الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فمرحبا بكم معاشر الاخوان والاخوات واسأل الله تبارك وتعالى ان يجعل هذا المجلس مباركا ونافعا ومقربا الى وجهه الكريم - 00:00:00
وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته حديثنا في هذه الليلة ايها الاحبة عن اسم من اسماء الله تبارك وتعالى وهو النصير وقد تحدثت قبل ذلك عن موضوع يتصل بمقومات النصر - 00:00:23
ابان الحرب التي وقعت بين اخواننا في غزة وبين اعدائنا من اليهود كان ذلك انطلاقا من هذا الاسم الكريم. وذكرت حينها ان ذلك الحديث لا يغني عن حديث قد اعتدنا - 00:00:43
على طريقته بالكلام على اسماء الله الحسنى وانه سيأتي حديث عن اسم الله النصير على النمط الذي عودناكم الحديث به. ولهذا ايها الاحبة اقول سيندرج تحت هذا الحديث في هذه الليلة الكلام على معنى هذا الاسم - 00:01:05
من جهة اللغة ومن جهة المعنى الذي يكون في حق الله تبارك وتعالى ثم نتحدث بعد ذلك عن ورود هذا الاسم الكريم في الكتاب والسنة واما ثالثا ففي الكلام على ما يدل عليه هذا الاسم - 00:01:27
واما الرابع ففي اثار الايمان بسم الله النصير واما الخامس ففي ذكر سؤالات ثلاثة قد ترد ثم اذكر الجواب عنها بعد ذلك اما اولا فالكلام على معنى هذا الاسم اما من ناحية اللغة - 00:01:49
فالنصير في اللغة من النصرة والاسم النصرة والنصير تقول نصره نصرة ونصرا فالنصير ايها الاحبة فعيل بمعنى فاعل او مفعول لان كل واحد من المتناصرين ناصر ومنصور تقول نصره اي اعانه - 00:02:09
وقواه واداله واظهره وانتصر منه اي انتقم منه ولو شاء الله لانتصر منه اي لانتقم منهم والنصير هو الناصر والنصر هو العون والاظهار وما الى ذلك مما اشرت اليه هذا في كلام العرب - 00:02:32
واما معنى هذا الاسم بالنسبة لله جل جلاله فمن اهل العلم من يقول بان ان النصير هو الميسر للغلبة وبعضهم يقول يفرق بينه وبين الناصر يقول الناصر الميسر للغلبة والنصير هو الموثوق منه بالا يسلم وليه ولا يخذله - 00:02:55
وبعضهم فسره بالمعين فهذه اقوال لاهل العلم كالحليم والقرطبي وذكر بعضهم كالاصبهاني بان النصير والناصر بمعنى واحد وانه لا فرق بينهما فهو الذي ينصر المؤمنين على اعدائهم ويثبت اقدامهم عند اللقاء - 00:03:21
ويلقي الرعب في قلوب عدوه وعدوهم. على كل حال الذي يظهر والله تعالى اعلم انه من جهة المعنى لا فرق بين النصير والناصر الا ان النصير قد بني على المبالغة على وزن فعيل - 00:03:44
وان النصر معناه وحقيقته كما ذكرت في الكلام على معناها اللغوي فالله هو النصير بمعنى انه يظهر ولي ويقويه ويديله على اعدائه ومن ناوأه وذلك قد يكون بالنسبة للجماعة المسلمة للامة باكملها - 00:04:02
كما حصل لاهل الايمان في يوم بدر ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فهذا انتصار وهو انتصار في اجلى صوره واعلى حالاته الذي يحصل به التشفي والظهور والغلبة في ارض المعركة - 00:04:26
الانتصار في الحرب بالقوة فهذه اجلى صور الانتصار يحصل بها كسر العدو واذلاله واهانته ويحصل بها التشفي لاهل الايمان ولهذا قال الله تبارك وتعالى قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم - 00:04:45
كل هذه الامور تتحقق بالانتصار على الاعداء في ارض المعركة فهذا اجلاه وهناك الوان اخرى من الانتصار قد ينتصر الرجل بمفرده والله تبارك وتعالى اخرج رسوله صلى الله عليه وسلم من مكة ثاني اثنين - 00:05:11
ليس معه جيش ولا حرس ومع ذلك كان هذا من الانتصار بلا شك لان الله عز وجل قال الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار - 00:05:31
اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها فهذا التأييد اضافة الى ما ذكره الله عز وجل جعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا. فهذا انتصار وان لم يكن هناك قتال - 00:05:48
وجيوش تتقابل وقل مثل ذلك ايضا حينما يدحر الله عز وجل العدو بافة ينزلها عليه كما فعل لفرعون اغرقه الله تبارك وتعالى وانجى موسى ومن معه واذ انجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب. الى ان قال الله تبارك وتعالى - 00:06:08
واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون اغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون. لم يغرق ال فرعون بسبب عمل عمله موسى صلى الله عليه وسلم بهم وانما بسبب تغريق الله عز وجل لهم بما تعلمون - 00:06:32
حيث انفلق البحر وصار طريقا يبسا فاجتاز موسى صلى الله عليه وسلم ومن معه فلما دخله فرعون وجنوده اطبق الله عليهم البحر فاغرقهم واهلكهم وقوله تبارك وتعالى في هذه الاية وانتم تنظرون - 00:06:54
فهذا ابلغ في التشفي حيث ان الله عز وجل اهلك عدوهم على مرأى منهم واذا هلك العدو ونحن لا نشاهده وانما نسمع اخباره ترد بعد حين فان ذلك لا يكون كما لو اهلكه الله - 00:07:12
جل جلاله ونحن نشاهد واعظم من هذا وابلغ واقوى اذا كان هذا الاهلاك على ايدي اهل الايمان. فيحصل به مزيد من التشفي والمقصود ايها الاحبة ان الانتصار قد يحصل باظهار الحق في ارض المعركة. وقد يقع في حكم الحاكم اذا ظلم الانسان واخذ حقه وهضم - 00:07:31
ثم بعد ذلك استطاع ان يستخرج حقه وان يقيمه بحكم حاكم فان ذلك يعد انتصارا وهكذا ايضا باهلاك الظالم قد يدعو على ظالمه فيهلك فيكون ذلك من قبيل الانتصار الى غير ذلك من صور احقاق الحق واقامة العدل وابطال الظلم والباطل - 00:07:56
جور وقد يكون هذا الانتصار بقبول الناس للداعية ولدعوته ورفض دعاوى الشر والباطل والمنكر ودعاة الشهوات والشبهات فلا يجدون قبيلا ولا يجدون ناصرا ومعينا او لا يجدون طريقا لترويج باطلهم ودعوتهم. كل هذا من الانتصار - 00:08:20
وقد لا يكون ذلك الا بعد حين بعد تطاول الزمان ولكن العاقبة للمؤمنين للمتقين. كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى وهو ما ذكرته في موضوعنا الذي طرحناه سابقا في مقومات النصر وتحدثت عنه في درس اخر بعنوان والعاقبة للمتقين وهو حديث - 00:08:44
قديم على كل حال الله تبارك وتعالى ايها الاحبة هو النصير الذي ينصر عباده المؤمنين ويعينهم كما قال جل جلاله ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟ وعلى الله فليتوكل المؤمنون - 00:09:07
كما في قوله يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ويقول انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ويقول ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله - 00:09:29
ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم. ولينصرن الله من ينصره. ان الله لقوي عزيز الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور - 00:09:48
وكان حقا علينا نصر المؤمنين من كان يظن الا ينصره الله في الدنيا والاخرة فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ وارجح ما قيل في تفسير هذه الاية - 00:10:07
ان المعنى من كان يظن الا ينصره الله فليمدد بسبب الى السماء حبل. ثم يلوي ذلك على عنقه ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيدهما يغيظ؟ بمعنى فليقتل نفسه فلينتحر فان دين الله ظاهر وغالب ومنصور شاء من شاء وابى من ابى فمن ضاق ذرعا بذلك ولم يحتمل فعليه ان يبحث له - 00:10:25
طريقا في الخلاص وعلى كل حال الله ينصر اهل الايمان ويسددهم وسيأتي الحديث عن نصر العبد لربه. ثانيا ورود هذا الاسم في الكتاب والسنة. في القرآن الله تبارك وتعالى ذكر - 00:10:50
النصير في اربعة مواضع بقوله فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير. وفي قوله واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير وفي قوله وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا. وقوله وكفى بربك هاديا ونصيرا. هذه اربعة مواضع لا - 00:11:11
ليس لها حيث ذكر فيها هذا الاسم بهذه اللفظة النصير. بصيغة المبالغة. واما الناصر فالذي يظهر والله اعلم انه ليس من اسماء الله عز وجل الا يقال عبد الناصر وان كان بعض اهل العلم اثبته - 00:11:37
اخذا من قوله تبارك وتعالى بل الله مولاكم وهو خير الناصرين. لكن في الضوابط التي ذكرناها في بداية هذه مجالس التي من خلالها نتعرف على ما يصح ان يسمى الله تبارك وتعالى به وما يكون من قبيل الاوصاف لا يكون هذا - 00:11:56
فمن قبيل الاسماء غير الناصرين. فلم يرد الناصر في شيء من نصوص الكتاب والسنة. وفي هذه الايات نلحظ الاقتران بين هذا الاسم الكريم النصير وبين المولى في موضعين من هذه المواضع الاربعة - 00:12:16
وان تولوا فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير هذه اية الانفال والاخرى في الحج في قوله جل جلاله واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير فالمولى معناه العام ان الله تبارك وتعالى مولى لجميع العباد. الاتقياء والفجار. وهكذا ايضا هو مولى - 00:12:36
للمؤمنين والكفار بمعنى انه السيد والمولى يأتي بمعنى السيد تقول فلان مولى لفلان اي انه سيد له والمملوك يقول يا مولاي يعني يا سيدي والله تبارك وتعالى يقول عن الخلق اجمعين ثم ردوا الى الله - 00:13:02
مولاهم الحق فهو مولى لجميع الخلائق بهذا الاعتبار وله معنى خاص والولاية الخاصة باهل الايمان. ولهذا قال الله عز وجل الله ولي الذين امنوا ثم ذكر اثر ذلك قال يخرجهم من الظلمات الى النور. والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات. فلاحظ - 00:13:22
فرق بين الموضعين فولايته العامة بمعنى انه السيد. فلا يخرج عن ذلك احد. وولايته الخاصة بمعنى انه ينصر اهل الايمان ويكلأهم ويرعاهم ويحوطهم ويحفظهم ويظهرهم على عدوهم ويعلي شأنهم فهذه ولاية خاصة - 00:13:46
فاذا اقترن ذلك بالنصير نعم المولى ونعم النصير فما المراد بالولاية؟ يكون المراد بها الولاية الخاصة فيكون المولى بمعنى الناصر الذي يحفظ عبده ويعينه ويقويه وينصره ويدفع عنه شر الاشرار وكيد الفجار - 00:14:09
ولهذا يحسن ان يكون الحديث عن النصير مقترنا باسمه تبارك وتعالى المولى والولي. فالله هو الولي. ولكن كما سابقا ان جمع هذه الاسماء التي لا ترجع في لفظها الى مادة واحدة ان ذلك - 00:14:32
يحوجنا الى شيء من ضغط هذا الحديث وهو امر غير مستساغ فمن اجل ان نتحدث بشيء من التوسع ولا نضغط هذا الحديث كثيرا فافردوا الكلام على النصير في هذه الليلة - 00:14:51
ثم يأتي حديث ان شاء الله تعالى في ليلة اخرى عن المولى والولي باذن الله تبارك وتعالى. وهكذا ايظا جاء مقترنا بموضع واحد بالهادي. وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا - 00:15:06
