الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو الدرس الرابع من دروسنا في سورة المؤمنون نتناول فيه عددا من ايات هذه السورة بالتفسير والشرح - 00:00:00
فلعلنا اولا ان نستمع لهذه الايات اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ثم انشأنا من بعدهم قرونا اخرين ما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون. ثم ارسلنا رسلنا تترا اه كلما جاءهم رسولها كذبوه. فاتبعنا بعضهم بعضا - 00:00:20
وجعلناهم احاديث. فبعدا لقوم لا يؤمنون. ثم ارسلنا موسى هارون بآياتنا وسلطان مبين. الى فرعون وملأه فاستكبروا وكانوا ومن عليم. فقالوا ان اؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين. ولقد اتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون - 00:00:57
وجعلنا ابن مريم وامه اية واويناهما الى ربوة ذات قرار ومعيد يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. اني بما تعملون وان هذه امتكم امة واحدة. وانا كن فاتقون. فتقطعوا امرهم بينهم زبرا. كل حزب بما - 00:01:37
لديهم فرحون. فذرهم في غمرتهم حتى حين. ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون. والذين هم بربهم لا - 00:02:22
والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات. وهم لها سابقون تكون بعد ان ذكر الله جل وعلا اهلاك قوم نوح - 00:03:02
واهلاك القوم الاخرين الذين كذبوا رسولهم الذي ارسل اليهم ذكر سنته في الكون. وطريقته في الخلق فقال سبحانه ثم انشأنا من بعدهم قرونا اخرين اي بعد ان اهلك تلك الامم التي كذبت رسلها - 00:03:44
هيأ الله حياة قرون وقبائل وجماعات اخرين من مثل قوم لوط وقوم شعيب وقوم يونس كان من شأنهم ان اجالهم مؤقتة ولم يكن من شأنهم ان تتقدم اجالهم على ما قدره الله عليه. او ان تتأخر. ولذا - 00:04:11
قال ما تسبق من امة اجلها اي ان هلاكها لا يسبق الوقت المحدد الذي جعله الله عز وجل لها ولا تتأخر عنه. فانهم لا يستطيعون دفع العذاب عن انفسهم وقدر الله نافذ - 00:04:38
والله جل وعلا له حكم فيما يجريه في الكون ثم بعد ذلك قال ثم ارسلنا اي ان الله بعث الانبياء وكلفهم بان يوصلوا اليه شريعته بان يوصلوا اليهم شريعته ودعوته - 00:04:59
فهؤلاء الرسل الانبياء الذين امروا تبليغ الشرائع وبجعل الناس بها تتابع تتابع وصولهم الى انبيائهم عليهم السلام فما كان من شأنهم الا التكذيب وكل امة اذا جاءها الرسول كذبوه نسوا ما كان من الامم السابقة التي لما كذبت رسلها - 00:05:22
انزل الله بها العقوبة ولم ينتفعوا بما جاء به هؤلاء الانبياء من التحذير الشديد والتخويف من الله ومن عقوبته والتذكير بسنن الله في الكون وسنة في الذين خلوا من قبل لم ينتفعوا بذلك كله. وحينئذ - 00:05:59
جعل الله العذاب يأتيهم امة بعد امة فاتبعنا بعضهم بعضا اي جعلنا بعضهم يلحق بعضهم الاخر في الهلاك وزوال الامة التي لم يبقى منها احد وحينئذ اصبح من بعدهم لا يجدون لهم الا القصص - 00:06:23
والاحاديث التي تذكر عنهم وحينئذ نعلم ان العلة التي جعلت العقوبة تنزل بهم هي عدم ايمانهم وكل من لم يؤمن فليحذر ان يأتيه الهلاك كما جاء اولئك الاقوام الذين كذبوا رسلهم - 00:06:50
ثم قال تعالى ثم ارسلنا موسى واخاه هارون باياتنا وسلطان مبين اي بعد اهلاك الامم السابقة المتتابعة الكثيرة ارسل الله وبعث موسى نبيا ورسولا، وايده باخيه هارون، وجعل معهم العلامات - 00:07:17
الواضحات والايات البينات من مثل العصا ومن مثل وكون يده بيظا ومن مثل ما عوقب به بنو اسرائيل من القمل والجراد والضفادع والدم والطوفان ونقص الثمرات وقلة المياه وكان سلطانا مبينا اي حجة واضحة بينة - 00:07:42
ارسلهم الى فرعون وملأه ارسل موسى وهارون الى فرعون ملك مصر الذي كان له ابهة الملك في بلاده وملأه اي قومه الكبار الذين كانوا معه فما كان من شأنهم الا ان قابلوا دعوة هذين النبيين بالتكبر - 00:08:13
وعدم الانقياد لها وظنوا انه ما دام الملك لديهم وان المال بايديهم وان تحت ايديهم الجنود الكثيرة. فحينئذ لا ينبغي ان ان يخضعوا لدعوة الحق. هكذا سول لهم عدوهم الشيطان وكانوا قوما عاليين. اي كان لهم العلو في الارظ ولهم القهر - 00:08:39
