محاضرات

التعليق المختصر على حديث حذيفة إنا كنا في جاهلية وشر | الشيخ رشاد الضالعي

رشاد بن أحمد الضالعي

الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته - 00:00:00ضَ

ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا - 00:00:33ضَ

يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد اعلموا ان خير الحديث كتاب الله - 00:01:01ضَ

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ايها الاخوة في الله نحمد الله سبحانه وتعالى الذي جمعنا في هذا المسجد - 00:01:27ضَ

الذي من علينا بهذا اللقاء في هذا المسجد المبارك مسجد اخينا عبد الناصر النعوي رحمه الله وغفر له هذا المسجد الذي اوى اهل السنة والجماعة وانطلقت منه دعوة مباركة فنسأل الله سبحانه وتعالى - 00:01:58ضَ

ان يغفر لمؤسسه وان يرحمه. وان يجعل كل ما يكون فيه في ميزان حسناته ايها الاخوة في الله نتذاكر واياكم في هذا المجلس المبارك حديثا من احاديث نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:02:30ضَ

التي هي من دلائل نبوته ومن العلامات التي تبين صدقه صلى الله عليه وسلم وقد ذكره الامام البخاري رحمه الله في باب علامات النبوة من كتاب المناقب من صحيحه واخرجه ايضا مسلم رحمه الله في كتاب الامارة من صحيحه - 00:02:57ضَ

عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله - 00:03:33ضَ

انا كنا في جاهلية وشر فجاء الله تعالى بهذا الخير اي الاسلام فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قال حذيفة فهل بعد ذلك الشر؟ من خير قال نعم وفيه دخن - 00:04:05ضَ

والدخن اصل معناه او سواد يكون في لون الدابة اي ليس خيرا صافيا قال نعم وفيه دخن قلت يا رسول الله وما دخنه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هدي - 00:04:38ضَ

تعرف منهم وتنكر قال فقلت يا رسول الله هل بعد ذلك الخير من شر قال دعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا - 00:05:12ضَ

قال قوم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا قلت يا رسول الله فما تأمري فما تأمرني؟ ان ادركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم قال قلت يا رسول الله ارأيت ان لم يكن لهم جماعة ولا امام - 00:05:38ضَ

قال اعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعظ على اصل شجرة حتى يأتيك الموت وانت على ذلك هذا الحديث العظيم الذي اتفق عليه الذي اتفق عليه الامامان محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله - 00:06:10ضَ

والامام مسلم ابن الحجاج في صحيحيهما الذين هما اصح الكتب المؤلفة حديث عظيم يرويه لنا حذيفة ابن اليمان الذي كان يلقب بامين سر الرسول صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم - 00:06:39ضَ

اسر اليه اشياء فيما يتعلق باشخاص وفيما يتعلق بحوادث وامور تقع لم يخبر بها غير حذيفة حتى انه كان يعلم كثيرا من المنافقين باسمائهم ولما جاء ولما جيء عمر مر بجنازة - 00:07:13ضَ

فقام يصلي عليها اخذ حذيفة بثوبه قال له اجلس يا امير المؤمنين فانه من اولئك اي من المنافقين لا تصلي عليه فقال له عمر رضي الله عنه انشدك الله هل ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المنافقين - 00:07:44ضَ

قال حذيفة لا ولا ازكي احدا بعده فحذيفة رضي الله عنه كان امين سر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ائتمنه بكثير من السر ولم يطلع علي غيره فتأمل هذه الاسئلة من حذيفة رضي الله عنه - 00:08:10ضَ

التي تدل على حرصه على اسباب النجاة وفي نفس الوقت تدل على حرصه على ما ينجي وينجي غيره من المسلمين قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:08:41ضَ

عن الخير عن العبادات والاحكام والاداب والاخلاق وكنت اسأله عن الشر والمراد عن الشرع عن الفتن التي تقع عما يحصل من الخلاف عما يحصل من الفتن عما ينال الامة من الشرور - 00:09:07ضَ