فهنا الله تبارك وتعالى يخبر انه يقيض لكل نبي اعداء من المجرمين ولابد وهذا كما يقول الشاطبي رحمه الله بان هذه الامور التي تقع للانبياء سواء كانت من قبيل الخصائص - 00:15:27
كالرعب الذي جعله لرسوله صلى الله عليه وسلم مسيرة شهر او نحو ذلك يكون لاتباعه منه بحسب حظهم من اتباعه فهنا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين. فلاتباع الانبياء عليهم الصلاة والسلام لاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم للسائرين - 00:15:43
على طريقته اعداء من المجرمين. ولذلك ينبغي للانسان ان ينظر في موضع قدمه وفي اي صف يكون هل هو من الدعاة الى الله عز وجل او من انصارهم او من محبيهم - 00:16:03
ممن ينشرون الفضيلة والخير ويذبون عن شرائع الاسلام او هم ممن يشككون فيها ويطعنون فيها واتخذوا الدعاة الى الله عز وجل والمصلحين اعداء الاداء يشتمونهم ويستهزئون بهم ويكتبون الاعمدة في شرشحتهم والسخرية منهم - 00:16:18
والطعن في ثوابت الدين فهؤلاء هم اعداء الرسل عليهم الصلاة والسلام. فالناس على فريقين. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم قم ببعض - 00:16:38
ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون فمن هان على الله عز وجل وقع في هذه الاوحال وتورط في مثل هذه المقامات - 00:16:55
والله المستعان. على كل حال ايها الاحبة جاء هنا مقترنا بالهادي. فالله يتولى انبيائه عليهم الصلاة والسلام. ويهديهم الى الحق وينصرهم على لا اهل الباطل من المجرمين فهو يتولى الهداية - 00:17:15
بالنسبة لهم بكل صورها ومعانيها وينصرهم بجميع انواع النصرة. فهؤلاء من اعداء الرسل فقدوا الهداية واعرضوا عنها والله تبارك وتعالى كفى به هاديا. يهدي اولياءه وانبياؤه الى محابه وينصرهم ويزيلهم - 00:17:33
على عدوهم اولئك لم يهتدوا ضالوا وصاروا يعادون الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ويحاربونهم ويشككون في دعوتهم وكفى بربك هاديا ونصيرا لو شاء الله لهداهم ولكن هانوا على الله جل جلاله - 00:17:55
فاذلهم وارداهم. اما في السنة فقد جاء هذا الاسم الكريم في حديث انس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم انت عاضدي. وانت نصيري بك احول وبك اصول وبك اقاتل - 00:18:14
وقد اخرجه بعض اصحاب السنن كابي داوود والترمذي. وصفة النصرة ثابتة له تبارك وتعالى في نصوص كثيرة. انا لننصر رسلنا كما سبق وكما في قوله صلى الله عليه وسلم صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده وهو - 00:18:33
رجل في الصحيحين وسيأتي ان شاء الله ثالثا ما يدل عليه هذا الاسم الكريم. هذا الاسم النصير يدل بدلالة المطابقة وعرفنا ان دلالة المطابقة اي دل اللفظ على تمام معناه - 00:18:53
فهو يدل بدلالة المطابقة على الذات والصفة يدل على ذات الله عز وجل ويدل على هذه الصفة التي تضمنها هذا الاسم وهي صفة النصرة ويدل بدلالة التضمن على الذات فقط اذا اردنا به الذات - 00:19:10
اذا اطلقنا النصير واردنا به المسمى وهو الله جل جلاله. ويدل بدلالة التضمن ايضا على الصفة فقط اذا اردنا الصفة ويدل باللزوم دلالة الالتزام على صفات كثيرة لا بد منها من اجل ان يكون نصيرا - 00:19:26
لابد ان يكون حيا مثلا لابد ان يكون قويا لابد ان يكون عزيزا لابد ان يكون غنيا لابد ان يكون قادرا لابد ان يكون عليما لابد ان يكون حكيما يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها. وهكذا ايضا لابد ان يكون عظيما - 00:19:47
لابد من صفة العدل لابد من العلو وهكذا فهذه اوصاف لابد منها من اجل ان يكون نصيرا. هذه تسمى دلالة اللزوم. يعني يلزم من كونه نصيرا ان يكون حيا. ان يكون قويا - 00:20:07
ان يكون عزيزا فاقد الشيء لا يعطيه هذا معنى دلالة اللزوم يلزم من كذا كذا يلزم من كون الله عز وجل هو الرزاق انه غني. وهذا الاسم الكريم يتضمن صفة وهي النصرة والنصرة من صفات - 00:20:21
الافعال صفة فعلية وليست من صفات الذات الحياة صفة ذاتية العظمة صفة ذاتية ولكن النصرة من الصفات الفعلية. رابعا اثار الايمان بهذا الاسم الكريم. اولا دعاؤه تبارك وتعالى به. فالله جل جلاله - 00:20:37
يقول ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وعرفنا من قبل ان الدعاء يكون على نوعين دعاء مسألة انك اذا دعوت تدعو بما يناسب من الاسماء. فاذا كنت تريد النصر تقول يا نصير انصرني - 00:20:59
يا نصير انصر اخواننا المسلمين. وهكذا كما جاء في الحديث السابق اللهم انت عضدي ونصيري بك احول وبك اصول وبكاء اقاتل. هذا دعاء المسألة ان تسأل ربك ذاكرا هذا الاسم الكريم. اما دعاء العبادة - 00:21:17
فهو ان تتعبد الله عز وجل بمقتضى هذا الاسم وكل الاثار التي ساذكرها بعده هي في الواقع داخلة تحت دعاء العبادة العبد يجب عليه ان ينصر ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه - 00:21:37
وسلم وينصر اخوانه من اهل الايمان فهو يعلم ان الله ينصره اذا فعل ذلك كما سيأتي. يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده. وعلى الله فليتوكل المؤمنون - 00:21:53
نون فيكون ثابتا صابرا. وكما جاء في الصحيح صحيح البخاري ان قريشا في صلح الحديبية لما طالبوا ببعض الشروط في الصلح واقرها النبي صلى الله عليه وسلم. جاء عمر وقال الست نبي الله حقا؟ قال بلى - 00:22:15
قال السنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال بلى. فقال عمر رضي الله عنه فلم نعطي الدنية في ديننا اذا؟ فماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم؟ اني رسول - 00:22:34
الله ولست اعصيه يا عمر وهو ناصري وهكذا حينما ذهب عمر رضي الله عنه الى ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:46
فينبغي لكل احد ان يجتهد ويجد في نصر دين الله تبارك وتعالى اذا عرف العبد وايقن ان ربه هو النصير. فانه يشمر في محابه وما يرضيه فيأمر بالمعروف. وينهى عن المنكر - 00:23:01
ولا تحمله خشية الناس وهيبتهم على ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. لان الله يقول ان تنصروا الله ينصركم فالله ينصر عبده المؤمن الذي يسعى بطاعته من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان - 00:23:19
والله لا يضيع اولياءه وعباده المتقين فهو قادر على نصرتهم فهو الذي نصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده فهو القوي القادر على كل شيء ولكنه يبلو العباد بعضهم ببعض لينظر كيف يعملون - 00:23:44
فيرى الانسان او يقف في موقف او مقام يجب عليه ان يقوم فيه بحق الله جل جلاله فالله يبتليه ويختبره هل ينصر ربه؟ هل ينصر دينه ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض - 00:24:03
وامر اخر من هذه الاثار وهو ان نعلم ان النصر من الله وحده لا يملك احد من المخلوقين ان ينصرونا او ان يحققوا لنا عزا ورفعة وعلوا انما الذي يملك ذلك هو الله جل جلاله - 00:24:26
الله تبارك وتعالى من تولاه ونصره فهو المنصور ومن خذله فهو المخذول. ان ينصركم الله فلا غالب لكم. وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده. ولما انزل الله عز وجل - 00:24:46
في يوم بدر قال الله تبارك وتعالى وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر لا من عند الله ان الله عزيز حكيم نزول الملائكة والملك الواحد يمكن ان يدمر ذلك الجيش الذي جاء من مكة ويدمر اهل مكة باجمعهم ومع - 00:25:01
الله انزل ملائكة كثر اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين يعني يردفهم اخرون قد كان المشركون وعدوا بنصر من قبل بعض حلفائهم فقال الله تبارك وتعالى بلى في السورة الاخرى في سورة ال عمران اني ممدكم بثلاثة الاف - 00:25:26
من الملائكة منزلين. بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا من هذه الناحية يأتي المدد الذي وعد به الكفار يمددكم ربكم بخمس خمسة الاف من الملائكة مسومين. خمسة الاف - 00:25:53
فهذا كله على الارجح في غزوة بدر فالذين نزلوا الف مردفين يردفهم غيرهم يأتون بعدهم مدد من الملائكة ولماذا ذلك كله وما جعله الله الا بشرى. فقط ولتطمئن به قلوبكم. وما جعله الله الا بشرى لكم في ال عمران - 00:26:09
ولتطمئن قلوبكم به والا وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم. وفي ال عمران العزيز الحكيم فاذا كان الملائكة على قوتهم وشدتهم وعظم خلقهم لا يستطيع البشر ان يقفوا امام ملك واحد - 00:26:33
ومن البشر مثل الذر ماذا فعل الملك او الملائكة؟ نفر من الملائكة ماذا فعلوا بقرى قرى مؤتفكات قرى التي انقلبت قرى قوم لوط القرى باكملها رفعت من الارض حتى وصلت الى اعلى ثم قلبت عليهم واتبعوا بحجارة - 00:26:52
اهلكهم الله تبارك وتعالى ومع ذلك الله جل جلاله يقول وما جعله الله الا بشرى. فالنصر منه وحده لا شريك له. لا يأتي النصر من عبد ضعيف حقير ذليل لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا - 00:27:10
وقد ينهمك هذا العبد الذليل بنفسه وينشغل بها لامر نزل به من بلاء مرض او ضائقة اقتصادية او غير ذلك او قد يغير رأيه فيك ويقلب لك ظهر المجن ويتحول الى عدو مظهر للعداوة - 00:27:26
فاقول ايها الاحبة النصر من الله ينبغي ان نوقن بهذه الحقيقة وان نعمل بمقتضاها وانه ان ينصرنا الله فلا غالب لنا وانه لا يمكن ان يأتي النصر من احد من دون الله عز وجل ولهذا قال الله تبارك وتعالى - 00:27:44
وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. امن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن. ونوح صلى الله عليه وسلم حينما طالبه قومه ان يطرد الضعفاء الفقراء - 00:28:03
قال ويا قومي من ينصرني من الله ان طردتهم افلا تذكرون وقال عن قوم نوح مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله انصارا. وصالح صلى الله عليه وسلم يقول لقومه فمن ينصرني من الله ان عصيته - 00:28:18
ومؤمن ال فرعون يقول يا قومي لكم الملك اليوم ظاهرين في الارض فمن ينصرنا من بأس الله ان جاءنا وهكذا انظروا ما فعل الله عز وجل بقارون وماذا قال عنه فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين. رجل - 00:28:39
يملك ثروة هائلة مفاتيح الخزائن تنوء بها العصبة من اولي القوة. ثم بعد ذلك بلحظة تتحول الحال ولا يجد له من ينصره. ومن يقف معه ومن يخلصه من بأس الله تبارك وتعالى الذي نزل به - 00:28:57
والرجل صاحب الجنة الذي قال لصاحبه انا اكثر منك مالا واعز نفرا. ماذا فعل الله تبارك وتعالى به وصل به الشعور بالقوة والتمكن والثقة بالنفس انه انكر البعث وما اظن الساعة قائمة ولئن رددت الى ربي لاجدن - 00:29:15
