Transcription
ايها المسلمون الوقت زمن الاعمار وتحقيق السعادة او الهدم والشقاء ولشرفه اقسم الله باجزائه بل اقسم بالزمن كله ليله ونهاره. فقال والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى. وفي مضي الليالي والايام ذكرى وعظة للمتقين - 00:00:00ضَ
قال جل شأنه وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا ونبينا صلى الله عليه وسلم كانت حياته كلها لله. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. واغتنم الصحابة زمانهم واخبر الله بشيء - 00:00:30ضَ
من اعمالهم فقال تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا في وجوههم من اثر السجود. ومن وصايا ابي بكر لعمر رضي الله عنهما ان لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل. وعملا بالليل لا يقبله بالنهار. قال ابن مسعود رضي الله - 00:01:00ضَ
ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه اجلي ولم يزدد فيه في عملي وكان السلف رحمهم الله يغتنمون لحظات اعمارهم فعمروا زمانهم بما يرضي ربهم فهم قال الحسن البصري رحمه الله ادركت اقواما كانوا على على اوقاتهم اشد - 00:01:30ضَ
منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم. ولا تزول قدما عبدي يوم القيامة يسأل عن عمره فيما افناه؟ رواه الترمذي. وطول العمر مع صلاح العمل من الله العظام. قال عليه الصلاة والسلام خير الناس من طال عمره وحسن عمله. رواه الترمذي - 00:02:00ضَ
الترمذي والايام معدودة ان ذهب يوم نقص نقص عمرك. وذهاب البعض امارة على ذهاب الكل. والعبد من حين استقرت قدمه في هذه الدار فهو مسافر فيها الى ربه والرابح من العباد من اغتنم زمانه بما ينفعه. والمغبون من فرط فيه. قال - 00:02:30ضَ
عليه الصلاة والسلام نعمتان مغبون فيهما اي يفرط فيهما كثير من الناس. الصحة والفراغ. رواه البخاري. قال ابن القيم رحمه الله اضاعة الوقت اشد من الموت. لان اضاعة الوقت تقطع عن الله والدار الاخرة. والموت يقطعك عن الدنيا واهلها. ومن - 00:03:00ضَ
اضاع وقته تحسر على كل لحظة منه. ومن مضى عليه يوم من عمره من غير حق ادى ومن غير فرض قضاه او علم علمه فقد او علم علمه فقد عق يومه - 00:03:30ضَ
يا عمرة والحاذق من يشغل وقته بما يرضي ربه. واذا فرغ من عمل قام باخر قال سبحانه فاذا فرغت فانصب. قال ابن كثير رحمه الله اي اذا فرغت من امور الدنيا - 00:03:50ضَ
واشغالها وقطعت قال على اقاه. فانصب الى العبادة وقم اليها نشيطا فارغ البال واخلص لربك النية والرغبة. وافضل عبادة تقام افراد الله بالتوحيد واداء اركان الاسلام على التمام. ومن خير ما تعمر به الاوقات وترفع به الدرجات. حفظ - 00:04:10ضَ
كتاب الله العظيم ومراجعته وتدبره. فهو كنز ثمين وتجارة رابحة قال عليه الصلاة والسلام افلا يغدو احدكم الى المسجد في علم او يقرأ ايتين من كتاب بالله خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث واربع خير له من اربع - 00:04:40ضَ
ومن اعدادهن من الابل. رواه مسلم. ومن نال حفظ كتاب الله شرف. ومن تلاه ابو عز ومن قرب منه عظم ومنزلة العبد في الجنة عند اخر اية يرتلها منه وفي زمن الفتن وانفتاح ابواب الشبهات والشهوات يكون الاعتصام بكتاب الله الزم - 00:05:10ضَ
والقرب منه اوجب. والتزود من العلم الشرعي بحضور مجالس العلماء. وحفظ الاحاديث النبوية ومختصرات في العلوم الشرعية. رسوخ في العلم ورفعة للمسلم. قال فسبحانه يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. قال الامام مالك - 00:05:40ضَ
رحمه الله افضل ما تطوع به العلم وتعليمه. وبالعلم تشرق سيرة المرء ويبقى ذكره وان فقد. والدعوة الى هذا الدين ونشره بالحكمة سبيل المرسلين والصالحين قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وهو باب - 00:06:10ضَ
الخير والبركات فلئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه وبر الوالدين طاعة وسعادة. والقرب منهما انس وتوفيق. قال سبحانه اهو عن عيسى عليه السلام وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا. قال ابن كثير رحم - 00:06:40ضَ
فوالله من بر بوالديه كان متواضعا سعيدا. والابن الفطن يسعد بالاجازة لمزيد البر بوالديه وادخال السرور عليهما وصحبتهما. ومما يفرحهما استقامة ولدهما على الدين. ومن برهما زيارة صديقهما واكرامهما من بعدهم - 00:07:10ضَ
قال عليه الصلاة والسلام ابر البر ان يصل الرجل ود ابيه. رواه مسلم وصلة الرحم ترضي الرحمن وتطيل العمر وتزيد في المال. وتبارك في الوقت وتقرب ما بين النفوس وتظهر مكارم الاخلاق وتبدي جميل المروءات. قال عليه الصلاة والسلام - 00:07:40ضَ
من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه. متفق عليه وزيارة اهل العلم والصالحين تهذب النفوس وتسمو بالروح وتعلي الهمم اصلحوا الحال وتذكروا بالاخرة. وينال بها الزائر معرفة وعلما. فهم ورثة الانبياء - 00:08:10ضَ
ودعاة الهدى والتنافس في الخير والتقوى من صفات اهل الجنة. قال سبحانه وفي فليتنافس المتنافسون. قال الحسن البصري رحمه الله اذا رأيت الناس في خير فنا فيه والصحبة الصالحة خير معين على العمل الصالح. تدفع الى البر وتغلق - 00:08:40ضَ