وعن سبيل النجاة من ذلك كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر جاء في رواية للبخاري قال تعلم اصحاب الخير وتعلمت الشر ولم يتعلم الشر ليعمل به. ولكنه كما قال رضي الله عنه - 00:09:35ضَ

مخافة ان يدركني اي كنت اسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة ان يدركني الشر مخافة ان يصيبني الشر وهذا من العلم النافع الذي بينه الله تعالى في كتابه اتم البيان - 00:10:07ضَ

وهو بيان الشر والتحذير منه وبيان سبيل النجاة منه قال الله سبحانه وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين لتتضح وتظهر سبيل المجرمين بل ثاني سورة في القرآن سورة البقرة افتتحها الله تعالى ببيان حال اهل الخير وحال اهل الشر - 00:10:33ضَ

فذكر الله تعالى فيها الاربع الايات الاولى في المؤمنين ذلك الكتاب لا ريب في هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقنا المنفقون اربع ايات ثم ذكر ايتين في الكافرين ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم او لم تنذرهم لا يؤمنون - 00:11:18ضَ

ثم ذكر نحو ثلاثة عشر اية في المنافقين فبين الله تعالى سبيل المؤمنين وبين الله تعالى سبيل المجرمين فبين الله تعالى سبيل المؤمنين لاجل ان نسلكه وبين الله تعالى سبيل المجرمين - 00:11:47ضَ

لاجل ان نحذره لاجل الا نقع فيه وقد ذكر الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد معنى هذا الكلام وان الله سبحانه وتعالى قد بين في كتابه سبيل المؤمنين على التفصيل - 00:12:19ضَ

وبين سبيل المجرمين على التفصيل قال وانقسم الناس بازاء ذلك الى اربعة اقسام القسم الاول الذين عرفوا سبيل المؤمنين على جهة التفصيل وعرفوا سبيل المجرمين على جهة التفصيل. قال وهؤلاء هم اكمل هذه الامة - 00:12:47ضَ

وهم العلماء الراسخون والائمة الربانيون الذين عرفوا سبيل المؤمنين تفصيلا فاخذوا به وقاموا به وعملوا به وعرفوا ايضا سبيل المجرمين تفصيلا فحذروا منه. وابتعدوا عنه وحذروا غيرهم منه هؤلاء هم اكمل الناس - 00:13:19ضَ

اذا جاء الخير فهم اعرف الناس بالخير واذا جاء الشر عرفوا ان هذا شر اذا جاءت اقوال اهل الشر اهل الاجرام عرفوا ان هذه ليست من اقوال اهل الحق فردوها - 00:13:51ضَ

وابتعدوا عنها ومن هؤلاء حذيفة رضي الله عنه الذي تعلم من النبي صلى الله عليه وسلم الدين وسأله عن الشر تفاصيله مخافة ان يقع فيه القسم الثاني من لم يعرف سبيل المؤمنين ولا سبيل المجرمين - 00:14:11ضَ

وهؤلاء هم عمي القلوب. اشباه الانعام الذين طبع الله تعالى على قلوبهم فلم يعرفوا ولم يعتنوا بمعرفة سبيل المؤمنين الذي هو الايمان والعمل الصالح والخير ولم يعرفوا سبيل المجرمين سبيل اهل الشر - 00:14:38ضَ

سبيل اهل الفساد فربما فاتهم الخير او ذهب عنهم الخير لانهم لا يعرفونه ووقعوا في الشر وفي سبيل اهل الاجرام وهم لا يشعرون القسم الثالث الذين عرفوا سبيل المؤمنين على وجه التفصيل - 00:15:06ضَ

ولم يعرفوا سبيل المجرمين على وجه التفصيل انما عرفوه اجمالا وهؤلاء على خير عرفوا سبيل المؤمنين وطريق المؤمنين وعرفوا الدين ولكن لم يعرفوا سبيل المجرمين على وجه التفصيل هؤلاء ربما دخل عليهم الشر وهم لا يشعرون - 00:15:28ضَ

