تفسير ابن كثير | سورة التوبة

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 3- سورة التوبة | من الأية 5 إلى 6

عبدالرحمن العجلان

وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد. فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم - 00:00:00ضَ

وخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم. وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ذلك بانهم قوم لا يعلمون ثم قال جل وعلا فاذا سلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم - 00:00:29ضَ

وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة وخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم فاذا سلخ الاشهر الحرم انسلخ بمعنى انقضى انسلخ الشهر بمعنى انقضى الشهر - 00:00:58ضَ

شبه من سلاح الجلد من الجسم اذا اخذ منه ورفع عنه والمراد انتهاء والمراد هنا انتهاء الاشهر الحرم يقول الامام الشوكاني رحمه الله شبه شبه خروج المتزمن عن زمانه انفصال المتمكن عن مكانه - 00:01:31ضَ

يعني شبه انتهى وانفصال المتزمن عن زمانه انتهاء الشهر من وقته انفصال المتمكن الذي هو الجلد عن مكانه وهو الجسم بعيدا سلخ الاشهر الحرم وما المراد بهذه الاشهر الحرم فاذا سلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين - 00:02:22ضَ

المراد بالأشهر الحرم هذه قولان للعلماء رحمهم الله المراد بالاشهر الحرم الاشهر الوارد تحريمها في القرآن والمعروفة من قوله جل وعلا ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا وما خلق السماوات والارض منها اربعة - 00:02:57ضَ

وما هي هذه الاربعة الحرم هي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان ومن المعلوم ان قراءة هذه الاية قراءة هذه الايات على المشركين كان في العاشر من ذي الحجة - 00:03:30ضَ

اذا ماذا بقي من الاشهر الحرم بقي خمسون يوم عشرون من ذي الحجة وثلاثون شهر محرم فاذا سلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين يعني اذا انتهى شهر ذي الحجة وانتهى شهر المحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم - 00:04:09ضَ

القول الاخر ولعله الاقرب وهو الذي اختاره الامام ابن كثير رحمه الله ان المراد بالاشهر الحرم هي اشهر المهلة التي اعطاها الله جل وعلا للكفار للمعاهدين اشهر المهلة وتنتهي بنهاية - 00:04:41ضَ

اليوم العاشر من شهر ربيع الاخر ولما سميت حرم وليست بحرم انما الحرم منها هو ما بقي من شهر ذي الحجة مع شهر محرم واما سفر وربيع الاول وعشرة من ربيع الاخر - 00:05:09ضَ

انا اجت بحرم لكن لما سميت في القرآن بحرم لان الله جل وعلا امن الكفار فيها على انفسهم لا يحرم القتال وحرم القتال هم فيها. حرم الله قتالهم فيها فاذا انسلخ الاشهر الحرم - 00:05:30ضَ

اهي الحرم المعروفة الحرم المراد بها المهلة التي اعطى الله للكفار لينظروا في امرهم انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم اقتلوهم اذا لم يؤمن حيث وجدتموهم هنا يفهم منها العموم - 00:05:56ضَ

وجدتموهم في اي مكان فاقتلوهم في الحل والحرم؟ نعم هذا قول كثير من العلماء بانهم بعد انتهاء هذه المدة التي حددها الله جل وعلا يقتل المشرك سواء وجد في الحل او في الحرم اذا لم يؤمن - 00:06:25ضَ

وقيل المراد في الحل واما الحرم فقد فهم فهم من قوله جل وعلا ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم هذا يفهم منه عموم المشركين - 00:06:51ضَ

صغارا كانوا او كبارا رجالا كانوا او نساء مقاتلون ام غير مقاتلين من اهل الذمة وغيرهم هذا الذي يفهم لان الجميع يطلق عليهم يطلق عليهم مشركين الا انه ورد الاستثناء - 00:07:18ضَ