ان خيرا منها منقلبا فاصبح يقلب كفيه. بعد ما دمرها الله تبارك وتعالى فاصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم اشرك بربي احدا - 00:29:35
ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا. هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبى ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما سمعتم - 00:29:54
اللهم انت عضدي ونصيري بك احول وبك اصول بك اقاتل. انظر هذه المقالة ومقالة هذا صاحب الجنة ومقالة قارون من عرف ربه ليس كمن لم يعرفه كثير من الاسئلة ايها الاحبة التي نسمعها الجواب عنها اعرف ربك معرفة صحيحة باسمائه وصفاته - 00:30:12
اولئك الذين يشتكون انهم يتخوفون من المستقبل. يقلقون اولئك الذين يخافون من امور لا يدركونها. او يخافون من المخلوقين. يشعر بشيء من الرهبة من مخلوقين من امثاله. الذي يتجرأ على معاصي الله عز وجل ويقول فما السبيل؟ ما العمل؟ الذي اذا خلا بمعصية الله تبارك وتعالى - 00:30:34
انتهكها او بحدوده تعداها ما الجواب؟ ليس هناك حلول يمكن ان تأخذ بهذا الانسان بالقوة وتحمله على طاعة الله عز وجل قسما في كثير من هذا يقال اعرف ربك معرفة صحيحة باسمائه وصفاته فلا تتزعزع وكثير من الامور قد تكون خافية - 00:30:55
على الانسان نفسه لكنه اذا جاء الجد وجاء الخوف عند ذلك يعرف ضعفه وخوفه وعجزه فكثير من الناس يكون تعلقه بالمخلوق الضعيف من عرف الله معرفة صحيحة فانه لا يسعه الا ان يقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انت عضدي ونصيري بك احول وبك - 00:31:16
اصول وبك اقاتل الملائكة وما جعله الله الا بشرى. فكيف بغيرهم؟ عضدي يعني عوني بك احول اي احتال تقول فلان لا حول له لا حيلة له ولا حول ولا قوة الا بالله لا تحول من حال الى حال الا بقوته سبحانه وتعالى - 00:31:40
لا حيلة في دفع سوء ولا قوة في ادراك خير الا بالله جل جلاله فهو الذي يعطي ويمنح ويمنع هو الذي يعصمنا ان اراد وهو الذي يهلك من شاء ويحول من حال الى حال - 00:31:59
من الغنى الى الفقر من القوة الى الضعف ومن الذلة الى العز والغلبة والنصر والظهور. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله. والله مع الصابرين. يصبرون على ويصبرون عن معصيته ويصبرون على اقداره المؤلمة ويصبرون عند منازلة الاعداء. وهكذا صلى الله عليه وسلم في دعائه - 00:32:16
الذي ذكرته انفا لا اله الا الله وحده اعز جنده ونصر عبده وغلب الاحزاب وحده فلا شيء بعده. وهو مخرج في صحيح مسلم فيجب ايها الاحبة ان نثق بنصره ونتوكل عليه فلا يرهب الانسان الكفار - 00:32:41
ولا تتعاظم قوتهم في نفسه ولا يرهب ايضا المخلوقين فيتعاظم الواحد منهم في نفسه فيكون خوفه من المخلوق اعظم من خوفه من الله جل جلاله فهذا فعل من لم يعرف ربه معرفة صحيحة باسمائه وصفاته. اما المنصور حقيقة ايها الاحبة من نصره ربه وخالقه - 00:33:01
جل جلاله والمخذول من خذله الله ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟ الجواب لا احد والله يقول وكان حقا علينا نصر المؤمنين - 00:33:26
انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوموا الاشهاد ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون. فنصر الله لاوليائه واقع لا محالة الله يقول وكان حقا علينا - 00:33:41
ويقول بالتأكيد بان انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد كتب الله لاغلبن انا ورسلي فقد حكم سبحانه وتعالى وقضى في كتابه الاول وقدره الازلي كما يقول الحافظ ابن كثير - 00:34:01
رحمه الله الذي لا يخالف ولا يمانع ولا يبدل ان النصرة له ولكتابه ولرسوله ولعباده المؤمنين في الدنيا والاخرة لكن علينا ان نأخذ باسباب النصر فاذا امن العبد ان ربه تبارك وتعالى هو النصير. فان ذلك يدفعه ويحمله - 00:34:21
على ان يختط خطا في حياته ويسير سيرا مرضيا لربه جل جلاله ليكون ربه ناصرا ومعينا ومقويا له وحافظا. وذلك بالخضوع لامره وشريعته وبنصرة دينه وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ان تنصروا الله ينصركم ويثبت - 00:34:45
اقدامكم ولينصرن الله من ينصره فالنصر بيده جل جلاله فيجب ان نتوجه اليه بالعبادة والطاعة. وان نطلب النصر منه سبحانه وتعالى وان نتحقق من قوله جل جلاله بعدما قال ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. من هم الذين ينصرهم وينصرونه؟ الذين ان مكناهم في الارض - 00:35:10
اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. هؤلاء هم الذين ينصرهم ربهم ويعينهم ويزيلهم على اعدائهم ويظهرهم ويقويهم. فاذا ضعف هذا الايمان تضاءل في نفس العبد وفي قلبه فانه تغلب عليه المخاوف - 00:35:37
من هنا وهناك فيقع منه التقصير والتراجع في ترك عبودية الله عز وجل التي اوجبها عليه ثم بعد ذلك يحصل له من الخذلان ما يتأذى به ويرتكس بسببه والله المستعان - 00:36:01
ومن ثم ايها الاحبة اذا عرفنا هذه المعاني نحتاج الى ان نقبل على الله عز وجل بكليتنا بقلوبنا وجوارحنا وان نظهر الفقر له لانه هو الذي يملك النصر وحده فلابد من الافتقار اليه. النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بالنصر - 00:36:19
صرف يوم بدر وهو رسول الله وهو افضل خلق الله عليه الصلاة والسلام حتى يقع رداؤه من على منكبه وابو بكر رضي الله عنه يقول كفاك مناشدة ربك ويذكره بنصر الله عز وجل له ومع ذلك يظهر هذا - 00:36:36
الافتقار ان تهلك هذه العصابة لا تعبد في الارض. اللهم انجز لي ما وعدتني. فالانسان يدعو ويلح بالدعاء. وينبغي ان يلتفت في الانسان الى نفسه هل هو محقق لهذا المعنى او انه مقصر به؟ فيما بينك وبين الله في سجودك في صلاتك اذا اوتر الانسان اذا - 00:36:53
طل في ليل او نهار في اخر ساعة من الجمعة بين الاذان والاقامة في اوقات هل يدعو الله عز وجل بنصر الاسلام والمسلمين وان ينصر اخوانه المسلمين؟ او ان الغفلة غالبة - 00:37:15
فلا بد من الافتقار الى الله جل جلاله وان نسأل منه النصر ان ينصرنا الله عز وجل على عدونا. العدو الباطني وهو ابليس والاعداء الظاهرين من شياطين الانس الذين يحاربون دين الله تبارك وتعالى - 00:37:29
واولياءه من اجل ان يسلم الانسان من الاذى بانواعه ومن الشرور شرور الشبهات والشهوات وما يقع من ادانة الاعداء. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ربي اعني ولا تعن علي. وانصرني ولا تنصر علي. وامكروا - 00:37:50
لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي وانظروا الى خبر الربيين الذين اثنى الله عز وجل عليهم بقوله وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير - 00:38:10
وفي القراءة الاخرى قتل معه ربيون كثير. فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب طابرين. وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا. وانصرنا على القوم الكافرين - 00:38:28
فماذا كانت النتيجة؟ فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة بعد ذلك اقول ايها الاحبة هنا سؤالات ثلاثة قد ترد فيتساءل بعضنا كيف نجمع بين قول الله تبارك وتعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا - 00:38:48
ويوم يقوم الاشهاد كيف نجمع بين هذا وما وقع من قتل بعض الانبياء عليهم الصلاة والسلام تيحيى وزكريا بنو اسرائيل قتلوا في يوم واحد سبعين نبيا. والمسلمون هزموا في يوم احد - 00:39:08
وشج وجه النبي صلى الله عليه وسلم وسال الدم على وجهه وكسرت رباعيته. الى غير ذلك مما تعلمون. كيف نوثق بين هذا الوعد وبين هذه الامور الواقعة. هذا وجه السؤال - 00:39:26
وقد اجاب عنه اهل العلم كابن جرير كبير المفسرين رحمه الله تعالى. ذكر جوابين الاول ان ذلك انا لننصر رسلنا انه خبر عام في صيغته ولكنه من العام المراد به الخصوص. بمعنى ان اللفظ عام واريد به ليس العموم كل الرسل - 00:39:40
وانما رسول معين. فحمل ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم يعني هو بمعنى انا لننصر رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم والذين امنوا به في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد - 00:40:05
هذا الجواب نقله ابن جرير رحمه الله ولم يذكره تقريرا ولكنه يرد على هذا الجواب اشكال النبي صلى الله عليه وسلم وقع له ما وقع في يوم احد فقد يقول هؤلاء بان المقصود العاقبة النهاية هزم في يوم احد ثم بعد ذلك - 00:40:21
حصل الانتصار في نهاية المطاف وفتحت مكة واسلم من اسلم وقتل من قتل من المشركين وهلك من هلك فكان الظهور للنبي صلى الله عليه وسلم ولمن معه من المؤمنين. قد يجيبون بهذا الجواب - 00:40:39
ولكن اذا اجابوا بهذا الجواب فانه ينبغي ان يجاب به عن بقية الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين قتلوا. والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه في يوم القيامة يأتي النبي ومعه - 00:40:55
الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي وليس معه احد لذلك نقول بان الجواب الثاني الذي ذكره ابن جرير رحمه الله ان المقصود الانتصار لهم وان يكون الظهور لهم سواء كان ذلك في حضرتهم او بعد غيبتهم - 00:41:07
يقول كما فعل بقتلة يحيى وزكريا سلط الله عليهم من اعدائهم من اهانهم وسفك دماءهم وهكذا النمرود يقول اخذه الله اخذ عزيز مقتدر والذين راموا صلب المسيح عليه الصلاة والسلام رفعه الله عز وجل اليه ثم ينزل في اخر الزمان ويكسر - 00:41:25
صليب ويقتل الخنزير ولا يقبل الا الاسلام او السيف لا يقبل الجزية وهذا يكون في غاية الظهور وهذه سنته تبارك وتعالى في خلقه قديما وحديثا انه ينصر عباده المؤمنين في الدنيا - 00:41:45
ويقر اعينهم ممن اذوهم ولكن ذلك قد لا يحصل للمعين مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه قتل وكان ذلك في اول الاسلام ولم يشهد الفتوحات لم يشهد فتح مكة ولم يشهد فتح فارس والروم بل ان ياسر وسمية - 00:42:02
الله عنهم في مكة قتلوا ولم يشاهدوا شيئا من الانتصارات كانوا في وقت الضعف وخديجة رضي الله تعالى عنها توفيت بمكة ولم تشاهد ظهور الاسلام بل كانت ماتت في وقت - 00:42:21
صعب لاقى النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه شدة من المشركين فالعبرة بالعواقب والنهايات والله عز وجل يقول من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب ولهذا اهلك الله عز وجل قوم نوح اهلك عادا - 00:42:35
وثمود واصحاب الرس وقوم لوط واهل مدين واشباههم واضرابهم ممن كذب الرسل عليهم الصلاة والسلام وانجى اهل الايمان يقول السدي رحمه الله لم يبعث الله عز وجل رسولا قط الى قوم فيقتلونه او قوما من المؤمنين يدعون الى الحق يقتلون - 00:42:53