والغلبة فكان عندهم الملك كان عندهم المال وكان عندهم الرجال والسلاح والعتاد لكنهم لن ينتفعوا بذلك كله. وانما غرتهم هذه الامور الدنيوية فقالوا انؤمن لبشرين مثلنا؟ اي انهم لما جاءتهم دعوة الحق غرتهم احوالهم ومنعهم الكبر من - 00:09:12
انقيادي لدعوة الحق ولذا قالوا على جهة الاستنكار والاستكبار انؤمن لبشرين مثلنا؟ انصدقهما وفي ترك عبودية الناس لنا لنعبد الله وحده انؤمن لبشرين مثلنا؟ واذا نظرت الى الحال هكذا يقولون لوجدت ان جميع قوم هذين - 00:09:41
رجلين يعبدوننا فكيف نطيعهم وقومهم يطيعون يعبدوننا. وحينئذ ما كان منهم الا ان كذبوا موسى هارون عليهم السلام بهذه الحجج التي انما استند فيها على الكبر وعلى امكانات اعطاهم الله اياها فلم ينشئوها لانفسهم - 00:10:12
وحينئذ كذبوا موسى وهارون في دعواهما او في دعوتهما الى الله وفي تذكيرهم بعبودية الله. وحينئذ كان هذا التكذيب من اسباب هلاكهم بالغرق ثم قال تعالى ولقد اتينا موسى الكتاب - 00:10:46
اي اعطينا نبي الله موسى تجة دامغة الا وهي الكتاب فان فيه من الدلائل والبينات الشيء الكثير كان ايتاء وكان اعطاء موسى وكان لموسى هذا الكتاب من اجل ان يكون سببا لهدايتهم - 00:11:13
وهداية قومهم وليعملوا بما في هذا الكتاب. ولكنهم غلب عليهم الكتاب فكذبوا وحين اذ لحقهم الهلاك ثم ذكر الله جل وعلا قصة اخرى الا وهي قصة عيسى ابن مريم وامه عليهما السلام - 00:11:42
فقال وجعلنا ابن مريم وامه اية. نعم عيسى ابن مريم فيها ايات عظيمة وفيها معجزات كبيرة فقد حملت به من غير اب وقد تكلم في المهد وقد حاج الناس وهو في تلك السن - 00:12:07
قال واويناهما الى ربوة اي الى مكان مرتفع من الارض ذات قرار ومعين اي فيها استواء يصلح ان تستقر عليه. وفيها ماء جديد ماء يجري يتجدد تتمكن من ان تشرب منه - 00:12:32
ثم وجه الخطاب ثم وجه الله الخطاب الى الرسل. فقال يا ايها الرسل كلوا اي يحق لكم ان تأكلوا من الطيبات من انواع المطاعم التي تستطيبون اكلها واعملوا طالحا اي ليكن من شأنكم ان تقدموا على الاعمال الطيبة الخيرة التي ترضون بها الله - 00:12:59
اه اني بما تعملون عليم. اي الله جل وعلا مطلع على اعمالهم لا يخفى عليه شيء منها ثم قال وان هذه امتكم امة واحدة. وانا وانا ربكم فاتقون. هذا خطاب للرسل - 00:13:32
ايضا يخبرهم الله جل وعلا فيه بان امتهم امة واحدة لانهم يسيرون على ملة واحدة الا وهي التوحيد بافراد الله بالعبادة. فدينهم جميعا التوحيد ثم قال وانا ربكم اي انا الذي انعم عليكم واتفظل عليكم. وبالتالي عليكم ان توحدوه - 00:13:52
سبحانه وتعالى وان تخافوا منه وان تتقوه جل وعلا. فتبتعدوا عن بغضبه عليكم قال فتقطعوا امرهم بينهم زبرا. اي انهم تفرقوا تقطعوا امرهم بينهم زبرا. اي انهم تفرقوا واختلفوا وبالتالي اصبحوا احزابا - 00:14:24
وفرقا مختلفة كل واحد منها يتهم الاخرين بالاتهمات الشنيعة كل حزب يعجب بما لديه وبالتالي يستنقص ما لدى عند ما لدى الاخرين على جهة العصبية المجردة وليست بناء على الاخذ بالادلة والبراهين - 00:14:55
فذرهم في غمرتهم حتى حين. اي اتركهم ولا تلتفت اليهم ذرهم فيما هم فيه من الغمرة اي الحال الجاهلية حال والحيرة والتردد حتى حين الى وقت قريب سيحل فيه العذاب والعقوبة - 00:15:24
بهم ثم قال تعالى ايحسبون اي هل يعتقدون وهل يظنون انما نمدهم به من مال وبنين. اي ما نعطيهم من الاموال الوفيرة والابناء الكثيرة. هل يعتقدون ان هذه من سببي او بسبب رظا الله عنهم او انها بسبب - 00:15:52
جعلهم او انها لجعلهم يستدرجون بحيث يكون هذا من اسباب نزول العقوبات بهم ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين على جهة الفضل لهم او على جهة الاستدراج لهم. انما اوتوا هذه النعم على جهة - 00:16:24
الاستدراج لهم خيراتهم عجلت لهم في الدنيا. ولذا قال نسارع لهم في الخيرات. بل لا يشعرون تعجيل خيرات الدنيا فقط وبالتالي يزول عنهم اي اجر وثواب في الاخرة بل لا يشعرون اي لا يدركون حقيقة الحال ولا يحسون به - 00:16:49