في السنة فلا يقتل الصبي المشرك ولا تقتل المرأة المشركة الا ان قاتلت ولا يقتل الشيخ الهرم الذي لا يقاتل ولا يقتل الكتابي اذا ادى الجزية عن يد وهو صاغر - 00:07:45ضَ

الاية عممت قتل الكفار حيثما وجدوا وورد التخصيص في السنة بان لا يقتل الطفل ولا المرأة قال الشيخ الكبير الذي لا يقاتل الكتابي اذا دفع الجزية ولا من دخل بلاد - 00:08:19ضَ

المسلمين بامان تقتل المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم خير من الله جل وعلا لعباده المؤمنين ان شاءوا القتلى الكفار وان شاءوا الاسر والاخير هو العسير فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحشروهم - 00:08:52ضَ

الحصر هو التضييق عليهم واقعدوا لهم كل مرصد. ترصدوا لهم في كل مسلك وفي كل طريق وفي كل مكان تتوقعون ان يأتوا اليه فلا تتركوهم حتى يأتوا اليكم فتقاتلوهم بل - 00:09:25ضَ

احصروهم ضيقوا عليهم مسالكهم وترصدوا لهم فيها حتى يسلم او تقتلوهم فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم - 00:09:50ضَ

الله جل وعلا رؤوف رحيم بعباده لطيف بهم يتوعدهم على كفرهم ثم يرغبهم في التوبة والانابة والرجوع اليه فان تابوا ومعنا تابوا اي رجعوا عما هم فيه من الكفر وامنوا بالله ورسوله فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة - 00:10:31ضَ

يفهم من التوبة الايمان بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم واقام الصلاة اهم الافعال المدنية التي هي حق الله جل وعلا وهي الصلاة وهاتوا الزكاة اهم الافعال المالية المتعدي نفعها للغير - 00:11:12ضَ

فاذا اتوا بهذين الركنين العظيمين التوبة التي هي الايمان بالله ورسوله فخلوا سبيلهم اذا اتوا بهذه فانهم سيأتون ببقية شعائر الدين وكثيرا ما يقرن جل وعلا بين الزكاة والصلاة لان الصلاة هي اهم اركان الاسلام بعد الشهادتين - 00:11:48ضَ

وهي حق الله جل وعلا والزكاة حق الله في المال وقد اخذ من هذا ابو بكر الصديق رضي الله عنه ان من فرق بين الصلاة والزكاة وجب قتاله وقد جهز الجيوش رضي الله عنه - 00:12:27ضَ

في قتال مانع الزكاة مع اقرارهم ببقية شعائر الدين فقال رضي الله عنه لما عارضه بعض الصحابة كيف تقاتل قوما يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:12:55ضَ

قال رضي الله عنه والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة والله لو منعوني عناقا وفي رواية عقالا كانوا يعدونه الى النبي صلى الله عليه وسلم على منعه والصلاة حق الله جل وعلا في البدن - 00:13:19ضَ

والزكاة حق الله جل وعلا في المال واذا حققهما المرء الغالب انه يحقق بقية شعائر الدين فقد يصلي المرء ويترك الزكاة ويمنعها لان الصلاة فعل بدني يسهل عليه لكن اخراج المال يشق عليه - 00:13:43ضَ

وهذا يجب قتاله اذا امتنع من تعدية الزكاة ولا يصح ان يسمى مؤمنا ولا مسلما والى اقام الصلاة واتى الزكاة والغالب انه يؤدي بقية شعائر الدين بسهولة ويسر لانه بالزكاة - 00:14:23ضَ

برئ من الشح ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون وفي هذه الاية والاية التي تأتينا قريبا ان شاء الله وغيرها من ايات القرآن كثير يقرن الله جل وعلا بين الصلاة والزكاة - 00:14:55ضَ

ويفهم من هذا ان من اقام الصلاة ولم يؤت الزكاة ان صلاته لا تنفعه كما صرح بذلك كثير من العلماء وكما جعل ابو بكر الصديق رضي الله عنه حيث جهز الجيوش لقتال مانع الزكاة - 00:15:21ضَ

