمانا. فدل على ان الايمان يزيد بالطاعة وينقص ايضا بالمعصية. فدخل في الايمان جميع المأمورات سواء كان من الواجبات او المستحب - 00:20:27ضَ
ودخل فيه ايضا ترك جميع المنهيات. فما من خصلة من خصال الطاعات الا وهي من الايمان مثل الصلاة والزكاة والحج هذه من خصال الايمان. فما من خصلة من خصال الطاعات الا وهي من الايمان. ولا - 00:20:47ضَ
تركي محرم من المحرمات الا وهو من الايمان. فترك الكذب من الايمان وترك خلاف الوعد من الايمان وهكذا كل امر محرم يتركه الانسان فانه من الايمان. قال رحمه الله وهو بضع وسبعون شهر - 00:21:07ضَ
فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. والحياء شعبة من الايمان. قول رحمه الله وهو بضع وسبعون شعبة. اي ان الايمان بضع وسبعون شعبة. وهذا هو لفظ الحديث - 00:21:27ضَ
الذي رواه الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. ورواه البخاري من حديث ابي هريرة ايضا بلفظ بظع وستون وورد عند مسلم برواية اخرى بالشك بضع وستون او بضع وسبعون. قال ابن حجر رحمه الله - 00:21:47ضَ
ان المعول على المتيقن وهو الاقل وهو بضع وستون. والبضع من الثلاثة الى التسعة. والشعبة هي الطائفة من الشيء والقطعة منه. والشعبة من شعب الايمان يدخل تحتها افراد من الخصال. وكل خصم - 00:22:07ضَ
خصلة من خصال الخير فهي من شعب الايمان. واجل شعب الايمان واعلاها واساسها كلمة التوحيد قول لا اله الا الله. فهي كلمة الاخلاص وكلمة الاسلام. وهي العروة الوثقى وكلمة التقوى واساس الملة - 00:22:27ضَ
ومفتاح الجنة. وكلمة لا اله الا الله لا بد من العلم بمعناها. والعمل بمقتضاها والبعد عما يناقضها. فلا بد فيها من هذه الشروط الثلاثة ليكون العبد موحدا فلابد من العلم بمعناها ومعناها لا معبود بحق الا الله. فتعتقد وتؤمن - 00:22:47ضَ
بانه لا يوجد معبود يستحق العبادة الا الله. وان ما سوى الله من المعبودات فهي معبودة باطلة لا تنفع من التجأ اليها بشيء. ولابد من العمل بمقتضاها. فتعمل بما دلت عليه لا اله الا الله من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر - 00:23:17ضَ
والايمان بالقدر خيره وشره واداء الصلاة واداء الزكاة والصيام والحج وغير ذلك مما تقتضيه لا اله الا الله من العمل. ولابد ايضا من البعد عما يناقض تلك الكلمة. فلا ينفع - 00:23:47ضَ
ان يقول العبد لا اله الا الله ويعلم معناها ويعمل ببعض مقتضياتها ولكنه اذهبوا ويلتجئوا الى القبور والاضرحة. فان هذا قد ارتكب ما يناقض معنى هذه الكلمة. فلو كان يقول لا اله الا الله ولكنه يطوف على القبور ويلتجئ اليها ويستغيث بها ويدعوها من دون الله فان - 00:24:07ضَ
هذا والعياذ بالله هو الشرك الاكبر ولو كان المرء يقول لا اله الا الله لانه لم يعمل بمعنى تلك الكلمة وان ما سوى الله من المعبودات فهي باطلة وادناها اي ادنى شعب الايمان اماطة اي ازالة الاذى عن الطريق من شوك وحجر ونحو ذلك - 00:24:37ضَ
مما يتأذى المار به والحياء شعبة من شعب الايمان. اي بعض منه والحياء غريزة يحمل مرء على فعل ما يجمل ويزين ويمنعه من فعل ما يدنس ويشين. يعني ان الحياء غريزة - 00:25:03ضَ
يحمل المرء على فعل ما يجمل ويزين مثل الصدق هذا مما يجمل الانسان ومثل الكرم مثل الاحسان الى الضعيف والارامل. هذا من الحياء وهو يجمل ويزين. ويمنعه من فعل ما يدنس - 00:25:23ضَ
ويشين مثل الكذب ومثل الاساءة الى الاخرين هذا يدنس ويشين الحياء يمنع مثل هذه الغرائز السيئة. واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الحياء لا يأتي الا بخير. متفق عليه. وانما - 00:25:43ضَ