وابواب الشر وتحث على الطاعة والمتحابون بجلال الله على منابر من نور يغبط هم النبيون والشهداء. ورفيق السوء يدعو الى الشر ويصد عن الخير. صحبة حسرة ورفقته ندامة. قال سبحانه ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني - 00:09:10ضَ
يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. قال قال ابن مسعود رضي الله عنه اعتبر الرجل بمن يصاحب. اي انظروا الى رفقائه لتعرفوه. فانما - 00:09:40ضَ
ايصاحب الرجل من هو مثله. والتطلع الى مواطن الفتن واسبابها من مرئيات في القنوات وغيرها تورث المرء نكرانا النعم وتورد على القلب الظلم اجازة مغنم لقرب الاب من ابنائه. يملأ فراغ قلوبهم ويهذب سلوكهم - 00:10:00ضَ
عوجهم وواجب الاب نحو ابنائه عظيم. والام عليها من الواجب مع بناتها ذلك برعايتهن وتعهدهن بالنصح والتوجيه وامرهن بالحجاب والستر قال ابن عمر رضي الله عنهما ادب ابنك فانك مسئول عنه ماذا ادبته وماذا - 00:10:30ضَ
اذا علمته وهو مسؤول عن برك وطواعيته لك. والابناء يسعدون بمرافقة ابيهم واوصيهم به واخوا انتفاعهم باخلاقه واكتسابهم الصفات الحميدة منه. قال ابن عقيل رحمه الله العاقل يعطي للزوجة وللنفس حقهما. وان خلا باطفاله خرج - 00:11:00ضَ
في صورة طفل وهجر الجد في بعض الوقت. ومكافأة الابناء على الخير من حسن الرعاية قال ابراهيم قال ابراهيم ابن ادهم رحمه الله قال لي ابي يا بني اطلب الحديث - 00:11:30ضَ
فكلما سمعت حديثا وحفظته فلك درهم. قال ابراهيم فطلبت الحديث على هذا واعراض الاب عن ابنائه وبعده عنهم وبعده عنهم اهمال لتنشيط وفيه تيسير وصول اهل السوء اليهم. فيجني من ذلك الاب الندامة - 00:11:50ضَ
والسفر المباح بهم يقرب ما بين الوالدين والابناء. ويسد ما بينهم من خلف والعمرة سفر عبادة تحط الاوزار وترفع الدرجات. وصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خير من الف صلاة فيما سواه. والسفر المحرم اهدار للمال - 00:12:20ضَ
وعرضة للفتن وسبب كثير من الشبهات والشهوات. ويعود المرء من سفره اسوأ واحالا مما كان قبله. وفي الاجازة تبنى اسر بالزواج. ومن شكر تلك النعمة ودوامها الا يصحب وليمتها محرم. وان يكون زواجا لا معصية فيه. والله - 00:12:50ضَ
مبارك لهذه الامة في بكورها. وجعل الليل سكنا والنهار معاشا. ومن هديه صلى الله عليه وسلم النوم اول الليل والصلاة اخره. قال ابو برزة رضي الله عنه كان النبي صلى الله - 00:13:20ضَ
الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها. متفق عليه. واذا كان السهر او وسيلة الى التخلف عن صلاة الفجر مع الجماعة كان محرما. والمسلم يراقب ربه في احواله وازمانه ويوقن بان الله يرى افعاله ويسمع كلامه ويعلم - 00:13:40ضَ
ما يكن فؤاده قال سبحانه ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وافضل الايمان ان تعلم ان الله معك. ومن وصايا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:14:10ضَ
اتق الله حيثما كنت. رواه الترمذي. والله يغار اذا انتهكت حدوده في سفر او حضر قال عليه الصلاة والسلام ان الله يغار وغيرة الله ان يأتي المرء ما حرم الله - 00:14:30ضَ
متفق عليه. وبعد ايها المسلمون فالمؤمن يبتعد عن الخطيئات ويتزود من الصالحات ويغتنم اوقاته فيما شرعه الله. ولئن كان العمل مجهدة فان ان الفراغ مفسدة. ونفسك ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل. والمرء ممتحن - 00:14:50ضَ
في رخائه وسرائه وعافيته وبلائه في حله وترحاله. والموفق من جعل التقوى مطيته وسارع الى جنة ربه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها. وما ربك بظلام للعبيد. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم - 00:15:20ضَ
ونفعني الله واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه. والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:15:50ضَ
تعظيما لشأنه. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما مزيدا. ايها المسلمون امد الدنيا قصير ومتاعها زائل حقير فلا تتعلق منها الا بما يقضي به الغريب حاجته في غير موطنه. ولا تشتغل - 00:16:26ضَ
فيها الا بما يشتغل به المسافر الذي اعد العدة للرجوع الى اهله. والمؤمن بين خافتين بين ذنب قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه. وبين اجل قد دنى لا يعلم - 00:16:56ضَ
ما هو صائر اليه؟ والعاقل يتعبد ربه في ازمان فراغه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم كما يكثر الصيام في شعبان ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان سوى الصيام فلا فضل - 00:17:16ضَ
فلا فضل لليلة النصف منه ولا لغيرها من الليالي فيه. والاعمال لا تقبل الا بما صح به الشرع. ثم اعلموا ان الله امركم بالصلاة والسلام على نبيه. فقال في محكم التنزيل ان الله - 00:17:36ضَ
طه وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما - 00:17:56ضَ