لا يعرفون ان هذا من مقالة اهل الشر او من فعل اهل الشر او من اقوال اهل الشر. فيقعون فيها وهم لا يشعرون وهذا نقص فيهم جاء عن عمر رضي الله عنه - 00:15:55ضَ

انه قال انما تنقظ عرى الاسلام عروة عروة اذا نشأ في الاسلام من لا يعرف الجاهلية نشأ في الاسلام وهو لا يعرف امور الجاهلية فهنا لا يعرف مقدار الاسلام الذي هو عليه - 00:16:11ضَ

والله ان الانسان يحمد الله حين يعرف سبيل اهل الشر سواء كانوا من اهل البدع ومقالاتهم في الله. وفي اسماء الله وصفاته وفي القرآن وفي الامور الغيبية يزداد يقينا بالخير الذي هو عليه - 00:16:40ضَ

فمعرفة سبيل اهل الشر لاجتنابه امر مهم ولذا كان هذا القسم الثالث الذين عرفوا سبيل المؤمنين تفصيلا ولم يعرفوا سبيل المجرمين الا على وجه الاجمال فيهم نقص من هذه الجهة - 00:17:04ضَ

القسم الرابع الذين عرفوا سبيل المجرمين على وجه التفصيل ولم يعرفوا سبيل المؤمنين الا على وجه الاجمال وهذا ايضا قصور فكيف يعمل في سبيل المؤمنين كيف يقوم بذلك؟ كيف يعرف ذلك ويعتقده؟ ان كان جاهلا به ولا يعلمه الا اجمالا - 00:17:24ضَ

الشاهد من هذا ان اكمل ما يكون عليه الانسان يعتني بالامرين يتعلم الحق يتعلم الدين يتعلم عقيدة اهل السنة والجماعة يتعلم الاحكام يتعلم الشرائع وفي المقابل يتعلم طرائق اهل الشر - 00:17:57ضَ

يعرف طرائق اهل الضلال اهل البدع اهل الكفر والالحاد والزندقة من اجل ان لا يقع فيها من اجل الا يدخل عليه شيء منها وهو لا يشعر كما قال حذيفة رضي الله عنه وكنت اسأله عن الشر - 00:18:23ضَ

لماذا؟ مخافة ان يدركني مخافة ان يدركني مخافة ان اقع فيه فلا يكون الانسان همه الشاغل ان يعرف سبيل المجرمين فقط. ويهمل سبيل المؤمنين طريق المؤمنين يهمل معرفة الدين واحكامه فان هذا نقص - 00:18:47ضَ

ولا يكون الانسان جل همه الى معرفة او كل هم الى معرفة سبيل اهل الايمان ويهمل معرفة سبيل اهل الشر فان هذا فيه نقص من هذه الجهة. وقد يدخل عليه الشر وهو لا يشعر - 00:19:14ضَ

قد قال الله سبحانه ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. نوله ما تولى. ونصله جهنم وساءت مصيره فمن اتبع سبيل غير المؤمنين توعده الله بالنار - 00:19:34ضَ

فالامر ايها المسلم ليس بالامر السهل اليسير انك تعيش في هذه الحياة الدنيا كما تشاء او تعتقد الذي تريد او تسلك ما تهوى نفسك الامر جنة ونار ان سلكت سبيل المؤمنين نجوت - 00:20:01ضَ

وان سلكت سبيل غير المؤمنين انت متوعد بالنار والمراد بالمؤمنين في هذه الاية السلف السلف الصالح الذين اجماعهم حجة ومن يشاقق الرسول ان يخالف الرسول يكون الرسول صلى الله عليه وسلم في شق - 00:20:24ضَ

وهو في شق اخر ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. ان يسلكوا طريقا غير طريق الصحابة والتابعين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا - 00:20:48ضَ

النجاة في سلوك سبيل المؤمنين والابتعاد عن سبيل المجرمين فلذا من فقه حذيفة رضي الله عنه واستقامة نظره اعتنى بهذا الجانب حتى عرف به حتى لقب بامين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:21:19ضَ