ما جعل الحياء بضعة لان المستحي ينقطع بحيائه عن المعاصي. ولان الايمان ينقسم الى ثمار وانتهاء. فاذا حصل الانتهاء بالحياء كان بعض الامام. والحياء من افضل الاخلاق واجلها واعظمها قدرا بل هو خاصة الانسانية. وفي الحديث اذا لم تستحي فاصنع ما شئت. رواه البخاري - 00:26:03ضَ
ومرتبة الايمان اعم من مرتبة الاسلام من جهة نفسها واخص من جهة اصحابها. معنى هذا سلام اعم من مرتبة الاسلام من جهة نفسها اي لان الايمان يشمل ايضا الاسلام فهو اعم - 00:26:33ضَ
الى الاسلام واخص من جهة اصحابها اي ان اصحاب الايمان اقل من اصحاب الاسلام لا يصح الى هذه المرتبة الا من تجاوز مرتبة الاسلام. فهم اخص من جهة اصحابها لانهم تجاوزوا مرتبة الاسلام - 00:26:53ضَ
الى مرتبة الايمان. واهل الايمان هم خواص اهل الاسلام. واهل الاسلام اكثر من اهل الايمان بخلاف العكس قال تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. فان من حكم - 00:27:13ضَ
له النصوص انه مؤمن فانه مسلم على كل حال. لان مرتبة الايمان اعلى من مرتبة الاسلام. فالايمان الوصف اعلى من وصف الاسلام. لانه مشتق من الامن فهو من الامور الباطنة الذي يؤتمن عليه - 00:27:33ضَ
ويكون خفية. والاسلام من الامور المدركة المحسوسة في الظاهر. مشتق من التسليم. او من المسالمة فاذا اطلق الايمان في النصوص دخل فيه الاسلام. واذا اطلق الاسلام لم يدخل فيه الايمان - 00:27:53ضَ
ومن اثبت له الايمان في النصوص فانه ثابت له الاسلام. والمسلم لابد ان يكون معه ايمان يصحح اسلامه. والا كان منافقا ولكن لا يستحق ان يمدح به ويثنى عليه. بل - 00:28:13ضَ
ايمانه ناقص. جاء في الدرر السنية ومن تأمل النصوص تبين ان الناس يتفاضلون في التوحيد الايمان تفاضلا عظيما. وذلك بحسب ما في قلوبهم من الايمان بالله والمعرفة الصادقة والاخلاص واليقين. فينبغي للمسلم ان يسعى جاهدا ان يكثر من الطاعات ويجتنب السيئات - 00:28:33ضَ
ليصل الى مرتبة الايمان ثم يسعى جهده ايضا ليصل الى المرتبة الاعلى منها وهي مرتبة الاحسان ولما ذكر المصنف رحمه الله هذه المرتبة وهي مرتبة الايمان شرع في ذكر اركانها فقال واركانه - 00:29:03ضَ
ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قوله واركانه ستة اي اركان الايمان واصوله التي يبنى عليها والتي يزول بزوالها ستة اركان ويكون بزوال الركن الواحد من تلك الستة كافرا والعياذ بالله كفرا يخرج من الملة - 00:29:23ضَ
فلو زال الايمان بالملائكة لا يكون الرجل مسلما. بل يخرج من دائرة الايمان والاسلام الى دائرة الكفر وما عداها من الشعب فانه لا يزول بزواله. فمثلا لو لم يمط الانسان الاذى عن الطريق - 00:29:53ضَ
فانه لا يخرج من دائرة الايمان. لكن منها ما يزول بزواله كمال الايمان الواجب. مثل صلة الرحم ونحو ذلك فهي من الايمان. فاذا ترك المرء تلك الخصلة فانه نقص منه الايمان الواجب - 00:30:13ضَ
منها ما يزول بزواله كمال الايمان المندوب. مثل ترك السواك فانه قد ترك الايمان المندوب الذي حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله واركانه ستة ان تؤمن بالله اي - 00:30:33ضَ
الركن الاول من اركان الايمان ان تؤمن بالله. والايمان بالله اعظم اركان الاسلام واساسه. وما بعده من الاركان مندرج في هذا الركن وداخل فيه. وهذا الركن وهو الايمان بالله هو اصل الاصول - 00:30:53ضَ
يتضمن الايمان بربوبية الله وبالوهيته وباسمائه وصفاته. والايمان بربوبية الله هو افراد الله بافعاله. من الخلق والرزق والتدبير والاحياء والاماتة. وغير ذلك من جل وعلا فاذا اعتقدت ان الخلق والرزق والتدبير والشفاء ونحو ذلك اعتقدت ان ذلك - 00:31:13ضَ