فيذهب ذلك القرن حتى يبعث الله تبارك وتعالى لهم من ينصرهم. يطلب بدمائهم ممن فعل ذلك بهم في الدنيا يقول فكانت الانبياء والمؤمنون يقتلون في الدنيا وهم منصورون فيها. وهكذا نصر الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم على - 00:43:13
ناوأه كانت في البدايات يدان تارة ويدال عليه الكفار تارة اخرى ثم بعد ذلك كان الظهور والغلبة لرسوله صلى الله عليه وسلم ولاتباع دينه فمنحه الله اكتاف المشركين في يوم بدر - 00:43:33
وقتل صناديدهم واسر من كبرائهم وسادتهم فساقهم مقرنين في الاصفاد بغاية الذل والمهانة وما مضى مدة يسيرة حتى فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة اقرت عينه ببلده الحرام حطم الاصنام. وظهر دين الله تبارك وتعالى. وقام بلال رضي الله تعالى عنه يؤذن - 00:43:51
ثم بعد ذلك قبض النبي صلى الله عليه وسلم. فتتابع اصحابه وخلفاؤه على فتح البلاد والاقاليم. ودعوا الى لله عز وجل فدانت لهم المدائن والممالك والامصار وفتح الله القلوب وهدى الى دينه من شاء فصار دين الاسلام ظاهرا عزيزا ممكنا فوصلت جيوش المسلمين الى حدود - 00:44:18
الصين شرقا وكانت روسيا الى عهد قريب في ايام الدولة العثمانية تدفع الجزية للعثمانيين وفي اوروبا كان لا يولى في بعض الفترات لا يولى ملك من ملوك الفرنجة حتى يأذن له المسلمون - 00:44:42
ياذن له سلطانهم. واذا قرأتم في بعض الرقاع والرسائل من بعض ملوكهم وكبرائهم يبعثون بابنائهم في غاية التذلل في خطاباتهم والالتماس لملوك المسلمين رجاء ان يقبلوا ابناءهم ليتعلموا من المسلمين في جامعاتهم. فاصبح المسلمون منارة - 00:44:58
ينشرون هدى الله جل جلاله. ويتعلم منهم الناس الدين والحضارة والعلم ولم يكن احد يستطيع ان يقهرهم الى ان حصل ما حصل من تفرق واختلاف واعراض عن دين الله تبارك وتعالى - 00:45:20
فصار التراجع والهزيمة والله المستعان المقصود ايها الاحبة ان الجواب عن هذا السؤال هو بما سمعتم ان العبرة بالنهايات والله عز وجل قال في حق عيسى صلى الله عليه وسلم وجاء للذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة - 00:45:37
مع ان اتباع المسيح عليه الصلاة والسلام لم يعرف لهم في التاريخ ظهور ما كان لهم غلبة كانوا يستضعفوني اعني اهل التوحيد وانما ظهر بعد ذلك اهل التثليث لما دخل قسطنطين في النصرانية او جر النصرانية الى وثنيته - 00:45:55
فظهروا على اليهود وقتلوهم قتلا ذريعا في ممالك النصارى والاقرب الله تعالى اعلم من اقوال اهل العلم في معنى هذا الظهور الذي ذكره الله عز وجل هو الظهور ببعث محمد صلى الله عليه وسلم. فظهر دين التوحيد وهو دين الرسل عليهم الصلاة والسلام. دين الاسلام. فصار المسلمون - 00:46:11
ظاهرين على اليهود والنصارى وسائر الاديان. فالعبرة بالنهايات ثم ايضا ايها الاحبة الانسان له عدو باطن وهو ابليس يدعوه الى الهوى والشهوات والكفر والشبهات وما الى ذلك ويلقي في قلبه الخواطر والوساوس ويزين له - 00:46:31
باطل ويرجيه من اجل ان يؤخر التوبة ويقع في محادة الله عز وجل فهذا عدو يحتاج العبد الى ان ينتصر بالله عز وجل عليه فهذا نصر باطن. وهناك نصر ظاهر وهو النصر على الاعداء الظاهرين - 00:46:51
وعلى جميع الظالمين فاذا اصابه العبد وقال له هذا فهو منصور فان كسر وهزم وهو ثابت على الدين والحق والايمان فان الكفار وان كان لهم شيء من الظفر فالمؤمن منصور - 00:47:10
لان المسلمين حينما هزموا في احد لم يكن ذلك هو نهاية المطاف دقوا على دينهم وايمانهم وعقيدتهم فيسترد المؤمن قوته ثم يعاود من جديد مصاولة الاعداء. حتى ينتصر عليهم لكن اذا تخلى الانسان عن الحق الذي يحمله - 00:47:28
فهذه هي الهزيمة المحققة التي لا يمكن ان يقوم وينتصر اذا كان على هذه الحال الهزيمة الحقيقية ان نترك مبادئنا وان نستجيب لدعوة عدونا ولكيده فيتخلى المؤمن عن دين الله تبارك وتعالى وعن نصر ربه ورسوله وشريعته - 00:47:50
هذه الهزيمة الحقيقية ان تتقمص الامة شخصية عدوها ان تحاكيه في اموره وفي ثقافته وفي احواله واقرأوا قراءات رواد التغريب في العالم الاسلامي ابان مرحلة الانبهار ثم بعد ذلك مرحلة الاستعمار. ماذا كانوا يقولون؟ اقرأوا ما كتبته هدى الشعراوي. وآآ - 00:48:13
اقرأوا ما كتبه سيء الذكر ذلك الشيخ الذي ذهب مع البعثة رفاعة الطهطاوي من اجل ان يكون مرشدا لهم فظل اقرأوا يعجبون بكل شيء باذواق الغرب وبحركاتهم وسكناتهم حتى انهم يعجبون ويعلنون ذلك يعجبون برقصهم - 00:48:38
المرأة حينما تراقص الرجال يقول ليس هذا كالرقص المشرقي. انما هو رقص كله ذوق. بمجرد حركات وتوازن بالحركات والمرأة كل من دعاها او دعته فانها اراقصه وهذا عرف اجتماعي عندهم - 00:48:58
ويدعو الى مثل هذه الاشياء وجاء من يقول كطه حسين ان يقول علينا ان نأخذ بالحضارة الغربية ومعطياتها حلوها ومرها صالحها وطالحها. وكان يقول قبحه الله. يقول مصر لم تعد من الشرق - 00:49:16
انما هي قطعة من الغرب حتى الناحية الجغرافية اراد ان يلحقها بالغرب وذكر افتخاره واعتزازه بالغرب واستيائه من كل ما هو مشرقي فتنكروا لدينهم مثل هؤلاء ينصرون ابدا فهؤلاء من العلمانيين منذ ذلك الوقت البعيد اكثر من مئة سنة. ماذا حققوا للاسلام؟ من نصر عسكري - 00:49:33
على اعدائهم او من نصر حضاري هل حصلوا حضارة؟ اخرجوا المرأة وتبرجت وصارت تمشي عارية على الشواطئ عارية بل صوروها على اغلفة المجلات في ذلك الحين على غلاف المجلة كما ولدتها امها ليس عليها شيء - 00:49:59
ماذا جنوا ماذا حصلوا؟ ماذا جلبوا للامة منذ اكثر من مئة سنة هل صاروا في مصاف الامم المتقدمة صاروا من الامم المتحضرة الامم الصناعية ابدا لم يحصل شيء من هذا - 00:50:18
انما كان تضييع الدين وتضييع الدنيا وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده على كل حال هذا السؤال الذي اوردته من اهل العلم كالقرطبي من ذهب الى ما هو ابعد من هذا في الجواب - 00:50:33
وان لم يذكره في خصوص الجواب عن هذا السؤال لكن ذلك يدل عليه فذكر ان حقيقة النصر هي المعونة بطريق التولي والمحبة. قال هذا هو النصر وان المعونة على الشر لا تسمى نصرا - 00:50:50
ولذلك يقول ان الكافر اذا حصل له الظفر لا يقال انه منتصر وانما يقال مسلط يقول ولو شاء الله لسلطهم عليكم فهذا تسليط وعون بشري. لكن على كل حال ايها الاحبة - 00:51:04
هذا النصر الذي وعد الله عز وجل به حينما يتأخر فان ذلك لا يعني انه معدوم او ان الله يخذل اولياءه ابدا. فالله جل جلاله يقول حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا نصر تخلف. وهذا من الخطرات وهو احسن ما يجاب به. عن هذا الاشكال الذي - 00:51:19
في الاية حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا ان وعد الله قد تخلف في النصر. كيف يظن الرسل بهذا الظن فيقال هذا من باب الخطرات في اوقات الشدة العصيبة. تقع مثل هذه الخواطر في النفس فما يلبث المؤمن ان يدفعها فلا تضره. مثل اللي قال لاولاده في - 00:51:41
هذي شدة الخوف عند الموت اذا مت فاحرقوني ثم اعذروني الى اخره. فغفر الله عز وجل له لان ذلك كان في لحظات مثل شدة الفرح الرجل الذي قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من - 00:52:00
بدات الفرح فالمقصود ايها الاحبة انه لابد من الصبر وقد يبطئ النصر وكما في حديث خباب رضي الله عنه شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة. فقلنا الا تستنصر لنا؟ الا تدعو لنا؟ فقال - 00:52:14
قد كان من قبلكم يؤتى بالرجل فيحفر له في الارض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بامشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه. والله ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء - 00:52:30
الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون. فهذا النصر ايها الاحبة قد يبطئ لان الامة غير متهيئة له ضعيفة هشة لم تتربى التربية المطلوبة وليس عندها القوة الكافية لحماية - 00:52:50
هذا النصر وقد يكون ذلك من اجل ان تبذل الامة مزيدا من الجهود في نصر دين الله عز وجل والتضحية في سبيله فيتنزل عليها نصره وهكذا ايضا حينما تتعلم الامة وتتيقن انه لا ناصر لها الا الله - 00:53:08
فتنقطع السبل من هنا وهناك تيأس من الخلق وتبرأ من حولها وجهدها وطاقتها وقوتها وهكذا ايضا من اجل تحقيق مزيد من الصلة بالله والافتقار اليه واللجوء اليه. وعندئذ يتنزل النصر - 00:53:27
وهكذا قد تكون الامة غير متجردة في جهادها كفاحها فالنفوس فيها اشياء والنيات مشوبة فاذا حصل التجرد جاء النصر وهكذا ايضا قد تكون البيئة غير مهيأة لقبول الحق فلو انتصر لقام عليه اقرب الناس - 00:53:47
اليه. السؤال الاخر الله تبارك وتعالى يقول ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا. فقد يقول قائل نحن نرى الكفار يسلطون على على اهل الايمان. فكيف نفهم هذه الاية الحافظ ابن القيم رحمه الله اجاب عن هذا - 00:54:09
واخبر ان الاية على عمومها وظاهرها. وخلاصة الجواب هو ان الله قال ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين على المؤمنين قال فعلق ذلك بالايمان فوصفهم بالمؤمنين فاذا حققوا الايمان على الوجه المطلوب فلا يمكن ان يكون للكافرين عليهم سبيل. ولكنه يدخل عليهم النقص ويحصل - 00:54:28
تسليط للاعداء بقدر ما نقص من ايمانهم. ما قال الله عز وجل ولن يجعل الله للكافرين عليكم سبيلا. قال ولن يجعل الله للكافرين على من على المؤمنين فلابد ان يحقق هذا الوصف وصف الايمان على الوجه المطلوب فالحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه - 00:54:53
فعلى قدر ما يضعف الايمان على قدر ما يحصل من التسليط وعلى قدر ما يحصل الارتقاء بالايمان والثبات على الحق على قدر ما يحصل من الحفظ والكلائة لاهل الايمان والسؤال الاخير هو ان الله قال ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. كيف ننصر ربنا تبارك وتعالى - 00:55:15
ننصره بنصر دينه. ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. فنحن الله غني عنا ليس بحاجة الى نصرنا فهو القوي ومن الخلق حتى ينصروا ربهم - 00:55:39
لكن المراد بذلك هو ان ننصر دينه. ان تنصروا الله ينصركم. ولاحظ هذا ايضا يدخل تحت القاعدة السابقة الحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص نقصانه على قدر ما ننصر ربنا تبارك وتعالى على قدر ما يحصل لنا من النصر. ان تنصروا الله ينصركم - 00:55:59
على قدر نصركم لله على قدر ما يحصل لكم من النصر وهكذا والله تعالى اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:56:18