فلا يتم اسلام المرء ولا ايمانه الا بتأدية الزكاة مع الصلاة فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم اتوا بالامر الظاهر سلوا سبيلهم لا تقاتلوهم وامرهم الى الله جل وعلا - 00:15:43ضَ

ان كانوا صادقين في فعلهم هذا اثابهم الله وان كانوا كاذبين كما هي حال المنافقين امرهم الى الله ومن المعلوم ان احكام المنافقين في الدنيا يجرى عليهم احكام المسلمين المؤمنين - 00:16:15ضَ

واما في الاخرة ما حكمهم حكم الكفار كما قال الله جل وعلا ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار قد يقول قائل قد يؤدي المرض الصلاة ويدفع الزكاة اذا خاف من القتال اذا خاف ان يقاتل - 00:16:42ضَ

لكن هل نتركه وهو لم يؤمن ايمانا حقيقي نقول نتركه امره الى الله جل وعلا وليس لنا الا الظاهر ولا ندرك ما في القلوب وانما الذي يدركها هو علام الغيوب جل وعلا - 00:17:09ضَ

اما اذا صلى وادى زكاته وشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فحكمه حكم المسلمين ان كان صادقا في ذلك فالله جل وعلا يثيبه في الدنيا والاخرة - 00:17:32ضَ

وان كان كاذبا فهو يسلم ماله ودمه في الدنيا وفي الاخرة امره الى الله جل وعلا وخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم يغفر للمشرك اذا تاب يغفر للمحارب اذا تاب - 00:17:51ضَ

يغفر للمعاند اذا تاب فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم. لم ختام الاية كالتعليم لما سبق لان الله جل وعلا غفور رحيم ثم قال جل وعلا وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى الله جل وعلا امرنا في هذه الاية بعد - 00:18:20ضَ

انتهاء المدة المسموح للكفار فيها ان يقاتلوا وهذه الاية الكريمة فاذا انسلخ الاشهر الحرم وما سيأتي بعدها من الايات هي التي يعبر عنها كثير من المسلمين كثير من المفسرين رحمهم الله باية السيف - 00:18:53ضَ

في اية السيف فهي ناسخة لايات الامهال والصبر وامهال الكفار كان الامهال حينما كان المسلمون قلة ثم لما كثر عدد المسلمين امرهم الله جل وعلا بان يقاتلوا الكفار ولا يتركونهم - 00:19:21ضَ

وبين لنا جل وعلا ما يجب علينا ان نفعله نحوهم تقتل المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحشروهم واقعدوا لهم كل مرصد ضيقوا عليهم وذلك لاعلاء كلمة الله وللقضاء على الكفر والشرك واهله - 00:19:53ضَ

قد يقول قائل من هؤلاء الكفار لا اريد منكم ان تلزموني بدينكم او تقتلوني اعطوني فكرة عن دينكم فهل نرغمه يقول اما ان تسلم وتؤمن في الحال والا قتلناك يقول اعطوني مهلة - 00:20:20ضَ

اسمعوا عن دينكم واقرأه او اطلع عليه فان وجدت فيه خيرا اتبعته اتبعته وان وجدت غير ذلك فشأنكم افعلوا ما شئتم يقول الله جل وعلا وان احد من المشركين استجارك فاجره - 00:20:49ضَ

قد يأتي الرجل الكافر من المكان البعيد او يراسل يقول احب ان ادخل ديار الاسلام لانظر في تعاليم الاسلام واتأمل في اخلاق المسلمين فان كان خيرا اخذت به وان كان غير ذلك تركته - 00:21:14ضَ

والله جل وعلا يقول من قال مثل هذا القول اقبلوا وادخلوه وامنوه وقد قال عليه الصلاة والسلام من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة الاسلام يفي بالعهود ويهتم بها اهتماما عظيما - 00:21:39ضَ