وحتى عرف اشياء لم يعرفها ابو بكر ولا عمر ولا غير من الصحابة ممن هو افظل منه لعنايته بهذا الامر وفي هذا فائدة ان الذي يحب الشيء يبرز فيه. كل من احب شيئا وتعلق به - 00:21:47ضَ

ساق غيره فيه فحذيفة رضي الله عنه لما اعتنى بهذا الجانب فاق غيره في هذا الجانب فبعد ان ذكر حذيفة رضي الله عنه هذه المقدمة ان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وهو يسأل عن الشر مخافة ان يقع فيه؟ قال قلت يا - 00:22:12ضَ

رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير هل بعد هذا الخير من شر ولك ان تقف مع هذا السؤال وقفة مهمة وتعرف مدى معرفة الصحابة رضي الله عنهم الذين ادركوا الجاهلية بنعمة الاسلام - 00:22:38ضَ

يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في شر كانوا لا يرون ان دينا احب الى الله من عبادة الاصنام يرون هذا هو احب الدين الى الله - 00:23:13ضَ

واشد ما يقربه من الله ان يصنع بيده صنما ثم يعبده وربما صنع صنما من الطعام او من التمر كما جاء في بعض الاثار فاذا جاع اكله صنم يعبده يتقرب اليه واذا جاع يأكله - 00:23:35ضَ

كان احدهم يأخذ حجرا يعبده فاذا وجد حجرا خيرا منه القى ذلك الحجر واخذ الذي هو خير اي دين اين ذهبت عقولهم اين ذهبت حلومهم؟ يعبد حجرا او شجرا او صنما ولكنها الجاهلية - 00:24:01ضَ

جاهلية يقطعون الطريق ويسيئون الجوار ويقطعون الارحام ويأكلون الميتة ويدفنون البنت حية ويأكل القوي منهم الضعيف. ويعتدي القوي منهم على الضعيف جاهلية استباحوا المحارم وفعلوا المنكرات بسبب الجاهلية التي كانوا عليها - 00:24:28ضَ

كانوا في شر حتى في امر دنياهم كما قال المغيرة رضي الله عنه كنا نأكل كنا نأكل كنا نلبس الشعر والوبر ونعبد الشجر والمدر ونأكل الميتة ونمص الجلد والنوى من الجوع - 00:25:04ضَ

فلا هم في امر دينهم ولا في امر دنياهم مفلحون. لم يفلحوا في امر الدين ولا في امر الدنيا الصحابة الذين عايشوا الجاهلية عرفوا نعمة الاسلام الصحابة الذين عرفوا ما كان على اهل الجاهلية قدروا نعمة الاسلام قدرها - 00:25:32ضَ

ولذا كما قال عمر انما تنقض عرى الاسلام عروة عروة اذا نشأ في الجاهلية من لا يعرف الاسلام. اذا نشأ في الاسلام من لا ايعرف الجاهلية نشأ انسان في الاسلام ولم يعرف مساوئ الجاهلية. لا يعظم الاسلام حق تعظيمه - 00:26:00ضَ

لا يقدر الاسلام حق قدره ولذا تأمل الان الذي يأتي من بلاد الكافرين يسلم من الكفار ويعيش في بلاد المسلمين يعرف قدر النعمة التي فيها المسلمون فهم في جاهلية لا يعبدون احدا عامتهم على الالحاد - 00:26:25ضَ

ليس لهم معبود كالانعام فقط يأكلون ويشربون ويتمتعون والذين كفروا يأكلون ويتمتعون كما تأكل الانعام والنار مثوى لهم بل الانعام خير منهم ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس. لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها - 00:26:53ضَ

ولهم اذان لا يسمعون بها. اولئك كالانعام بل هم اضل حتى اظل من الانعام. البقرة اهدى سبيلا منه البعير اهدى سبيلا منه فالذي يعيش بين الكافرين ويعرف ما هم عليه يعرف النعمة التي يعيشها المسلمون - 00:27:26ضَ