ثم ذكر الله جل وعلا طائفة من الناس يتصفون بصفات عظيمة فكانت لهم الخيرات في الدنيا والاخرة فقال سبحانه فانظر اولئك يسارع لهم في الخيرات الدنيوية ومعنى نسارع انها تأتيهم في اول امرهم. واما في اخر امرهم فتسلب منهم - 00:17:22
بينما اهل الخشية تبقى عندهم الخيرات دنيا واخرى قال تعالى ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون اي اولئك الاشخاص الذين يخافون من الله خوف علم يشفقون من ان تنزل - 00:17:50
بهم عقوبات الله جل وعلا في الدنيا والاخرة ومن صفتهم انهم انهم بايات بايات ربهم يؤمنون. فهم يجزمون ويصدقون ويتبعون ما جاء عن الله عز وجل في كتابه ثم ذكر من صفاتهم والذين هم بربهم لا يشركون. اي لا يصرفون شيئا من العبادات بغير الله - 00:18:14
سبحانه وتعالى ولا يعطون احدا من الخلق شيئا مما اختص الله سبحانه وتعالى بالاتصاف به ومن صفاتهم ايضا انهم يتصدقون ويجتهدون في اعمال البر ومع كونهم يفعلون ذلك كله فانهم يخافون الا تقبل - 00:18:48
اعمالهم ويخافون من يوم القيامة واهواله وبالتالي قلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات يذكر الله عنهم بانهم يسارعون في الخيرات ان يبادرون اليها ويفعلونها وهم لها سابقون. اي قد فعلوها قبل ان يفعلها غيرهم. وقد هيأوا للناس - 00:19:21
ان يعبدوا الله بها وقد دعوا الاخرين الى التزام هذه الافعال الجميلة فهذه ايات عظيمة من سورة المؤمنون ذكر الله فيها عددا من الايات والاحكام والفوائد التي ينبغي بنا ان - 00:19:59
نتأمل ما فيها فمن ذلك ان الله عز وجل ينشئ اقواما بعد اقوام ولا يزال يجعل الناس يخلف بعضهم بعضا الى قيام الساعة وفي هذه الايات ان الناس ان الناس يخلف بعضهم بعضا. ويأتي بعضهم بعد بعضهم الاخر. فلا يكتب لاحد منهم - 00:20:23
لودو في الارض وفي هذه الايات ان اجال العباد مؤقتة وبالتالي لا يهتم الانسان الان من او لا يتغير ويتكدر بسبب هذا الامر لانه يعلم ان الموت بيد رب العزة والجلال - 00:20:56
وفي هذه الايات سعة فضل الله عز وجل على العباد حيث ارسل اليهم الرسل يرشدونهم الى الحق ويدعونهم الى الهدى وفي هذه الايات ان من الامور المحزنة ان انبياء الله الذين يؤتيهم الله الايات والبراهين تتلقاهم اممهم بالتكذيب - 00:21:23
والتشويه وحينئذ يكون هذا من اسباب العقوبة في الدنيا وفي هذا ان من اسباب نزول العقوبة على العبد في الدنيا ان يكذب الله او يكذب رسوله او يكذب ما جاء عن الله عز وجل - 00:21:50
وفي هذه الايات قدرة الله جل وعلا على اهلاك الامم وفيها انه لا يبقي من الامة المهلكة الا عددا من القصص عنها وفي هذه الايات ان الظلم وعدم الايمان سبب من اسباب - 00:22:17
هلاك الناس وفي هذه الايات ان العباد قد تنزل بهم العقوبات في الدنيا مع ما ينتظرهم من عقوبة الاخرة وفي هذه الايات فظل موسى وهارون عليهما السلام قد استدل بعضهم بقوله ثم ارسلنا على ان الاهلاك التام الذي تستأصل به الامة - 00:22:41
انما كان قبل موسى فانه قال هنا واجعلها اتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم احاديث ثم ارسل موسى فمعناه ان موسى ومن بعده لم يعد عندهم الاهلاك بالعذاب العام ماء وفي هذه الايات ان الايات التي وردت مع هارون - 00:23:12
مآل التي وردت مع موسى وهارون ايات عظيمة وبينة واضحة وفي هذه الايات ان من اكبر اسباب الضلال ومن اكبر اسباب نزول العقوبات التكبر على الخلق وفي هذه الايات ان استحقار الاخرين والتقليل من مكانتهم - 00:23:38
يلحق به حرج على صاحبه وقد يكون من اسباب صده عن اخذ دعوة الحق والالتزام بها وفي هذه الايات ان من اسباب نزول العقوبة بفرعون انهم انه كذب كذب موسى وهارون - 00:24:07
تلاحظون ان الايات التي وردت تشير الى ذنب التكذيب ففي نوح قال نوح قال رب انصرني بما كذبون ثم في قصتي التي قصة الرجل الذي بعده قال رب انصرني بما كذبون - 00:24:36
ثم في ذكر القرون الاخرين قال كلما جاء امة رسولها كذبوه وهنا قال فكذبوهما فكان فكانوا من المهلكين وفي هذه الايات من الفوائد ان الاعتصام بكتاب الله هداية وابتعاد عن الظلال - 00:24:59
وفي هذه الايات فضل الله عز وجل على عيسى ابن مريم وعلى امه عليهما السلام وفي هذه الايات امر الله جل وعلا لرسله عليهم السلام بان يقتصروا في المآكل على الامور الطيبة - 00:25:25