فاذا جاء الكافر وقال اريد ان ادخل بلادكم لاسمع ولاقرأ ولاطلع فالله جل وعلا يقول لنا ادخلوا مثل هذا واقبلوه من ان يتعرض له احد بسوء فان رضي بدينكم ودخل فيه - 00:22:08ضَ

الحمد لله وان لم يرض ولم يقبله فلا تقتلوه اوصلوه الى مكانه الذي يأمن به فاذا انتهى الى بلاده او الى مكان يأمن به ما شأنكم به حينئذ والرسول صلى الله عليه وسلم اكد ذلك - 00:22:39ضَ

للمسلمين فلا تقتل الرسل ولا يقتل من جاء ليسمع اول يطلع وقد جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وفد من مسيلمة الكذاب فقال لي شخص منهم اتشهد ان مسيلمة رسول الله - 00:23:01ضَ

قال نعم اشهد انه رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان الرسل لا تقتل لقتلتك او كما قال صلى الله عليه وسلم ولم يقتله عليه الصلاة والسلام مع شهادته - 00:23:30ضَ

الكفر ثم مكن الله من هذا الذي شهد ان مسيلمة رسول الله قتل عمر ابن مسعود رضي الله عنه حينما كان اميرا على الكوفة هذا فقتله فقال مكن الله منك بغير عهد فقتله رظي الله عنه - 00:23:53ضَ

الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكد المحافظة على العهد وانه لا يجوز للمسلمين ان يخونوا حتى الكفار لا يخونوهم يقول الله جل وعلا وان احد من المشركين استجارك. يعني طلب الجوار عندك - 00:24:21ضَ

كم تكون المدة قال بعض العلماء شهر او اربعة اشهر وبعضهم قال لا تصل الى السنة لا يترك مدة طويلة بين المسلمين وانما يترك الوقت الكافي ليبلغ بتعاليم الاسلام فان قبلها فالحمد لله وان لم يقبلها فيوصل الى مأمنه - 00:24:52ضَ

وان احد من المشركين استجارك فاجره اي اقبله في جوارك وامانك وادخله بلاد المسلمين ليسمع تعاليم الاسلام وليعرفها ثم بعد ذلك ابلغه مأمنه لا تقتله ولا يتعرض له احد من المسلمين باذى - 00:25:25ضَ

حتى يصل الى المكان الذي يأمن به لا تخرجوه من داركم او من دياركم ثم تقتلوه بل اوصلوه الى مأمنه ثم بعد ذلك يكون حربا للاسلام والمسلمين. فمن ظفر به من المسلمين قتله - 00:25:56ضَ

ذلك بانهم اي الكفار قوم لا يعلمون لاعلم عندهم ولو كان عندهم شيء من العلم لادركوا ان تعاليم الاسلام كلها خير ونفع عظيم وفائدة كبرى ونجاة وسعادة في الدنيا والاخرة - 00:26:15ضَ

لكنهم لا يعلمون فامهلوهم لينظروا ليتدبروا ليتأملوا كما امهل الله جل وعلا عموم المشركين اربعة اشهر وهذه الاية محكمة وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله اذا طلب المشرك - 00:26:43ضَ

من المسلمين الدخول في ديارهم ليتعلم او لينظر فانه يعطى العهد ويدخل بلاد المسلمين ويحمى ولا يتعرض له بسوء والمراد بكلام الله هو القرآن واذا سمع كلام الله وامن فبها ونعمة - 00:27:16ضَ

وان سمعه ولم يؤمن فانه يوصل الى بلاده ثم بعد ذلك يكون حربا للاسلام والمسلمين والله اعلم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاذا سلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد - 00:27:44ضَ

فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم. ان الله غفور رحيم قال العماد ابن كثير رحمه الله اختلف المفسرون في المراد بالاشهر الحرم ها هنا ما هي؟ فذهب ابن - 00:28:11ضَ