والذي لم يجرب ذلك ترى ربما يحتقر نعمة الله عليه في بلاد الاسلام يطمع ان يعيش في بلاد الكافرين وربما يبذل الغالي والنفيس لاجل ان يصل الى العيش في بلاد الكافرين - 00:27:57ضَ

لم يعرف حقيقة ما هم عليه ولو عرف ذلك لعظم نعمة الاسلام وبلد الاسلام الذي هو فيه فالجاهلية شر الجاهلية فيها كل شر وفساد انظر حذيفة الذي عايش كيف يخاف - 00:28:18ضَ

يخاف اشد الخوف ان تذهب هذه النعمة. نعمة الاسلام ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهداية ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الدين - 00:28:42ضَ

يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير جاء الله بهذا الاسلام جعل لكل ذي حق حقه يا الله بهذا الاسلام عرف القريب به حق قريبه - 00:28:58ضَ

عرف الصديق بي حق صديقه. عرف الجار به حق جاره عرف المسلم ما له وما عليه فجاء الله بهذا الخير قال حذيفة هل بعد هذا الخير من شر هذا الخير هذا الاجتماع هذا الدين هل بعده شر - 00:29:19ضَ

قال نعم بعده شر سيأتي بعده فتن ستأتي بعده شرور سيأتي بعده اختلاف سيأتي بعده قتل وقتال قال يا رسول الله هل بعد ذلك الشر من خير؟ الشر الذي سيأتي - 00:29:43ضَ

هل بعده خير او يظل الشر مستمرا قال نعم بعد ذلك الشر خير ولكن فيه دحن ليس بخير صافي ليس خيرا خالصا والدخن كما سبق هو كدوره او سواد يكون في لون الدابة - 00:30:06ضَ

اي ليس فيه صفاء الخير موجود ولكن مخلط مع غيره قال يا رسول الله ما دخنه ما هو هذا الدخن الذي يكون فيه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هدي - 00:30:37ضَ

تعرف منهم وتنكر لا يستنون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل امورهم. عندهم سنن غير سنة الرسول. اما سنن ابائهم التي ورثوها عنهم اما سنن تمليها عليهم اهواءهم يسيرون عليها. ولا يتقيدون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:31:07ضَ

ولا يهدون بغير هدي. تعرف منهم وتنكر. يعني عندهم محاسن عندهم خير تمسك بالاسلام وعندهم مخالفات كما كان في كثير من الازمان في حال كثير من الولاة الذين لم يستنوا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يهتدوا بهديه - 00:31:33ضَ

وفي هذا الامر بيان مهم ان الانسان يجب عليه ان يلازم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وان يلازم الاهتداء بهدي الرسول لا يخرج عنه كما قال الزهري رحمه الله - 00:32:06ضَ

والاثر في صحيح البخاري معلقا موصول عند غير البخاري وسنده صحيح من الله من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ ومنا التسليم هذا واجبنا نسلم نستن بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:32:28ضَ

من الله الرسالة. الله تعالى يرسل رسالة الى الانبياء وعلى الرسول البلاغ بلاغ هذه الرسالة للامة توصيل هذه الرسالة للامة ومنا التسليم والانقياد والاتباع هذا شأن المؤمن انما كان قول المؤمنين - 00:32:52ضَ

اذا دعوا الى الله ورسوله ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون. يا ايها الذين امنوا استجبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا - 00:33:23ضَ

ان يكون لهم الخيرة من امرهم. ليس لك الاختيار واجب عليك التسليم. واجب عليك الانقياد والاتباع. ان تستن بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وان تهتدي بهديه والا تخرج عن ذلك - 00:33:53ضَ

ولذا هؤلاء القوم عندهم خير ولكن هذا الخير مشوب ليس خيرا صافيا خير فيه دخن وبين النبي صلى الله عليه وسلم ان دخن ذلك هو عدم الاستنان بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم الاهتداء بهديه - 00:34:16ضَ