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فمرحبا بكم معاشر الاخوان والاخوات واسأل الله تبارك وتعالى ان يجعل هذا المجلس مباركا ونافعا ومقربا الى وجهه الكريم - 00:00:00
وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته حديثنا في هذه الليلة ايها الاحبة عن اسم من اسماء الله تبارك وتعالى وهو النصير وقد تحدثت قبل ذلك عن موضوع يتصل بمقومات النصر - 00:00:23
ابان الحرب التي وقعت بين اخواننا في غزة وبين اعدائنا من اليهود كان ذلك انطلاقا من هذا الاسم الكريم. وذكرت حينها ان ذلك الحديث لا يغني عن حديث قد اعتدنا - 00:00:43
على طريقته بالكلام على اسماء الله الحسنى وانه سيأتي حديث عن اسم الله النصير على النمط الذي عودناكم الحديث به. ولهذا ايها الاحبة اقول سيندرج تحت هذا الحديث في هذه الليلة الكلام على معنى هذا الاسم - 00:01:05
من جهة اللغة ومن جهة المعنى الذي يكون في حق الله تبارك وتعالى ثم نتحدث بعد ذلك عن ورود هذا الاسم الكريم في الكتاب والسنة واما ثالثا ففي الكلام على ما يدل عليه هذا الاسم - 00:01:27
واما الرابع ففي اثار الايمان بسم الله النصير واما الخامس ففي ذكر سؤالات ثلاثة قد ترد ثم اذكر الجواب عنها بعد ذلك اما اولا فالكلام على معنى هذا الاسم اما من ناحية اللغة - 00:01:49
فالنصير في اللغة من النصرة والاسم النصرة والنصير تقول نصره نصرة ونصرا فالنصير ايها الاحبة فعيل بمعنى فاعل او مفعول لان كل واحد من المتناصرين ناصر ومنصور تقول نصره اي اعانه - 00:02:09
وقواه واداله واظهره وانتصر منه اي انتقم منه ولو شاء الله لانتصر منه اي لانتقم منهم والنصير هو الناصر والنصر هو العون والاظهار وما الى ذلك مما اشرت اليه هذا في كلام العرب - 00:02:32
واما معنى هذا الاسم بالنسبة لله جل جلاله فمن اهل العلم من يقول بان ان النصير هو الميسر للغلبة وبعضهم يقول يفرق بينه وبين الناصر يقول الناصر الميسر للغلبة والنصير هو الموثوق منه بالا يسلم وليه ولا يخذله - 00:02:55
وبعضهم فسره بالمعين فهذه اقوال لاهل العلم كالحليم والقرطبي وذكر بعضهم كالاصبهاني بان النصير والناصر بمعنى واحد وانه لا فرق بينهما فهو الذي ينصر المؤمنين على اعدائهم ويثبت اقدامهم عند اللقاء - 00:03:21
ويلقي الرعب في قلوب عدوه وعدوهم. على كل حال الذي يظهر والله تعالى اعلم انه من جهة المعنى لا فرق بين النصير والناصر الا ان النصير قد بني على المبالغة على وزن فعيل - 00:03:44
وان النصر معناه وحقيقته كما ذكرت في الكلام على معناها اللغوي فالله هو النصير بمعنى انه يظهر ولي ويقويه ويديله على اعدائه ومن ناوأه وذلك قد يكون بالنسبة للجماعة المسلمة للامة باكملها - 00:04:02
كما حصل لاهل الايمان في يوم بدر ولقد نصركم الله ببدر وانتم اذلة فهذا انتصار وهو انتصار في اجلى صوره واعلى حالاته الذي يحصل به التشفي والظهور والغلبة في ارض المعركة - 00:04:26
الانتصار في الحرب بالقوة فهذه اجلى صور الانتصار يحصل بها كسر العدو واذلاله واهانته ويحصل بها التشفي لاهل الايمان ولهذا قال الله تبارك وتعالى قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم - 00:04:45
كل هذه الامور تتحقق بالانتصار على الاعداء في ارض المعركة فهذا اجلاه وهناك الوان اخرى من الانتصار قد ينتصر الرجل بمفرده والله تبارك وتعالى اخرج رسوله صلى الله عليه وسلم من مكة ثاني اثنين - 00:05:11
ليس معه جيش ولا حرس ومع ذلك كان هذا من الانتصار بلا شك لان الله عز وجل قال الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار - 00:05:31
اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها فهذا التأييد اضافة الى ما ذكره الله عز وجل جعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا. فهذا انتصار وان لم يكن هناك قتال - 00:05:48
وجيوش تتقابل وقل مثل ذلك ايضا حينما يدحر الله عز وجل العدو بافة ينزلها عليه كما فعل لفرعون اغرقه الله تبارك وتعالى وانجى موسى ومن معه واذ انجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب. الى ان قال الله تبارك وتعالى - 00:06:08
واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون اغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون. لم يغرق ال فرعون بسبب عمل عمله موسى صلى الله عليه وسلم بهم وانما بسبب تغريق الله عز وجل لهم بما تعلمون - 00:06:32
حيث انفلق البحر وصار طريقا يبسا فاجتاز موسى صلى الله عليه وسلم ومن معه فلما دخله فرعون وجنوده اطبق الله عليهم البحر فاغرقهم واهلكهم وقوله تبارك وتعالى في هذه الاية وانتم تنظرون - 00:06:54
فهذا ابلغ في التشفي حيث ان الله عز وجل اهلك عدوهم على مرأى منهم واذا هلك العدو ونحن لا نشاهده وانما نسمع اخباره ترد بعد حين فان ذلك لا يكون كما لو اهلكه الله - 00:07:12
جل جلاله ونحن نشاهد واعظم من هذا وابلغ واقوى اذا كان هذا الاهلاك على ايدي اهل الايمان. فيحصل به مزيد من التشفي والمقصود ايها الاحبة ان الانتصار قد يحصل باظهار الحق في ارض المعركة. وقد يقع في حكم الحاكم اذا ظلم الانسان واخذ حقه وهضم - 00:07:31
ثم بعد ذلك استطاع ان يستخرج حقه وان يقيمه بحكم حاكم فان ذلك يعد انتصارا وهكذا ايضا باهلاك الظالم قد يدعو على ظالمه فيهلك فيكون ذلك من قبيل الانتصار الى غير ذلك من صور احقاق الحق واقامة العدل وابطال الظلم والباطل - 00:07:56
جور وقد يكون هذا الانتصار بقبول الناس للداعية ولدعوته ورفض دعاوى الشر والباطل والمنكر ودعاة الشهوات والشبهات فلا يجدون قبيلا ولا يجدون ناصرا ومعينا او لا يجدون طريقا لترويج باطلهم ودعوتهم. كل هذا من الانتصار - 00:08:20
وقد لا يكون ذلك الا بعد حين بعد تطاول الزمان ولكن العاقبة للمؤمنين للمتقين. كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى وهو ما ذكرته في موضوعنا الذي طرحناه سابقا في مقومات النصر وتحدثت عنه في درس اخر بعنوان والعاقبة للمتقين وهو حديث - 00:08:44
قديم على كل حال الله تبارك وتعالى ايها الاحبة هو النصير الذي ينصر عباده المؤمنين ويعينهم كما قال جل جلاله ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟ وعلى الله فليتوكل المؤمنون - 00:09:07
كما في قوله يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ويقول انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ويقول ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله - 00:09:29
ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم. ولينصرن الله من ينصره. ان الله لقوي عزيز الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور - 00:09:48
وكان حقا علينا نصر المؤمنين من كان يظن الا ينصره الله في الدنيا والاخرة فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ وارجح ما قيل في تفسير هذه الاية - 00:10:07
ان المعنى من كان يظن الا ينصره الله فليمدد بسبب الى السماء حبل. ثم يلوي ذلك على عنقه ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيدهما يغيظ؟ بمعنى فليقتل نفسه فلينتحر فان دين الله ظاهر وغالب ومنصور شاء من شاء وابى من ابى فمن ضاق ذرعا بذلك ولم يحتمل فعليه ان يبحث له - 00:10:25
طريقا في الخلاص وعلى كل حال الله ينصر اهل الايمان ويسددهم وسيأتي الحديث عن نصر العبد لربه. ثانيا ورود هذا الاسم في الكتاب والسنة. في القرآن الله تبارك وتعالى ذكر - 00:10:50
النصير في اربعة مواضع بقوله فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير. وفي قوله واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير وفي قوله وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا. وقوله وكفى بربك هاديا ونصيرا. هذه اربعة مواضع لا - 00:11:11
ليس لها حيث ذكر فيها هذا الاسم بهذه اللفظة النصير. بصيغة المبالغة. واما الناصر فالذي يظهر والله اعلم انه ليس من اسماء الله عز وجل الا يقال عبد الناصر وان كان بعض اهل العلم اثبته - 00:11:37
اخذا من قوله تبارك وتعالى بل الله مولاكم وهو خير الناصرين. لكن في الضوابط التي ذكرناها في بداية هذه مجالس التي من خلالها نتعرف على ما يصح ان يسمى الله تبارك وتعالى به وما يكون من قبيل الاوصاف لا يكون هذا - 00:11:56
فمن قبيل الاسماء غير الناصرين. فلم يرد الناصر في شيء من نصوص الكتاب والسنة. وفي هذه الايات نلحظ الاقتران بين هذا الاسم الكريم النصير وبين المولى في موضعين من هذه المواضع الاربعة - 00:12:16
وان تولوا فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير هذه اية الانفال والاخرى في الحج في قوله جل جلاله واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير فالمولى معناه العام ان الله تبارك وتعالى مولى لجميع العباد. الاتقياء والفجار. وهكذا ايضا هو مولى - 00:12:36
للمؤمنين والكفار بمعنى انه السيد والمولى يأتي بمعنى السيد تقول فلان مولى لفلان اي انه سيد له والمملوك يقول يا مولاي يعني يا سيدي والله تبارك وتعالى يقول عن الخلق اجمعين ثم ردوا الى الله - 00:13:02
مولاهم الحق فهو مولى لجميع الخلائق بهذا الاعتبار وله معنى خاص والولاية الخاصة باهل الايمان. ولهذا قال الله عز وجل الله ولي الذين امنوا ثم ذكر اثر ذلك قال يخرجهم من الظلمات الى النور. والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات. فلاحظ - 00:13:22
فرق بين الموضعين فولايته العامة بمعنى انه السيد. فلا يخرج عن ذلك احد. وولايته الخاصة بمعنى انه ينصر اهل الايمان ويكلأهم ويرعاهم ويحوطهم ويحفظهم ويظهرهم على عدوهم ويعلي شأنهم فهذه ولاية خاصة - 00:13:46
فاذا اقترن ذلك بالنصير نعم المولى ونعم النصير فما المراد بالولاية؟ يكون المراد بها الولاية الخاصة فيكون المولى بمعنى الناصر الذي يحفظ عبده ويعينه ويقويه وينصره ويدفع عنه شر الاشرار وكيد الفجار - 00:14:09
ولهذا يحسن ان يكون الحديث عن النصير مقترنا باسمه تبارك وتعالى المولى والولي. فالله هو الولي. ولكن كما سابقا ان جمع هذه الاسماء التي لا ترجع في لفظها الى مادة واحدة ان ذلك - 00:14:32
يحوجنا الى شيء من ضغط هذا الحديث وهو امر غير مستساغ فمن اجل ان نتحدث بشيء من التوسع ولا نضغط هذا الحديث كثيرا فافردوا الكلام على النصير في هذه الليلة - 00:14:51
ثم يأتي حديث ان شاء الله تعالى في ليلة اخرى عن المولى والولي باذن الله تبارك وتعالى. وهكذا ايظا جاء مقترنا بموضع واحد بالهادي. وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا - 00:15:06