جرير الى انها المذكورة في قوله تعالى منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيه ان انفسكم الاية قاله ابو جعفر الباقر ولكن قال ابن جرير اخر الاشهر الحرم في - 00:28:32ضَ

حقهم المحرم وهذا الذي ذهب اليه حكاه علي بن ابي طلحة عن ابن عباس واليه ذهب الضحاك وايضا واليه ذهب الضحاك ايضا وفيه نظر. والذي يظهر من حيث السياق ما ذهب اليه ابن عباس في رواية العوفي - 00:28:52ضَ

عنه وبه قال مجاهد وعمرو بن شعيب ومحمد بن اسحاق وقتادة والسدي وعبدالرحمن بن زيد بن اسلم ان المراد بها اشهر التسيير الاربعة المنصوص عليها بقوله في الارض اربعة اشهر ثم قال فاذا انسلخ الاشهر الحرم اي اذا انقضت الاشهر الاربعة التي حرمنا - 00:29:12ضَ

يكون فيها قتالهم واجلناهم فيها فحيث ما وجدتموهم فاقتلوهم. لان عود العهد على على مذكور اولى من اولى من مقدر. ثم عود العهد الى مجبور المراد انسلخ الاشهر الحرم نعود الى مذكور وهي - 00:29:38ضَ

فسيحوا في الارض اربعة اشهر. اولى من ان تعود الى شيء مقدر لم يرد ذكره في الاية ثم ان الاشهر الاربعة المحرمة سيأتي بيان حكمها في اية اخرى. بعد بعد في هذه السورة الكريمة - 00:29:59ضَ

وقوله فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم اي من الارض وهذا عام والمشهور تخصيصه بتحريم القتال في الحرم في قوله ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه. فان قاتلوكم فاقتلوهم. وقول - 00:30:18ضَ

وخذوهم اي واسروهم ان شئتم قط ان شئتم قتلا وان شئتم اسرى. وقوله واحصروهم واقعدوا كل مرصد اي لا تكتفوا بمجرد وجدانكم لهم بل اقصدوهم بالحصار في معاقلهم وحصونهم والرصد - 00:30:38ضَ

في طرقهم ومسالكهم حتى تضيقوا عليهم الواسع وتضطروهم الى القتل او الاسلام ولهذا قال فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم. ان الله غفور رحيم. ولهذا اعتمد الصديق رضي الله عنه في - 00:30:58ضَ

مانعي الزكاة على هذه الاية الكريمة وامثالها حيث حيث حرمت قتالهم بشرط هذه الافعال. وهي الدخول في الاسلام والقيام باداء واجباته. ونبه باعلاها على ادنى فان الصلاة والزكاة وادناها بقية شعائر الدين - 00:31:18ضَ

ونبه باعلاها على ادناها فان اشرف اركان الاسلام بعد الشهادتين الصلاة التي هي حق الله عز وجل وبعدها اداء الزكاة التي هي نفع متعد الى الفقراء والمحاويج. وهي اشرف الافعال المتعلقة بالمخلوقين. ولهذا كثيرا - 00:31:42ضَ

ما يقرن الله بين الصلاة والزكاة. وقد جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يقال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة - 00:32:02ضَ

الحديث وقال ابو اسحاق عن ابي عبيدة عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال امرت امرتم باقام الصلاة ايتاء الزكاة وايتاء الزكاة ومن لم يزكي فلا صلاة له. وقال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم ابى الله ان - 00:32:22ضَ

صلاة الا بالزكاة. وقال يرحم الله ابا بكر ما كان افقه وقال الامام احمد حدثنا علي ابن اسحاق انبأنا عبد الله ابن المبارك انبأنا حميد الطويل عن انس ان رسول الله صلى الله عليه - 00:32:42ضَ

عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فاذا شهدوا ان لا لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واستقبلوا قبلتنا واكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا. فقد حرمت علينا - 00:32:59ضَ