فواجب على كل مسلم ان يستن بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وان يهتدي بهديه كل حياته يجعلها اتباع واقتداء وتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم السني هذا معنى السني. ليس السني هو لقب تحمله فقط لا - 00:34:42ضَ

السني هو من يعمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم على اقواله. وعلى افعاله وعلى لباسه وعلى معاملته. وفي سائر شأنه فليس السني مجرد نسبة ينتسب اليها - 00:35:11ضَ

ولكنه عمل يعمل به وحياة يطبقها في هذه الدنيا يعيش كما عاش الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هذا الامر الخير الذي يأتي وفيه دخن قال حذيفة يا رسول الله هل بعد ذلك الشر؟ او هل بعد - 00:35:33ضَ

هذا الخير الذي فيه دخن من شر قال نعم دعاة على ابواب جهنم من اجابهم قذفوا فيها دعاة على ابواب جهنم ليس معنى ان جهنم موضوعة امامنا وهم كل واحد على باب من النار لا - 00:35:57ضَ

ولكن المراد دعاة يدعون الى خلاف الحق دعاة يدعون الى الباطل دعاة يدعون الى خلاف طريق المسلمين وفي الحقيقة هؤلاء الدعاة على ابواب جهنم. فمن اجابهم الى تلك الطرق التي يدعونه اليها. قذفوه في النار - 00:36:24ضَ

قذفوه في النار وهؤلاء الدعاة يشمل كما قال شراح الحديث كالامام ابن حجر وغيره يشمل ما حصل من الفتن بعد زمن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله من الامراء الظلمة الذين كانوا يدعون الناس الى طريقهم - 00:36:56ضَ

فهؤلاء من اجابهم الى طريق قذفوه في النار. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكعب ابن عجرة يا كعب ابن عجرة اعاذك الله من امارة السفهاء قال وما امارة السفهاء يا رسول الله - 00:37:27ضَ

قال قوم يهدون بغير هدي ويستنون بغير سنتي الى ان قال عليه الصلاة والسلام فمن صدقهم بكذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوض يوم القيامة - 00:37:51ضَ

اعوان الظلمة اعوان من صام المسلمين بالشر هؤلاء دعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوا فيها وايضا هذا شامل لاهل البدع الذين يدعون الناس الى طرائقهم الذين يدعون الناس الى بدعهم - 00:38:15ضَ

الذين يدعون الناس الى مخالفة هدي الرسول عليه الصلاة والسلام كما قال النبي عليه الصلاة والسلام تفترق او افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة. وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة. وتفترق هذه الامة - 00:38:40ضَ

على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي فالشاهد من هذا الحديث ان هذه الفرق متوعدة بالنار - 00:39:00ضَ

وان دعاتها يدعون الناس الى النار فالذي يدعوك الى خلاف سنة الرسول عليه الصلاة والسلام هذا يدعوك الى نار جهنم الذي يدعوك الى طريقة خلاف طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم خلاف طريقة السلف الصالح - 00:39:23ضَ

هذا يدعوك الى نار جهنم هذا الشر الذي يأتي قال هل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم دعاة. على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها. من اجابهم قذفوا في النار - 00:39:48ضَ

فيحذر الانسان من دعاة الضلال يحذر الانسان من دعاة الباطل فانه اذا اجابهم الى ذلك قذفوا في نار جهنم واوقعوه في النار. وسيتبرأ التابع من المتبوع والمتبوع من التابع يوم القيامة - 00:40:12ضَ

وحذيفة حين سمع هذا الكلام ان هناك دعاة يدعون الى النار كما قال الله وجعلنا منهم ائمة يدعون الى النار قال يا رسول الله صفهم لنا. من هؤلاء الذين هم دعاة على ابواب جهنم - 00:40:37ضَ