فهنا الله تبارك وتعالى يخبر انه يقيض لكل نبي اعداء من المجرمين ولابد وهذا كما يقول الشاطبي رحمه الله بان هذه الامور التي تقع للانبياء سواء كانت من قبيل الخصائص - 00:15:27
كالرعب الذي جعله لرسوله صلى الله عليه وسلم مسيرة شهر او نحو ذلك يكون لاتباعه منه بحسب حظهم من اتباعه فهنا وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين. فلاتباع الانبياء عليهم الصلاة والسلام لاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم للسائرين - 00:15:43
على طريقته اعداء من المجرمين. ولذلك ينبغي للانسان ان ينظر في موضع قدمه وفي اي صف يكون هل هو من الدعاة الى الله عز وجل او من انصارهم او من محبيهم - 00:16:03
ممن ينشرون الفضيلة والخير ويذبون عن شرائع الاسلام او هم ممن يشككون فيها ويطعنون فيها واتخذوا الدعاة الى الله عز وجل والمصلحين اعداء الاداء يشتمونهم ويستهزئون بهم ويكتبون الاعمدة في شرشحتهم والسخرية منهم - 00:16:18
والطعن في ثوابت الدين فهؤلاء هم اعداء الرسل عليهم الصلاة والسلام. فالناس على فريقين. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم قم ببعض - 00:16:38
ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون فمن هان على الله عز وجل وقع في هذه الاوحال وتورط في مثل هذه المقامات - 00:16:55
والله المستعان. على كل حال ايها الاحبة جاء هنا مقترنا بالهادي. فالله يتولى انبيائه عليهم الصلاة والسلام. ويهديهم الى الحق وينصرهم على لا اهل الباطل من المجرمين فهو يتولى الهداية - 00:17:15
بالنسبة لهم بكل صورها ومعانيها وينصرهم بجميع انواع النصرة. فهؤلاء من اعداء الرسل فقدوا الهداية واعرضوا عنها والله تبارك وتعالى كفى به هاديا. يهدي اولياءه وانبياؤه الى محابه وينصرهم ويزيلهم - 00:17:33
على عدوهم اولئك لم يهتدوا ضالوا وصاروا يعادون الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ويحاربونهم ويشككون في دعوتهم وكفى بربك هاديا ونصيرا لو شاء الله لهداهم ولكن هانوا على الله جل جلاله - 00:17:55
فاذلهم وارداهم. اما في السنة فقد جاء هذا الاسم الكريم في حديث انس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم انت عاضدي. وانت نصيري بك احول وبك اصول وبك اقاتل - 00:18:14
وقد اخرجه بعض اصحاب السنن كابي داوود والترمذي. وصفة النصرة ثابتة له تبارك وتعالى في نصوص كثيرة. انا لننصر رسلنا كما سبق وكما في قوله صلى الله عليه وسلم صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده وهو - 00:18:33
رجل في الصحيحين وسيأتي ان شاء الله ثالثا ما يدل عليه هذا الاسم الكريم. هذا الاسم النصير يدل بدلالة المطابقة وعرفنا ان دلالة المطابقة اي دل اللفظ على تمام معناه - 00:18:53
فهو يدل بدلالة المطابقة على الذات والصفة يدل على ذات الله عز وجل ويدل على هذه الصفة التي تضمنها هذا الاسم وهي صفة النصرة ويدل بدلالة التضمن على الذات فقط اذا اردنا به الذات - 00:19:10
اذا اطلقنا النصير واردنا به المسمى وهو الله جل جلاله. ويدل بدلالة التضمن ايضا على الصفة فقط اذا اردنا الصفة ويدل باللزوم دلالة الالتزام على صفات كثيرة لا بد منها من اجل ان يكون نصيرا - 00:19:26
لابد ان يكون حيا مثلا لابد ان يكون قويا لابد ان يكون عزيزا لابد ان يكون غنيا لابد ان يكون قادرا لابد ان يكون عليما لابد ان يكون حكيما يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها. وهكذا ايضا لابد ان يكون عظيما - 00:19:47
لابد من صفة العدل لابد من العلو وهكذا فهذه اوصاف لابد منها من اجل ان يكون نصيرا. هذه تسمى دلالة اللزوم. يعني يلزم من كونه نصيرا ان يكون حيا. ان يكون قويا - 00:20:07
ان يكون عزيزا فاقد الشيء لا يعطيه هذا معنى دلالة اللزوم يلزم من كذا كذا يلزم من كون الله عز وجل هو الرزاق انه غني. وهذا الاسم الكريم يتضمن صفة وهي النصرة والنصرة من صفات - 00:20:21
الافعال صفة فعلية وليست من صفات الذات الحياة صفة ذاتية العظمة صفة ذاتية ولكن النصرة من الصفات الفعلية. رابعا اثار الايمان بهذا الاسم الكريم. اولا دعاؤه تبارك وتعالى به. فالله جل جلاله - 00:20:37
يقول ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وعرفنا من قبل ان الدعاء يكون على نوعين دعاء مسألة انك اذا دعوت تدعو بما يناسب من الاسماء. فاذا كنت تريد النصر تقول يا نصير انصرني - 00:20:59
يا نصير انصر اخواننا المسلمين. وهكذا كما جاء في الحديث السابق اللهم انت عضدي ونصيري بك احول وبك اصول وبكاء اقاتل. هذا دعاء المسألة ان تسأل ربك ذاكرا هذا الاسم الكريم. اما دعاء العبادة - 00:21:17
فهو ان تتعبد الله عز وجل بمقتضى هذا الاسم وكل الاثار التي ساذكرها بعده هي في الواقع داخلة تحت دعاء العبادة العبد يجب عليه ان ينصر ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه - 00:21:37
وسلم وينصر اخوانه من اهل الايمان فهو يعلم ان الله ينصره اذا فعل ذلك كما سيأتي. يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده. وعلى الله فليتوكل المؤمنون - 00:21:53
نون فيكون ثابتا صابرا. وكما جاء في الصحيح صحيح البخاري ان قريشا في صلح الحديبية لما طالبوا ببعض الشروط في الصلح واقرها النبي صلى الله عليه وسلم. جاء عمر وقال الست نبي الله حقا؟ قال بلى - 00:22:15
قال السنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال بلى. فقال عمر رضي الله عنه فلم نعطي الدنية في ديننا اذا؟ فماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم؟ اني رسول - 00:22:34
الله ولست اعصيه يا عمر وهو ناصري وهكذا حينما ذهب عمر رضي الله عنه الى ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:22:46
فينبغي لكل احد ان يجتهد ويجد في نصر دين الله تبارك وتعالى اذا عرف العبد وايقن ان ربه هو النصير. فانه يشمر في محابه وما يرضيه فيأمر بالمعروف. وينهى عن المنكر - 00:23:01
ولا تحمله خشية الناس وهيبتهم على ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. لان الله يقول ان تنصروا الله ينصركم فالله ينصر عبده المؤمن الذي يسعى بطاعته من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان - 00:23:19
والله لا يضيع اولياءه وعباده المتقين فهو قادر على نصرتهم فهو الذي نصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده فهو القوي القادر على كل شيء ولكنه يبلو العباد بعضهم ببعض لينظر كيف يعملون - 00:23:44
فيرى الانسان او يقف في موقف او مقام يجب عليه ان يقوم فيه بحق الله جل جلاله فالله يبتليه ويختبره هل ينصر ربه؟ هل ينصر دينه ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض - 00:24:03
وامر اخر من هذه الاثار وهو ان نعلم ان النصر من الله وحده لا يملك احد من المخلوقين ان ينصرونا او ان يحققوا لنا عزا ورفعة وعلوا انما الذي يملك ذلك هو الله جل جلاله - 00:24:26
الله تبارك وتعالى من تولاه ونصره فهو المنصور ومن خذله فهو المخذول. ان ينصركم الله فلا غالب لكم. وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده. ولما انزل الله عز وجل - 00:24:46
في يوم بدر قال الله تبارك وتعالى وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر لا من عند الله ان الله عزيز حكيم نزول الملائكة والملك الواحد يمكن ان يدمر ذلك الجيش الذي جاء من مكة ويدمر اهل مكة باجمعهم ومع - 00:25:01
الله انزل ملائكة كثر اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين يعني يردفهم اخرون قد كان المشركون وعدوا بنصر من قبل بعض حلفائهم فقال الله تبارك وتعالى بلى في السورة الاخرى في سورة ال عمران اني ممدكم بثلاثة الاف - 00:25:26
من الملائكة منزلين. بلى ان تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا من هذه الناحية يأتي المدد الذي وعد به الكفار يمددكم ربكم بخمس خمسة الاف من الملائكة مسومين. خمسة الاف - 00:25:53
فهذا كله على الارجح في غزوة بدر فالذين نزلوا الف مردفين يردفهم غيرهم يأتون بعدهم مدد من الملائكة ولماذا ذلك كله وما جعله الله الا بشرى. فقط ولتطمئن به قلوبكم. وما جعله الله الا بشرى لكم في ال عمران - 00:26:09
ولتطمئن قلوبكم به والا وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم. وفي ال عمران العزيز الحكيم فاذا كان الملائكة على قوتهم وشدتهم وعظم خلقهم لا يستطيع البشر ان يقفوا امام ملك واحد - 00:26:33
ومن البشر مثل الذر ماذا فعل الملك او الملائكة؟ نفر من الملائكة ماذا فعلوا بقرى قرى مؤتفكات قرى التي انقلبت قرى قوم لوط القرى باكملها رفعت من الارض حتى وصلت الى اعلى ثم قلبت عليهم واتبعوا بحجارة - 00:26:52
اهلكهم الله تبارك وتعالى ومع ذلك الله جل جلاله يقول وما جعله الله الا بشرى. فالنصر منه وحده لا شريك له. لا يأتي النصر من عبد ضعيف حقير ذليل لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا - 00:27:10
وقد ينهمك هذا العبد الذليل بنفسه وينشغل بها لامر نزل به من بلاء مرض او ضائقة اقتصادية او غير ذلك او قد يغير رأيه فيك ويقلب لك ظهر المجن ويتحول الى عدو مظهر للعداوة - 00:27:26
فاقول ايها الاحبة النصر من الله ينبغي ان نوقن بهذه الحقيقة وان نعمل بمقتضاها وانه ان ينصرنا الله فلا غالب لنا وانه لا يمكن ان يأتي النصر من احد من دون الله عز وجل ولهذا قال الله تبارك وتعالى - 00:27:44
وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. امن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن. ونوح صلى الله عليه وسلم حينما طالبه قومه ان يطرد الضعفاء الفقراء - 00:28:03
قال ويا قومي من ينصرني من الله ان طردتهم افلا تذكرون وقال عن قوم نوح مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله انصارا. وصالح صلى الله عليه وسلم يقول لقومه فمن ينصرني من الله ان عصيته - 00:28:18
ومؤمن ال فرعون يقول يا قومي لكم الملك اليوم ظاهرين في الارض فمن ينصرنا من بأس الله ان جاءنا وهكذا انظروا ما فعل الله عز وجل بقارون وماذا قال عنه فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين. رجل - 00:28:39
يملك ثروة هائلة مفاتيح الخزائن تنوء بها العصبة من اولي القوة. ثم بعد ذلك بلحظة تتحول الحال ولا يجد له من ينصره. ومن يقف معه ومن يخلصه من بأس الله تبارك وتعالى الذي نزل به - 00:28:57
والرجل صاحب الجنة الذي قال لصاحبه انا اكثر منك مالا واعز نفرا. ماذا فعل الله تبارك وتعالى به وصل به الشعور بالقوة والتمكن والثقة بالنفس انه انكر البعث وما اظن الساعة قائمة ولئن رددت الى ربي لاجدن - 00:29:15