والمآكل النافعة الجيدة وترك ما عداها من المآكل. فالمآكل الخبيثة يمنع من اكلها وفي هذه الايات الامر باداء العمل الصالح ولا يكون العمل صالحا الا اذا كان طاعة لله عز وجل يعني بنية - 00:25:49
خالصة لله سبحانه وتعالى ويشترط فيه ان يكون على هدي محمد صلى الله عليه وسلم وقد قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي هذه الايات سعة عموم سعة علم الله عز وجل - 00:26:17
بحيث لا يخفى عليه شيء من احوالي العباد وفي هذه الايات ايظا ان ملة الانبياء واحدة. وهي الاقرار بدين وبالتوحيد بصرف العبودية لله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات فضل رحمة الله على العباد - 00:26:40
وانه قد انعم عليهم من الخيرات وفي هذه الايات وجوب تقوى الله سبحانه وتعالى. بان تصرف العبادات في مرضاته دون استجلاب رظا غيره وفي هذه الايات ايضا الامر بتقوى الله سبحانه وتعالى. وتقواه بان بان نجعل بيننا وبين - 00:27:08
عقوبته وقاية وحصن باداء الاعمال الصالحة وبترك ظدها في هذه الايات تحريم التفرق والاختلاف والتقطع. وان ذلك ليس من هدي دين الله في شيء وفي هذه الايات ان سبب وجود هذا التفرق هو التعصب - 00:27:40
بحيث كل طائفة تفرح باقوال ائمتها وتجعلها حجة وبرهانا على جميع افعالهم وطريق التخلص من التفرق هو الرجوع الى الكتاب والسنة. كما قال سبحانه فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا - 00:28:09
وبالتالي وجب تحكيم ما فيهما وفي هذه الايات ان الله عز وجل قد يملي للظالم ويمكنه يسيرا ولكنه هو ينزل به العقوبة وفي هذه الايات ان الانسان لا ينبغي به ان يغتر بمتع الدنيا - 00:28:41
من مال وبنين وبالتالي عليه ان يتقي الله فيها. فان من استعملها في الطاعات كانت له ومن استعملها في غير ذلك كانت عليه في هذه الايات ايضا ان الله جل وعلا قد يستدرج بعض العباد الذين يخالفون منهجه من اجل ان يستمروا - 00:29:09
وفي غيهم وعصيانهم فيعطيهم نعما ليستمروا فيها. فتزداد عقوبتهم بسبب بذلك ولذا فان العبد اذا جاءته النعمة سأل الله ان يكون عطاؤها على جهة المنحة التي يحمد صاحبها لا على جهة الاستدراج - 00:29:41
في هذه الايات ايضا من الفوائد ان الانسان قد يظن انه على خير ويكون حاله بضد ذلك يظن انه في امر متناهي آآ بحيث يكون قد ظن انه ينال جنان الخلد ولا يجد من اعماله ما يساعده على ذلك - 00:30:10
وفي هذه الايات ذكر صفات اهل الخير ذكر صفات اهل الخير الذين الذين يعظم اجرهم ويكثر ثوابهم والذين تكون لهم الخيرات فاول هذه الصفات خشية الله وهم يخافون من الله بعلم وبالتالي يخشونه سبحانه - 00:30:41
وكذلك من صفاتهم انهم مشفقون اي خائفون وجلون ان تنزل بهم عقوبة الله ومن صفاتهم ايظا انهم بايات ربهم يؤمنون ان يجزمون ويصدقون بما ورد عن الله من الايات ومن صفاتهم افراد الله بالعبادة بحيث لا يصرفون شيئا من العبادات لغير الله - 00:31:11
وتعالى فقال والذين هم بربهم لا يشركون. وانظر كيف قدم المعمول في قوله بربهم وذلك من اجل التأكيد على آآ اهميته وفي هذه الايات الترغيب في الصدقات والحث عليها وترتيب الاجور - 00:31:43
وفي هذه الايات خوف العبد من ربه سبحانه وتعالى الا تقبل اعماله والا الا فلا اعماله والا يجازى بالحسن وانما يجازى بظده وفي هذه الايات اثبات امر المعاد فان العباد جميعا سيرجعون الى الله سبحانه وتعالى - 00:32:12
وفي هذه الايات ان هؤلاء الصالحين يسارعون في الخيرات اي يبادرون الى امتثالها و وهم لها سابقون فكل منهم يسارع في افعال الخير والصلاح وبالتالي يجدون ذلك الذي تقربوا الى الله بوعد - 00:32:40
بشيء من اه امور الدنيا. هم لها سابقون اي للخيرات سابقونا سيسبقون هذه الخيرات فهذه بعض الفوائد من هذه السورة بعد تفسيرها اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير - 00:33:05
ان يجعلني واياكم الهداة المهتدين. فما اسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يردهم الى دينه ردا حميدا هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. بارك الله فيكم - 00:33:26
التفريغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو الدرس الرابع من دروسنا في سورة المؤمنون نتناول فيه عددا من ايات هذه السورة بالتفسير والشرح - 00:00:00
فلعلنا اولا ان نستمع لهذه الايات اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ثم انشأنا من بعدهم قرونا اخرين ما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون. ثم ارسلنا رسلنا تترا اه كلما جاءهم رسولها كذبوه. فاتبعنا بعضهم بعضا - 00:00:20
وجعلناهم احاديث. فبعدا لقوم لا يؤمنون. ثم ارسلنا موسى هارون بآياتنا وسلطان مبين. الى فرعون وملأه فاستكبروا وكانوا ومن عليم. فقالوا ان اؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين. ولقد اتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون - 00:00:57
وجعلنا ابن مريم وامه اية واويناهما الى ربوة ذات قرار ومعيد يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. اني بما تعملون وان هذه امتكم امة واحدة. وانا كن فاتقون. فتقطعوا امرهم بينهم زبرا. كل حزب بما - 00:01:37
لديهم فرحون. فذرهم في غمرتهم حتى حين. ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون. والذين هم بربهم لا - 00:02:22
والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات. وهم لها سابقون تكون بعد ان ذكر الله جل وعلا اهلاك قوم نوح - 00:03:02
واهلاك القوم الاخرين الذين كذبوا رسولهم الذي ارسل اليهم ذكر سنته في الكون. وطريقته في الخلق فقال سبحانه ثم انشأنا من بعدهم قرونا اخرين اي بعد ان اهلك تلك الامم التي كذبت رسلها - 00:03:44
هيأ الله حياة قرون وقبائل وجماعات اخرين من مثل قوم لوط وقوم شعيب وقوم يونس كان من شأنهم ان اجالهم مؤقتة ولم يكن من شأنهم ان تتقدم اجالهم على ما قدره الله عليه. او ان تتأخر. ولذا - 00:04:11
قال ما تسبق من امة اجلها اي ان هلاكها لا يسبق الوقت المحدد الذي جعله الله عز وجل لها ولا تتأخر عنه. فانهم لا يستطيعون دفع العذاب عن انفسهم وقدر الله نافذ - 00:04:38
والله جل وعلا له حكم فيما يجريه في الكون ثم بعد ذلك قال ثم ارسلنا اي ان الله بعث الانبياء وكلفهم بان يوصلوا اليه شريعته بان يوصلوا اليهم شريعته ودعوته - 00:04:59
فهؤلاء الرسل الانبياء الذين امروا تبليغ الشرائع وبجعل الناس بها تتابع تتابع وصولهم الى انبيائهم عليهم السلام فما كان من شأنهم الا التكذيب وكل امة اذا جاءها الرسول كذبوه نسوا ما كان من الامم السابقة التي لما كذبت رسلها - 00:05:22
انزل الله بها العقوبة ولم ينتفعوا بما جاء به هؤلاء الانبياء من التحذير الشديد والتخويف من الله ومن عقوبته والتذكير بسنن الله في الكون وسنة في الذين خلوا من قبل لم ينتفعوا بذلك كله. وحينئذ - 00:05:59
جعل الله العذاب يأتيهم امة بعد امة فاتبعنا بعضهم بعضا اي جعلنا بعضهم يلحق بعضهم الاخر في الهلاك وزوال الامة التي لم يبقى منها احد وحينئذ اصبح من بعدهم لا يجدون لهم الا القصص - 00:06:23
والاحاديث التي تذكر عنهم وحينئذ نعلم ان العلة التي جعلت العقوبة تنزل بهم هي عدم ايمانهم وكل من لم يؤمن فليحذر ان يأتيه الهلاك كما جاء اولئك الاقوام الذين كذبوا رسلهم - 00:06:50
ثم قال تعالى ثم ارسلنا موسى واخاه هارون باياتنا وسلطان مبين اي بعد اهلاك الامم السابقة المتتابعة الكثيرة ارسل الله وبعث موسى نبيا ورسولا، وايده باخيه هارون، وجعل معهم العلامات - 00:07:17
الواضحات والايات البينات من مثل العصا ومن مثل وكون يده بيظا ومن مثل ما عوقب به بنو اسرائيل من القمل والجراد والضفادع والدم والطوفان ونقص الثمرات وقلة المياه وكان سلطانا مبينا اي حجة واضحة بينة - 00:07:42
ارسلهم الى فرعون وملأه ارسل موسى وهارون الى فرعون ملك مصر الذي كان له ابهة الملك في بلاده وملأه اي قومه الكبار الذين كانوا معه فما كان من شأنهم الا ان قابلوا دعوة هذين النبيين بالتكبر - 00:08:13
وعدم الانقياد لها وظنوا انه ما دام الملك لديهم وان المال بايديهم وان تحت ايديهم الجنود الكثيرة. فحينئذ لا ينبغي ان ان يخضعوا لدعوة الحق. هكذا سول لهم عدوهم الشيطان وكانوا قوما عاليين. اي كان لهم العلو في الارظ ولهم القهر - 00:08:39