من اجابهم اللي قذفوا فيها؟ قال قوم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا اي هم منا من العرب ممن يعيش بينهم وفي اوساطهم ممن ينتسب الى الاسلام دعاء على ابواب جهنم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا - 00:41:02ضَ

من اجابهم الى قذفوا فيها وحذيفة حين عرف ذلك قال يا رسول الله ما تأمرني اذا ادركني ذلك وجدت فرق طوائف فقسم الناس شياعا واحزابا اخشى ان اقع في النار ما تأمرني - 00:41:36ضَ

قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم تلزم جماعة المسلمين وامامهم. اذا كان لهم امام اذا كان لهم حاكم والناس مجتمعون عليه تلزم هذا الطريق لا تخرج عنه فاذا خرجت عنه الى فرق اخرى اوقعوك في نار جهنم - 00:42:00ضَ

قال حذيفة يا رسول الله ان لم يكن لهم جماعة ولا امام تفرقت الامور. تقسم الناس لا توجد لا يوجد امام يجتمع عليه الناس لا توجد جماعة مجتمعون على الحق - 00:42:28ضَ

قال اعتزل تلك الفرق كلها اي لا تكن مع احد منها ولو ان تعض على اصل شجرة حتى يأتيك الموت وانت على ذلك. والمراد اي تصبر وان وجدت شدة وان وجدت - 00:42:46ضَ

قسوة في حياتك اصبر فان الذي يعض على الشجرة يجد شدة. تخيل انسان يذهب الى جذع شجرة يعض باسنانه يتألم وكذلك وان وجدت الما وان وجدت مشقة اعتزل تلك الفرق الضالة كلها - 00:43:08ضَ

ولا تكن مع اي فرقة منها وتمسك بالحق حينئذ. فان الحق هو سبيل النجاة فان الحق حينئذ هو سبيل الفلاح فهذه اسئلة حذيفة رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام - 00:43:32ضَ

وهذا جواب الرسول صلى الله عليه وسلم لحذيفة عن هذه المسائل التي يحتاجها كل مسلم باذن الله سبحانه وتعالى ونستفيد من هذا الحديث فوائد من هذه الفوائد ان المسلم يهتم - 00:43:55ضَ

ويعتني بما يكون سببا في نجاته بعض الناس لا يبالي لا يبالي كيف ينجو الدنيا ملئت بالفتن وملئت بالشرور وهو لا يبالي وكأنه عنده ظمان انه سيعيش ويموت على الخير والاسلام والحق - 00:44:18ضَ

فتراه يسمع لاهل الضلال ويجلس مع اهل الضلال ويسلك سبيل اهل الضلال ولا يخاف على نفسي من الوقوع في الشر فالمسلم يخاف على نفسه قد كان الصحابة يخافون مما هو اشد من هذا - 00:44:48ضَ

عمر رضي الله عنه لما قال له حذيفة حين اراد ان يصلي على ذلك الميت قال له اجلس فانه من اولئك ماذا قال عمر؟ قال انشدك الله يا حذيفة هل عدني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المنافقين - 00:45:10ضَ

عمر الذي بشره الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة والذي شهد له بالجنة وهو حي. ومات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يشهد له بالجنة يخاف ان يكون من المنافقين - 00:45:28ضَ

ويسأل حذيفة وينشده الله هل الرسول صلى الله عليه وسلم ذكره ضمن اسماء المنافقين وقال له حذيفة لا ولا ازكي احدا بعدك لتعلم ان المسلم يجب ان يخاف على نفسه من الشر - 00:45:44ضَ

يجب ان يتبين في امره ويسعى لسلوك سبيل الخير حتى ينجو باذن الله سبحانه وتعالى وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد ان المسلم اذا جاءته الامور المشكلة يفزع الى اهل العلم الناصحين - 00:46:04ضَ

يفزع الى اهل العلم الصادقين. جاءك امر يشكل ما عرفت هل هذا حق او هذا باطل؟ ما عرفت هل هذا صواب او هذا خطأ؟ اسأل تبين في دينه واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به - 00:46:27ضَ