ان خيرا منها منقلبا فاصبح يقلب كفيه. بعد ما دمرها الله تبارك وتعالى فاصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم اشرك بربي احدا - 00:29:35
ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا. هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبى ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما سمعتم - 00:29:54
اللهم انت عضدي ونصيري بك احول وبك اصول بك اقاتل. انظر هذه المقالة ومقالة هذا صاحب الجنة ومقالة قارون من عرف ربه ليس كمن لم يعرفه كثير من الاسئلة ايها الاحبة التي نسمعها الجواب عنها اعرف ربك معرفة صحيحة باسمائه وصفاته - 00:30:12
اولئك الذين يشتكون انهم يتخوفون من المستقبل. يقلقون اولئك الذين يخافون من امور لا يدركونها. او يخافون من المخلوقين. يشعر بشيء من الرهبة من مخلوقين من امثاله. الذي يتجرأ على معاصي الله عز وجل ويقول فما السبيل؟ ما العمل؟ الذي اذا خلا بمعصية الله تبارك وتعالى - 00:30:34
انتهكها او بحدوده تعداها ما الجواب؟ ليس هناك حلول يمكن ان تأخذ بهذا الانسان بالقوة وتحمله على طاعة الله عز وجل قسما في كثير من هذا يقال اعرف ربك معرفة صحيحة باسمائه وصفاته فلا تتزعزع وكثير من الامور قد تكون خافية - 00:30:55
على الانسان نفسه لكنه اذا جاء الجد وجاء الخوف عند ذلك يعرف ضعفه وخوفه وعجزه فكثير من الناس يكون تعلقه بالمخلوق الضعيف من عرف الله معرفة صحيحة فانه لا يسعه الا ان يقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انت عضدي ونصيري بك احول وبك - 00:31:16
اصول وبك اقاتل الملائكة وما جعله الله الا بشرى. فكيف بغيرهم؟ عضدي يعني عوني بك احول اي احتال تقول فلان لا حول له لا حيلة له ولا حول ولا قوة الا بالله لا تحول من حال الى حال الا بقوته سبحانه وتعالى - 00:31:40
لا حيلة في دفع سوء ولا قوة في ادراك خير الا بالله جل جلاله فهو الذي يعطي ويمنح ويمنع هو الذي يعصمنا ان اراد وهو الذي يهلك من شاء ويحول من حال الى حال - 00:31:59
من الغنى الى الفقر من القوة الى الضعف ومن الذلة الى العز والغلبة والنصر والظهور. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله. والله مع الصابرين. يصبرون على ويصبرون عن معصيته ويصبرون على اقداره المؤلمة ويصبرون عند منازلة الاعداء. وهكذا صلى الله عليه وسلم في دعائه - 00:32:16
الذي ذكرته انفا لا اله الا الله وحده اعز جنده ونصر عبده وغلب الاحزاب وحده فلا شيء بعده. وهو مخرج في صحيح مسلم فيجب ايها الاحبة ان نثق بنصره ونتوكل عليه فلا يرهب الانسان الكفار - 00:32:41
ولا تتعاظم قوتهم في نفسه ولا يرهب ايضا المخلوقين فيتعاظم الواحد منهم في نفسه فيكون خوفه من المخلوق اعظم من خوفه من الله جل جلاله فهذا فعل من لم يعرف ربه معرفة صحيحة باسمائه وصفاته. اما المنصور حقيقة ايها الاحبة من نصره ربه وخالقه - 00:33:01
جل جلاله والمخذول من خذله الله ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟ الجواب لا احد والله يقول وكان حقا علينا نصر المؤمنين - 00:33:26
انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوموا الاشهاد ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون. فنصر الله لاوليائه واقع لا محالة الله يقول وكان حقا علينا - 00:33:41
ويقول بالتأكيد بان انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد كتب الله لاغلبن انا ورسلي فقد حكم سبحانه وتعالى وقضى في كتابه الاول وقدره الازلي كما يقول الحافظ ابن كثير - 00:34:01
رحمه الله الذي لا يخالف ولا يمانع ولا يبدل ان النصرة له ولكتابه ولرسوله ولعباده المؤمنين في الدنيا والاخرة لكن علينا ان نأخذ باسباب النصر فاذا امن العبد ان ربه تبارك وتعالى هو النصير. فان ذلك يدفعه ويحمله - 00:34:21
على ان يختط خطا في حياته ويسير سيرا مرضيا لربه جل جلاله ليكون ربه ناصرا ومعينا ومقويا له وحافظا. وذلك بالخضوع لامره وشريعته وبنصرة دينه وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ان تنصروا الله ينصركم ويثبت - 00:34:45
اقدامكم ولينصرن الله من ينصره فالنصر بيده جل جلاله فيجب ان نتوجه اليه بالعبادة والطاعة. وان نطلب النصر منه سبحانه وتعالى وان نتحقق من قوله جل جلاله بعدما قال ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. من هم الذين ينصرهم وينصرونه؟ الذين ان مكناهم في الارض - 00:35:10
اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. هؤلاء هم الذين ينصرهم ربهم ويعينهم ويزيلهم على اعدائهم ويظهرهم ويقويهم. فاذا ضعف هذا الايمان تضاءل في نفس العبد وفي قلبه فانه تغلب عليه المخاوف - 00:35:37
من هنا وهناك فيقع منه التقصير والتراجع في ترك عبودية الله عز وجل التي اوجبها عليه ثم بعد ذلك يحصل له من الخذلان ما يتأذى به ويرتكس بسببه والله المستعان - 00:36:01
ومن ثم ايها الاحبة اذا عرفنا هذه المعاني نحتاج الى ان نقبل على الله عز وجل بكليتنا بقلوبنا وجوارحنا وان نظهر الفقر له لانه هو الذي يملك النصر وحده فلابد من الافتقار اليه. النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بالنصر - 00:36:19
صرف يوم بدر وهو رسول الله وهو افضل خلق الله عليه الصلاة والسلام حتى يقع رداؤه من على منكبه وابو بكر رضي الله عنه يقول كفاك مناشدة ربك ويذكره بنصر الله عز وجل له ومع ذلك يظهر هذا - 00:36:36
الافتقار ان تهلك هذه العصابة لا تعبد في الارض. اللهم انجز لي ما وعدتني. فالانسان يدعو ويلح بالدعاء. وينبغي ان يلتفت في الانسان الى نفسه هل هو محقق لهذا المعنى او انه مقصر به؟ فيما بينك وبين الله في سجودك في صلاتك اذا اوتر الانسان اذا - 00:36:53
طل في ليل او نهار في اخر ساعة من الجمعة بين الاذان والاقامة في اوقات هل يدعو الله عز وجل بنصر الاسلام والمسلمين وان ينصر اخوانه المسلمين؟ او ان الغفلة غالبة - 00:37:15
فلا بد من الافتقار الى الله جل جلاله وان نسأل منه النصر ان ينصرنا الله عز وجل على عدونا. العدو الباطني وهو ابليس والاعداء الظاهرين من شياطين الانس الذين يحاربون دين الله تبارك وتعالى - 00:37:29
واولياءه من اجل ان يسلم الانسان من الاذى بانواعه ومن الشرور شرور الشبهات والشهوات وما يقع من ادانة الاعداء. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ربي اعني ولا تعن علي. وانصرني ولا تنصر علي. وامكروا - 00:37:50
لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي وانظروا الى خبر الربيين الذين اثنى الله عز وجل عليهم بقوله وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير - 00:38:10
وفي القراءة الاخرى قتل معه ربيون كثير. فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب طابرين. وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا. وانصرنا على القوم الكافرين - 00:38:28
فماذا كانت النتيجة؟ فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة بعد ذلك اقول ايها الاحبة هنا سؤالات ثلاثة قد ترد فيتساءل بعضنا كيف نجمع بين قول الله تبارك وتعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا - 00:38:48
ويوم يقوم الاشهاد كيف نجمع بين هذا وما وقع من قتل بعض الانبياء عليهم الصلاة والسلام تيحيى وزكريا بنو اسرائيل قتلوا في يوم واحد سبعين نبيا. والمسلمون هزموا في يوم احد - 00:39:08
وشج وجه النبي صلى الله عليه وسلم وسال الدم على وجهه وكسرت رباعيته. الى غير ذلك مما تعلمون. كيف نوثق بين هذا الوعد وبين هذه الامور الواقعة. هذا وجه السؤال - 00:39:26
وقد اجاب عنه اهل العلم كابن جرير كبير المفسرين رحمه الله تعالى. ذكر جوابين الاول ان ذلك انا لننصر رسلنا انه خبر عام في صيغته ولكنه من العام المراد به الخصوص. بمعنى ان اللفظ عام واريد به ليس العموم كل الرسل - 00:39:40
وانما رسول معين. فحمل ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم يعني هو بمعنى انا لننصر رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم والذين امنوا به في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد - 00:40:05
هذا الجواب نقله ابن جرير رحمه الله ولم يذكره تقريرا ولكنه يرد على هذا الجواب اشكال النبي صلى الله عليه وسلم وقع له ما وقع في يوم احد فقد يقول هؤلاء بان المقصود العاقبة النهاية هزم في يوم احد ثم بعد ذلك - 00:40:21
حصل الانتصار في نهاية المطاف وفتحت مكة واسلم من اسلم وقتل من قتل من المشركين وهلك من هلك فكان الظهور للنبي صلى الله عليه وسلم ولمن معه من المؤمنين. قد يجيبون بهذا الجواب - 00:40:39
ولكن اذا اجابوا بهذا الجواب فانه ينبغي ان يجاب به عن بقية الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين قتلوا. والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه في يوم القيامة يأتي النبي ومعه - 00:40:55
الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي وليس معه احد لذلك نقول بان الجواب الثاني الذي ذكره ابن جرير رحمه الله ان المقصود الانتصار لهم وان يكون الظهور لهم سواء كان ذلك في حضرتهم او بعد غيبتهم - 00:41:07
يقول كما فعل بقتلة يحيى وزكريا سلط الله عليهم من اعدائهم من اهانهم وسفك دماءهم وهكذا النمرود يقول اخذه الله اخذ عزيز مقتدر والذين راموا صلب المسيح عليه الصلاة والسلام رفعه الله عز وجل اليه ثم ينزل في اخر الزمان ويكسر - 00:41:25
صليب ويقتل الخنزير ولا يقبل الا الاسلام او السيف لا يقبل الجزية وهذا يكون في غاية الظهور وهذه سنته تبارك وتعالى في خلقه قديما وحديثا انه ينصر عباده المؤمنين في الدنيا - 00:41:45
ويقر اعينهم ممن اذوهم ولكن ذلك قد لا يحصل للمعين مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه قتل وكان ذلك في اول الاسلام ولم يشهد الفتوحات لم يشهد فتح مكة ولم يشهد فتح فارس والروم بل ان ياسر وسمية - 00:42:02
الله عنهم في مكة قتلوا ولم يشاهدوا شيئا من الانتصارات كانوا في وقت الضعف وخديجة رضي الله تعالى عنها توفيت بمكة ولم تشاهد ظهور الاسلام بل كانت ماتت في وقت - 00:42:21
صعب لاقى النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه شدة من المشركين فالعبرة بالعواقب والنهايات والله عز وجل يقول من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب ولهذا اهلك الله عز وجل قوم نوح اهلك عادا - 00:42:35
وثمود واصحاب الرس وقوم لوط واهل مدين واشباههم واضرابهم ممن كذب الرسل عليهم الصلاة والسلام وانجى اهل الايمان يقول السدي رحمه الله لم يبعث الله عز وجل رسولا قط الى قوم فيقتلونه او قوما من المؤمنين يدعون الى الحق يقتلون - 00:42:53