من افعال الرب فقد حقق توحيد الربوبية. فنؤمن انه لا يحيي ولا يميت ولا يخلق ولا ايرزق سواه وهذا هو توحيد الربوبية. والايمان بتوحيد الالوهية هو افراد الله بافعال العباد - 00:31:43ضَ
فلا يصرف العبد اي عبادة لغير الله جل وعلا. من الطواف والدعاء والصلاة وغير ذلك من انواع عبادة فكل عبادة امر الله بها يجب ان تصرف لله. فاذا صرفت لله فقد حقق العبد - 00:32:03ضَ
توحيد الالوهية مع ايمانه بان عبادة من سواه عبادة باطلة. ومما يشمله الايمان بالله الايمان بتوحيد الاسماء والصفات. وهو اثبات ما اثبته الله لنفسه. من الاسماء والصفات. وما اثبته له - 00:32:23ضَ
رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل. ومن غير تكييف ولا تمثيل. بل نؤمن بان الله طه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فنؤمن بان الله عز وجل يسمع ونؤمن بان الله سبحانه وتعالى يبصر - 00:32:43ضَ
ونؤمن بان الله تعالى حكيم وخبير. وغير ذلك من الاسماء والصفات التي جاءت بها النصوص. قوله رحمه الله الله واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته. سبق ذكر الايمان بالله. والركن الثاني من اركان - 00:33:03ضَ
الايمان الستة ان تؤمن بملائكته. والايمان بالملائكة ان تؤمن بجميع الملائكة. وان انهم عباد مكرمون. فلا يستحقون شيئا من العبادة. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون انهم عبيد لله سبحانه. نؤمن بهم اجمالا في الاجمال. يعني نؤمن بالملائكة على سبيل الاجمال - 00:33:23ضَ
وبانهم عباد مكرمون. لا يملكون شيئا الا بامر الله عز وجل. فنؤمن بهم وبوجودهم ونؤمن باعمالهم التي اوكلهم الله بها مما اطلعنا عليه. من قبض الارواح ومن سوق الرياء ومن النفخ في الصور ونحو ذلك. وتفصيلا في التفصيل. اي نؤمن بهم تفصيلا على ما جاء في التفصيل وتعيين - 00:33:53ضَ
في التعيين كما ورد في الكتاب والسنة فنؤمن بمن جاء تعيينهم كجبريل وميكائيل واسرافيل ومالك وملك الموت. وليس لهم من خصائص الربوبية والالوهية شيء. وهم عالم غيبي خلقوا النور وعددهم كثير لا يحصيهم الا الذي خلقهم سبحانه وتعالى. هذا هو الركن الثاني من اركان - 00:34:23ضَ
وهو الايمان بالملائكة. قال وكتبه ورسله. الركن الثالث من اركان الايمان ان تؤمن بكتبه والايمان بالكتب يقتضي الايمان بجميع الكتب المنزلة على الانبياء من السماء اجمالا في الاجمال يعني نؤمن بان الله عز وجل انزل كتبا على انبياء من - 00:34:53ضَ
ها ما نعرفه ومنها ما لا نعرفه. وتفصيلا في التفصيل. يعني نؤمن بما جاءت النصوص بتسميته فيفصل الايمان بالقرآن. والزبور والتوراة والانجيل وصحف ابراهيم وموسى. لانه قد جاء ذكرها في النصوص ونؤمن بان الكتب السابقة كلها منسوخة بالقرآن العظيم. وانه لا يجوز - 00:35:23ضَ
الى غيره ولا العمل الا به. قال سبحانه فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر قال رحمه الله ورسله اي الركن الرابع من اركان الايمان ان تؤمن برسله اي برسل الله سبحانه - 00:35:53ضَ
والايمان بالرسل يقتضي الايمان بجميع الرسل اجمالا في الاجمال. كما قال سبحانه ورسل من قد قصصناهم عليك ورسلا لم نقصصهم عليك. فنؤمن بان الله ارسل رسلا ولكنه لم يقصهم علينا - 00:36:17ضَ
وتفصيلا في التفصيل. فنؤمن بمن جاء تفصيل في الكتاب والسنة على التعيين. واعظم ذلك الايمان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وممن يؤمن بهم تفصيلا اولو العزم من الرسل وهم نوح - 00:36:37ضَ
وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم. ونؤمن بغيرهم ممن سمى الله في كتابه او على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام. ونؤمن بما لم يسمى في النصوص. ولا نفرق بين احد - 00:36:57ضَ
منهم في الايمان كما قال سبحانه لا نفرق بين احد من رسله اي في الايمان بهم اي نؤمن بهم جميعا والايمان بهم فرض وهو التصديق بانهم رسل الله الى عباده صادقون فيما اخبروا به عن الله - 00:37:17ضَ
وانهم بلغوا عن الله رسالاته. وبينوا للمكلفين ما امرهم الله به. وهم بشر مخلوقون. ليس فلهم من خصائص الربوبية والالوهية شيء. وان جميع الشرائع نسخت ببعثة النبي محمد صلى الله عليه - 00:37:37ضَ
وسلم فلا يجوز لاحد ان يتبع غير شريعته. قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا اسمعوا بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان من اصحاب النار. رواه مسلم. قال - 00:37:57ضَ
الله واليوم الاخر اي الركن الخامس من اركان الايمان ان تؤمن باليوم الاخر. والايمان باليوم الاخر هو التصديق بيوم القيامة وما يكون بعد الموت في القبر من العذاب والنعيم. وما في - 00:38:17ضَ
في الاخرة من الحساب والميزان والجنة والنار. وانهما دار ثوابه وجزائه للمحسنين مسيئين واكبر ذلك واعظمه اي اكبر الايمان باليوم الاخر واعظمه الايمان ببعث هذه واعادتها كما كانت بعظامها واعصابها. حتى يقع الثواب على هذا الجسد والروح جميعا - 00:38:37ضَ
على ما فعل من طاعة الله او يعاقب على المعاصي التي صدرت منهما جميعا. فنؤمن بان ما الذي اوجد هذا الجسد وانفرد بخلقه يبعثه حيا ويعيده كما كان. فهذا هو الايمان باليوم - 00:39:07ضَ
في الاخر تصدق بجميع ما جاءت به النصوص مما سيكون في اليوم الاخر وما يكون في القبر من العذاب والنعيم عين واعادة الارواح الى الاجساد كما كانت. كما قال سبحانه اوليس الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقه - 00:39:27ضَ
بقادر على ان يحيي الموتى. بلى انه على كل شيء قدير قال رحمه الله وتؤمن بالقدر خيره وشره. اي الركن السادس من اركان الايمان ان تؤمن بالقدر اي بما قدره الله وكتبه من خيره اي بما فيه من الخير والسرور وشره اي بما فيه من الشر - 00:39:47ضَ
الشر والاحزان والايمان بالقدر والتسليم لامر الله فيه ثواب عظيم وهو من اعظم ثمار الايمان فيجب على المسلم ان يصبر على ما اصابه وان يسلم لما كتب له او كتب - 00:40:14ضَ
عليه وان يرضى بذلك. والنبي عليه الصلاة والسلام يقول عجبا لامر المسلم ان امره كله له خير وليس ذلك الا للمسلم. فالمسلم ان اصابه خير حمد الله عز وجل عليه. وان اصابه شر - 00:40:34ضَ
صبر واحتسب ورضى بما قدر له. وفي ذلك اجر عظيم عند الله تعالى. والايمان بالقدر يتضمن الايمان باربع مراتب يجب اعتقادها والايمان بها. المرتبة الاولى الايمان علم الله بالاشياء قبل حدوثها. اي ان تؤمن بان الله علم الاشياء قبل حدوثها - 00:40:54ضَ
ان الرب سبحانه علم بعلمه السابق ما هو كائن وما سيكون. كما قال سبحانه الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض. فكل ما في الكون هو بامر الله سبحانه وبعلمه. كما قال سبحانه يسأله - 00:41:24ضَ
من في السماوات ومن في الارض كل يوم هو في شأن فهو مطلع على اعمال العباد وعالم بها قبل فيجب عليك ان تؤمن بان الله عالم بالاشياء قبل ان تحدث. المرتبة الثانية مما يتضمنه - 00:41:44ضَ
ايمانك بالقدر ان تؤمن بان الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ. قال سبحانه الم تعلم اعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. فكل ما هو مقدر لك من خير وشر - 00:42:04ضَ