واموالهم الا بحقها. لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم. ورواه البخاري في صحيحه. ورواه البخاري في صحيحه واهل السنن الا ابن ماجة من حديث عبدالله ابن المبارك به. وقال الامام ابو جعفر ابن جرير حدثنا عبد - 00:33:19ضَ

الاعلى ابن ابن واصل الاسدي حدثنا عبيد الله بن موسى اخبرنا ابو جعفر الرازي عن الربيع بن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الدنيا على الاخلاص لله وحده وعبادته لا وعبادته - 00:33:39ضَ

لا يشرك به شيئا فارقها والله والله عنه راض قال وقال انس هو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم قبل هرج الاحاديث واختلاف الاهواء وتصديق وتصديق ذلك في كتاب الله في اخر ما انزل قال الله تعالى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا - 00:33:59ضَ

سبيلهم. قال توبتهم خلع الاوثان وعبادة رب وعبادة ربهم. واقام الصلاة وايتاء الزكاة ثم قال في اية اخرى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين ما رواه ابن مرض ورواه ابن مردويه ورواه محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة الصلاة له. حدثنا - 00:34:30ضَ

ابن إبراهيم انبأنا حب انبأنا حكام ابن سلمة حدثنا ابو جعفر الرازي به سواء سواء وهذه الاية الكريمة هي اية السيف التي قال فيها الضحاك ابن مزاحم ان انها نسخت كل عهد بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين احد من المشركين - 00:34:57ضَ

وكل عقد وكل عقد وكل مدة وكل عقد وكل مدة وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الاية لم يبقى لاحد من المشركين عهد منذ نزلت براءة وانسلاخ الاشهر الحرم - 00:35:20ضَ

ومدة من كان له عهد من المشركين قبل ان تنزل براءة اربعة اشهر من يوم من يوم اذن ببراءة الى عشر من اول شهر ربيع الاخر. وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس في هذه الاية قال - 00:35:42ضَ

الله تعالى ان يضع السيف في من عاهد ان لم يدخلوا في الاسلام ونقض ما كان سمى لهم من العهد والميثاق واذهب الشرط وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي حدثنا اسحاق بن موسى الانصاري قال سفيان بن عيينة قال علي بن ابي طالب - 00:36:00ضَ

رضي الله عنه بعث النبي صلى الله بعث النبي صلى الله عليه وسلم باربعة اسياف سيف في المشركين من قال الله تعالى فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم هكذا رواه مختصرا. واظن ان السيف الثاني هو قتال اهل الكتاب لقوله - 00:36:20ضَ

تعالى قاتل الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر. ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله. ولا الله ورسوله ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم - 00:36:43ضَ

المصاغرون والسيف الثالث قتال المنافقين في قوله يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين الاية الرابع قتال الباغين في قوله وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما على الاخرى - 00:37:06ضَ

فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله. ثم اختلف المفسرون في اية السيف في هذه فقال الضحاك والسدي هي منسوخة بقوله تعالى فاما من بعد واما فداء. وقال قتادة بالعكس - 00:37:26ضَ

في النسخ من عدمه في هذه الاية قال بعض العلماء هذه الاية منسوخة بقوله بقوله جل وعلا فاما منا واما فداء. وذلك ان هذه الاية فيها القتل قتل الكفار. قال انها - 00:37:46ضَ

منسوخة بان الامام مخير بين ان يقتل وبين ان يمن بفداء وبين ان يمن بدون وبعض العلماء من المفسرين رحمهم الله يرى العكس فيقول هذه الاية ناسخة للاية السابقة كان في اول الامر - 00:38:04ضَ

الامام مخير بين المن او القتل والمن بفداء او بدون فداء. ثم نسخ ذلك بهذه الاية التي هي اية السيف. فلا يمن على الكفار ولا يقبل منهم وانما القتل ويرى بعضهم ولعله الاقرب والله اعلم ان الايتين - 00:38:26ضَ