والغلبة فكان عندهم الملك كان عندهم المال وكان عندهم الرجال والسلاح والعتاد لكنهم لن ينتفعوا بذلك كله. وانما غرتهم هذه الامور الدنيوية فقالوا انؤمن لبشرين مثلنا؟ اي انهم لما جاءتهم دعوة الحق غرتهم احوالهم ومنعهم الكبر من - 00:09:12
انقيادي لدعوة الحق ولذا قالوا على جهة الاستنكار والاستكبار انؤمن لبشرين مثلنا؟ انصدقهما وفي ترك عبودية الناس لنا لنعبد الله وحده انؤمن لبشرين مثلنا؟ واذا نظرت الى الحال هكذا يقولون لوجدت ان جميع قوم هذين - 00:09:41
رجلين يعبدوننا فكيف نطيعهم وقومهم يطيعون يعبدوننا. وحينئذ ما كان منهم الا ان كذبوا موسى هارون عليهم السلام بهذه الحجج التي انما استند فيها على الكبر وعلى امكانات اعطاهم الله اياها فلم ينشئوها لانفسهم - 00:10:12
وحينئذ كذبوا موسى وهارون في دعواهما او في دعوتهما الى الله وفي تذكيرهم بعبودية الله. وحينئذ كان هذا التكذيب من اسباب هلاكهم بالغرق ثم قال تعالى ولقد اتينا موسى الكتاب - 00:10:46
اي اعطينا نبي الله موسى تجة دامغة الا وهي الكتاب فان فيه من الدلائل والبينات الشيء الكثير كان ايتاء وكان اعطاء موسى وكان لموسى هذا الكتاب من اجل ان يكون سببا لهدايتهم - 00:11:13
وهداية قومهم وليعملوا بما في هذا الكتاب. ولكنهم غلب عليهم الكتاب فكذبوا وحين اذ لحقهم الهلاك ثم ذكر الله جل وعلا قصة اخرى الا وهي قصة عيسى ابن مريم وامه عليهما السلام - 00:11:42
فقال وجعلنا ابن مريم وامه اية. نعم عيسى ابن مريم فيها ايات عظيمة وفيها معجزات كبيرة فقد حملت به من غير اب وقد تكلم في المهد وقد حاج الناس وهو في تلك السن - 00:12:07
قال واويناهما الى ربوة اي الى مكان مرتفع من الارض ذات قرار ومعين اي فيها استواء يصلح ان تستقر عليه. وفيها ماء جديد ماء يجري يتجدد تتمكن من ان تشرب منه - 00:12:32
ثم وجه الخطاب ثم وجه الله الخطاب الى الرسل. فقال يا ايها الرسل كلوا اي يحق لكم ان تأكلوا من الطيبات من انواع المطاعم التي تستطيبون اكلها واعملوا طالحا اي ليكن من شأنكم ان تقدموا على الاعمال الطيبة الخيرة التي ترضون بها الله - 00:12:59
اه اني بما تعملون عليم. اي الله جل وعلا مطلع على اعمالهم لا يخفى عليه شيء منها ثم قال وان هذه امتكم امة واحدة. وانا وانا ربكم فاتقون. هذا خطاب للرسل - 00:13:32
ايضا يخبرهم الله جل وعلا فيه بان امتهم امة واحدة لانهم يسيرون على ملة واحدة الا وهي التوحيد بافراد الله بالعبادة. فدينهم جميعا التوحيد ثم قال وانا ربكم اي انا الذي انعم عليكم واتفظل عليكم. وبالتالي عليكم ان توحدوه - 00:13:52
سبحانه وتعالى وان تخافوا منه وان تتقوه جل وعلا. فتبتعدوا عن بغضبه عليكم قال فتقطعوا امرهم بينهم زبرا. اي انهم تفرقوا تقطعوا امرهم بينهم زبرا. اي انهم تفرقوا واختلفوا وبالتالي اصبحوا احزابا - 00:14:24
وفرقا مختلفة كل واحد منها يتهم الاخرين بالاتهمات الشنيعة كل حزب يعجب بما لديه وبالتالي يستنقص ما لدى عند ما لدى الاخرين على جهة العصبية المجردة وليست بناء على الاخذ بالادلة والبراهين - 00:14:55
فذرهم في غمرتهم حتى حين. اي اتركهم ولا تلتفت اليهم ذرهم فيما هم فيه من الغمرة اي الحال الجاهلية حال والحيرة والتردد حتى حين الى وقت قريب سيحل فيه العذاب والعقوبة - 00:15:24
بهم ثم قال تعالى ايحسبون اي هل يعتقدون وهل يظنون انما نمدهم به من مال وبنين. اي ما نعطيهم من الاموال الوفيرة والابناء الكثيرة. هل يعتقدون ان هذه من سببي او بسبب رظا الله عنهم او انها بسبب - 00:15:52
جعلهم او انها لجعلهم يستدرجون بحيث يكون هذا من اسباب نزول العقوبات بهم ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين على جهة الفضل لهم او على جهة الاستدراج لهم. انما اوتوا هذه النعم على جهة - 00:16:24
الاستدراج لهم خيراتهم عجلت لهم في الدنيا. ولذا قال نسارع لهم في الخيرات. بل لا يشعرون تعجيل خيرات الدنيا فقط وبالتالي يزول عنهم اي اجر وثواب في الاخرة بل لا يشعرون اي لا يدركون حقيقة الحال ولا يحسون به - 00:16:49