بثوا ونشروا وتناقشوا فيه وهم قاله ولو ردوه الى الرسول في حال حياته والى اولي الامر منهم اي العلماء لعلمه الذين يستنبطونه منهم اذا جاء الامر مما يلتبس على المسلم يجب ان يسأل فيه - 00:46:50ضَ

وان يتبين لدينه في ذلك لان لا يقع في الشر وهو لا يشعر فكم من امور تقع بين المسلمين فتراهم يأخذون فيها ويردون. يخوضون فيها بغير حق ولا فلا ترى الا وهذا قد سلك مسلكا. وهذا سلك مسلكا اخر. ربما قد وقعت بينهم الفتن - 00:47:16ضَ

كما اختلفوا وتهاجروا وتقاتلوا وصارت بينهم حروب دامية على امور لو ردوها الى اهل العلم لبين لهم العلماء ذلك احسن بيان فلذا من السنة ومن هدي السلف ان الامور اذا اشكلت على الانسان يرد ما اشكل عليه - 00:47:44ضَ

الى من ينصحه الى من يبين له الخطأ من الصواب. الى من يبين له الحق من الباطل ايضا في هذا الحديث من الفوائد ان الانسان يسعى الى الطريق الصافي الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:48:11ضَ

لا يرضى بالطريق الذي فيه دخن يجتهد ان يسلك سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه بعض روايات حديث الافتراق قال تركتهم على البيضاء طريق بيظا واضح ليلها كنهارها. ليس فيها لبس - 00:48:39ضَ

ليس فيها اشكالات طريق الحق وطريق الهدى ليس فيه اشكال ولا التباس تركتكم على البيظاء ليل وكنهارها لا يزيغ عنها الا زائغ فهكذا المسلم يحرص على هذه الطريق البيضاء التي ليلها كنهارها ولا يزيغ عنها الا هالك. كما اخبر الرسول عليه الصلاة والسلام - 00:49:04ضَ

طريق بينة قال النبي عليه الصلاة والسلام ان هذا القرآن سبب سبب اي حبل ممدود طرفه بيد الله وطرفه بايديكم هذا القرآن سبيل يوصلك الى الله جل وعلا يقودك الى الله جل وعلا - 00:49:36ضَ

تنجو بي من كثير من الشر. فالمسلم يحرص على الطريق الصافي الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو الاهتداء بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم والاستنان بسنته - 00:50:01ضَ

وهكذا في هذا الحديث من الفوائد ان الانسان اذا حصلت الشرور حصلت الفتنة ماجت واختلطت بالناس ولم يتبين له الحق من الباطل ولم يكن للناس جماعة ولا امام ارجع اليه يعتزل تلك الفرق. لا يدخل فيها - 00:50:19ضَ

ولا يكن من اهلها اسلم له في دينه حتى لا يقع في دينه بالضرر وما دام للمسلمين جماعة وما دام لهم امام يجتمعون فيه يجتمعون عليه فانه يأخذ بذلك الامام وتلك الجماعة ينجيه بذلك ينجيه ذلك في - 00:50:44ضَ

دنيا وفي الاخرة وغير ذلك من الفوائد العظيمة التي في هذا الحديث المبارك الذي سأل حذيفة رضي الله عنه واجاب النبي عليه الصلاة والسلام عن هذه المسائل التي يحتاجها كل انسان - 00:51:09ضَ

فعلى المسلم ان يحتاط لدينه وان يتحرى في ذلك وان يجتهد غاية وسعه في سلوك طريق المؤمنين في سلوك سبيل المؤمنين وفي التمسك بالحق المبين فين؟ الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته. وسار عليه سلف الامة من بعدهم. فهذا هو باب النجاة - 00:51:28ضَ

والسعادة نسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ونسأل الله جل وعلا ان يختم لنا جميعا بالحسنى وان يتوفانا وهو راض عنا انه على كل شيء قدير والحمد - 00:51:56ضَ

لله رب العالمين - 00:52:16ضَ