محكمتان وليست واحدة ناسخة للاخرى وذلك ان تلك الاية ذيك فاما منوا بعد واما فداء وهذه الاية الامر بقتال الكفار وكلاهما محكمة والامر راجع الى نظر الامام يرى ما فيه المصلحة للاسلام والمسلمين - 00:38:48ضَ

فاذا اظهر الله المسلمين على الكفار واسروا من اسروا منهم فهم مخيرون والامام مخير على حسب المصلحة على حسب الهوى بين القتل ان يقتلهم وبين ان يأخذ منهم الفدا اذا كان المسلمون في حاجة الى الفدا واما ان يمن عليهم بدون فدا. وقد فعل - 00:39:10ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كله. وصلوات الله وسلامه عليه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه اللهم امن ذلك بانهم قوم لا يعلمون. قال العماد ابن كثير رحمه الله يقول تعالى لنبيه صلوات الله - 00:39:34ضَ

الله وسلامه عليه. وان احد من المشركين الذين امرتك بقتالهم واحللت لك استباحة نفوسهم واموالهم استجارك اي استأمنك فاجبه الى طلبته حتى يسمع كلام الله اي القرآن تقرأه عليه وتذكر - 00:40:02ضَ

له شيئا من امر الدين تقيم به عليه حجة الله ثم ابلغه مأمنه. اي وهو امن مستمر الامان حتى يرجع الى بلاده وداره. ومأمنه. ذلك ذلك بانه بانهم قوم لا يعلمون. اي انما شرعنا امان مثل هؤلاء ليعلموا دين الله. وتنتشر - 00:40:22ضَ

دعوة الله في عبادك. وقال ابن ابي نجيح عن مجاهد في تفسير هذه الاية. قال انسان يأتيك قال يأتيك ليسمع ما تقول وما انزل عليك فهو امن حتى يأتيك فتسمعه كلام الله. وحتى يبلغ مأمنه حيث - 00:40:47ضَ

ومن هذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الامان لمن جاءه مسترشدا او في رسالة كما جاءه يوم الحج كما جاءه يوم يوم الحديبية جماعة من الرسل من قريش منهم عروة ابن مسعود - 00:41:07ضَ

ابن حفص وسهيل بن عمرو وغيرهم واحدا بعد واحد يترددون في القضية بينه وبين المشركين او من اعظام المسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ما بهرهم وما لم يشاهدوه عند ملك - 00:41:31ضَ

ولا قيصر فرجعوا الى قومهم واخبروهم بذلك وكان ذلك وامثاله من اكبر اسباب هداية اكثرهم. ولهذا هذا ايضا لما قدم قدم رسول مسيلمة الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له اتشهد ان مسيلمة - 00:41:52ضَ

رسول الله قال نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ان الرسل لا تقتل لضربت عنقك. وقد قيض الله له ضرب العنق في امارة ابن مسعود رضي الله عنه على الكوفة. وكان يقال له ابن النواحة ظهر عنه في زمان ابن مسعود - 00:42:12ضَ

انه يشهد لمسيلمة بالرسالة فارسل اليه ابن مسعود فقال له انك الان لست في رسالة وامر به فضرب عنقه لا رحمه الله ولعنه. والغرض ان من قدم من دار الحرب الى دار الاسلام في اداء رسالة او تجارة او - 00:42:32ضَ

صلب او مهادنة او حمل جزية او نحو ذلك. من الاسباب او نحو ذلك من الاسباب. وطلب من الامام او نائب امان او نائبه امانا اعطي امانا ما دام مترددا في دار الاسلام. وحتى يرجع الى مأمنه ووطنه. لكن قال العلماء - 00:42:52ضَ

لا يجوز ان يمكن من الاقامة في دار الاسلام سنة. ويجوز ان يمكن من اقامة اربعة اشهر. وفيما بين ذلك في ما زاد على اربعة اشهر ونقص عن سنة قولان عن الامام الشافعي وغيره من العلماء رحمهم الله - 00:43:13ضَ