ثم ذكر الله جل وعلا طائفة من الناس يتصفون بصفات عظيمة فكانت لهم الخيرات في الدنيا والاخرة فقال سبحانه فانظر اولئك يسارع لهم في الخيرات الدنيوية ومعنى نسارع انها تأتيهم في اول امرهم. واما في اخر امرهم فتسلب منهم - 00:17:22
بينما اهل الخشية تبقى عندهم الخيرات دنيا واخرى قال تعالى ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون اي اولئك الاشخاص الذين يخافون من الله خوف علم يشفقون من ان تنزل - 00:17:50
بهم عقوبات الله جل وعلا في الدنيا والاخرة ومن صفتهم انهم انهم بايات بايات ربهم يؤمنون. فهم يجزمون ويصدقون ويتبعون ما جاء عن الله عز وجل في كتابه ثم ذكر من صفاتهم والذين هم بربهم لا يشركون. اي لا يصرفون شيئا من العبادات بغير الله - 00:18:14
سبحانه وتعالى ولا يعطون احدا من الخلق شيئا مما اختص الله سبحانه وتعالى بالاتصاف به ومن صفاتهم ايضا انهم يتصدقون ويجتهدون في اعمال البر ومع كونهم يفعلون ذلك كله فانهم يخافون الا تقبل - 00:18:48
اعمالهم ويخافون من يوم القيامة واهواله وبالتالي قلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات يذكر الله عنهم بانهم يسارعون في الخيرات ان يبادرون اليها ويفعلونها وهم لها سابقون. اي قد فعلوها قبل ان يفعلها غيرهم. وقد هيأوا للناس - 00:19:21
ان يعبدوا الله بها وقد دعوا الاخرين الى التزام هذه الافعال الجميلة فهذه ايات عظيمة من سورة المؤمنون ذكر الله فيها عددا من الايات والاحكام والفوائد التي ينبغي بنا ان - 00:19:59
نتأمل ما فيها فمن ذلك ان الله عز وجل ينشئ اقواما بعد اقوام ولا يزال يجعل الناس يخلف بعضهم بعضا الى قيام الساعة وفي هذه الايات ان الناس ان الناس يخلف بعضهم بعضا. ويأتي بعضهم بعد بعضهم الاخر. فلا يكتب لاحد منهم - 00:20:23
لودو في الارض وفي هذه الايات ان اجال العباد مؤقتة وبالتالي لا يهتم الانسان الان من او لا يتغير ويتكدر بسبب هذا الامر لانه يعلم ان الموت بيد رب العزة والجلال - 00:20:56
وفي هذه الايات سعة فضل الله عز وجل على العباد حيث ارسل اليهم الرسل يرشدونهم الى الحق ويدعونهم الى الهدى وفي هذه الايات ان من الامور المحزنة ان انبياء الله الذين يؤتيهم الله الايات والبراهين تتلقاهم اممهم بالتكذيب - 00:21:23
والتشويه وحينئذ يكون هذا من اسباب العقوبة في الدنيا وفي هذا ان من اسباب نزول العقوبة على العبد في الدنيا ان يكذب الله او يكذب رسوله او يكذب ما جاء عن الله عز وجل - 00:21:50
وفي هذه الايات قدرة الله جل وعلا على اهلاك الامم وفيها انه لا يبقي من الامة المهلكة الا عددا من القصص عنها وفي هذه الايات ان الظلم وعدم الايمان سبب من اسباب - 00:22:17
هلاك الناس وفي هذه الايات ان العباد قد تنزل بهم العقوبات في الدنيا مع ما ينتظرهم من عقوبة الاخرة وفي هذه الايات فظل موسى وهارون عليهما السلام قد استدل بعضهم بقوله ثم ارسلنا على ان الاهلاك التام الذي تستأصل به الامة - 00:22:41
انما كان قبل موسى فانه قال هنا واجعلها اتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم احاديث ثم ارسل موسى فمعناه ان موسى ومن بعده لم يعد عندهم الاهلاك بالعذاب العام ماء وفي هذه الايات ان الايات التي وردت مع هارون - 00:23:12
مآل التي وردت مع موسى وهارون ايات عظيمة وبينة واضحة وفي هذه الايات ان من اكبر اسباب الضلال ومن اكبر اسباب نزول العقوبات التكبر على الخلق وفي هذه الايات ان استحقار الاخرين والتقليل من مكانتهم - 00:23:38
يلحق به حرج على صاحبه وقد يكون من اسباب صده عن اخذ دعوة الحق والالتزام بها وفي هذه الايات ان من اسباب نزول العقوبة بفرعون انهم انه كذب كذب موسى وهارون - 00:24:07
تلاحظون ان الايات التي وردت تشير الى ذنب التكذيب ففي نوح قال نوح قال رب انصرني بما كذبون ثم في قصتي التي قصة الرجل الذي بعده قال رب انصرني بما كذبون - 00:24:36
ثم في ذكر القرون الاخرين قال كلما جاء امة رسولها كذبوه وهنا قال فكذبوهما فكان فكانوا من المهلكين وفي هذه الايات من الفوائد ان الاعتصام بكتاب الله هداية وابتعاد عن الظلال - 00:24:59
وفي هذه الايات فضل الله عز وجل على عيسى ابن مريم وعلى امه عليهما السلام وفي هذه الايات امر الله جل وعلا لرسله عليهم السلام بان يقتصروا في المآكل على الامور الطيبة - 00:25:25