فانه مكتوب في اللوح المحفوظ. ويجب ان تؤمن بان ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ. مما يدعوك الى الرضا والتسليم بما كتب لك من خير او من شر. قال عليه الصلاة والسلام كتب الله مقادير الخلق - 00:42:24ضَ
سائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. وكان عرشه على الماء. رواه مسلم. فكل ما في هذا الكون هو مكتوب في اللوح المحفوظ فتؤمن بذلك. ومما يتضمنه ايضا الايمان بالقدر الايمان بان - 00:42:44ضَ
فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فلا يقع في ملك الله سبحانه الا ما اراده جل وعلا قال سبحانه وربك يخلق ما يشاء ويختار. وقال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله - 00:43:04ضَ
وقال جل شأنه ويفعل الله ما يشاء. فانت تؤمن بان ما وقع هو بامر الله سبحانه وتعالى قال لانه مالك الكون وهو الذي شاء حدوث هذا الامر فتؤمن وتسلم في القضاء والقدر. ومما - 00:43:24ضَ
تضمنه ايضا الايمان بالقدر وهو المرتبة الرابعة الايمان بان الله اوجد جميع المخلوقات وان ما في الكون بتقدير الله وايجاده. قال تعالى الله خالق كل شيء. وقال عز وجل وخلق كل شيء فقدره تقديرا. فهو سبحانه هو الذي اوجد جميع الخلق. وما في هذا - 00:43:44ضَ
الكون هو بتقدير الله سبحانه وايجاده فتؤمن وترظى وتسلم بما كتب عليك من المصائب احزاني والاقدار. ولا يصير المرء مؤمنا بالقدر الا بهذه الاربعة الاشياء مجتمعة. وقد جمعها في قوله علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين. علم وهو الاشارة - 00:44:14ضَ
المرتبة الاولى العلم كتابة مولانا اشارة الى المرتبة الثانية وهي الكتابة. مشيئته اشارة الى المرتبة الثالثة وهو ان ما في هذا الكون انما هو بمشيئة الله. وخلقه وهو ايجاد وتكوين هذه - 00:44:44ضَ
اشارة الى المرتبة الرابعة وهي ان الله اوجد جميع الخلق وان ما في الكون بتقدير الله وايجاده فيجب على العبد ان يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه. وما اخطأه لم يكن ليصيبه. كما قال - 00:45:04ضَ
عليه الصلاة والسلام واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن ليصيبك. رواه ابو داوود والمؤمن بالقدر يفوض اموره كلها لله. ولا يعتمد على السبب نفسه. لان كل شيء بقدره - 00:45:24ضَ
قدر الله وايمانه بذلك يثمر له الطمأنينة والراحة بما يجري عليه من اقدار الله. لان ذلك بقدر الله الذي له ملك السماوات والارض. كما قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن كله خير - 00:45:44ضَ
رواه مسلم. وما خلقك الله عز وجل في هذه الدنيا الا لابتلائك. قال سبحانه الذي خلق الموت الحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. وقال جل وعلا احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم - 00:46:04ضَ
هم لا يفتنون. وقال عز وجل ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين فخلقت في هذه الدار للابتلاء والامتحان. فيجب عليك الصبر على اوامر الله - 00:46:24ضَ
صبر عن معاصي الله. ويجب عليك الصبر على اقدار الله. واعلم ان الله عز وجل مع الصابر وان الصابر يوفى اجره بغير حساب. قال ابن القيم رحمه الله ولو لم يأتك من مزية الصبر الا ان - 00:46:44ضَ
الله مع الصابر لكفى به مزية. كما قال سبحانه ان الله مع الصابرين. والى هنا نأتي نهاية درس من دروس شرح ثلاثة الاصول للامام العلامة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله وصلى الله - 00:47:04ضَ
وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:47:24ضَ