فيذهب ذلك القرن حتى يبعث الله تبارك وتعالى لهم من ينصرهم. يطلب بدمائهم ممن فعل ذلك بهم في الدنيا يقول فكانت الانبياء والمؤمنون يقتلون في الدنيا وهم منصورون فيها. وهكذا نصر الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم على - 00:43:13
ناوأه كانت في البدايات يدان تارة ويدال عليه الكفار تارة اخرى ثم بعد ذلك كان الظهور والغلبة لرسوله صلى الله عليه وسلم ولاتباع دينه فمنحه الله اكتاف المشركين في يوم بدر - 00:43:33
وقتل صناديدهم واسر من كبرائهم وسادتهم فساقهم مقرنين في الاصفاد بغاية الذل والمهانة وما مضى مدة يسيرة حتى فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة اقرت عينه ببلده الحرام حطم الاصنام. وظهر دين الله تبارك وتعالى. وقام بلال رضي الله تعالى عنه يؤذن - 00:43:51
ثم بعد ذلك قبض النبي صلى الله عليه وسلم. فتتابع اصحابه وخلفاؤه على فتح البلاد والاقاليم. ودعوا الى لله عز وجل فدانت لهم المدائن والممالك والامصار وفتح الله القلوب وهدى الى دينه من شاء فصار دين الاسلام ظاهرا عزيزا ممكنا فوصلت جيوش المسلمين الى حدود - 00:44:18
الصين شرقا وكانت روسيا الى عهد قريب في ايام الدولة العثمانية تدفع الجزية للعثمانيين وفي اوروبا كان لا يولى في بعض الفترات لا يولى ملك من ملوك الفرنجة حتى يأذن له المسلمون - 00:44:42
ياذن له سلطانهم. واذا قرأتم في بعض الرقاع والرسائل من بعض ملوكهم وكبرائهم يبعثون بابنائهم في غاية التذلل في خطاباتهم والالتماس لملوك المسلمين رجاء ان يقبلوا ابناءهم ليتعلموا من المسلمين في جامعاتهم. فاصبح المسلمون منارة - 00:44:58
ينشرون هدى الله جل جلاله. ويتعلم منهم الناس الدين والحضارة والعلم ولم يكن احد يستطيع ان يقهرهم الى ان حصل ما حصل من تفرق واختلاف واعراض عن دين الله تبارك وتعالى - 00:45:20
فصار التراجع والهزيمة والله المستعان المقصود ايها الاحبة ان الجواب عن هذا السؤال هو بما سمعتم ان العبرة بالنهايات والله عز وجل قال في حق عيسى صلى الله عليه وسلم وجاء للذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة - 00:45:37
مع ان اتباع المسيح عليه الصلاة والسلام لم يعرف لهم في التاريخ ظهور ما كان لهم غلبة كانوا يستضعفوني اعني اهل التوحيد وانما ظهر بعد ذلك اهل التثليث لما دخل قسطنطين في النصرانية او جر النصرانية الى وثنيته - 00:45:55
فظهروا على اليهود وقتلوهم قتلا ذريعا في ممالك النصارى والاقرب الله تعالى اعلم من اقوال اهل العلم في معنى هذا الظهور الذي ذكره الله عز وجل هو الظهور ببعث محمد صلى الله عليه وسلم. فظهر دين التوحيد وهو دين الرسل عليهم الصلاة والسلام. دين الاسلام. فصار المسلمون - 00:46:11
ظاهرين على اليهود والنصارى وسائر الاديان. فالعبرة بالنهايات ثم ايضا ايها الاحبة الانسان له عدو باطن وهو ابليس يدعوه الى الهوى والشهوات والكفر والشبهات وما الى ذلك ويلقي في قلبه الخواطر والوساوس ويزين له - 00:46:31
باطل ويرجيه من اجل ان يؤخر التوبة ويقع في محادة الله عز وجل فهذا عدو يحتاج العبد الى ان ينتصر بالله عز وجل عليه فهذا نصر باطن. وهناك نصر ظاهر وهو النصر على الاعداء الظاهرين - 00:46:51
وعلى جميع الظالمين فاذا اصابه العبد وقال له هذا فهو منصور فان كسر وهزم وهو ثابت على الدين والحق والايمان فان الكفار وان كان لهم شيء من الظفر فالمؤمن منصور - 00:47:10
لان المسلمين حينما هزموا في احد لم يكن ذلك هو نهاية المطاف دقوا على دينهم وايمانهم وعقيدتهم فيسترد المؤمن قوته ثم يعاود من جديد مصاولة الاعداء. حتى ينتصر عليهم لكن اذا تخلى الانسان عن الحق الذي يحمله - 00:47:28
فهذه هي الهزيمة المحققة التي لا يمكن ان يقوم وينتصر اذا كان على هذه الحال الهزيمة الحقيقية ان نترك مبادئنا وان نستجيب لدعوة عدونا ولكيده فيتخلى المؤمن عن دين الله تبارك وتعالى وعن نصر ربه ورسوله وشريعته - 00:47:50
هذه الهزيمة الحقيقية ان تتقمص الامة شخصية عدوها ان تحاكيه في اموره وفي ثقافته وفي احواله واقرأوا قراءات رواد التغريب في العالم الاسلامي ابان مرحلة الانبهار ثم بعد ذلك مرحلة الاستعمار. ماذا كانوا يقولون؟ اقرأوا ما كتبته هدى الشعراوي. وآآ - 00:48:13
اقرأوا ما كتبه سيء الذكر ذلك الشيخ الذي ذهب مع البعثة رفاعة الطهطاوي من اجل ان يكون مرشدا لهم فظل اقرأوا يعجبون بكل شيء باذواق الغرب وبحركاتهم وسكناتهم حتى انهم يعجبون ويعلنون ذلك يعجبون برقصهم - 00:48:38
المرأة حينما تراقص الرجال يقول ليس هذا كالرقص المشرقي. انما هو رقص كله ذوق. بمجرد حركات وتوازن بالحركات والمرأة كل من دعاها او دعته فانها اراقصه وهذا عرف اجتماعي عندهم - 00:48:58
ويدعو الى مثل هذه الاشياء وجاء من يقول كطه حسين ان يقول علينا ان نأخذ بالحضارة الغربية ومعطياتها حلوها ومرها صالحها وطالحها. وكان يقول قبحه الله. يقول مصر لم تعد من الشرق - 00:49:16
انما هي قطعة من الغرب حتى الناحية الجغرافية اراد ان يلحقها بالغرب وذكر افتخاره واعتزازه بالغرب واستيائه من كل ما هو مشرقي فتنكروا لدينهم مثل هؤلاء ينصرون ابدا فهؤلاء من العلمانيين منذ ذلك الوقت البعيد اكثر من مئة سنة. ماذا حققوا للاسلام؟ من نصر عسكري - 00:49:33
على اعدائهم او من نصر حضاري هل حصلوا حضارة؟ اخرجوا المرأة وتبرجت وصارت تمشي عارية على الشواطئ عارية بل صوروها على اغلفة المجلات في ذلك الحين على غلاف المجلة كما ولدتها امها ليس عليها شيء - 00:49:59
ماذا جنوا ماذا حصلوا؟ ماذا جلبوا للامة منذ اكثر من مئة سنة هل صاروا في مصاف الامم المتقدمة صاروا من الامم المتحضرة الامم الصناعية ابدا لم يحصل شيء من هذا - 00:50:18
انما كان تضييع الدين وتضييع الدنيا وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده على كل حال هذا السؤال الذي اوردته من اهل العلم كالقرطبي من ذهب الى ما هو ابعد من هذا في الجواب - 00:50:33
وان لم يذكره في خصوص الجواب عن هذا السؤال لكن ذلك يدل عليه فذكر ان حقيقة النصر هي المعونة بطريق التولي والمحبة. قال هذا هو النصر وان المعونة على الشر لا تسمى نصرا - 00:50:50
ولذلك يقول ان الكافر اذا حصل له الظفر لا يقال انه منتصر وانما يقال مسلط يقول ولو شاء الله لسلطهم عليكم فهذا تسليط وعون بشري. لكن على كل حال ايها الاحبة - 00:51:04
هذا النصر الذي وعد الله عز وجل به حينما يتأخر فان ذلك لا يعني انه معدوم او ان الله يخذل اولياءه ابدا. فالله جل جلاله يقول حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا نصر تخلف. وهذا من الخطرات وهو احسن ما يجاب به. عن هذا الاشكال الذي - 00:51:19
في الاية حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا ان وعد الله قد تخلف في النصر. كيف يظن الرسل بهذا الظن فيقال هذا من باب الخطرات في اوقات الشدة العصيبة. تقع مثل هذه الخواطر في النفس فما يلبث المؤمن ان يدفعها فلا تضره. مثل اللي قال لاولاده في - 00:51:41
هذي شدة الخوف عند الموت اذا مت فاحرقوني ثم اعذروني الى اخره. فغفر الله عز وجل له لان ذلك كان في لحظات مثل شدة الفرح الرجل الذي قال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من - 00:52:00
بدات الفرح فالمقصود ايها الاحبة انه لابد من الصبر وقد يبطئ النصر وكما في حديث خباب رضي الله عنه شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة. فقلنا الا تستنصر لنا؟ الا تدعو لنا؟ فقال - 00:52:14
قد كان من قبلكم يؤتى بالرجل فيحفر له في الارض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بامشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه. والله ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء - 00:52:30
الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون. فهذا النصر ايها الاحبة قد يبطئ لان الامة غير متهيئة له ضعيفة هشة لم تتربى التربية المطلوبة وليس عندها القوة الكافية لحماية - 00:52:50
هذا النصر وقد يكون ذلك من اجل ان تبذل الامة مزيدا من الجهود في نصر دين الله عز وجل والتضحية في سبيله فيتنزل عليها نصره وهكذا ايضا حينما تتعلم الامة وتتيقن انه لا ناصر لها الا الله - 00:53:08
فتنقطع السبل من هنا وهناك تيأس من الخلق وتبرأ من حولها وجهدها وطاقتها وقوتها وهكذا ايضا من اجل تحقيق مزيد من الصلة بالله والافتقار اليه واللجوء اليه. وعندئذ يتنزل النصر - 00:53:27
وهكذا قد تكون الامة غير متجردة في جهادها كفاحها فالنفوس فيها اشياء والنيات مشوبة فاذا حصل التجرد جاء النصر وهكذا ايضا قد تكون البيئة غير مهيأة لقبول الحق فلو انتصر لقام عليه اقرب الناس - 00:53:47
اليه. السؤال الاخر الله تبارك وتعالى يقول ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا. فقد يقول قائل نحن نرى الكفار يسلطون على على اهل الايمان. فكيف نفهم هذه الاية الحافظ ابن القيم رحمه الله اجاب عن هذا - 00:54:09
واخبر ان الاية على عمومها وظاهرها. وخلاصة الجواب هو ان الله قال ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين على المؤمنين قال فعلق ذلك بالايمان فوصفهم بالمؤمنين فاذا حققوا الايمان على الوجه المطلوب فلا يمكن ان يكون للكافرين عليهم سبيل. ولكنه يدخل عليهم النقص ويحصل - 00:54:28
تسليط للاعداء بقدر ما نقص من ايمانهم. ما قال الله عز وجل ولن يجعل الله للكافرين عليكم سبيلا. قال ولن يجعل الله للكافرين على من على المؤمنين فلابد ان يحقق هذا الوصف وصف الايمان على الوجه المطلوب فالحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه - 00:54:53
فعلى قدر ما يضعف الايمان على قدر ما يحصل من التسليط وعلى قدر ما يحصل الارتقاء بالايمان والثبات على الحق على قدر ما يحصل من الحفظ والكلائة لاهل الايمان والسؤال الاخير هو ان الله قال ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. كيف ننصر ربنا تبارك وتعالى - 00:55:15
ننصره بنصر دينه. ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. فنحن الله غني عنا ليس بحاجة الى نصرنا فهو القوي ومن الخلق حتى ينصروا ربهم - 00:55:39
لكن المراد بذلك هو ان ننصر دينه. ان تنصروا الله ينصركم. ولاحظ هذا ايضا يدخل تحت القاعدة السابقة الحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته وينقص نقصانه على قدر ما ننصر ربنا تبارك وتعالى على قدر ما يحصل لنا من النصر. ان تنصروا الله ينصركم - 00:55:59
على قدر نصركم لله على قدر ما يحصل لكم من النصر وهكذا والله تعالى اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه - 00:56:18