والمآكل النافعة الجيدة وترك ما عداها من المآكل. فالمآكل الخبيثة يمنع من اكلها وفي هذه الايات الامر باداء العمل الصالح ولا يكون العمل صالحا الا اذا كان طاعة لله عز وجل يعني بنية - 00:25:49
خالصة لله سبحانه وتعالى ويشترط فيه ان يكون على هدي محمد صلى الله عليه وسلم وقد قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي هذه الايات سعة عموم سعة علم الله عز وجل - 00:26:17
بحيث لا يخفى عليه شيء من احوالي العباد وفي هذه الايات ايظا ان ملة الانبياء واحدة. وهي الاقرار بدين وبالتوحيد بصرف العبودية لله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات فضل رحمة الله على العباد - 00:26:40
وانه قد انعم عليهم من الخيرات وفي هذه الايات وجوب تقوى الله سبحانه وتعالى. بان تصرف العبادات في مرضاته دون استجلاب رظا غيره وفي هذه الايات ايضا الامر بتقوى الله سبحانه وتعالى. وتقواه بان بان نجعل بيننا وبين - 00:27:08
عقوبته وقاية وحصن باداء الاعمال الصالحة وبترك ظدها في هذه الايات تحريم التفرق والاختلاف والتقطع. وان ذلك ليس من هدي دين الله في شيء وفي هذه الايات ان سبب وجود هذا التفرق هو التعصب - 00:27:40
بحيث كل طائفة تفرح باقوال ائمتها وتجعلها حجة وبرهانا على جميع افعالهم وطريق التخلص من التفرق هو الرجوع الى الكتاب والسنة. كما قال سبحانه فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا - 00:28:09
وبالتالي وجب تحكيم ما فيهما وفي هذه الايات ان الله عز وجل قد يملي للظالم ويمكنه يسيرا ولكنه هو ينزل به العقوبة وفي هذه الايات ان الانسان لا ينبغي به ان يغتر بمتع الدنيا - 00:28:41
من مال وبنين وبالتالي عليه ان يتقي الله فيها. فان من استعملها في الطاعات كانت له ومن استعملها في غير ذلك كانت عليه في هذه الايات ايضا ان الله جل وعلا قد يستدرج بعض العباد الذين يخالفون منهجه من اجل ان يستمروا - 00:29:09
وفي غيهم وعصيانهم فيعطيهم نعما ليستمروا فيها. فتزداد عقوبتهم بسبب بذلك ولذا فان العبد اذا جاءته النعمة سأل الله ان يكون عطاؤها على جهة المنحة التي يحمد صاحبها لا على جهة الاستدراج - 00:29:41
في هذه الايات ايضا من الفوائد ان الانسان قد يظن انه على خير ويكون حاله بضد ذلك يظن انه في امر متناهي آآ بحيث يكون قد ظن انه ينال جنان الخلد ولا يجد من اعماله ما يساعده على ذلك - 00:30:10
وفي هذه الايات ذكر صفات اهل الخير ذكر صفات اهل الخير الذين الذين يعظم اجرهم ويكثر ثوابهم والذين تكون لهم الخيرات فاول هذه الصفات خشية الله وهم يخافون من الله بعلم وبالتالي يخشونه سبحانه - 00:30:41
وكذلك من صفاتهم انهم مشفقون اي خائفون وجلون ان تنزل بهم عقوبة الله ومن صفاتهم ايظا انهم بايات ربهم يؤمنون ان يجزمون ويصدقون بما ورد عن الله من الايات ومن صفاتهم افراد الله بالعبادة بحيث لا يصرفون شيئا من العبادات لغير الله - 00:31:11
وتعالى فقال والذين هم بربهم لا يشركون. وانظر كيف قدم المعمول في قوله بربهم وذلك من اجل التأكيد على آآ اهميته وفي هذه الايات الترغيب في الصدقات والحث عليها وترتيب الاجور - 00:31:43
وفي هذه الايات خوف العبد من ربه سبحانه وتعالى الا تقبل اعماله والا الا فلا اعماله والا يجازى بالحسن وانما يجازى بظده وفي هذه الايات اثبات امر المعاد فان العباد جميعا سيرجعون الى الله سبحانه وتعالى - 00:32:12
وفي هذه الايات ان هؤلاء الصالحين يسارعون في الخيرات اي يبادرون الى امتثالها و وهم لها سابقون فكل منهم يسارع في افعال الخير والصلاح وبالتالي يجدون ذلك الذي تقربوا الى الله بوعد - 00:32:40
بشيء من اه امور الدنيا. هم لها سابقون اي للخيرات سابقونا سيسبقون هذه الخيرات فهذه بعض الفوائد من هذه السورة بعد تفسيرها اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير - 00:33:05
ان يجعلني واياكم الهداة المهتدين. فما اسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يردهم الى دينه ردا حميدا هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. بارك الله فيكم - 00:33:26